الفرق بين التشهد الأول والأخير في الصلاة

ما الفرق بين التشهد الأول والأخير في الصلاة؟ يمكنك التعرف عليها عبر موقع زيادة، حيث أنه على الرغم من أن جميعنا، كمسلمين، نقوم بقراءة التشهد الأول والأخير في الصلاة المكتوبة، إلا أنه هناك الكثير من أحكام هذا التشهد تغيب عنا، وقد يؤدي عدم العلم بها إلى ارتكاب بعض الأخطاء التي تؤثر على صحة الصلاة وقبولها، من هنا نتكلم عن هذا الأمر ونوضحه بالتفصيل.

ومن هنا يمكنكم التعرف على: كيفية قراءة التشهد في الصلاة وصيغها والدعاء بعد التشهد الأخير

صيغة التشهد الأخير في الصلاة

التشهد الأول والأخير في الصلاة

علمنا رسول الله- صلى الله عليه وسلم- الكيفية الصحيحة للصلاة، بدايةً من الوضوء وحتى جميع أركان الصلاة وسننها، حتى يختتم المسلم الصلاة بالتسليم وتسبيح الله- عز وجل، ومن ضمن الأركان الثابتة في الصلاة هو التشهد، الذي يقال مرتين، لو كانت الصلاة تزيد عن ركعتين، وصيغة التشهد الصحيحة في الصلاة نوردها فيما يلي:

“التحيات لله والصلوات والطيبات، السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله.

اللهم صلي على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، إنك حميد مجيد.”

صيغة التشهد الأول في الصلاة

ذكرنا في الفقرة السابقة صيغة التشهد الأخير، والتي تختلف اختلافًا طفيفًا عن صيغة التشهد الأول، فالجزء الذي يشتمل على الصلاة على النبي غير موجود فيه، فهي كالتالي:

“التحيات لله والصلوات والطيبات، السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله.”

اقرأ أيضاً للتعرف على: صيغة التشهد الأول والثاني في الصلاة الصحيح مع الدلائل

صيغ أخرى للتشهد في الصلاة

في الفقرتين السابقتين ذكرنا أكثر صيغ التشهد التي يرددها المسلمين في صلواتهم ويحفظونها عن ظهر قلب، والحق أنه هناك صيغتين أخريين صحيحتين يمكن قراءتهما كذلك عند التشهد، واللتان نوردهما فيما يلي:

1- الصيغة الأولى

“التحيات المباركات الصلوات الطيبات لله، السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله.”

2- الصيغة الثانية

التحيات لله الذاكيات الطيبات، الصلوات الله، السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله.”

متى يكون التشهد الأول في الصلاة؟

لقد فرض الله علينا، نحن المسلمون، خمس صلواتٍ في اليوم والليلة، هي الفجر والظهر والعصر والمغرب والعشاء، والتشهد الأول يقال في أي صلاة يزيد عدد ركعاتها عن اثنين، أي أنه يكون في الركعة الثانية بعد أن يقوم المصلي من السجود في صلاة الظهر والعصر والمغرب والعشاء.

متى يكون التشهد الأخير في الصلاة؟

يكون التشهد الأخير في الركعة الأخيرة من كل صلاة، فرضًا كانت أم سنة، بمعنى أنه يكون في الركعة الثانية من صلاة الفجر وفي الركعة الرابعة من صلاة الظهر والعصر والعشاء وفي الركعة الثالثة من صلاة المغرب، وفيه يقوم المصلي بالجلوس متوركًا، وذلك بأن يفرش الرجل اليسرى ويخرجها من تحت رجله اليمنى المنتصبة ويرتكز بإليتيه على الأرض.

وضعية الأصابع في التشهد الأول والأخير في الصلاة

التشهد الأول والأخير في الصلاة

عند قراءة التشهد على المصلي أن يضع يديه على فخذيه مبسوطتين على راحتهما، بحيث يستقبل بهما القبلة ويجعل الأصابع كلها مضمومة على بعضها، ويقوم المصلي بذلك عند الجلوس بين السجدتين وعند قراءة التشهد، ولكن عند التشهد يقبض الخنصر والبنصر من اليد اليمنى، ويحلق إبهامه مع الوسطى، ولكن مع ذكر الله يشير بالسبابة.

حكم رفع الإصبع في التشهد

في بداية التشهد ونحن نقول “التحيات لله” يمكن الإشارة بالسبابة نحو القبلة دون تحريكه، ويبقى مشيرًا به في التشهد الأول حتى القيام، وفي التشهد الأخير يفعل الشيء نفسه حتى التسليم، ويمكن الاكتفاء برفع الإصبع عند نطق الشهادة، وهذه هي أَولى مواطن الإشارة، والاكتفاء برفع الإصبع عند الشهادة هو مذهب الشافعي.

