شرح قصيدة أراك عصي الدمع

شرح قصيدة أراك عصي الدمع بأسلوب بلاغي مبسط، أبو فراس الحمداني هو الحارث بن سعيد بن حمدان، ويكنى بأبي فراس، قتل أبوه وهو في الثالثة من عمره قاتل أبو فراس ضد جيوش الروم وأسر في إحدى المواقع ثم فك أسره ومات في السابعة والثلاثين من عمره، ومن خلال موقع زيادة سنعرض لكم شرح القصيدة.

شرح قصيدة أراك عصي الدمع

قصيدة أراك عصي الدمع من أشهر القصائد التي كتبها أبو فراس حينما أسرته جيوش الروم، لأنها تعكس لنا مشاعره ومعاناته أثناء أسره وغربته.

كتب أبو فارس الحمداني هذه القصيدة كيوميات له أثناء أسره في بلاد الروم وليتغزل في محبوبته ولم يصرح باسمها في أي من أشعاره، وقام بإرسال القصيدة إلى ابن عمه سيف الدولة.

أرسل القصيدة أيضًا إلى أمه وأصدقاءه وقام الحمداني بنظم القصيدة على بحر الطويل، وسنعرض لكم فيما يلي نص القصيدة مع شرح مفصل للأبيات، وسنتعرف على الصور البيانية في القصيدة وذلك من خلال شرح قصيدة أراك عصي الدمع لأبي فراس الحمداني.

اقرأ أيضًا: شرح قصيدة عن التنمر للشاعر هريدي أبو عطية

نص قصيدة أراك عصي الدمع

في إطار شرح قصيدة أراك عصي الدمع، سنعرض لكم نص القصيدة بأكمله ثم نستخلص منها بعض الأبيات التي سنقوم بشرحها شرحًا تفصيليًا.

أَراكَ عَصِيَّ الدَمعِ شيمَتُكَ الصَبرُ ** أَما لِلهَوى نَهيٌ عَلَيكَ وَلا أَمرُ

بَلى أَنا مُشتاقٌ وَعِندِيَ لَوعَةٌ ** وَلَكِنَّ مِثلي لايُذاعُ لَهُ سِرُّ

إِذا اللَيلُ أَضواني بَسَطتُ يَدَ الهَوى ** وَأَذلَلتُ دَمعاً مِن خَلائِقِهِ الكِبرُ

تَكادُ تُضيءُ النارُ بَينَ جَوانِحي ** إِذا هِيَ أَذكَتها الصَبابَةُ وَالفِكرُ

مُعَلِّلَتي بِالوَصلِ وَالمَوتُ دونَهُ ** إِذا مِتَّ ظَمآناً فَلا نَزَلَ القَطرُ

حَفِظتُ وَضَيَّعتِ المَوَدَّةَ بَينَنا ** وَأَحسَنَ مِن بَعضِ الوَفاءِ لَكِ العُذرُ

وَما هَذِهِ الأَيّامُ إِلّا صَحائِفٌ ** لِأَحرُفِها مِن كَفِّ كاتِبِها بَشرُ

بِنَفسي مِنَ الغادينَ في الحَيِّ غادَةً ** هَوايَ لَها ذَنبٌ وَبَهجَتُها عُذرُ

تَروغُ إِلى الواشينَ فِيَّ وَإِنَّ لي ** لَأُذناً بِها عَن كُلِّ واشِيَةٍ وَقرُ

بَدَوتُ وَأَهلي حاضِرونَ لِأَنَّني ** أَرى أَنَّ داراً لَستِ مِن أَهلِها قَفرُ

وَحارَبتُ قَومي في هَواكِ وَإِنَّهُم ** وَإِيّايَ لَولا حُبَّكِ الماءُ وَالخَمرُ

فَإِن يَكُ ماقالَ الوُشاةُ وَلَم يَكُن ** فَقَد يَهدِمُ الإيمانُ ماشَيَّدَ الكُفرُ

وَفَيتُ وَفي بَعضِ الوَفاءِ مَذَلَّةٌ ** لِإِنسانَةٍ في الحَيِّ شيمَتُها الغَدرُ

وَقورٌ وَرَيعانُ الصِبا يَستَفِزُّها ** فَتَأرَنُ أَحياناً كَما أَرِنَ المُهرُ

تُسائِلُني مَن أَنتَ وَهيَ عَليمَةٌ ** وَهَل بِفَتىً مِثلي عَلى حالِهِ نُكرُ

فَقُلتُ كَما شاءَت وَشاءَ لَها الهَوى ** قَتيلُكِ قالَت أَيَّهُم فَهُمُ كُثرُ

فَقُلتُ لَها لَو شِئتِ لَم تَتَعَنَّتي ** وَلَم تَسأَلي عَنّي وَعِندَكِ بي خُبرُ

فَقالَت لَقَد أَزرى بِكَ الدَهرُ بَعدَنا ** فَقُلتُ مَعاذَ اللَهِ بَل أَنتِ لا الدَهرُ

