كثرة النوم بعد الجلطة الدماغية

كثرة النوم بعد الجلطة الدماغية هو عرض من الأعراض المصاحبة للجلطة، والذي يثير الشك حول وجود خطر ما يشير إلى تفاقم هذه الحالة المرضية الخطيرة، أو ربما يثير الشك حول عدم التعافي من أعراض الجلطة الدماغية، فبعض المصابين بالجلطة يعانون من النوم الكثير حتى أثناء النهار، لذا من خلال موقع زيادة سنعرض لكم أسباب ودلالات كثرة النوم بعد الجلطة الدماغية.

كثرة النوم بعد الجلطة الدماغية

تحدث الجلطة الدماغية نتيجة النقص في التروية الدموية إلى أغلب أنسجة المخ، ويرجع السبب وراء الفقر في الإمداد الدموي للدماغ إلى الانسداد في الأوعية الدموية، أو النزف فيها نتيجة تمزقها، الأمر الذي يؤدي إلى منع وصول الأكسجين ومواد التغذية الحيوية إلى الأنسجة، ويسبب الجلطة.

بعد التعرض للجلطة الدماغية يشعر المريض بالتعب الشديد، وينتج عن هذا التعب الرغبة في النعاس طوال الوقت حتى في أثناء النهار، أي أننا يمكننا القول بأن التعب هو العرض الرئيسي في اللجوء إلى كثرة النوم بعد الجلطة الدماغية.

حيث إن العقل في حالته الطبيعية يستخدم حوالى 20% من طاقته الكلية للقيام بأداء وظائفه، لكن عند التعرض للجلطة تتزايد هذه النسبة لكى يحاول في القيام بالتعافي ومحاربة الضرر، فتنخفض الطاقة التي تساعد الدماغ على أن تبقيها مستيقظة، وبالتالي يزداد الشعور بالنعاس.

بغض النظر عن حدة تأثير الجلطة الدماغية، فسواء كانت شديدة أو خفيفة فإن المريض يلجأ إلى النوم الكثير أثناء الليل والنهار، وهذا الأمر على الرغم من أنه يؤثر على النشاط والأداء المعرفي والوظيفي، إلا أنه يعتبر مفيد جدًا في مرحلة التعافي.

تساعد كثرة النوم بعد الجلطة الدماغية على تكريس العقل للطاقة، والموارد المتواجدة فيه لكي يتم الشفاء من ضرر الجلطة الذي لحق به، كما يقوم بمعالجة المعلومات المتعلقة بالحركة، ويزيد من القوة العضلية، وكذلك الأنشطة العصبية.

فإن العقل أثناء النوم العميق يعمل على نقل الذكريات القصيرة المدى التي تتعلق بحركة العضلات إلى الفص الصدغي، فيقوم بدوره على تحويلها إلى ذكريات طويلة الأمد، فبالتالي يبدأ المريض في استعادة قدرته الحركية، والعصبية، والعضلية.

عادةً تبدأ مشكلة كثرة النوم بعد الجلطة الدماغية في الزوال بعد بضعة أسابيع من حدوث الجلطة، إلا أنه هناك ما يقرب من 35% من المصابين تستمر لديهم هذه المشكلة إلى مدة تصل لستة أشهر، ولكن قد يكون الأمر غير طبيعي ويتطلب اللجوء إلى الطبيب لإيجاد الحلول والعلاج.

اقرأ أيضًا: متى يموت مريض الجلطة الدماغية؟

المشكلات الناتجة عن النوم بكثرة بعد الجلطة الدماغية

تعد ظاهرة كثرة النوم بعد الجلطة الدماغية ظاهرة طبيعية، حيث إنه كما أسلفنا الذكر بأن التعب هو المتسبب في الشعور بالنعاس والنوم، ولكن في بعض الأحيان هناك بعض العوامل التي تدل على تفاقم هذه المشكلة بالسلب على المصابين.

حيث إننا فيما يلي سنعرض لكم العوامل التي تدل على تفاقم الحالة المرضية لمصابين الجلطة الدماغية نتيجة كثرة النوم حتى في أثناء النهار.

