قصة أصحاب الأخدود في القرآن الكريم

قصة أصحاب الأخدود ذكرت في القرآن الكريم، فأصحاب الأخدود هم نصارى نجران فقد عُذبوا من الملك نجران كثيرًا، وسنتعرف في هذا المقال الذي سيتم عرضه من خلال موقع زيادة على تفاصيل قصتهم والآيات التي ذٌكروا فيها.

قصة أصحاب الأخدود

يوجد في قصة أصحاب الأخدود رسالة عظيمة وتعاليم إيمانية كثيرة، حيث أنها تؤكد أن المؤمن الحق هو الذي يضحي بنفسه وبكل ما يملك في سبيل الله، حيث كان هناك ملكًا وكان لديه ساحرًا، فعندما كبر الساحر ذهب للملك وقال له أبعث لي ولدًا صغيرًا أعلمه السحر، فأرسل إليه الملك غلامًا صغيرًا ليعلمه السحر ويرث علمه، وقد تعرف هذا الغلام في رحلته على راهب  فدعاه للإيمان والتوحيد فاستجاب له الغلام، وقد دله الساحر على كيفية التخلص من تأنيب أهله وتأنيب الساحر في حالة تأخره عنهم، وقد اشتهر أمر الغلام في البلد بأن الله أجرى على يديه كرامات من إبراء الأكمة والأبرص وشفاء المرضى، وقد أتخذ من هذا وسيلة لنشر رسالته، فوصل خبر الغلام إلى الملك من خلال جليسه -الذي دعا له الغلام فشفاه الله، فشعر الملك بأن هذا الغلام سيكون فتنة تهدد من ملكه فأراد الملك أن يعرف مصدر هذه الفتنة، فتوصل للغلام ثم الراهب وأراد أن يصدهم عما يفعلون، ولكنهم رفضوا وتحملوا العذاب، فالملك لم يقتل الغلام مباشرةً كما فعل مع الراهب، ولكنه استخدم طرق عديدة لتخويفه لكي يرجع عما هو عليه ويساعد الملك في ثبيت حكمه، ولكن في كل مرة كان الله ينجي الغلام، ولكن الملك يعود مرة أخرى عودة المتحدي، فلما يأس الملك من قتل الغلام قال له أختر طريقة محددة لكي أقتلك بها، ولكن الغلام لم يطلب الموت ولا الشهادة ولكن كان يريد أن يؤمنوا الناس جميعًا ويثبت ضعف الملك وعجزه مقابل قدرة الله سبحانه وتعالى، فأخبره الملك بأنه سيقتله في وجود الناس جميعًا، فقام الملك بصلبه على خشبة وأمسك السهم وقال باسم الله رب الغلام، فمات الصبي، فنادوا الناس قائلين ” أمنا برب الغلام “، فثار عليهم الملك وأمر بحفر الأخاديد وإشعال النيران بها، وقال أن كل من يصر على هذا الدين سيوضع فيها، ولكن الغلام قد كسر حاجز الخوف والرعب بداخلهم، فسميت القصة بأصحاب الأخدود.

إقرأ أيضًا: قصة علي بن ابي طالب وقصة ولادته وطفولته ونسبه واعماله

إقرأ أيضًا: فوائد سورة يوسف الروحانية

قصة قتل أصحاب الأخدود في القرآن الكريم

في جزء عم في سورة البروج، قال الله سبحانه وتعالى: ” وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْبُرُوجِ * وَالْيَوْمِ الْمَوْعُودِ * وَشَاهِدٍ وَمَشْهُودٍ * قُتِلَ أَصْحَابُ الْأُخْدُودِ * النَّارِ ذَاتِ الْوَقُودِ * إِذْ هُمْ عَلَيْهَا قُعُودٌ * وَهُمْ عَلَى مَا يَفْعَلُونَ بِالْمُؤْمِنِينَ شُهُودٌ * وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلَّا أَنْ يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ * الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ * إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا فَلَهُمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَلَهُمْ عَذَابُ الْحَرِيقِ * إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْكَبِيرُ” [البروج: 1-11].

