سلوك الطفل في عمر خمس سنوات

سلوك الطفل في عمر خمس سنوات يتميز بالتطور، وينبغي العلم بكيفية التعامل معه والقدرة على معرفة توقيت مكافأة الطفل، وتشجيعه على التطور بشكل أكبر.

كما يحتاج لطريقة عقاب وتقويم سلوكي مختلفة عن السنين التي تسبقه، أو تليه، لذا سنتعرف سويًا إلى سلوك الطفل في عمر خمس سنوات، وطريقة التعامل معه من خلال موقع زيادة.

سلوك الطفل في عمر خمس سنوات

إن سلوك الطفل منذ لحظة ولادته يتغير بمرور الوقت، وكل مرحلة تحتاج إلى العناية بالطفل وتربية مختلفة عن المرحلة التي تسبقها، ذلك ما يجعل من المهم معرفة كيفية التعامل مع الطفل فور وصوله إلى عمر خمس سنوات؛ نظرًا لأهمية هذا العمر في تحديد طباع الطفل، ولأنها المرحلة التي تسبق انتقاله إلى بداية رحلته التعليمية، لذا فيلزمها تأسيس جيد.

يختلف سلوك الطفل عند وصوله إلى سن الخمس سنوات حسب كل تعامل؛ حيث إنه يتطور في طريقة اللعب، كما أن طريقة تفكيره تتغير، وتزداد قدرته في التعبير عن آراءه، والأشياء التي يرغب بالقيام بها.

حتى إن خوف الطفل من الأمور التي تتواجد من حوله تتغير، لقدرته على فهم الأمور أكثر من الوقت السابق، كما يجب العلم أن أغلب السلوكيات التي يكتسبها الطفل في عمر الخمس سنوات تكون من الآباء ورؤيته لتعاملهم مع مختلف المواقف، وفي الفقرات القادمة سنعرض لكم تفاصيل سلوك الطفل المختلفة في عمر الخامسة.

قد تعد أساليب التقويم لسلوك الطفل في سن الخامسة من الأمور الصعبة، لأنها تتطلب الانتباه لجميع الأفعال الخاصة بالآباء نفسهم، ويكون العامل المساعد في تلك المرحلة هو التحلي بالصبر، لنمو طفل ذو طباع محمودة، فإن تعليم الطفل في هذا العمر يعد من الأمور التي يتم جني ثمارها في المستقبل باحتمالية كبيرة.

اقرأ أيضًا: علامات ذكاء الطفل عمر شهرين‏ وكيفية تنميته

تعبير الطفل عن مشاعره في سن الخامسة

عند وصول الطفل لعمر الخامسة فإنه يصبح لديه قدرة التعبير عن مشاعره المختلفة، كالغضب، أو الفرحة، وفي تلك الأحيان يكون الطفل بحاجة إلى مساعدة الآباء في تحفيزه للتعبير عن مشاعره بشكل أكثر دقة.

لكي يتعلم القدرة على رفض تعامل أحد الغرباء معه بشكل غير محبب، كما أنه يساعده في التعبير عن تعرضه للأذى عند ذهابه للروضة، وذلك يأتي من خلال استماع الآباء للطفل بخصوص كل ما يتحدث عنه، وتحميسه للحديث، وتعلميه كيفية التعبير عن الرفض بهدوء.

لعب الطفل في سن الخامسة

فور وصول الطفل لسن الخامسة من عمره، فإنه يكون أكثر حركة وتزداد حركته، فيقوم باختيار ألعاب جديدة، وربما يجده الآباء يلعب مع أصدقاء من وحي خياله، كما تبدأ ميول الطفل في الظهور بهذا العمر.

فيمكن معرفة إن كان اجتماعي، أم أنه يحب الانطواء، وذلك من خلال متابعة مشاركته في اللعب بوجود أطفال أخرى.

كلام الطفل في عمر الخامسة

إن سلوك الطفل في عمر خمس سنوات يوضح مدى قدرته على الكلام، وإن كان بأحرف وكلمات غير مفهومة، حيث يمكن ملاحظة ذلك أثناء لعبه فيقوم بإدارة مناقشة بين الألعاب، أو الحديث بشكل مبالغ فيه مع صديقه الخيالي أثناء اللعب، وهو ما يجعل من واجب الآباء تعليم الطفل الكلمات بشكل صحيح، وتجنب نطق الكلمات بشكل طفولي أمامه.