أولًا: التعرض لمشكلة انقطاع النفس الانسدادي النومي

يعتبر انقطاع النفس الانسدادي النومي هو اضطراب خطير، لأنه يؤدي إلى انقطاع النفس بشكل متكرر عند النوم، وبالتالي يتسبب في نقص إمداد الأكسجين إلى الجسم لعدة ثواني، ويقلل من نسبته بصفة عامة.

يصاحب هذا الأمر حدوث الشخير العالي للمريض أثناء نومه، كما أن توقف التنفس عند النوم يتسبب في الشعور بالتعب والإرهاق، ويزيد من الرغبة في النعاس خلال اليوم التالي، بل يؤدي إلى الإضرار بالجهاز العصبي.

يمكن التخلص من انقطاع النفس الانسدادي النومي الناتج عن كثرة النوم بعد الجلطة الدماغية من خلال استخدام جهاز طبي يعمل بالضغط الموجب أي يوضع باتجاه عمودي على الفم أو الأنف ليجعل مجرى الهواء مفتوحًا أثناء النوم.

اقرأ أيضًا: أعراض الجلطة الدماغية عند كبار السن والأسباب والعلاج

ثانيًا: الاكتئاب الشديد

من الممكن أن يعاني المرضى المصابين بالنعاس الشديد الناتج عن الجلطة الدماغية من الاكتئاب الشديد، إذ أنهم دائمًا يشعرون بالتعب، والرغبة في النوم أثناء النهار حتى ولو كان المريض نائم طوال الليل.

يؤدي الاكتئاب إلى شعورهم الدائم بالحزن، وسرعة الانفعال، كما يزيد من نقص التركيز لديهم، أي أنه بدلًا من أن يتم العلاج من مشكلات الذاكرة التي تحدث بسبب الجلطة الدماغية يتم تفاقم المشكلة بشكل كبير، وهذا الأمر يقلل من نسبة التعافي من الجلطة الدماغية.

يمكن التخلص من الاكتئاب من خلال التعديل في النظام الغذائي أي يتم تناول الأطعمة التي تحسن من المزاج كالشكولاتة، أو يمكن استخدام الأدوية المنشطة كالمودافينيل، والأمفيتامينات، ولكن في كلتا الحالتين يجب الحذر فمن الضروري استشارة الطبيب قبل البدء في اتخاذ أي قرار.

أسباب الإصابة بالجلطة الدماغية

كثرة النوم هو عرض ناتج عن الجلطة الدماغية، فما هي الأسباب المؤدية إلى حدوث الجلطة الدماغية؟ حيث إننا فيما يلي سنعرض لكم الأسباب الفعلية لحدوث جلطة الدماغ:

  • الانسداد في أحد الشرايين المتواجدة في الدماغ مما يؤدي إلى منع وصول الدم والأكسجين إلى الخلايا ويتسبب في موتها.
  • عند حدوث ترسب من إحدى حجرات القلب، أو من الأوعية الدموية للجسم فتتحرر الترسبات المكونة من الخثرة الدموية، والكوليسترول، والكالسيوم، وتدخل إلى أحد شرايين الدماغ، ويقوم بسدها، وهذا الأمر يعرف بالجلطة الصمية.
  • التمزق في الأوعية الدموية وبالتالي نزيفها، حيث يصل النزيف إلى أنسجة الدماغ ويؤدي إلى حدوث الجلطة.
  • الضرر في الغشاء العنكبوتي وهو أحد أغشية السحايا التي تحمي المخ والدماغ، حيث يحدث الضرر نتيجة تسرب الدم من الأوعية الدموية المتمزقة وتجمعه بأسفله.
  • الالتهاب في الأوعية الدموية من الممكن أن يتسبب في قلة تدفق الدم إلى الدماغ، وبالتالي تلف بعض الأنسجة فيها، مما يترتب عليه الإصابة بالجلطة الدماغية.
  • نوبات الصرع من الممكن أن تكون السبب في حدوث الجلطة الدماغية.

اقرأ أيضًا: متى يشفى مريض الجلطة الدماغية ونصائح هامة له

عوارض الجلطة الدماغية

كثرة النوم بعد الجلطة الدماغية هو أول عرض ودليل على الإصابة بها، كما أنه يوجد العديد من أعراض الجلطة الدماغية، حيث يلزم التعرف عليها لكى يتم بدء العلاج على الفور، لأن الجلطة تؤدي إلى تلف الدماغ، أو حدوث عجز على المدى البعيد، وكذلك تتسبب في الموت.

