شرح نص أفي الناس أمثالي أولى ثانوي

شرح نص أفي الناس أمثالي أولى ثانوي وصور التشبيه الجمالي، جميل بن معمر أو المعروف عند العرب بجميل بثينة، هو من شعراء العرب المشهورين في النسيب والغزل، وهو من شعراء الدولة الأموية، عاش في وادي القرى منتصف القرن السابع الميلادي وتوفى في آخره، وهذا ما نتناوله عبر موقع زيادة.

شرح نص أفي الناس أمثالي أولى ثانوي

قصيدة أفي الناس أمثالي هي شعر من جنس الغزل على قافية لحرف الدال، وقصة جميل مع بثينة هي مثلها مثل قصص العشاق الذين تغزلوا بالحبوبة ولكن لم يأنس له أهل بثينة ورفضوا تزويجها إليه.

رغم أن للشعر الغزلي مكانته في ديوان العرب إلا أن العرب في أزمانهم عدوه مسبة في حق قائليه، فكان هذا الداعي إلى الحب وسبب امتناع حصول الوصال، وهو ما يتضح من خلال شرح نص أفي الناس أمثالي أولى ثانوي.

أولًا: أقسام القصيدة

القصيدة مقسمة شطرين، أربعة أبيات في البداية يذكر فيها تطور قصة الحب بين جميل وبثينة، فهو يبدأ بمطلع يظهر فيه صوت الشاعر جهوريًا، ويستعمل المقابلات اللغوية ليؤكد على حبه.

أَبِى الْقَلْبُ إلَّا حِبُّ بَثْنَة لَمْ يَرِدْ… سِوَاهَا، وَحُبّ الْقَلْب بَثْنَة لَا يُجْدِي.

تَعَلَّق رُوحِي رُوحِهَا قَبْل خَلَقْنَا…. وَمِنْ بَعْدِ مَا كُنَّا نطافا وَفِي الْمَهْد.

فَزَاد كَمَا زِدْنَا فَأَصْبَح نَامِيًا…. وَلَيْسَ إذَا مُتْنَا بمنتقض الْعَهْد.

وَلَكِنَّه بَاقٍ عَلَى كُلِّ حَالَةٍ…. وزائرنا فِي ظُلْمَةٍ الْقَبْرِ وَاللَّحْد.

الشطر الثاني هو منذ بداية البيت الخامس حتى باقي النص، وفيها يستمسك جميل برأيه في مواجهة اللائمين والعذال وتحري أمر الوشاة.

لَقَد لامني فِيهَا أَخ ذُو قَرَابَةٍ….. حَبِيب إلَيْهِ فِي مَلاَمَتَه رُشْدِي.

وَقَال أُفُق، حَتَّى مَتَى أَنْتَ هَائِمٌ…. ببثنة. فِيهَا قَدْ تُعِيد وَقَد تَبَدَّى.

فَقُلْتُ لَهُ: فِيهَا قَضَى اللَّهُ مَا تَرَى…. عَلِيّ، وَهَلْ فِي مَا قَضَى اللَّهُ مِنْ رَدِّ.

لَقَد لَجّ مِيثَاق مِنْ اللَّهِ بَيْنَنَا….. وَلَيْسَ لِمَنْ لَمْ يُوَفِّ لِلَّهِ مِنْ عَهْدِ.

فَمَا زَادَهَا الْوَاشُون إلَّا كَرَامَة….. عَلِيّ، وَمَا زَالَتْ مَوَدَّتِهَا عِنْدِي.

أَفِي النَّاس أَمْثَالِي أَحَبُّوا، فَحَالُهُم….. كحالي: أَم أَحْبَبْت مِنْ بَيْنِهِمْ وَحْدِي.

شرح قصيدة أفي الناس أمثالي أولى ثانوي

اقرأ أبضًا: شرح نص غربة العشاق لجميل بن معمر العذري

ثانيًا: القسم الأول

  • تواتر أفعال: موجود في أفعال أبى/ تعلق/ زاد في المطلع والبيت الثاني والثالث على الترتيب.
  • ثنائية النفي والإثبات: أبى إلاّ أن يفعل كذا: أصرّ على أن يفعله، ويقابلها لم/ لا: للنفي.
  • جناس: تعلّق على وزن تفعّل، وهي مبالغة وتكثير.
  • زدنا/ متنا/ زائرُنا: هي ضمائر متكلم للمثنى تفيد مستوى موحد للضمير.
  • قبل خلقنا: مفعول فيه للزمن.
  • تشبيه: المشبه هو ازدياد الحب، والمشبه به هو ازدياد عمر الحبيبين، ووجه الشبه هو الزيادة والنمو.
  • أصبح: فعل ناسخ يفيد الصيرورة.
  • ليس: فعل ناسخ يفيد النفي.
  • لكن: ناسخ حرفي يفيد الاستدراك.
  • زائرنا: استعارة يشبه فيه الحب بإنسان يزور.

يفيد التواتر تواترًا شبيهًا في قصة الحب التي يسرد الشاعر أطوارها بمنطق العاطفة، وهو ما يظهر في الأبيات التي ترى في بثينة امرأة استثنائية لا توجد على الأرض من تناظرها في محاسنها.

يظهر كذلك التقلب في أطوار الحياة من المهد وحتى اللحد، فيمر الحب بمراحل “قبل خلقنا” ثم مرحلة النطفة ومن ثم الانتقال إلى طور الولادة في المهد.

