الرعاية الصحية لكبار السن

الرعاية الصحية لكبار السن تعد مهمة من أصعب المهام التي يُمكن القيام بها، خاصةً إذا كان كبير السن هو فرد من أفراد عائلتك، حينها قد يشعر المُسن بثقله على الآخرين مما يؤدي إلى سوء حالته النفسية، ولكنه يحتاج إلى هذا النوع من الرعاية وخصوصًا بعد التعرض لوعكة صحية، لذا من خلال موقع زيادة سنقوم بذكر كيفية الرعاية الصحية لكبار السن بشكل صحيح وما يتعلق بها من تفاصيل.

الرعاية الصحية لكبار السن

وفقًا للإحصائيات التي تم دراستها، فإن نسبة سكان العالم الذين يبلغون من العمر 60 عام أو أكثر تتزايد باستمرار، والمقصود من مصطلح كبير السن ليس الشخص الذي دخل في مرحلة الشيخوخة، فنجد كثير من كبار السن الذي يتمتعون بصحة جيدة ولا يُصابون بأي أمراض، ولكن كبير السن هو الشخص الذي تجاوز عمر 60 عام.

يحتاج الكثير من كبار السن إلى الرعاية الصحية الطبية، وخاصةً إذا كان قد تعرض مسبقًا إلى وعكة صحية أثرت في حالته الصحية، في هذه الحالة لا يستطيع أحد أفراد أسرته القيام بهذا الأمر.

فيتطلب ذلك إحضار الممرضات المساعدات أو المتخصصون في أمور الرعاية الصحية المنزلية لكبار السن إلى المنزل حتى يتابعوا حالته باستمرار، ويقومون بالإجراءات اللازمة حسب حالته الصحية وما تتطلبها.

تُحدد فترة الرعاية الصحية من قِبل الطبيب فقد تتطلب بعض الحالات هذه الرعاية لفترة طويلة، في حين أن هناك حالات أخرى لا تتطلب سوى الرعاية المنزلية لحالتها الصحية لمدة أيام أو أسابيع قليلة، فيكون هذا الأمر كله تحت إشراف طبي، وإذا كانت الحالة تعاني من تدهور صحي، فلابد من رعايتها من قِبل مركز متخصص في ذلك.

اقرأ أيضًا: كيفية رعاية كبار السن بالمنزل

الرعاية الصحية لكبار السن في المستشفى

يجب أن يكون مقدم الرعاية مُلم بجميع الجوانب الخاصة برعاية كبار السن، نظرًا لتأثير هذه الرعاية على المُسن، لذا هناك عدة أمور يجب اتباعها من قِبل مقدم الرعاية حتى تتم على أكمل وجه، وهي متمثلة في الآتي:

  • توضيح الأدوية التي بإمكانها أن تُسبب نتائج عكسية في العلاج لدى كبار السن.
  • تحديد مؤشرات الخطر للمُسن التي يُمكن أن تنتج عن العلاج في المستشفى من خلال إجراء فحص جسدي شامل.
  • وضع عدة خطط صحية تحمي المُسن من التعرض للمضاعفات أو تدهور حالته الصحية.
  • التعرف على بعض الإجراءات الوقائية التي تحمي المُسن من التعرض لتقرحات الضغط وبيان طرق علاجها.
  • توضيح المؤثرات البيئية التي تساعد على تعرض المُسن للمضاعفات أثناء رحلته العلاجية.

الرعاية الصحية المنزلية لكبار السن

تتم الرعاية الصحية في المنزل بشرط أن يتم إخبار الطبيب بأي تغييرات في الحالة الصحية لكبار السن في أسرع وقت، تكون الرعاية الصحية المنزلية في أغلب الأوقات اختيار أمثل للتحسين من حالة المريض.

حيث لا يكون متأثرًا نفسيًا بإقامته في المستشفى أو دار الرعاية بشكل دائم، كما أنها في بعض الحالات تكون أقل تكلفة من الرعاية الصحية في دور الرعاية.

قد لا يستدعي الأمر إحضار الممرضات الخاصة في المنزل، حيث يُمكن لأحد الأبناء أن يتابعوا الحالة الصحية الخاصة بوالدهم أو والدتهم، ويهتمون بهما وبما يحتاجونه، حيث تُشكل الرعاية الصحية لكبار السن من قِبل الآخرين أهمية كبيرة في التأثير على حالتهم الصحية.

ينسى أغلب المُسنين مواعيد الدواء والجرعات المحددة منه، مما يجعل هناك حاجة إلى شخص ما يهتم بهذه الأمور، بالإضافة إلى الكثير من الأمور الأخرى التي تتطلب الاهتمام بصحة المُسن.