معرفتك بأعراضها سيساعدك على تجنب تفاقم المشكلة، وعلى الرغم من أن الأعراض تتوقف على مكان ومنطقة الإصابة، وتختلف من مريض لآخر، إلا أنه يوجد أعراض شائعة في كل الحالات، حيث إننا سنذكرها لكم فيما يلي:

  • التغير الحاد في مستوى الوعي.
  • الشلل في جزء من الجسم وذلك على حسب مكان حدوث الجلطة، فالجلطة في الجزء الأيمن من الدماغ تتسبب في حدوث شلل في الجزء الأيسر للجسم، في حين أن الجلطة في الجزء الأيسر من الدماغ، تتسبب في حدوث شلل في الجزء الأيمن للجسم.
  • الضعف أو التنميل في الذراع، والوجه، والساق، ويكون في جانب واحد من الجسم.
  • الفقدان الجزئي للبصر، حيث يكون الفقدان في إحدى العينين، أو من الممكن أن يكون في كلتاهما.
  • التشويش في الرؤية، أو الإصابة بالرؤية المزدوجة حيث تؤدي الجلطة إلى حدوث اضطراب في المدخلات البصرية في الدماغ، فيكون الاضطراب على هيئة إرسال صورتين غير متطابقتين فيحدث الازدواج.
  • الصعوبة في فهم الكلام، وكذلك التلعثم عند التحدث.
  • عدم القدرة على المشي.
  • الشعور بالدوار، فليس من السهل أن يكون المصاب بالجلطة قادرًا على التوازن.
  • من الممكن أن يعاني المريض من الصداع والقيء.
  • تشنجات العضلات.
  • التعرق بشدة.

طرق التشخيص للجلطة الدماغية

بمجرد أن تظهر عليك أعراض الجلد، يلزم أن تقوم بالتوجه إلى المستشفى لكى يقوم فريق الطوارئ بتشخيص حالتك، وتحديد نوعها، وموقع حدوثها، حيث يساعد التشخيص على بدء العلاج المبكر، وبالتالي الشفاء السريع من الجلطة، ومنع حدوث المضاعفات، وإليك فيما يلي الاختبارات وطرق التشخيص:

اقرأ أيضًا: اعراض الجلطة الدماغية الصغرى واسبابها وطرق الوقاية والعلاج

الفحص البدني

سيجري الطبيب عدة اختبارات لفحص جسد المريض، والتأكد من أعراض الجلطة الدماغية، ويشمل الفحص البدني الآتي:

  • اختبار قوة العضلات ومدى استجابتها، لأن الجلطة تضعف فيها وتؤدي إلى تنميلها أو حدوث شلل.
  • اختبار مدى الرؤية باستخدام الحاسوب المخصص لفحص النظر.
  • تحديد قدرة المريض على الكلام، والفهم، من خلال إجراء اختبارات التواصل.
  • استخدام جهاز الضغط لقياس ضغط دم المريض، فإن الارتفاع فيه يشير على حدوث الجلطة الدماغية.
  • إجراء الفحص العصبي السريري، فهو فحص بسيط للتحقق من وجود أي عجز أو شلل.

اختبار الدم

يعتبر من أهم الطرق التي تساعد على التشخيص لجلطة الدماغ، إذا أنه من خلال اختبار الدم سيتم فحص مدى سرعة تجلط الدم للمريض، من خلال قياس نسبة كريات الدم الحمراء ووقت تجمعها.

كما سيقاس نسبة السكر في الدم، وكذلك يحدد ما إذا كان المريض مصاب بعدوى أم لا.

التصوير المقطعي المحوسب

يساعد التصوير المقطعي المحوسب على تكوين صورة مفصلة وواضحة للدماغ، فيظهر بسهولة أي نزيف داخلي، أو تخثرات دموية تسببت في حدوث الجلطة الدماغية.

يتم التصوير المحوسب من خلال قيام الطبيب بحقن المريض بصبغة تدخل إلى مجرى الدم فتقوم بتصوير الأوعية الدموية المتواجدة في العنق، وكذلك خلايا المخ.