إقرأ أيضًا: دولة ذكرت في القران باسمها الحالي ما هي ؟

القصة من خلال سنة الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام

عن صُهيب – رضي الله عنه – أنَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «كان مَلك فيمَن كان قبلكم، وكان له ساحر، فلمَّا كبِر، قال للملك: إني قد كَبِرتُ، فابْعَث إليّ غلامًا أُعَلِّمه السِّحر، فبَعث إليه غلامًا يُعلِّمه، فكان في طريقه إذا سلَك راهبٌ، فقعَد إليه وسَمِع كلامه، فأعْجَبه، فكان إذا أتى الساحر مرَّ بالراهب، وقعَد إليه، فإذا أتى الساحر ضرَبه، فشكى ذلك إلى الراهب، فقال: إذا خَشِيتَ الساحر، فقل: حبَسَني أهلي، وإذا خَشِيت أهلك، فقل: حَبَسني الساحر، فبينما هو كذلك إذ أتى على دابَّة عظيمة قد حَبَست الناس، فقال: اليوم أعلم: الساحر أفضل أم الراهب أفضل؟ فأخَذ حجرًا، فقال: اللهم إن كان أمرُ الراهب أحبَّ إليك من أمر الساحر، فاقْتُل هذه الدابَّةَ؛ حتى يَمضي الناس، فرماها فقَتَلها، ومضى الناس، فأتى الراهب فأخبره، فقال له الراهب: أيْ بُنَي، أنت اليوم أفضل مني، قد بلغَ من أمرك ما أرى، وإنك ستُبتلى، فإن ابتُليتَ فلا تدلَّ عليّ، وكان الغلام يُبْرِئ الأَكْمه والأبرص، ويداوي الناس من سائر الأدواء، فسَمِع جليسٌ للملك كان قد عَمِي، فأتاه بهدايا كثيرة، فقال: ما ها هنا لك أجمعُ، إن أنت شَفيتني، فقال: إني لا أشفي أحدًا؛ إنما يَشفي الله – سبحانه وتعالى – فإن آمنتَ بالله – سبحانه وتعالى – دعوتُ الله فشَفاك، فآمَن بالله – سبحانه وتعالى – فشفاه الله، فأتى الملك فجلَس إليه كما كان يَجلس، فقال له الملك: مَن ردَّ عليك بصرَك؟ قال: ربي، قال: أوَلك ربٌّ غيري؟ قال: ربي وربُّك الله، فأخَذه فلم يَزَل يُعَذِّبه حتى دلَّ على الغلام، فجِيء بالغلام، فقال له الملك: أيْ بُني، قد بلَغ مِن سحرك ما تُبرئ الأكمه والأبرص، وتفعل ما تفعل؟ قال: إني لا أشفي أحدًا، إنما يشفي الله – سبحانه وتعالى – فأخَذه فلم يَزَل يُعذِّبه، حتى دلَّ على الراهب، فجِيء بالراهب، فقيل له: أرجع عن دينك، فأبى، فدعا بالمِنشار فوُضِع في مَفْرِق رأسه، فشقَّه حتى وقَع شِقَّاه، ثم جِيء بجليس الملك، فقيل له: أرجِع عن دينك، فأبى، فوُضِع المِنشار في مَفْرِق رأسه، فشَقَّه حتى وقَع شِقَّاه، ثم جِيء بالغلام، فقيل له: أرجِع عن دينك، فأبى، فدفَعه إلى نفرٍ من أصحابه، فقال: اذهبوا به إلى جبل كذا وكذا، فاصْعَدوا به الجبل، فإذا بَلَغْتُم ذِروته، فإن رجَع عن دينه وإلاَّ فاطْرَحوه، فذَهَبوا به فصَعِدوا به الجبل، فقال: اللهم اكْفِنيهم بما شِئْت، فرَجَف بهم الجبل، فسقطوا، وجاء يمشي إلى الملك، فقال له الملك: ما فعَل أصحابُك؟ فقال: كفانِيهم الله – سبحانه وتعالى – فدفَعه إلى نفرٍ من أصحابه، فقال: أذهبوا به فاحْمِلوه في قُرقُور، فتوسَّطوا به البحر، فإن رجَع عن دينه، وإلاَّ فاقْذفوه، فذهبوا به، فقال: اللهم اكْفِنيهم بما شِئْتَ، فانْكَفَأت بهم السفينة، فغَرِقوا، وجاء يمشي إلى الملك، فقال له الملك: ما فعَل أصحابك؟ فقال: كفانيهم الله – سبحانه وتعالى – فقال للملك: إنك لستَ بقاتلي؛ حتى تفعل ما أمُرُك به، فقال: ما هو؟ قال: تَجمع الناس في صعيد واحد، وتَصلبني على جذعٍ، ثم خُذ سهمًا من كِنانتي، ثم ضَعِ السهم في كبدِ القوس، وقل: بسم الله ربِّ الغلام، ثم أرْمِني، فإنك إن فعَلت ذلك، قتَلتني، فجمَع الناس في صعيد واحدٍ وصَلَبه على جِذْعٍ، ثم أخَذ سهمًا من كِنانته، ثم وضَع السهم في كبد القوس، ثم قال: بسم الله ربِّ الغلام، ثم رماه، فوقَع السهم في صُدغه، فوضَع يده في موضع السهم، فمات، فقال الناس: آمنَّا بربِّ الغلام ثلاثًا، فأُتِيَ الملك، فقيل له: أرأيتَ ما كنت تَحذر؟ قد والله وقَع بكَ حَذَرُك؛ قد آمَن الناس، فأمَر بالأخاديد في أفواه السِّكك، فَخُدَّت، وأُضْرِم (فيها) النيران، وقال: مَن لَم يرجع عن دينه، فأقْحِموه فيها، أو قيل له: اقْتَحِم، ففعلوا، حتى جاءت امرأة معها صبيٌّ لها، فتَقاعَست أن تقعَ فيها، فقال لها الغلام: يا أُمَّه، اصبرِي؛ فإنَّك على الحق»، والحديث رواه مسلم وأحمد والترمذي والنسائي – رحمهم الله.

وفي نهاية هذا المقال نكون تحدثنا عن قصة أصحاب الأخدود وموضع ذكرها في القرآن الكريم والسنة.

قد يعجبك أيضًا