اقرأ أيضًا: الغاز للأطفال 6 سنوات سهلة ورائعة

عادات الطفل الروتينية في اليوم بعمر الخامسة

هناك بعض العادات التي تميز سلوك الطفل في عمر خمس سنوات، والتي تتمثل في قدرته على ارتداء ملابسه بمفرده في أغلب الأحيان، أو القيام برسم بعض الأشخاص المحببين إلى قلبه كالأم، أو الأب، ورغبته في كتابة الحروف التي تعلمها، واستخدام الألوان.

كما أن الطفل في عمر الخامسة يكون لديه القدرة على معرفة ماهية النقود، واسمها، كما يتمكن من التعبير عن رغبته في الدخول إلى الحمام، مع قدرته على معاونة نفسه بالداخل أثناء انتظار أحد الآباء له، وقدرته في التعبير عن حكاية ما قبل النوم التي قصّها عليه أحد الآباء، أو الأجداد.

تفكير الطفل في عمر الخامسة

إن الطفل في تلك الفترة من عمره يبدأ في القدرة على فهم الكثير من الأمور التي لم يكن يقدر على الإلمام بها من قبل، كمعرفته لمعنى كلمة الغد، وكلمة اليوم، وهو السن المناسب الذي يمكن للآباء فيه تعليم الطفل بعض الكلمات البسيطة، ونطقها، كما أنه يبدأ في القدرة على تعلم كتابتها.

يبدأ الطفل في هذا العمر في التعرف على أسماء الأشخاص، والتفرقة فيما بينهم عند رؤيتهم، ويبدأ في تكوين أفكار مختلفة حول تلك الأشخاص فيحب أحدهم، وينزعج من تواجد الآخر، وذلك ما يساعده في تكوين صداقات مع زملائه في الروضة.

بالإضافة إلى أنه من سلوك الطفل في عمر خمس سنوات بداية تكوين أفكار ومعتقدات عن مخاوفه، وهو ما يتمثل في خوفه مثلًا من العفاريت، أو أن يخاف من أبيه وعقابه، كما يبدأ في الخوف من انتقاد الناس وتوبيخهم له.

سلوكيات الطفل السيئة في عمر الخمس سنوات

هناك بعض الأمور التي تظهر على سلوك الطفل في عمر خمس سنوات وتعد غير منطقية، وقد توحي بضرورة الحصول على استشارة طبيب مختص بسلوكيات الأطفال، والتي تتمثل في النقاط التالية:

  • في حالة كان الطفل يصاب بنوبة شديدة من الغضب عند خسارته في لعبة ما مع طفل آخر.
  • إن كان الطفل وصل لسن الخامسة ولا يستطيع استيعاب الأوامر البسيطة التي يصدرها الأبوان، مثل أعطني الملعقة، أو ارتدي ملابسك.
  • إن كان الطفل وصل لعمر الخامسة ولم يتعلم اسمه، أو القدرة على حفظ عنوان المنزل.
  • في حالة وصول الطفل لعمر الخامسة وليس لديه قدرة التعبير عن رأيه، أو ما يريد بتكوين جملة مفهومة وواضحة بالنسبة لسنه.
  • إن كان الطفل بعمر الخامسة يجلس بشكل منفرد، ولا يحب المشاركة في اللعب في كثير من الأوقات، فذلك يعد من الإشارات على أنه قد يكون شخص منطوي.
  • أما عن التبول فهو من الأمور التي يجب أن تتحسن بدءًا من وصول الطفل إلى سن الخمس سنوات، فمن الممكن أن يستمر إلى سن السابعة، لكن من المهم أن يبدأ الآباء ملاحظة تحسن قدرته على التحكم في البول.

كيفية تقويم سلوك الطفل في عمر خمس سنوات

إن تربية الأبناء تتطلب الإلمام بكثير من الأمور والتي تختلف كلما مر الطفل بمرحلة عمرية جديدة، فالتعامل مع الأبناء حديثي الولادة، يختلف عن التعامل مع الأبناء في مرحلة البلوغ.

