كيف مات وحشي قاتل حمزة

كيف مات وحشي قاتل حمزة من الأسئلة التي دار فيها النقاش طويلًا بين علماء التاريخ الإسلامي ومصنِفين كتب طبقات الصحابة، ذلك بسبب الاختلاف الذي قد ناله موته بين الروايات المتضاربة.

في هذا الموضوع على موقع زيادة سنتناول إجابة علماء التاريخ على سؤال كيف مات وحشي قاتل حمزة وعن قصة أشهر من قتلهم “سيد الشهداء حمزة بن عبد المطلب” وأشهر الكاذبون “مسيلمة”.

كيف مات وحشي قاتل حمزة

المشهور غير مثبت الصحة مجرد أقاويل تناقلتها الكتب غير الموثوقة وهو أن وحشي بن حرب مات في بركة من الخمر، لكن المثبت هو أن وحشي بن حرب مات في خلافة سيدنا عثمان بن عفان رضي الله عنه.

يمكنك أيضًا الاضطلاع على: كنية تكنى بها اسد الله حمزة

القصة المثبتة عن موت وحشي

أصدق ما قيل عن موت وحشي بن حرب هو ما قاله صاحب الإصابة في تميز الصحابة: “أن وحشي شهد اليرموك ثم سكن حمص ومات بها في خلافة عثمان بن عفان رضي الله عنه” ولم يذكر أي شيء عن موته بشرب الخمر.

فقد أسلم وحشي بن حرب بعد فتح مكة وحسن إسلامه وقد حاول التعويض عن قتله لسيد الشهداء حمزة بن عبد المطلب بقتله لمسيلمة الكذاب في زمن حروب الردة في خلافة سيدنا أبو بكر الصديق رضي الله عنه.

قصة موت وحشي بشرب الخمر

أصدق ما قد يصل إليه الباحث عن هذه الرواية هو ما رواه موسي بن عقبة بإرسال عن ابن شهاب أنه قال: “مات وحشي بن حرب في الخمر فيما زعموا” إلا إن ابن شهاب كل مروياته مراسيل لا يعتد بها، وقال عنه ابن حاتم: “مراسيله مثل الريح” كما أن المتن ذاته يضعف نفسه بقول راويه “كما زعموا” وهذا يضعف الأثر.

يمكنك أيضًا الاضطلاع على: من هو قاتل عمر بن الخطاب

قاتل حمزة ومسيلمة

بعدما أسلم وحشي بن حرب وحسن إسلامه أراد أن يعوض عن جريمته التي اقترفها في الجاهلية وفي صحيح بخاري برقم 4072 يروي وحشي بنفسه قصة قتله لحمزة وقصة لقائه بالنبي صلى الله عليه وسلم وماذا قال له وقصة قتله لمسيلمة وذلك في حديث طويل نقتطف منه قوله:

سبب قتل وحشي لحمزة بن عبد المطلب رضي الله عنه على لسانه قال: “إنَّ حَمْزَةَ قَتَلَ طُعَيْمَةَ بنَ عَدِيِّ بنِ الخِيَارِ ببَدْرٍ، فَقَالَ لي مَوْلَايَ جُبَيْرُ بنُ مُطْعِمٍ: إنْ قَتَلْتَ حَمْزَةَ بعَمِّي فأنْتَ حُرٌّ، قَالَ: فَلَمَّا أنْ خَرَجَ النَّاسُ عَامَ عَيْنَيْنِ، وعَيْنَيْنِ جَبَلٌ بحِيَالِ أُحُدٍ، بيْنَهُ وبيْنَهُ وادٍ، خَرَجْتُ مع النَّاسِ إلى القِتَالِ، فَلَمَّا أنِ اصْطَفُّوا لِلْقِتَالِ، خَرَجَ سِبَاعٌ فَقَالَ: هلْ مِن مُبَارِزٍ؟ قَالَ: فَخَرَجَ إلَيْهِ حَمْزَةُ بنُ عبدِ المُطَّلِبِ، فَقَالَ: يا سِبَاعُ، يا ابْنَ أُمِّ أنْمَارٍ مُقَطِّعَةِ البُظُورِ، أتُحَادُّ اللَّهَ ورَسوله صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ؟ قَالَ: ثُمَّ شَدَّ عليه، فَكانَ كَأَمْسِ الذَّاهِبِ، قَالَ: وكَمَنْتُ لِحَمْزَةَ تَحْتَ صَخْرَةٍ، فَلَمَّا دَنَا مِنِّي رَمَيْتُهُ بحَرْبَتِي، فأضَعُهَا في ثُنَّتِهِ حتَّى خَرَجَتْ مِن بَيْنِ ورِكَيْهِ”.