وَما كانَ لِلأَحزانِ لَولاكِ مَسلَكٌ ** إِلى القَلبِ لَكِنَّ الهَوى لِلبِلى جِسرُ

وَتَهلِكُ بَينَ الهَزلِ وَالجَدِّ مُهجَةٌ ** إِذا ماعَداها البَينُ عَذَّبَها الهَجرُ

فَأَيقَنتُ أَن لاعِزَّ بَعدي لِعاشِقٍ ** وَأَنَّ يَدي مِمّا عَلِقتُ بِهِ صِفرُ

وَقَلَّبتُ أَمري لا أَرى لِيَ راحَةً ** إِذا البَينُ أَنساني أَلَحَّ بِيَ الهَجرُ

فَعُدتُ إِلى حُكمِ الزَمانِ وَحُكمِها ** لَها الذَنبُ لاتُجزى بِهِ وَلِيَ العُذرُ

كَأَنّي أُنادي دونَ مَيثاءَ ظَبيَةً ** عَلى شَرَفٍ ظَمياءَ جَلَّلَها الذُعرُ

تَجَفَّلُ حيناً ثُمَّ تَرنو كَأَنَّها ** تُنادي طَلاً بِالوادِ أَعجَزَهُ الخُضرُ

فَلا تُنكِريني يا اِبنَةَ العَمِّ إِنَّهُ ** لِيَعرِفُ مَن أَنكَرتِهِ البَدوُ وَالحَضرُ

وَلا تُنكِريني إِنَّني غَيرُ مُنكِرٍ ** إِذا زَلَّتِ الأَقدامُ وَاِستُنزِلَ النَصرُ

وَإِنّي لَجَرّارٌ لِكُلِّ كَتيبَةٍ ** مُعَوَّدَةٍ أَن لايُخِلَّ بِها النَصرُ

وَإِنّي لَنَزّالٌ بِكُلِّ مَخوفَةٍ ** كَثيرٌ إِلى نُزّالِها النَظَرُ الشَزرُ

فَأَظمَأُ حَتّى تَرتَوي البيضُ وَالقَنا ** وَأَسغَبُ حَتّى يَشبَعَ الذِئبُ وَالنَسرُ

وَلا أُصبِحُ الحَيَّ الخَلوفَ بِغارَةٍ ** وَلا الجَيشَ مالَم تَأتِهِ قَبلِيَ النُذرُ

وَيارُبَّ دارٍ لَم تَخَفني مَنيعَةٍ ** طَلَعتُ عَلَيها بِالرَدى أَنا وَالفَجرُ

وَحَيٍّ رَدَدتُ الخَيلَ حَتّى مَلَكتُهُ ** هَزيماً وَرَدَّتني البَراقِعُ وَالخُمرُ