كما أنه يختلف التعامل عند وصول الطفل لعمر الخمس سنوات، وتلك الفترة تتطلب من الآباء الاهتمام المتزايد بالطفل، لأنها الفترة المكونة لشخصيته، وقدرته المعرفية، والتعبيرية، لذا إليك بعض النقاط الإرشادية التي يلزم الانتباه لها مع الطفل في عمر الخامسة:

  • أول هام يجب الحرص على نطق الكلمات الصحيحة أمام الطفل، وتجنب نطق الألفاظ السيئة، لأن الطفل في تلك المرحلة يتعلم من الآباء ومن المحيط الذي يدور به أكثر من أي وقت سابق، فيردد الكلمات دون إدراك منه.
  • تحفيز الطفل على الحركة والقيام بالحركات الجديدة من الأمور التي تساهم في نموه بشكل سليم، ويمكن الاشتراك للطفل في لعبة رياضية في هذا السن.
  • الحرص على التحلي بالصبر عند التعامل مع الطفل في هذا العمر، وتحمل السلوكيات الخاطئة التي من الممكن أن تصدر عنه بلا شك، وتقويمها بشكل صحيح.
  • المحافظة على الصحة النفسية للوالدين من الأمور التي تساعد في تربية الطفل بشكل صحيح، حيث إن البيئة المحيطة بالطفل تعد العامل الأساسي في تقويم سلوكياته.
  • مدح الطفل في هذا العمر على السلوكيات الصحيحة، يعد من الأمور التي تساهم في تعزيز ثقة الطفل بنفسه، وزيادة قدرته على التعبير عن نفسه بلا خوف.
  • تخصيص وقت من اليوم للعب مع الطفل، أو التحدث إليه ومشاهدة الأفلام الكرتونية معه، لأنه في هذا الوقت يستطيع التعبير عن مشاعره، ويكون بحاجة للشعور بالدفء والحب من العائلة، لنموه بصحة نفسية جيده.
  • تعليم الطفل خصوصية الجسد، وخصوصية الشخص بشكل عام من الأمور المهمة التي ينبغي القيام بها عند وصوله إلى عمر الخامسة، حتى يتمكن من التعبير عند التعرض لتعدي من الأشخاص على خصوصياته.
  • الحرص على عدم توبيخ الطفل أمام الناس وتقويم السلوكيات الخاطئة بشكل صحيح.

اقرأ أيضًا: تعديل سلوك الطفل السارق ولماذا يسرق؟ ودوافعه

طريقة عقاب الطفل في عمر خمس سنوات

إن تقويم سلوك الطفل في عمر خمس سنوات يحتاج إلى الصبر ومزيج من الشدة واللين، كغيره من المراحل العمرية، لكن الطفل في هذا العمر يحتاج إلى الصبر واللين، لأن الطفل لا يزال صغير على استيعاب مثل هذه الأخطاء الشائعة، وفيما يلي بعض النقاط التي تساعد في تقويم سلوك الطفل:

  • عند قيام الطفل بسلوك خاطئ لأول مرة يجب تنبيهه بشكل واضح وغير قاسٍ، فمثلًا يمكن أن تقول له: “إلقاءك لكيس الحلوى خارج سلة المهملات أمر مرفوض، ويجب عليك حملها ورميها بداخله”.
  • استخدام الأسلوب الحازم للتعبير عن الرفض القاطع للسلوك الخاطئ الذي صدر من الطفل، يساعد في فهم الطفل ذلك الأمر، لأن تكرار هذا السلوك سيسبب العقاب الشديد له.
  • مدح الطفل عند قيامه باتباع السلوكيات الصحيحة، وملاحظة تغيير في سلوكه الخاطئ وأنه لم يعد يقوم به.
  • ينبغي تجنب ضرب الطفل في عمر الخامسة، واتباع أسلوب العقاب في التربية الحديثة، والتي تتمثل في عدم التحدث إليه لفترة زمنية تتحدد حسب مدى سلوكه الخاطئ.

أو حرمانه من اللعب لمدة يوم، أو بضع ساعات، فيعد الضرب غير مفيد في تقويم سلوك الطفل بالمرة، وكذلك التوبيخ بالألفاظ أو الإهانة.

  • يمكن عقاب الطفل بحرمانه من مشاهدة التلفاز في اليوم الذي صدر منه السلوك الخاطئ فيه، وذلك في حالة تم تكرار الخطأ الذي يرتكبه وتم تنبيهه للتوقف عنه من قبل.
  • محاولة فهم السبب وراء سلوك الطفل يعد الأمر الهام قبل اختيار نوع العقاب الذي يلزمك القيام به، حتى لا تكوني ظالمة له.

إن سلوك الطفل في عمر خمس سنوات يعد من الأمور الواجب الانتباه إليها، حيث إنها تحدد الطباع التي سيتحلى بها الطفل في مراحله العمرية القادمة، وطريقة تفكيره.

قد يعجبك أيضًا