في تشبيه بليغ يقول الشاعر ” فَزَاد كَمَا زِدْنَا” أي أنه الحب زاد، مثلما زدنا (جميل وبثينة) في العمر والنمو، وأصبح الحب من بعد ذلك ناميًا.

يستتبع الشاعر بعد ذلك بأن يشير إلى أن الحب “لَيْسَ إذَا مُتْنَا بمنتقض” فهو سابق علينا في الوجود ودائم علينا بعد الفناء، وهذه أحد أهم عناصر الحب العذري الروحي الذي هو “بَاقٍ عَلَى كُلِّ حَالَةٍ”.

ثانيًا: القسم الثاني

  • قد: أداة تحقيق تفيد التّأكيد.
  • أخٌ دُو قرابة: مركّب نعتي.
  • قال… فقلت: نمط كتابة يفيد الحوار.
  • أفِق: صيغة أمر يفيد الاستعلاء بغرض النصح والإرشاد.
  • هل: استفهام إنكاري.
  • قضى/ الله: استعمال للمعجم الديني.
  • ما… إلاّ: حصر يفيد التّأكيد.
  • ما زال: ناسخ فعلي يفيد الاستمراريّة

ينتقل جميل هنا من التركيز على المحبوبة ويوجه موضوعه إلى ما يلقاه من الناس من لوم وعذل، فهو متشبث بحبه على الرغم من اللائمين والوشاة الذين يرونه عليل الحلم وبحاجة إلى من ينبه.

يرد جميل بأن ما هو فيه الآن من الوجد وألم الجوى إنما هو قضاءٌ من الله وقدر، فلا يستطيع هو أو غيره له مردًا، وأن الميثاق الإلهي الذي لجه الله بينه وبين محبوبه واجب النفاذ والتنفيذ، فليس “لِمَنْ لَمْ يُوَفِّ لِلَّهِ مِنْ عَهْدِ”.

اقرأ أبضًا: شرح نص لا تبكين على رسم ولا طلل

شرح نص أفي الناس أمثالي مع الإجابة عن أسئلة

هذه بعض الأسئلة المتعلقة بالمناقشة والتحرير في شرح نص أفي الناس أمثالي أولى ثانوي.

1- اذكر بعض ملامح المحب العذري الواردة في النص؟

  • وحدة المعشوقة ووصفها بصورة مثالية مبالغة.
  • قيام مشاعر الحب على الانفصال وعدم القدرة على الوصل في النهاية.
  • المحل لا يعترف بالحتميات ولا القواعد الطبيعية للعالم فالحب عند أجدى وأقوى.

2- اذكر بعض خصائص الحب في التجربة العذرية؟

يسعى المجتمع دائمًا للتفريق بين المتحابين وخاصةً الذي عرف عنهم النسيب والغزل وهذا لأنهم رأوا في الجهر بالحب مسبة وإزلالًا للمرأة، وهكذا دأب العرب على منع بناتهم من الزواج من شعراء الغزل.

يرى جميل أن حبه لبثينة هو قضاء من الله وقدر من أقداره الذي لا دخل للإنسان به، بل هو ميثاق لا يمكن نقضه.

3- حدد موضوع الحوار في القسم الثاني وفي أي اتجاه يتحرك؟

النص يتقلب من اللوم والعتاب إلى النصح والإرشاد، حيث يظهر أحد المقربين للشاعر يريد انتشاله من غفوته المتمثلة في غياب العقل، في حين أن منطق العقل عند الشاعر هو الرباط المقدس الذي بينه وبين الله على التمسك بهذا الحب.

اللائم هو شخصية معرقلة أولى في النص وقد تكون معبرة عن صوت العقل المتمثل في رأي المجتمع البدوي، ولكن في النهاية نحدد موقف اللائم بأنه الدعوة لليقظة، وموقف الشاعر بأنه الإصرار على الحب.

اقرأ أبضًا: شرح نص المرأة اليابانية

4- حرر قطعة عن النص تورد فيها أهم عناصره؟

خلال النص يحسن جميل التعبير عن مشاعره المستبطنة من حبِ وجوى، ويكاشف الناس به جهرةً ليعلموا ما به من العاطفة الصادقة التي لا يحدها حد ولا يربطها رابطًا.

يعرض جميل إلى الحب ويصفه بأنه شيء سرمدي يتخطى حدود الحياة والموت، وهو ملازم للإنسان حتى قبل ميلاده وفي مهده، ومتصل به حتى وإن سار إلى لحده.

أما حب جميل أمام الناس والمجتمع فقد استحال شذوذًا لا يطاق، فهو يضاد العقل بمنطقه العاطفي الذي يخالف أهواء أهله وعشيرته القبلية.

بثينة ستحب جميل الذي أثرها على الناس جميعًا وطلب الصعاب في طلبها، وهو ما يجعلها تغفر له تفاخره بها أمام الناس وهي مسبة عند العرب كما عرفنا، وستبرم معه ميثاقًا لا ينتقض على حبهم المقدس.

تتمثل الإجابة على أسئلة شرح نص أفي الناس أمثالي أولى ثانوي في المناقشات التفاعلية التي تبرهن على فهم الطالب للنص وقدرته على معالجته ومن ثم تحرير قطعة أصيلة عنه.

قد يعجبك أيضًا