وَساحِبَةِ الأَذيالِ نَحوي لَقيتُها ** فَلَم يَلقَها جافي اللِقاءِ وَلا وَعرُ

وَهَبتُ لَها ما حازَهُ الجَيشُ كُلَّهُ ** وَرُحتُ وَلَم يُكشَف لِأَبياتِها سِترُ

وَلا راحَ يُطغيني بِأَثوابِهِ الغِنى ** وَلا باتَ يَثنيني عَنِ الكَرَمِ الفَقرُ

وَما حاجَتي بِالمالِ أَبغي وُفورَهُ ** إِذا لَم أَفِر عِرضي فَلا وَفَرَ الوَفرُ

أَسِرتُ وَما صَحبي بِعُزلٍ لَدى الوَغى ** وَلا فَرَسي مُهرٌ وَلا رَبُّهُ غَمرُ

وَلَكِن إِذا حُمَّ القَضاءُ عَلى اِمرِئٍ ** فَلَيسَ لَهُ بَرٌّ يَقيهِ وَلا بَحرُ

وَقالَ أُصَيحابي الفِرارُ أَوِ الرَدى ** فَقُلتُ هُما أَمرانِ أَحلاهُما مُرُّ

وَلَكِنَّني أَمضي لِما لايُعيبُني ** وَحَسبُكَ مِن أَمرَينِ خَيرَهُما الأَسرُ

يَقولونَ لي بِعتَ السَلامَةَ بِالرَدى ** فَقُلتُ أَما وَاللَهِ مانالَني خُسرُ

وَهَل يَتَجافى عَنِّيَ المَوتُ ساعَةً ** إِذا ماتَجافى عَنِّيَ الأَسرُ وَالضَرُّ

هُوَ المَوتُ فَاِختَر ماعَلا لَكَ ذِكرُهُ ** فَلَم يَمُتِ الإِنسانُ ماحَيِيَ الذِكرُ

وَلا خَيرَ في دَفعِ الرَدى بِمَذَلَّةٍ ** كَما رَدَّها يَوماً بِسَوءَتِهِ عَمروُ

يَمُنّونَ أَن خَلّوا ثِيابي وَإِنَّما ** عَلَيَّ ثِيابٌ مِن دِمائِهِمُ حُمرُ

وَقائِمُ سَيفٍ فيهِمُ اندَقَّ نَصلُهُ ** وَأَعقابُ رُمحٍ فيهِمُ حُطَّمُ الصَدرُ

سَيَذكُرُني قَومي إِذا جَدَّ جِدُّهُم ** وَفي اللَيلَةِ الظَلماءِ يُفتَقَدُ البَدرُ

فَإِن عِشتُ فَالطَعنُ الَّذي يَعرِفونَهُ ** وَتِلكَ القَنا وَالبيضُ وَالضُمَّرُ الشُقرُ

وَإِن مُتُّ فَالإِنسانُ لابُدَّ مَيِّتٌ ** وَإِن طالَتِ الأَيّامُ وَاِنفَسَحَ العُمرُ

وَلَو سَدَّ غَيري ماسَدَدتُ اِكتَفوا بِهِ ** وَما كانَ يَغلو التِبرُ لَو نَفَقَ الصُفرُ

وَنَحنُ أُناسٌ لا تَوَسُّطَ عِندَنا ** لَنا الصَدرُ دونَ العالَمينَ أَوِ القَبرُ

تَهونُ عَلَينا في المَعالي نُفوسُنا ** وَمَن خَطَبَ الحَسناءَ لَم يُغلِها المَهرُ

أَعَزُّ بَني الدُنيا وَأَعلى ذَوي العُلا ** وَأَكرَمُ مَن فَوقَ التُرابِ وَلا فَخرُ

اقرأ أيضًا: شرح قصيدة إمام العلم والرأي المجلي

شرح أبيات قصيدة أراك عصي الدمع

سنعرض لكم فيما يلي شرحًا لبعض أبيات قصيدة أراك عصي الدمع لأبي فراس الحمداني، وذلك في إطار موضوع شرح قصيدة أراك عصي الدمع.

أرَاكَ عَصِيَّ الدّمعِ شِيمَتُكَ الصّبرُ * * أما للهوى نهيٌّ عليكَ ولا أمرُ

بلى أنا مشتاقٌ وعنديَ لوعة ٌ * * ولكنَّ مثلي لا يذاعُ لهُ سرُّ

أفتتح الشاعر أبو فراس الحمداني قصيدته ببداية غزلية وهذه كانت العادة التقليدية لباقي شعراء عصره، يخاطب الشاعر في الأبيات نفسه ويفخر بها ويتعجب من مدى صبرها وجلدها على سلطان الحب، فهو لا يبكي كما يبكي غيره من شعراء الهوى المكويين بناره، ويصف دمعه أنه يقف سندًا له فهو يمتنع عن الترقرق.

يعترف أبو فارس الحمداني أنه يحتفظ بكل مشاعر الحب والعاطفة في قلبه ويتألم هو أيضًا لفراق حبيبته، ولكن نفسه ترفض الخضوع للهوى والبكاء عليه لأنها تملك القدرة على التحمل والصبر وإخفاء المشاعر، لكنه سرعان ما تأتي عوامل ومؤثرات خارجية تقوم بإضعاف نفسه وتجعله يستسلم للهوى والعشق.

أحدث الشاعر استعارة في مطلع قصيدته أراك عصي الدمع، حيث شبه دموع الإنسان بالشخص الذي يعصي وهذه استعارة مكنية حيث صرح بالمشبه وحذف المشبه به وهو الإنسان.