الفحص بالرنين المغناطيسي

يشابه الرنين المغناطيسي للتصوير المقطعي المحوسب، حيث إنه يقوم بتكوين صورة مفصلة أيضًا للمخ، فالصبغة التي تدخل لإجراء الرنين المغناطيسي تدخل إلى الأوعية الدموية لرؤية الشرايين والأوردة، وتوضح مدى تدفق الدم، فإن هذا الفحص بكشف بسهولة عن الأنسجة المتضررة من المخ.

اقرأ أيضًا: اعراض الجلطة الدماغية العابرة وأسبابها وكيفية علاجها

فحص الشريان السباتي بالموجات الفوق الصوتية

الشريان السباتي هو زوج من الأوعية الدموية المتواجدة في الرقبة، والمسؤولة عن توصيل الدم إلى الدماغ، وكذلك الرأس، لذا يتم إجراء فحص الموجات الفوق صوتية عليه ليعطي صورة مفصلة عنه وليوضح أي ضرر به.

إجراء مخطط صدى القلب

من خلال هذا المخطط يقوم الطبيب بالحصول على صورة منفصلة للقلب، فمن الممكن أن يكون مصدر الجلطة المتواجدة في الدماغ هو جلطات في القلب انتقلت لها.

علاج تكرار النوم بعد حدوث الجلطة الدماغية

فيما يلي سنعرض لكم العلاج الدوائي والطبي للجلطة الدماغية حيث يساعد هذا العلاج في التخلص من أعراض الجلطة المزعجة، والتي من ضمنها النوم بكثر، وإليك فيما يلي العلاج:

  • تناول الأدوية المذيبة للجلطات كالأسبرين.
  • استخدام الأدوية الخافضة لضغط الدم والتي تساعد على تقليل خطر الإصابة بالجلطة الدماغية الناتجة عن ارتفاع ضغط الدم.
  • إجراء عملية جراحية لإصلاح الأوعية الدموية التي تعرض للتمزق.
  • الخضوع لعمية جراحية لإزالة الانسداد المتواجد في الشرايين والأوردة بالدماع.
  • استخدام الأدوية المضادة للتجلط كدواء الهيبارين.
  • بعض الأدوية المميعة للدم مثل: أقراص ريفاروكسابان، وحبوب ادوكسابات، وكذلك حبوب أبيكسابات.
  • الحقن الوريدية لتفتيت الجلطة، حيث إنها تعتبر بمثابة العلاج السريع والأمثل في حالات الطوارئ.
  • في بعض الأحيان قد يحتاج مريض الجلطة الدماغية إلى استئصال باطنة الشريان السباتي المتسببة في حدوث الجلطة الدماغية.

كيفية الوقاية من جلطة الدماغ

هناك بعض الإجراءات الوقائية التي إذا تم الالتزام بها سنقلل من خطر الإصابة بالجلطة الدماغية، حيث إننا في النقاط الآتية سنعرض لكم طرق الوقاية من الجلطة:

  • تناول الوجبات الغذائية قليلة الدهون، وكذلك قليلة الكولسترول.
  • الحفاظ على بقاء ضغط الدم بمعدله الطبيعي.
  • يجب الالتزام والتحكم في مرض السكري.
  • التخلص من السمنة المفرطة لأنها تتسبب في حدوث المشكلات للشرايين وبالتالي حدوث الجلطة.
  • الإقلاع عن التدخين، وكذلك منع تناول الكحول.
  • معالجة أمراض القلب لأنه هو المسؤول عن ضخ الدم إلى أعضاء الجسم بما فيهم المخ، فإذا حدث أي تخثر في الدم بداخله سينتقل إلى المخ.
  • تجنب الضغوط النفسية.

اقرأ أيضًا: مدة الشفاء من الجلطة الدماغية

بذلك نكون عرضنا لكم السبب وراء التعرض لكثرة النوم بعد الجلطة الدماغية، وأوضحنا أنه من الطبيعي بعد إصابة الدماغ بالصدمة أن تستغرق الكثير من الوقت والطاقة للتعافي، وهذا الأمر يتبعه التعب والإرهاق، وبالتالي النعاس المفرط، وفي الغالب كثرة النوم أمر صحي ومفيد فإنه يساعد على الشفاء إلا إذا زاد عن الحد، ونتمنى أن نكون قدمنا لكم القدر الكافي من المعلومات، وأن نكون قد أفدناكم.

قد يعجبك أيضًا