أما الأحناف فقالوا برفع السبابة عند النفي ووضعها عند الإثبات، وبناءً على ما تقدم فإن الإشارة بالسبابة عند نطق الشهادة هو رأي السنة، فهذه الإشارة يقصد بها التوحيد لله- عز وجل، وأما عن تحريك الإصبع عند التشهد، فالسنة أن يكون ذلك عند الصلوات الإبراهيمية والدعاء، إذن الإشارة بها هي للتوحيد وتحريكها للدعاء.

كما أدعوك للتعرف على: التشهد الصحيح في الصلاة كامله التحيات لله والصلوات والطيبات ومعناها

كيفية الجلوس عند التشهد الأول في الصلاة

التشهد الأول والأخير في الصلاة

تختلف المذاهب في كيفية الجلوس عند التشهد الأول والأخير في الصلاة، ففي التشهد الأول يكون الجلوس بعد الركعة الثانية من الصلاة الثلاثية أو الرباعية، بحيث يجلس المصلي جلسة الافتراش، وهيئته أن تنصب القدم اليمنى وتجعل أصابعها متجهة نحو القبلة وتدخل اليسرى تحتها وتنستد بإليتك إلى الأرض.

كيفية الجلوس عند التشهد الأخير في الصلاة

التشهد الأول والأخير في الصلاة

في جلسة التشهد الأخير يتخذ المصلي وضعية التورك، والتورك يشبه الافتراش، غير أن المصلي يخرج قدمه اليسرى على هيئتها في جلسة الافتراش ناحية اليمين ويقوم بإلصاق وركه في الأرض، وهناك اختلاف بين الفقهاء في مسألة التورك والافتراش في التشهدين.

فمذهب أبي حنيفة على الافتراش في كل تشهد، ومذهب مالك على التورك في كل تشهد، والشافعي يذهب إلى الافتراش في التشهد الأول والتورك في الثاني.

علة الاختلاف في هيئة الجلوس في التشهد الأول والأخير

هناك علتين في وجود اختلاف في هيئة الجلوس عند التشهد الأول والأخير في الصلاة المكتوبة والسنن، نوردهما فيما يلي:

العلة الأولى: الجلوس في التشهد الأول يكون أخف وأقصر من التشهد الثاني، وبالتالي فإن المصلي لا يتألم ولا يشعر بالثقل لو اتخذ وضعية الافتراش، أما الجلوس في التشهد الأخير فهو أطول، ويحتاج إلى جلسة مريحة، فيناسبه التورك الذي لا يشق عليه مهما أطال الجلوس.

العلة الثانية: إذا التحق أحد بصلاة الجماعة وكان متأخرًا عن المصلين فإنه لا يمكنه التمييز بين كون الإمام في التشهد الأول أم الأخير إلا عند رؤية هيئة جلوسه، فإذا رآه على رجله اليسرى عرف أنه في الركعة الثانية، وأما إذا رآه متوركًا جالسًا على الأرض فهو في التشهد الأخير.

ننصحكم بزيارة مقال: شروط الصلاة واركانها وواجباتها وسننها ومبطلاتها

أين ينظر المصلي حال قراءته للتشهد؟

عندما يقرأ المصلي التشهد الأول والأخير في الصلاة فإنه ينظر إلى يديه المبسوطتين على ركبتيه أو إلى سبابته، ويقوم بذلك أيضًا عند الجلوس بين السجدتين.

وأما عند القيام فهو ينظر إلى موضع سجوده، والحكمة في ذلك هو أن لا يشعر بالتشتت حال كونه مصليًا ولا يتتبع ببصره ما يحيط به من أحداث ولا تهاجمه الوساوس والخيالات، بل يحافظ على خشوعه.

حكم التشهد الأول والأخير في الصلاة

هناك إجماع من علماء الدين على أن التشهد هو أحد أركان الصلاة التي لا تصح إلا به، وحيث أنه ينقسم إلى جزئيين، تشهدٌ أول يكون في الركعة الثانية من كل صلاة ثلاثية أو رباعية، وآخر يكون في نهاية كل صلاة، فإن المتفق على كونه من أركان الصلاة هو التشهد الأخير، أما الأول فهناك من يرى أنه واجب وفرض وهناك من يراه سنة.

لكن الصحيح هو أن كلاهما ركن من أركان الصلاة، يدل على ذلك حديث ابن مسعود- رضي الله عنه- أنه قال:

“كنا إذا صلينا خلف النبي قلنا السلام على جبريل وميكائيل، السلام على فلان وفلان، فالتفت إلينا رسول الله فقال “إن الله هو السلام، فإذا صلى أحدكم فليقل: التحيات الله والصلوات والطيبات، السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، فإنكم إذا قلتموها أصابت كل عبد صالح في السماء والأرض..”

