نماذج عن القدوة الحسنة توضح لنا معانيها السامية وأهميتها في الحياة، فهي من أفضل الوسائل التربوية التي تعمل على تقويم الإنسان بمجرد النظر إلى الأشخاص الذين يتمتعون بهذا السلوك من الأساس، لذا سيعرض لكم موقع زيادة الآن بعض النماذج ممن يتمتعون بهذه الصفة.
نماذج عن القدوة الحسنة
عند الحديث عن نماذج عن القدوة الحسنة، فنرى أنه لا يوجد أفضل من القدماء تحديدًا الرسل والأنبياء والصالحين من الصحابة وغيرهم، وذلك لحُسن تصرفاتهم، وخير أعمالهم حيث يقول الحق سبحانه عنهم:
{لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لأُولِي الأَلْبَابِ مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَى وَلَكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ} [يوسف: 111]
، لذا سنعرض لكم الآن بعض النماذج من الصالحين فيما يلي:
1- خير الخلق سيدنا محمد
من المُتعارف عليه أن سيدنا محمد هو خير خلق الله أجمعين، وهو قدوة الأمة الإسلامية بأكملها، وذلك لما له من صفات صالحة ومحمودة.
حيث يقول الله تعالى عنه: {وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ} [سورة القلم: الآية 4]، فنرى أنه كان ولا يزال الناس يقتدون به طوال حياتهم، وذلك لا يشتمل على الأمور المحورية فحسب، بل كانوا يُحاكون كُل ما يقوم به من باب حُبهم الشديد له صلوات ربي عليه.
على إثر ذلك كان كُل من يرى خير البرية يقوم بشيءٍ ما يعمل على القيام به، وقد قال الرسول في حديثه الشريف ما يؤكد هذه الرواية، حيث قال في أحد المواقف:
“ما حملكم على إلقاء نِعالكم؟ قالوا: رأيناك ألقيتَ نعلَيك فألقَينا نِعالنا، فقال – صلى الله عليه وسلم -:إن جبريل أتاني فأخبرني أن فيها قذرًا”
، بالإضافة إلى اقتداء الصحابة بالرسول الكريم في الطعام وطريقة تناوله، فنرى أن الرواية تأتي على هذا النحو، أن واحد من الصحابة يُدعى أنس بن مالك، كان يحب القرع كثيرًا.
لكنه امتنع عن تناوله لأن الرسول لم يكن يأكله، حيث أوضح هذا الأمر في الحديث الشريف الذي قال فيه الصحابي الجليل ما يلي:
“ذهبتُ مع رسول الله – صلى الله عليه وسلم- إلى ذلك الطعام، فقرَّب إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- خبزًا ومرقًا فيه دُبَّاء وقديد، فرأيت النبي -صلى الله عليه وسلم- يتتبَّع الدباء مِن حوالي القَصعة، قال: فلم أزل أُحبُّ الدبَّاء مِن يومئذ“ [صحيح مُسلم].
من أكثر الأمور الشائكة التي لم يكن المسلمون يقومون بها قبل رؤية الرسول- صلى الله عليه وسلم- يقوم بها، هو تقبيل الحجر الأسود، حيث قال الخليفة عمر بن الخطاب بخصوص ذلك:
“إنِّي أعْلَمُ أنَّكَ حَجَرٌ، لا تَضُرُّ ولَا تَنْفَعُ، ولَوْلَا أنِّي رَأَيْتُ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يُقَبِّلُكَ ما قَبَّلْتُكَ” [صحيح مُسلم].
اقرأ أيضًا: معلومات عن محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم
2- قدوة عمرو بن العاص
كان عمرو بن العاص قائد جليل، فعندما ذهب لفتح مصر، ونشر الإسلام فيها، أثناء خلافة الخليفة عمر بن الخطاب، كانت مصر مليئة بالمسيحيين، فقد كان من المُتوقع منه أن يتعامل معهم بأسلوب سيئ أو بمعاملة قاسية، ولكن في واقع الأمر أنه كان يتعامل معهم بكل احترام وتقدير.
حيث اتبع الرسول الكريم- صلى الله عليه وسلم- عندما قال لهم من قبل {لكم دينكم ولي دين} [الكافرون: 6]، وقال لهم نفس المقولة، ولم يمنعهم من ممارسة العقائد الدينية الخاصة بهم على الإطلاق.
النماذج الناجحة والقدوة في المجتمع
من خلال حديثنا حول نماذج عن القدوة الحسنة، فنرى أنه من ضمن النماذج الهامة التي يجب علينا ذكرها، هم الأشخاص الناجحين في المجتمع، وهم من تمكنوا من إحراز نجاحات باهرة في حياتهم، وكانت أعمالهم مؤثرة في المجتمع بأكمله، لذا سنعرض لكم بعضًا منهم فيما يلي الآن:
- الدكتور زاهي حواس.
- العالم أحمد زويل.