 إذا الليلُ أضواني بسطتُ يدَ الهوى * * وأذللتُ دمعاً منْ خلائقه الكبرُ

يبدأ الشاعر بعرض العامل المؤثر التي تعيد له شوقه وهواه وهو الليل فيقول إذا حل عليه الليل يبدأ باسترجاع الذكريات مع محبوبته ويبسط الهوى نفوذه على قلبه، فيجعله الشوق يبكي بحرقة في الليل ولكنه لا يظهر بكاءه للناس.

لأن مكانته في نفسه تجعله يخشى من أن ينظر إليه أحد وهو يبكي، وكلمة أضواني في البيت تحمل صورة فنية حيث صور الشاعر أبو فراس الحمداني الليل بالشخص الذي يضمه ويضعف قوته.

(بسطتُ يدَ الهوى) صور الشاعر الهوى بإنسان يبسط يديه ويضمها كيفما شاء وهذه استعارة مكنية حيث صرح بالمشبه وحذف المشبه به.

تَكادُ تُضِيءُ النّارُ بينَ جَوَانِحِي * * إذا هيَ أذْكَتْهَا الصّبَابَة ُ والفِكْرُ

معللتي بالوصلِ، والموتُ دونهُ * * إذا مِتّ ظَمْآناً فَلا نَزَل القَطْرُ!

حفظتُ وَضَيّعتِ الموَدةَ بيننا * * وأحسَنُ مِن بَعضِ الوَفاءِ لَك العُذر

وصلت حال شوق الشاعر لمحبوبته إلى درجة النار التي تحرق قلبه وجوارحه، ولكن كبرياء الشاعر يجعله يكتم هذه المرارة والحرقة في قلبه بصمت.

ينتظر الشاعر ويرسم لقائه بمحبوبته ولكنها لا تفي بوعودها معه، ونار شوقه تشتعل ويخاف أن يدركه الموت وهو لم يلقاها إلى الآن ويدعوا على كل المحبين والعاشقين أن يصيبهم نفس مصيره، ويقول لمحبوبته حفظت أنا المودةَ حين غدرتِني ولكنْ بعض الغدر أفضل من الوفاء عندي.

من الصور الفنية في شرح قصيدة أراك عصي الدمع (تَكادُ تُضِيءُ النّارُ بينَ جَوَانِحِي) في هذا البيت تشبيه تمثيلي حيث قام أبو فراس بتشبيه آلام الحب في قلبه وشوقه بالنار شديدة الاشتعال مثلما يضيء الحب قلبه بالنور، وكلمة (النار) استعارة تصريحية حيث حذف المشبه وهو الحب وصرح بالمشبه به وهي النار.

(إذا مِتّ ظَمْآناً فَلا نَزَل القَطْرُ) شبه الشاعر في هذا البيت بعد محبوبته عنه بالشخص الظمآن الذي يموت من شدة العطش وهذه استعارة مكنية حيث صرح بالمشبه وقام بحذف المشبه به، وبين كلمتي (الظمأ والقطر) طباق يوضح المعنى ويؤكده.

بدوتُ، وأهلي حاضرونَ، لأنني * * أرى أنَّ داراً، لستِ من أهلها، قفرُ

وحاربتُ قَومي في هَواكِ وإنهم * * وإيّايَّ لولا حُبكِ الماءُ والخَمر

فإن كَانَ ما قال الوُشاةُ ولَم يَكُن * * فَقد يَهدِمُ الإيمانُ ما شيَّد الكُفرُ

وَفيتُ وفي بعضِ الوَفاءِ مذلّةُ * * لآنسةٍ في الحيّ شِيمتُها الغَدرُ

سنرى من خلال شرح قصيدة أراك عصي الدمع أن أبو فراس الحمداني يظهر صورة عاطفية رائعة حيث يرى أن فقده لحبيبته جعله وحيدًا رغم أنه يعيش وسط أهله وقبيلته، ويرى الشاعر أن الأرض التي لا توجد فيها محبوبته كأنها أرض يابس لا ماء فيها ولا نبات.

قام أبو فراس الحمداني بمعاداة قومه ومحاربتهم لأجل الحفاظ على حبه وعشقه لمحبوبته، ولولا أنه يحبها لما عادى قومه وما حاربهم وامتزج معهم كما تمتزج الماء والخمر.

ثم ينفي كلام الوشاة فيما قالوه عنه أنه وفى لإنسانة من طبعها الغدر والخيانة، ويقولون عنه أنه يذل نفسه إليها، ولكنه رد عليهم أن الحب الصادق يهدم قولهم وإفكهم.