أعراض تظهر على كبار السن

يتعرض كبار السن إلى الكثير من المشاكل الصحية وهذا أمر شائع، ولكن هناك بعض الأعراض التي تظهر عليهم والتي تُشير عادةً إلى كبر السن، وهي الموضحة فيما يلي:

  • ظهور التجاعيد في البشرة.
  • الإصابة بهشاشة العظام وسهولة إصابتها بالكسر.
  • في بعض الأحيان قد يُصاب كبير السن بالسمنة، وفي الحالات الأخرى يُصاب بفقدان في الوزن بشكل غير طبيعي.
  • زيادة احتمال الإصابة بمرض السكري أو ارتفاع ضغط الدم وغيرهما من الأمراض المزمنة.
  • الإصابة بالجفاف خاصةً في الأماكن ذات درجة الحرارة العالية.

الأمراض الشائعة لدى المسنين

من الشائع أن كبار السن يتعرضون لمشاكل صحية متنوعة، والتي تحتاج إلى متخصص في الرعاية الصحية لكبار السن، وبين عدة الأمراض التي تُصيبهم في هذه الفترة من حياتهم، نجد أن هناك عدة أمراض تكون منتشرة بينهم بشكل كبير، وسنذكر فيما يلي أبرز هذه الأمراض:

1- أمراض القلب

عادةً نرى كبار السن لا يقدرون على القيام بالأنشطة اليومية البسيطة، وتكون الحركة بالنسبة لهم أمر صعب لا يرغبون به إلا للقيام بالعادات اليومية والضروريات، والسبب في ذلك غالبًا ما يكون ضعف الجسم الناتج عن تضخم عضلة القلب، وهو من أكثر الأمراض شيوعًا بين كبار السن، ويعتبر ضيق التنفس بسبب بذل جهد بسيط أو بدونه من أعراض الإصابة بمرض في القلب.

2- مرض الزهايمر

الزهايمر هو مرض خطير يهاجم الخلايا العصبية الموجودة في المخ ويدمرها، ومن المعروف أنه منتشر بشكل أكبر بين كبار السن، فنجد أن الفرد الذي تعدى 65 عام أكثر عُرضة من غيره للإصابة بالزهايمر، الذي يقلل من قوة ذاكرته وقدراته المعرفية.

من أبرز أعراض الإصابة بالزهايمر هو أن يكون كبير السن مرتبك أثناء الكلام، وينسى ما أراد أن يقول في نفس الوقت الذي يتحدث فيه، بالإضافة إلى نسيانه لبعض الأمور الاعتيادية في حياته.

يُعد هذا المرض من أكثر الأمراض التي تحتاج إلى الرعاية الصحية لكبار السن، نظرًا لما يُسببه من نسيان أسماء الأدوية التي يجب تناولها وكمية الجرعات منها وموعد التناول.

اقرأ أيضًا: التواصل مع الجمعيات الخيرية العالمية

3- احتشاء عضلة القلب

يُصاب كبير السن بهذا المرض نتيجة إهمال تلف الأوعية الدموية الموجودة في شبكية العين، أو نتيجة للإصابة بهشاشة العظام، ونجد أن النساء أكثر عُرضة للإصابة من الرجال في فئة كبار السن، ويُصنف هذا المرض ضمن الأمراض الخطيرة إلى حد الموت.

4- ضعف السمع

ضعف السمع هو واحد من المضاعفات الناتجة عن التقدم في السن، والذي يحدث نتيجة تصلب الشرايين المسؤولة عن تغذية قوقعة الأذن، وهو سبب من الأسباب الرئيسية في سوء الحالة النفسية لكبار السن، لأنه كلما تحدث مع الآخرين لا يسمعهم ويطلب منهم إعادة الكلام أكثر من مرة، مما يجعله يُفضل الانعزال.

نجد أن هناك بعض الأعراض التي تظهر على كبير السن المُصاب بضعف السمع وهي تحدُثه بصوت عالي اعتقادًا منه أن هذا هو الصوت الطبيعي للتحدث، ويكون سبب ذلك هو سماعه لصوته المنخفض، وفي بعض الحالات قد يسمع المُسن طنين في أذنه.

5- مرض السكري

من خلال الدراسات الإحصائية التي تمت على تلك الفئة، تم إثبات أن هناك ما يقرب من ربع سكان العالم البالغين من العمر 65 عام فيما فوق مصابون بمرض السكري الذي يُشكل خطر على حياتهم، ولكن كلما تم اكتشاف الإصابة في وقت أسرع تقل حدة الأعراض الخاصة به.