- محمد صلاح.
- مُقدم البرامج السعودي أحمد الشقيري.
- العالم الأدريسي.
- الأديب نجيب محفوظ.
- ابن سيناء.
- العالم الخوارزمي.
- المؤرخ المقريزي.
- قاسم أمين.
- السادات.
كيف تكون قدوة ناجحة
في صدد حديثنا حول نماذج عن القدوة الحسنة، فنرى أنه من الواجب أن نعرض لكم الآن فيما يلي بعض الصفات التي تعمل على جعل الإنسان قدوة حسنة وناجحة:
1- التفاؤل والإبداع في جميع جوانب الحياة
من المُتعارف عليه أن التفاؤل من أهم الصفات التي يجب أن يتمتع بها الشخص، وذلك لأنها قادرة على جعل الإنسان قادر على العيش في الحياة مهما كانت ظروفها وتأثيرها عليه.
من الجدير بالذكر أن التفاؤل يجعل للإنسان نظرة تأمل في الحياة تجعله مُتمكن من العيش كما يرغب طوال حياته، فالطاقة الإيجابية هي المُقوم الأساسي في الإبداع بشكل عام، فبالتالي ستكون حياة الإنسان جيدة للغاية.
اقرأ أيضًا: من هو عمرو بن العاص
2- الثقة والاستقلال
الثقة من المقومات الأساسية التي تجعل الإنسان قادر على النجاح في الحياة، أي ليكون قدوة حسنة، يجب أن يكون واثق بنفسه، حتى يكون قادر على الاستقلال والتحلي بالشجاعة المطلوبة.
كما تُساهم الثقة في جعل الإنسان قادر على العمل بكل اريحية، لأنه ضامن إلى حد كبير أنه العمل الذي يقوم به سينجح بأمر الله، وذلك لأنه لديه ثقة تامة في قدراته التي ستعمل على إنجاح هذا العمل.
3- التصرف بالطبيعة الفطرية
نقصد هنا بالطبيعة الفطرية هي طبيعة صفات الإنسان، أي دون تصنع، وذلك لأن التصنع لا يؤثر على حياة الإنسان بالإيجاب على الإطلاق، بل يؤثر عليه بالسلب، لأنه في أغلب الأوقات يتسبب في شعور الإنسان بعدم الراحة، وعدم القدرة على التعامل مع جميع الأشخاص.
لذا يجب أن تكون على طبيعتك، فالشخص الذي يتخلى عن شخصيته الحقيقة ويتصنع غيرها، لن يتمكن من النجاح في أي أمر طوال حياته.
4- إدراك احتياجات الآخرين
من خلال حديثنا حول نماذج عن القدوة الحسنة، علينا القول إنه لا يُعد النجاح في الحياة مُجرد تحقيق الآمال التي يرغب فيها الإنسان، بل إذا كان شخص لديه القدرة على التعامل مع جميع فئات البشر، وفهم وإدراك مشاعرهم واحتياجاتهم، فهذا يكون من أنجح الناس في الحياة.
لأن النجاح الفعلي ينبع من داخل الإنسان وطبيعة تصرفاته الجيدة مع الغير، فلإدراك احتياجات الآخرين أهمية كبرى في الحياة بشكل عام.
5- محاسبة النفس والأخذ على الضمير
الضمير هو العامل الأساسي في نجاح الإنسان في أي شيء يرغب في إحراز النجاحات فيه، وذلك لأنه يعمل على جعل الشخص يواصل في العمل الجيد، ويبتعد رغمًا عنه عن الأمور السيئة، فبالتالي سيكون له دور كبير في نجاح الإنسان.
أما بالنسبة لمُحاسبة النفس، فهي جزء من عمل الضمير في الواقع، وذلك لكونها أهم عامل من عوامل النجاح في الحياة، ومن الجدير بالذكر أن نماذج عن القدوة الحسنة جميعهم يتمتعون بهذه الصفة الجميلة.
النجاح في الحياة يتطلب الكثير من المقومات التي تُساعد الإنسان في إحرازه بأي شكل من الأشكال، فنرى أنه القدوة الحسنة تتطلب نفس هذه المقومات كذلك.
اقرأ أيضًا: كيف تكون قوي الشخصية
6- الاقتداء بالغير
إذا كانت لديك الرغبة في أن تُصبح شخص مؤثر في حياة من حولك، أي تكون مثال للقدوة الحسنة، فعليك التعلم كيفية الاقتداء بالغير في الأساس، وذلك حتى تكتسب خبرات ممن سبقوك في هذا الشيء.
الاقتداء بالشخصيات الناجحة يعمل على منح الإنسان بعض الصفات الجيدة بشكل عام، ومن الممكن أن يكون الاقتداء نابع من المنزل الذي يعيش فيه الشخص في الأساس، بأن يقتدي بأحد أفراد عائلته أو والديه على سبيل المثال.