فالدافع كان مجرد الحصول على حريته لم يكن بينهم ضغينة شخصية ولا كان يعتد بأمر الدين الجديد.

قصة إسلام وحشي

يكمل وحشي بن حرب كلامه في نفس السياق ويقول أنه بعد ذلك رجع القوم إلى مكة ورجع معهم وحشي حتى الفتح ودخول المسلمين لمكة؛ بعدها أرتحل إلى الطائف، وكان المشركون يرسلون الرسل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ولكن قيل لوحشي أن النبي لا يَهِيجُ الرُّسُلَ.

لذلك خرج وحش بنفسه للقاء النبي صلى الله عليه وسلم وأن يدخل في الإسلام حتى وصل إلى النبي صلى الله عليه وسلم وقال له لما رآه:

  • “آنْتَ وحْشِيٌّ”.
  • رد وحشي: نَعَمْ.
  • قَالَ النبي صلى الله عليه وسلم: “أنْتَ قَتَلْتَ حَمْزَةَ”.
  • رد وحشي: قدْ كانَ مِنَ الأمْرِ ما بَلَغَكَ.
  • قَالَ النبي صلى الله عليه وسلم: فَهلْ تَسْتَطِيعُ أنْ تُغَيِّبَ وجْهَكَ عَنِّي.

بهذا قد دخل وحشي بن حرب في دين الله، والحق أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يركن يريد أن يرى قاتل عمه فقط، وليست القطيعة التي نها عنها الإسلام.

يمكنك أيضًا الاضطلاع على: من هو قاتل علي بن ابي طالب

قصة قتله لمسيلمة الكذاب

يكمل وحشي بن حرب في نفس السياق ما حدث له بعد ذلك بفترة، حيث إنه بعدما قُبِضَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قد ارتد الكثير من العرب وخرج المتنبئون أمثال مسيلمة الكذاب فقال وحشي لنفسه:

“لَأَخْرُجَنَّ إلى مُسَيْلِمَةَ، لَعَلِّي أقْتُلُهُ فَأُكَافِئَ به حَمْزَةَ”.

فخرج مع الرجال في حروب الردة، وقد ظفر بمراده، في ذلك يقول:

“فَإِذَا رَجُلٌ قَائِمٌ في ثَلْمَةِ جِدَارٍ، كَأنَّهُ جَمَلٌ أوْرَقُ ثَائِرُ الرَّأْسِ، قَالَ: فَرَمَيْتُهُ بحَرْبَتِي، فأضَعُهَا بيْنَ ثَدْيَيْهِ حتَّى خَرَجَتْ مِن بَيْنِ كَتِفَيْهِ”

ومن ثم قد أنقض على مسيلمة رجل من الأنصار وضربه بالسيف على رأسه وأجهز عليه.

قد حاول وحشي التكفير عن قتله لسيد الشهداء بقتله لعدو الله الكذاب؛ وهذا دليل عن حسن إسلامه وصدقه، ولا ينبغي الخوض في ما لا نعلم من السرائر التي بين العبد وربه.

قد يعجبك أيضًا