6- مرض الربو

غالبًا ما نسمع أمور حول الإصابة بمرض الربو، وهو مرض مزمن يُصيب كبار السن في أغلب الأحيان، ويكون على هيئة التهاب حادث في مجرى الهواء التنفسي، نتيجة التأثر بالعوامل البيئية الخارجية التي تؤثر على الشعب والقصبات الهوائية، وغالبًا يكون المريض مُصاب الحساسية.

7- مرض باركنسون

مرض باركنسون هو مصطلح للدلالة على رعشة اليدين، وعدم القدرة على تحريك عضلات الجسم أو الوجه، حيث يستهدف هذا المرض الخلايا المسؤولة عن إنتاج مادة الدوبامين في الدماغ والتي من خلالها يستطيع الإنسان أن يتحرك، مما يُحدث انخفاض في عدد هذه الخلايا.

نستطيع من خلال التعرف على ماهية هذا المرض أن ندرك سر عدم القدرة على الحركة بشكل طبيعي التي يُعاني منها كبار السن، والتي تُعد سبب من أسباب احتياجهم إلى الرعاية الصحية، حيث لا يستطيعون الوصول إلى ما يريدونه من أشياء موجودة في المنزل، أو يكون من الصعب عليهم التحرك لأجزاء أخرى من المنزل بسبب ضعف مفاصلهم.

تُعد أعراض مرض باركنسون واضحة الظهور على المُصابين به، فتجد المُصاب منحني للأمام، مما يؤدي إلى تعثره في بعض الأحيان، بالإضافة إلى أنه يكون مُعرضًا لاختلال التوازن في أي وقت.

8- التهاب المفاصل الضموري

ينتشر التهاب المفاصل الضموري بين كبار السن بشكل كبير، حيث يستهدف الأنسجة المكونة لبطانة أسطح العظام والتي تعتبر حامية لها في موضع الالتقاء الخاص بتكون المفاصل، وأيضًا يُصيب الأنسجة المحيطة بمفاصل الجسم، وهو واحد من الأمراض المزمنة التي تعتبر سبب في ضرورة وجود الرعاية الصحية لكبار السن.

تبرز أعراض الإصابة بالتهاب المفاصل الضموري في بداية اليوم، حيث تزداد درجة تصلب المفاصل في هذه الفترة من اليوم، ثم تصبح أخف بشكل تدريجي بمرور اليوم، ولكن يشعر المُصاب بالألم وعدم القدرة على تحريك المفصل تمامًا.

اقرأ أيضًا: انواع التأمين الصحي في السعودية

كيفية التعامل مع المسنين الرافضين للرعاية

نجد أن هناك بعض المُسنين الذين يرفضون الرعاية من قِبل الآخرين، ويرجع سبب ذلك إلى أنهم يشعرون بالثقل وأنهم يُشكلون عبء على غيرهم حتى ولو كان الغير هم أحد أبنائهم، لذا من المهم أن يكون مقدم الرعاية عالم بالطريقة الصحيحة للتعامل مع المُسن الذي يرعاه، وتتمثل هذه الطريقة في بعض النقاط الموضحة فيما يلي:

  • طمأنة المُسن بأنه لا توجد مشكلة في الجانب المادي، حيث يخاف أغلب المسنين من فكرة التكاليف المادية التي تُسببها رعايتهم.
  • تحلي مقدم الرعاية بالصبر على التصرفات التي تخرج من المُسن رفضًا للرعاية، فيجب أن يراعي ظروفه وخاصة إذا كان مريضًا.
  • قد يُفيد الاستعانة بشخص مقرب من المًسن، فقد يقنعه بأمر الرعاية وأنه لا مشكلة في ذلك.
  • إخبار المُسن بفترة محددة والتي ستستمر فيها الرعاية، فإن ذلك يُخفف من الشعور بأنه سيظل عبء على الغير لفترة طويلة.
  • تفسير طبيعة الرعاية للمُسن بحيث يكون متقبل فكرة الرعاية براحة نفسية ورضا.
  • جعل المُسن يشعر وكأنه ما زال المسيطر على كافة الأمور، فكثير من المُسنين يتأثرون بهذا الأمر وتسوء نفسيتهم حينما يشعرون أنهم لم يعودوا أصحاب القرار، لذا يكون من الأفضل أن يتعامل معه مقدم الرعاية من خلال اتباع أسلوب تقديم الاختيارات.
  • تجنب الدخول في مناقشات تُحدث المشاكل حول رعاية المُسن أمامه، فإن ذلك سيزيد من حدة سوء نفسيته وامتناعه عن استقبال الرعاية بشكل تام.

الرعاية الصحية لكبار السن هي أمر ضروري يحتاج إليه الكثير من المسنين في فترة معينة من حياتهم والتي تكون غالبًا بعدما يبلغون من العمر 65 عام.

قد يعجبك أيضًا