ظهرت بعض الصور الفنية في إطار شرح قصيدة أراك عصي الدمع مثل (وَفيتُ وفي بعضِ الوَفاءِ مذلّةُ) في البيت تشبيه بليغ أبدع فيه الشاعر حيث شبه الوفاء بأنه مذلة، وبين كلمتي (الوفاء ومذلة) طباق لتوضيح المعنى وتأكيده.

تُسائِلني مَن أنتَ وهي عَليمةٌ * * وهل بِفتىً مثليَ عَلى حاله نُكر

فقلتُ كَما شَاءت وشاءَ لها الهَوى * * قَتيلُكِ قالت أيُهم فَهم كُثرُ

فقالت لقد أزرَى بكَ الدَهرُ بَعدنا * * فَقلتُ مَعاذَ الله بل أنتِ لا الدَّهر

في سياق شرح قصيدة أراك عصي الدمع نجد أن الشاعر يبدأ في هذه الأبيات بمحادثة مع محبوبته فتسأله من أنت وهي تعلم من هو وما حقيقته، لأنها في مثل حاله من الشوق والهوى فهي لا تجهل ذلك، بعد ذلك يرد عليها ويقول أنا قتيلك، فتجيبه أي شخص فيهم فهم كثر.

فقال لها لم تسألين وتتعبي نفسك وأنت تعلمين حالي وخبري، ثم تخبره بأن الدهر قد جعله حقيرًا، فرد عليها لا والله إنه أنت وليس الدهر.

من الصور البيانية في شرح قصيدة أراك عصي الدمع (فقلتُ كَما شَاءت وشاءَ لها الهَوى) استعارة مكنية حيث شبه الهوى بإنسان يحمل إرادة وقام بحذف المشبه به وصرح بالمشبه.

(فقالت لقد أزرَى بكَ الدَهرُ بَعدنا) صور الشاعر في هذا البيت الدهر كأنه إنسان يحقره ويقلل من شأنه وهذه استعارة مكنية حيث صرح الشاعر بالمشبه وهو الدهر وحذف المشبه به وهو الإنسان.

سَيَذْكُرُني قَوْمي إذا جَدّ جدّهُمْ * * وفي الليلة ِ الظلماءِ يفتقدُ البدرُ

يعد هذا البيت هو أكثر الأبيات بلاغة وفصاحة أجاز فيها الشاعر أبو فراس الحمداني في شرح قصيدة أراك عصي الدمع، ويفخر فيه بنفسه حيث يقول إن الناس يذكرونه في المواقف العصيبة وقام بتشبيه نفسه بالبدر الذي ينير الليل.

اقرأ أيضًا: شرح قصيدة ابن زيدون الى ولادة بنت المستكفي

معاني الكلمات في قصيدة أراك عصي الدمع

احتوت القصيدة على كلمات صغيرة ولكنها ذات معان كبيرة وأبدع الشاعر في توظيفها في الأبيات، واستكمالًا لموضوع شرح قصيدة أراك عصي الدمع، سنعرض لكم بعض معاني المفردات في بعض أبيات القصيدة.

  1. شيمتك: خلقك وسجيتك.
  2. الهوى: الحب.
  3. لوعة: حرقة الشوق.
  4. عصي: شديد البأس قليل الدمع.
  5. أضواني: ضمني وأضعفني.
  6. خلائقه: طباعه وصفاته.
  7. أذكتها: أشعلتها.
  8. بسطت: مددت.
  9. الصبابة: شدة الشوق.
  10. معللتي: تلهيني وتعالج من علتي.
  11. جوانحي: أضلعي.
  12. الوصل: اللقاء.
  13. القطر: المطر.
  14. ظمآنا: العطش الشديد.
  15. قفر: هي الأرض الخالية والتي لا ماء فيها ولا بشر.
  16. شيَّد: بنى.
  17. الوشاة: وهي النميمة والكذب في الكلام.
  18. أزرى: غيّر أحوالك واستهان بك.
  19. معاذ الله: أي أعوذ بالله.
  20. الدهر: الزمن والعُمر الطويل.
  21. دونه: أقرب منه.

تهدف قصيدة أراك عصي الدمع لأبي فراس الحمداني إلى الغزل العفيف وجاءت القصيدة تعبر عن عواطف الشاعر وألمه في فراق محبوبته وأبدع في استخدام الأساليب والصور البيانية.

قد يعجبك أيضًا