شعر عن الاشتياق في الليل

شعر عن الاشتياق في الليل يعبر عن السهد وآلام الوجد، إذ كتب فيه كثير من الشعراء وتغنى به المطربون، فالليل هو وقت الأشواق والحنين، حين تجالسك نفسك فتأخذك في عالمها وتتحسس أوجاعها وأشواقها، وفي مقالنا اليوم على موقع زيادة نسرد بعض من هذه الأشعار والكلمات.

شعر عن الاشتياق في الليل

هناك كثير من الأشعار تمثل شعر عن الاشتياق في الليل، منها ما كتبه القدماء ومنها ما ألفه الشعراء للمطربين، ونذكر من كل هؤلاء الآتي:

فمنها مثلًا قول (الوليد بن يزيد بن مروان) في معشوقته:

لا أسألُ اللهَ تغييراً لما صنَعت … نامت وإن أسهرت عينيَّ عيناها‏

فَاللَيلُ أَطوَلُ شَيءٍ حينَ أَفقِدُها … وَاللَيلُ أَقصَرُ شَيءٍ حينَ أَلقاها

حيث كان الوليد أحد ملوك بني مروان، واشتهر بحبه للغناء والأشعار، ويقول في الأبيات السابقة أنه لا يلوم ولا يعتب على القدر، وأن حبيبته نامت وتركته هو في الليل وحيد، ويشكو طول الليل وما يحمله من أشواق ومشاعر داخله، ويتعجب من قصر نفس الليل حين يلتقي بحبيبته فيمضي الوقت سريعًا.

كما قال (المهلهل ابن ربيعة) -وكان من شعراء العصر الجاهلي، ومن فرسان قبيلة تغلب- في أشعاره:

وَصارَ اللَيلُ مُشتَمِلاً عَلَينا … كَأَنَّ اللَيلَ لَيسَ لَهُ نَهارُ

وَبِتُّ أُراقِبُ الجَوزاءَ حَتّى … تَقارَبَ مِن أَوائِلِها اِنحِدارُ

فهو يتعجب في شعره من الليل الذي يختلي به ويقلب عليه أوجاعه وأشواقه، ومن شدة ما يؤلمه ذلك يشعر أنه لن ينتهي وأن الليل لا نهار له.

أما امرؤ القيس أحد شعراء المعلقات فيقول في الليل وما يحدثه فيه:

ألاَ أَيُّهَا اللَّيْلُ الطَّوِيْلُ ألاَ انْجَلِــي … بِصُبْحٍ وَمَا الإصْبَاحُ منِكَ بِأَمْثَــلِ

فَيَــا لَكَ مَنْ لَيْلٍ كَأنَّ نُجُومَـهُ … بِـأَمْرَاسِ كَتَّانٍ إِلَى صُمِّ جَنْــدَلِ

فيدعو في جزع أن ينجلي الليل حتى وإن كان النهار ليس أفضل حالًا بالنسبة له فأشواقه ترافقه ليلًا نهارًا، ويقول إن نجوم الليل كأنها ثبتت بحبال في السماء فلا تبرح مكانها كناية عن أنها لا تغادر أي لا يطلع النهار.

أما الشاعرة نازك الملائكة، الشاعرة العراقية ورائدة الشعر العربي الحر والمعاصرة لجيل عظيم من الشعراء أبرزهم بدر شاكر السياب فقد كتبت قائلة:

هو، ياليلُ، فتاة شهد الوادي سُراها،

أقبل الليل عليها فأفاقت مقلتاها..

ومضت تستقبلُ الوادي بألحان أساها،

ليت آفاقك تدري ما تُغني شفتاها..

آه يا ليلُ ويا ليتك تدري ما مُناها،

فهي تقول في أبياتها من شعر عن الاشتياق في الليل أن الفتاة تشكو ظلمة الليل وأشواقه وسهرت فيه تفكر وتشتاق وتحن، فأضناها الشوق وعذاباته.

اقرأ أيضًا: مسجات عن الغياب والاشتياق

شعر غنائي بالعامية في أشواق الليل

أما الشعر الغنائي وأغنيات زمان الفن الجميل، فتكلمت كثيرًا وكتب في شعر عن الاشتياق في الليل الكثير من الشعراء، نذكر منهم:

1- في سكون الليل

هي الأغنية التي ألفها إمام الصفطاوي، والذي كان شاعرًا وحارسًا لمرمى النادي الأهلي المصري وممثلًا، كتب الأغنية وغناها العندليب الأسمر عبد الحليم حافظ، ويقول فيها:

في سكون الليل تصحى الأشواق،

 ويناجي الليل كل العشاق..

ويطير بيهم ويمنّيهم في سكون الليل.

لو نام الليل واتهنى الخالي عينه ترتاح،

 وفي حِلمه يشوف الجنة ويقضي الليل أفراح..

 والعاشق ليله يطول ويبات سهران مشغول،

وعينيه بتقول:

 في سكون الليل تصحى الأشواق.