شروط التشهد الأول والأخير في الصلاة

هناك بعض القواعد والشروط التي لابد من الالتزام بها حتى يكون التشهد صحيحًا والصلاة كلها مقبولة، وقد تعلمنا هذا من رسول الله- صلى الله عليه وسلم- حيث أن الصلاة فرضت في القرآن دون شرح مفصل لكيفيتها، بل كانت هذه هي مهمة النبي، كما أوحى إليه ربه، ونورد فيما يلي شروط التشهد:

  • أن يكون المصلي سامعًا صوته وهو يقوله.
  • الموالاة، فإن تخلل الصلاة ما ليس منها يبطلها.
  • أن يتخذ المصلي وضعية الجلوس للتشهد، إلا لو منعه عذر من ذلك.
  • أن تكون القراءة باللغة العربية، إلا لو لم يكن عالمًا بها.
  • أن ينطق الحروف والكلمات بالشكل الصحيح.

ما حكم من ترك التشهد الأول سهوًا؟

من صفات الإنسان النسيان والسهو، وهو ما قد يحدث أثناء الصلاة، فيسهو لبعض الوقت ثم يفيق ليجد نفسه غير متذكر لما حدث في اللحظات الماضية، أفعل الشيء أم لم يفعله، وفي صلاته لا يكون متيقنًا أقام بهذا الركن أم لا، وهذا قد يحدث في التشهد الأول.

الحكم هنا هو أنه في حال قام إلى الركعة الثالثة وبعدها تذكر أنه لم يقم بالتشهد الأول فعليه أن يسجد سجود السهو، سجدتين قبل التسليم، أما في حال تذكر ذلك أثناء جلوسه وقبل أن يقوم واقفًا يعود ويجلس ويقول التشهد، أما بعد القيام والشروع في قراءة الفاتحة فلا يجوز العودة لقراءة التشهد، فهذا يحرم.

ومن هنا يمكنكم التعرف على: ما حكم التسليمة الأولى والثانية في الصلاة

ما حكم من ترك التشهد الثاني سهوًا؟

كما سبق وأسلفنا فإن العماء قد أجمعوا على فرضية التشهد الثاني وعلى كونه أحد أركان الصلاة التي لا تصح إلا به، والحكم إذا ترك المسلم التشهد الثاني هو أن يعود للجلوس فيقرأه ثم يسجد سجود سهو، سجدتين قبل التسليم أو بعده، ويفضل أن يسجد سجود السهو في هذه الحالة بعد التسليم.

يدل على ذلك ما رواه سيدنا أبو هريرة في حديثه: أنه صلى الظهر أو العصر ركعتين وقام من مكانه إلى مكان آخر، فنُبِه إلى أنه قد سلم من ثنتين، فعاد فأكمل الصلاة وسلم ثم سجد للسهو، على الرغم من أن قد غير وجهته ومكانه وظن بأنه قد أكمل صلاته، وكان النبي ينسى كما ننسى ويقول “إنما أنا بشر أنسى كما تنسون، فإذا نسيت فذكروني.”

حكم الدعاء في التشهد الأول

لم نسمح من أحد العلماء تصريحًا بالدعاء في التشهد الأول، بل أجمعوا على استحباب عدم الإطالة في جلسته، وذهب الكثيرين منهم إلى كراهية الإطالة في جلسة التشهد الأول أو الزيادة على صيغته التي وردت في الأحاديث الصحيحة.

حكم الدعاء في التشهد الأخير

يشرع الدعاء بعد التشهد الأخير وقبل السلام ولا مانع منه، ويدل على ذلك الحديث النبوي “ثم ليتخير أحدكم من الدعاء أعجبه إليه فليدع به,” وبناءً على ذلك فإن للمصلي أن يدعوا بما شاء وأن يصلي على النبي قبل أن يسلم وينهي صلاته.

اقرأ أيضاً من هنا: ما حكم سجود السهو في الصلاة عند المذاهب الأربعة وكم عدد ركعاته؟

هذا كل ما يتعلق بأمر التشهد الأول والأخير في الصلاة المفروضة أو النافلة، والواجب على كل مسلم الإلمام بكل هذا، حتى لا يتسبب جهله ببعض الأمور في أن يصلي عمره كله صلاةً غير صحيحة لا تقبل، فطلب العلم الشرعي وتعلمه هو فريضة لا ترفع عن أي مسلم.

قد يعجبك أيضًا