أحاديث عن صلة الرحم

أحاديث عن صلة الرحم تحث على الود بين الأقرباء وبعضهم البعض، ففي صلة الرحم بركة وثواب عظيم ينتظر من يقوم بتلك العبادة، فالسنة وأحاديث رسول الله تعد من مصادر التشريع الأساسية في الإسلام.

لذلك في السطور القادمة عبر موقع زيادة سنعرض لكم أحاديث عن صلة الرحم، وسنشرح لكم هذه الأحاديث، وسندها ومتنها، وأقوال المحدثين في صحتها.

أحاديث عن صلة الرحم

سُنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وأحاديثه هي المصدر الثاني في الإسلام لأخذ الشرائع بعد القرآن الكريم، فجاء في الآية الثانية والثلاثين من سورة آل عمران (قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ ۖ فَإِن تَوَلَّوْا فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْكَافِرِينَ).

سُنة رسول الله تذخر بالعديد من الأحاديث النبوية الشريفة التي تحث على تعامل المسلمين مع بعضهم البعض وبالأخص في تعاملهم مع أقاربهم وذوي الرحم، لذلك في السن النبوية الشريفة نجد العديد من الأحاديث عن صلة الرحم.

من هذه الأحاديث ما رواه أبو هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وأخرجه البخاري في صحيحه برقم 4830، وأخرجه مسلم في صحيحه برقم 2554، “إنَّ اللَّهَ خَلَقَ الخَلْقَ، حتَّى إذا فَرَغَ مِن خَلْقِهِ، قالتِ الرَّحِمُ: هذا مَقامُ العائِذِ بكَ مِنَ القَطِيعَةِ، قالَ: نَعَمْ“.

أما تَرْضَيْنَ أنْ أصِلَ مَن وصَلَكِ، وأَقْطَعَ مَن قَطَعَكِ؟ قالَتْ: بَلَى يا رَبِّ، قالَ: فَهو لَكِ قالَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: فاقْرَؤُوا إنْ شِئْتُمْ: (فَهلْ عَسَيْتُمْ إنْ تَوَلَّيْتُمْ أنْ تُفْسِدُوا في الأرْضِ وتُقَطِّعُوا أرْحامَكُمْ) الآية الثانية والعشرين من سورة محمد”.

المقصود بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم “الرحم” هو صلة الأرحام، أي ود الأقارب وزيارتهم والحرص على برهم، وفي لحديث بيان بأن الله سبحانه وتعالى بعد أن خلق جميع خلقه خلق الرحم.

الله سبحانه وتعالى عدلٌ بين جميع خلقه، وخير رب العزة سبحانه وتعالى الرحم في أن يصل الله سبحانه وتعالى من وصلها “أي من زار أقاربه”، وأن يقطع من يقطع رحمه، فكانت إجابتها بالإثبات.

لم يتحدد في الحديث كيفية صلة الرحم، فتركها رسول الله للمتعارف عليه بين الناس، فخلقنا الله سبحانه وتعالى شعوبًا مختلفين في العادات.

اقرأ أيضًا: هل يجوز قطع صلة الرحم بسبب المشاكل

من الأحاديث المشهورة عن صلة الرحم

يوجد العديد من أحاديث عن صلة الرحم المشهورة، ولعلنا في السطور السابقة قد عرضنا عليكم أحدها، وفي سطور هذه الفقرة سنعرض لكم عددًا من هذه الأحاديث.

1- حديث اشتقاق الله من الرحم اسمًا له

هذا الحديث رواه الصحابي الجليل وأحد العشرة المبشرين بالجنة عبد الرحمن بن عوف، وتفرد في إخراجه الألباني في صحيح الأدب المفرد برقم 8، وشعيب الأرناؤوط في تخريج مسنده برقم 1681.

قال اللهُ عزَّ وجلَّ: أنا الرَّحمنُ، وأنا خَلقتُ الرَّحِمَ، واشْتَقَقتُ لها مِنَ اسمِي، فَمن وصلهَا وصلتُه، ومَن قطعهَا بتَتُّه“.