الأغنية كانت من ألحان علي إسماعيل، وتم إطلاقها أول مرة للإذاعة عام 1969م.

اقرأ أيضًا: أجمل أبيات شعر عن الحب

2- في الليل لما خلى

غناها موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب، من ألحانه وكلمات أمير الشعراء أحمد شوقي رائد المدرسة الكلاسيكية في الشعر والذي كتب الكثير من شعر عن الاشتياق في الليل، ويقول فيها:

في الليل لما خلى … الامن الباكي.

والنوح ع الدوح حلى … للصارخ الشاكي.

ما تعرف المبتلى … في الروض من الحاكي.

سكون ووحشة وظلمة … وليل ملوش اخر.

ونجمة مالت ونجمة … حلفت ما تتأخر.

ده النوم يا ليل نعمة … يحلم بها الساهر.

ليه تشتهى النوم عيون … وعيون سوالي هواجع.

يا ليل أنيني سمعته … والشوق رجع لي وعاد.

وكل جرح وسعته … وكل جرح بميعاد.

كم من مفارق وجعته … وليله هجر وبعاد.

3- حيرت قلبي معاك

كان لكوكب الشرق أم كلثوم نصيبًا من شعر عن الاشتياق في الليل، حيث غنتها من كلمات الشاعر الكبير أحمد رامي والذي لقب بشاعر الشباب في ذلك الوقت وولد في عام 1892م وتوفى عام 1981م وأكثر أعماله غنتها كوكب الشرق، أما عن الأغنية فكان قد لحنها رياض السنباطي وتقول فيها:

وده خيال بين الأجفان فضل معايا الليل كله..

سهرني بين فكري وأشجاني وفات لي جوه العين ظله،

وبين شوقي وحرماني وحيرتي ويّا كتماني..

بدي أشكيلك من نار حبي،

بدي أحكيلك علّي في قلبي،

وأقولك عالّي سهرني وأقولك عالّي بكاني..

واصورلك ضنى روحي وعزة نفسي منعاني.

يا ما ليالي. أنا وخيالي، أفضل أصبر روحي بكلمة يوم قلتهالي،

وابات أفكر… في اللي جرى لك واللي جرى لي.

شعر غنائي باللغة العربية الفصحى

كما كتب كثير من الشعراء شعر عن الاشتياق في الليل في قصائد باللغة العربية الفصحى، أشهرهم القصائد التي نوالي ذكرها في السطور الآتية:

1- سكن الليل

وهي القصيدة التي غنتها جارة القمر فيروز من ألحان شاعر المهجر جبران خليل جبران، وهو أديب من شعراء العصر الحديث، ولد عام 1883م وتوفي عام 1931م.

كتب العديد من الأشعار والروايات واتسمت رواياته بالحديث عن العدل والخير والإيمان، من أشهر ما كتب (الأجنحة المتكسرة) وأيضًا (الأرواح المتمردة).

أما عن الأغنية فقد لحنها لها موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب فهي تحفة فنية باقية منذ إذاعتها أول مرة في عام 1967م ولاقت نجاحًا كبيرًا وتقول كلماتها:

سكن الليل..

 وفي ثوب السكون تختبي الأحلام،

وسعى البدر وللبدر عيون..

عيون ترصد الأيام،

فتعالي، فتعالي..

يا ابنة الحقل نزور كرمة العشاق،

علّنا نطفي بذياك العصير حرقة الأشواق.

اقرأ أيضًا: شعر عن الشوق للحبيب الغائب

2- أراك عصي الدمع

أحد قصائد العصر العباسي، كتبها الشاعر أبو فراس الحمداني، كان شاعرًا وقائدًا عسكريًا، وكان ينتمي لقبيلة الحمدانيين، وكانت والدته جارية حررها سيدها عندما أنجبت له أبو فراس، وكبر في كنف ابن عمه سيف الدولة الحمداني.

وتعد قصيدة أراك عصي الدمع من قصائد شعر عن الاشتياق في الليل التي غنتها كوكب الشرق أم كلثوم والتي تقول كلماتها:

أراك عصى الدمع شيمتك الصبر …

 أما للهوى عليك نهى ولا أمر؟!

نعم أنا مشتاق وعندي لوعة …

 ولكن مثلى لا يذاع له سر،

إذا الليل أضواني بسقط يد الهوى …

 وأذللت دمعا من خلائقه الكبر،

تكاد تضيء النار بين جوانحي …

إذا هي أذكتها الصبابة والفكر.

الكثير من الأشعار كتبت عن الليل، فهو الوقت الذي تتجلى فيه خواطر الإنسان ويستطيع أن يسمع صوت نفسه بوضوح، وقد يعاني كثيرون من الليل وأفكاره التي لا تنقطع، ولكن علينا ألا ننسى أن بعد كل ليل هناك صباح مشرق ينتظرنا.

قد يعجبك أيضًا