شعر حسان بن ثابت عندما رأى الرسول

شعر حسان بن ثابت عندما رأى الرسول تطيب الآذان لسماعه، حيث لٌقب حسان بشاعر النبي لجمال شعره في مدح الرسول، فعندما قص عليه شهره كافئه النبي ببردته الخاصة، وعندما اسلم حسان أقتصر شعره كله على مدح النبي بعدما كان شعره كله غزل، ومن خلال موقع زيادة سنعرض لكم شعر حسان بن ثابت عندما رأى الرسول.

شعر حسان بن ثابت عندما رأى الرسول

شعر حسان بن ثابت عندما رأى الرسول

أعطى أهل قريش لحسان المال لكي يهجو النبي -صلى الله عليه وسلم-، فعندما ذهب إليه ليهجوه، وعندما مر عليه الرسول امتلأ قلب حساب بالنور الساطع من وجهه، فعاد لقريش وأعاد إليهم المال وأخبرهم أن مالهم لن يفيده في شيء وأعلن إسلامه، وألقى على النبي قصيدة بعنوان لما رأيت أنواره سطعت نبسًا إلى ما شعر به عندما رأى الرسول، تتمثل القصيدة فيما يلي:

يمكنك الاضطلاع على: شعر حسان بن ثابت في مولد الرسول

لما رأيت أنواره سطعت .. وضعت من خيفتي كفي على بصري

خوفاً على بصري من حسن صورته .. فلست أنظره إلا على قدري

روح من النور في جسم من القمر .. كحلية نسجت من الأنجم الزهر

شعر حسان بن ثابت في مولد النبي

قال حسان في مولد النبي ما ترغب الأذن في سماعه باستمرار، حيث جاء النبي ليخرج الناس من الظلمات إلى النور، فكانت تشهد مناسبة عظيمة وهي مولد النبي -عليه أفضل الصلاة والسلام- فجاء يوم الإثنين في الثاني عشر من ربيع الأول وتتمثل القصيدة في الآتي:

محمد المبعوث للناس رحمة * يشيله مأوى الضلال ويصلح لا مسبح

 تصمم الجبال نجيبه لدعونا * أو لأنه الحديد المصفح

 فإن الصخور الصم لانت بكفه * وان الحصى في كفه لا سبح

وإن كان موسى انبعث الماء بالعصا * فمك فيه قد أصبح الماء و يطفح

 وإن كانت الريح الرخاء * سليمان لا تقل وتروح وتسرح.

دفاع حسان بن ثابت عن النبي في شعره

لم يكن يملك حسان وسيلة ليدافع بها عن النبي أفضل من شعره، فكان يذكر فيه صفات النبي الطيبة ولا يغض الطرف عن أحد يهجو النبي، فكانت تعمل قريش جاهدة لتأذي النبي ويهجوه الشعراء المشركين في أشعارهم ولقد تحمل الكثير من الأذى، فجاءت تلك القصيدة كالتالي:

يمكنك الاضطلاع أيضًا على: أشعار حسان بن ثابت في مدح الرسول

هجوت محمدًا فأجبت عنه * وعند الله في ذاك الجزاء

هجوت محمد برًا حنيفًا * رسول الله شيمته الوفاء

 فإن أبي ووالده وعرضي * لعرض محمد منكم وقاء

 ثكلت بنيتي الآن لم تروها * تثير النقع من كنفي كداء

 يا بارينا الأعمه * صعبات على اكتافها الأصلي

بماء يدنا متمطرات * تلطمهن بالخمر النساء

فإنا حرت عنا اعتمرنا * وكان الفتح وانكشف الغطاء

 وإلا فصبروا الإضراب يوم يعز الله * فيه من يشاء وقال الله قد ارسلت عبدًا

يقول الحق ليس به خفاء * وقال الله قد يسرت جندًا هم الانصار عرضتها اللقاء

لنا في كل يوم من معد سببًا وقتال اولجا * فمن يهجو رسول الله منكم ويمدحه وينصره سواء * وجبريل رسول الله فينا وروح القدس ليس له كفاء

قصيدة حسان في رثاء النبي

كان لموت النبي أثر شديد على المسلمين فقد حزنوا حزنًا شديدًا، حيث لم يقدر الصحابة على تصديق خبر وفاته، فعند وفاة النبي خرج عمر بن الخطاب للناس وأشهر سيفه قائلًا: “من قال منكم أن محمد قد مات قطعت رأسه”، وتجدر الإشارة إلى أنه توفي النبي عن عمر 63 عام، في يوم الاثنين في شهر ربيع الأول، وقال حسان بن ثابت عن موت النبي القصيدة التالية:

ما بَالُ عينِكَ لا تنامُ كأنَّما كُحِلَتْ مآقِيها بكُحْلِ الأرْمَدِ

جزعاً على المهديّ أصبحَ ثاوياً يا خيرَ من وطئَ الحَصى لا تَبعدِ

جنبي يقيكَ التربَ لَهفي لَيتَني غُيِّبتُ قَبلكَ في بَقِيعِ الغَرْقَدِ

بأبي وأمّْي مَنْ شَهدتُ وفاتهُ في يومِ الاثنينِ النبيُّ المُهتَدي

فظَلِلْتُ بعدَ وفَاتهِ مُتَبَلِّداً يا لهْفَ نفسي لَيتَني لم أُولَدِ

أأُقِيمُ بعدكَ بالمدينَةِ بَينَهُمْ؟ يا ليْتَني صبّحْتُ سُمَّ الأسْوَدِ

أوْ حلَّ أمرُ اللهِ فينا عاجلاً في رَوحةٍ مِنْ يومنا أو في غَدِ

فتقومُ سَاعتُنا، فنلقى طَيباً مَحضَاً ضَرَائِبُهُ كَريمَ المَحْتِدِ

يَا بِكْرَ آمِنَةَ المُبَارَكِ ذِكْرهُ ولدَتْكَ مُحْصَّنةً بِسعْدِ الأسعُدِ

نُوراً أضَاءَ على البَرِيَّةِ كلِّها مَنْ يُهْدِ للنُّورِ المُبَارَكِ يَهْتَدِ

يا ربُّ فاجْمَعنا فمَاً ونَبِيَّنَا في جَنَّةٍ تَثْني عُيُونَ الحُسَّدِ 

في جَنَّةِ الفِردَوسِ واكتُبْها لَنَا يا ذا الجَلالِ وذا العُلا والسؤدُدِ

واللَّهِ أسمَعُ ما بَقِيتُ بهالِكٍ إلا بكيتُ على النبيّ محمدِ

يا ويحَ أنصارِ النبيِّ ورهطهِ بَعْدَ المغَيَّبِ في سَوَاءِ المَلْحَدِ

ضاقتْ بالأنصارِ البلادُ فأصبحتْ سوداً وجوههمُ كلونِ الإثمدِ

وَلَقَدْ وَلَدْنَاهُ، وَفِينَا قَبرُهُ وفضولُ نعمتهِ بنا لمْ يجحدِ

والله أكْرَمَنا بِهِ وَهَدَى بِهِ أنْصَارَهُ في كُلّ سَاعَةِ مَشْهَدِ

صَلَّى الإلهُ وَمَنْ يَحُفُّ بِعَرْشِهِ والطيبونَ على المباركِ أحمدِ

وقال أيضًا في رثاء النبي:

طيبةَ رسمٌ للرسولِ ومعهدُ منيرٌ وقد تعفو الرسومُ وتهمدُ

ولا تنمحي الآياتُ من دارِ حرمةٍ بها مِنْبَرُ الهادي الذي كانَ يَصعَدُ

وواضِحُ آياتٍ وَبَاقي مَعَالِمٍ وربعٌ لهُ فيهِ مصلىً ومَسجِدُ

بها حجراتٌ كانَ ينزلُ وسطها مِنَ الله نورٌ يُسْتضاءُ وَيُوقَدُ

معالمُ لم تُطمسْ على العَهدِ آيُها أتَاهَا البِلَى فالآيُ منها تَجَدَّدُ

عرفتُ بها رسمَ الرَّسول وعهدهُ، وقبراً بِهِ وَاراهُ في التُّرْبِ مُلْحدُ

ظللتُ بِها أبكي الرَّسول، فأسعَدَتْ عُيون ومِثْلاها مِنَ الجَفْنِ تُسِعِدُ

تذكرُ آلاءَ الرَّسول وما أرَى لهَا مُحصِياً نَفْسي فنَفسي تبلَّدُ

مفجعةٌ قدْ شفها فقدُ أحمدٍ فظلتْ لآلاء الرَّسول تُعدِدُ

وما بَلغتْ منْ كلِّ أمْرٍ عَشِيرَهُ وَلكِنّ نَفسي بَعْضَ ما فيهِ تحمَدُ

أطالتْ وقوفاً تذرفُ العينُ جهدها على طللِ القَبرِ الذي فيهِ أحمدُ

يمكنك الاضطلاع أيضًا على: قصيدة عن الرسول وصفاته التي ذكرها الشعراء

حسان بن ثابت وهو يمدح الرسول

فأقوال حسان في مدح النبي لا تعد ولا تحصى، حثي كان النبي لا يغضب أحد وقال الله -تعالى- عنه في القرآن الكريم وإنك لعلى خلق عظيم، فكان النبي وجهه ضاحكًا باسمًا لا يعبس في وجه أحد، وقلبه كبير يعطف على الصغير ويرحم الكبير، وكان يتجاوز عن الإساءة ويعفو عند المقدرة، فقد اصطفاه الله ليكون رسول الرحمة للعالم أجمع، وقال حسان بن ثابت وهو يمدحه الآتي:

أَغـــرّ عليه للنبوة خاتم ….. مـن الله مشهود يلوح ويشهد

وضم الإله اسم النبي إلى اسمه….. إذا قال في الخمس المؤذن: أشهد

وشق لــه من اسمه ليجله….. فـذو العرش محمود وهذا محمد

نبي أتانا بعــد يأس وفترة مــن الرسل… والأوثانُ في الأرض تعبد

فأمسى سراجاً مستنيرا وهاديا ….. يلـوح كما لاح الصقيل المهند

وأنذرنا ناراً وبشّــر جنةً …. وعلمـــنا الإسلام فالله نحمد

وأنت إله الخلق ربي وخالقي … بذلك ما عمرت في الناس أشهد

أشعار حسان بن ثابت عن الرسول

تحدث حسان في أشعاره بجانب المدح والرثاء وغيرها من الأشياء التي ذكرناها بالأعلى، عن غزوات النبي وحياته، وتعاملاته مع الناس، فكان مكرس شعره كله للنبي -صلى الله عليه وسلم- والحديث عن أي شيء يخصه فقال:

واللهِ ربِّي لا نُفارقُ ماجِداً عفَّ الخليقَة، ماجِدَ الأجدادِ

متكرماً يدعو إلى ربِّ العُلى بذلَ النصيحةِ رافعَ الأعمَادِ

مِثلَ الهلالِ مُباركاً ذا رَحمةٍ سَمحَ الخَليقةِ طيِّبَ الأعوَادِ

إنْ تَترُكوهُ فإنَّ رَبّي قادِرٌ أمسى يَعودُ بفضلِهِ العَوَّادِ

واللهِ ربِّي لا نُفارقُ أمرهُ ما كانَ عَيشٌ يُرتجَى لمَعادِ

لا نبتغي ربَّاً سواهُ ناصراً حتى نُوَافي ضَحْوَةَ المِيعَادِ

يمكنك الاضطلاع أيضًا على: شعر عن الرسول وبعض الأبيات من البردة

قصيدة شهدت بإذن الله أن محمدًا

هي أحد القصائد التي ألفها حسان بت ثابت عن الرسول -صلى الله عليه وسلم-، ومن أبيات تلك القصيدة ما سنشير إليه عبر السطور المقبلة:

شَهِدتُ بِإِذنِ اللَهِ أَنَّ مُحَمَّداً رَسولُ الَّذي فَوقَ السَماواتِ مِن عَلُ

وَأَنَّ أَبا يَحيى وَيَحيى كِلَيهِما لَهُ عَمَلٌ في دينِهِ مُتَقَبَّلُ

وَأَنَّ الَّتي بِالسُدِّ مِن بَطنِ نَخلَةٍ وَمَن دانَها فِلٌّ مِنَ الخَيرِ مَعزِلُ

وَأَنَّ الَّذي عادى اليَهودَ اِبنَ مَريَمَ رَسولٌ أَتى مِن عِندِ ذي العَرشِ مُرسَلُ

وَأَنَّ أَخا الأَحقافِ إِذ يَعذِلونَهُ يُجاهِدُ في ذاتِ الإِلَهِ وَيَعدِلُ

شعر حسان بن ثابت بعد إسلامه

تحول شعر حسان بعد إسلامه، حيث أصبح كله شعر ديني يتحدث فيه عن الرسول ونصرة دينه، من ثم فقد تميزت الأشعار بهجاء أعداء الله ومدح ناصريه، حيث كان يعجب النبي بشعره ويحب أن يستمع له، فقد استقبل حسان النبي عند وصوله المدينة، وكان قبل الإسلام شعره مشهورًا بمدح المشركين.

أغراض شعر الحسان بن ثابت

كان حسان بن ثابت يكثر من شعر الهجاء، ومدح النبي محمد والغساسنة والنعمان بن المنذر، وقام بوصف مجالس الخمر واللهو قبل دخوله الإسلام، وعند إسلامه التزم بمبادئ الشريعة، فكانت أشعاره شديدة التأثر بالقرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة، وتواجدت فيه الألفاظ الصحراوية ومهما تخصصت أشعاره بموضوعات خاصة فكانت كلها تعبر عن موضوع واحد وهو الدعوة.

يمكنك الاضطلاع أيضًا على: شعر عن الرسول محمد صلى الله عليه وسلم وصفاته

هكذا نكون قد تحدثنا عن شعر حسان بن ثابت عندما رأى الرسول، وذكرنا أشعاره في مدح ورثائه، إلى جانب ذلك فقد ذكرنا قصائد تحدث فيها حسان عن مولد النبي، ورأينا كيف كان يدافع عن النبي في أشعاره، وفي النهاية تحدثنا عن أغراض شعره، ونتمنى أن نكون قد قدمنا لكم النفع والفائدة.

قد يعجبك أيضًا