يظهر لنا هذا الحديث قدر صلة الرحم، فالله سبحانه وتعالى اشتق له من أسمائه الحسنى اسمًا له وهو اسم الرحمن، والمراد بلفظة “بتته” أي قطعه الله سبحانه وتعالى من رحمته وإحسانه.

2- حديث من كان يؤمن بالله واليوم الآخر

الحديث الشريف رواه الصحابي الجليل أبو هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأخرجه البخاري في صحيحه برقم 6018، ورواه مسلم في صحيحه برقم 47 على الرغم من اختلاف الروايتين.

مَن كانَ يُؤْمِنُ باللَّهِ واليَومِ الآخِرِ فَلْيُكْرِمْ ضَيْفَهُ، ومَن كانَ يُؤْمِنُ باللَّهِ واليَومِ الآخِرِ فَلْيَصِلْ رَحِمَهُ، ومَن كانَ يُؤْمِنُ باللَّهِ واليَومِ الآخِرِ فَلْيَقُلْ خَيْرًا أوْ لِيَصْمُتْ“.

أما الرواية التي أوردها مسلم في صحيحه فلم يرد فيها صلة الرحم، وهذا الحديث يحث على زيارة الأقارب وودهم، فقد ربط ذلك بالإيمان بالله.

 3-  فضل الصدقة على ذي القربى

روى الصحابي سلمان بن عامر الضبي عن رسول الله أخرجه الألباني في صحيح بن ماجه برقم 1506 صحيحًا لغيره، والحديث هو “الصَّدقةُ على المسْكينِ صدقةٌ، وعلى ذي القرابةِ اثنتان: صدقةٌ وصلةٌ“، الحديث يبين قيمة لذوي القربى، فهو من صلة الرحم.

أحاديث عن فضل واصل الرحم وعقوبة قاطعها

تعد الأحاديث عن صلة الرحم متنوعة في الأحكام، فليست كلها حثٌ على صلة الرحم فقط، فمنها الأحاديث التي توضح فضل صلة الرحم، ومنها أحاديث أخرى تبين عقوبة قاطع الأرحام، وسنعرض لكم في هذه الفقرة من نوعي الحديث.

1- بسط الرزق وصلة الأرحام

جاء في الحديث الذي أخرجه البخاري برقم 2067، ورواه أنس بن مالك عن رسول الله “مَن سَرَّهُ أنْ يُبْسَطَ له في رِزْقِهِ، أوْ يُنْسَأَ له في أثَرِهِ، فَلْيَصِلْ رَحِمَهُ“، والحديث شاهد على أن صلة الرحم تزيد من الرزق وتطيل له في عمره.

2- حديث شاهد على عاقبة قاطع الرحم

روى أبو بكر بن نفيع بن الحارث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، الحديث الصحيح الذي أخرجه أبو داود في مسنده برقم 4902 واللفظ له، وأخرجه الترمذي في سننه برقم 2511.

ما من ذنبٍ أجدرُ أن يعجِّل اللهُ تعالى لصاحبه العقوبةَ في الدنيا، مع ما يدِّخر له في الآخرةِ مثل البَغيِ وقطيعةِ الرحمِ“.

الحديث يوضح عقوبة من يقطع رحمه، فالله يعجل له العذاب في الدنيا متقدمًا عن أي ذنب آخر قام به، بالإضافة إلى عقوبة الآخرة التي لا ترفعها عقوبة الدنيا، ومعنى قول رسول الله “البَغيِ” بتسكين الغين هو الظلم، فمنزلة قاطع الرحم كالظالم.

صلة الرحم أمرها عظيم عند الله سبحانه وتعالى، فالعاقبة شديدة لقاطعها، والثواب جميل لواصله، فكن من الواصلين أرحامهم تنل من الله رضاه، وتنعم في دنياك بلا شقاء.

قد يعجبك أيضًا