كيف مات موسى عليه السلام

كيف مات موسى عليه السلام سؤال يشغل أذهان الكثير من المسلمين، فسيدنا موسى عليه السلام من أفضل ثلاث شخصيات اصطفاهم الله تعالى على خلقه، فقد سلمه الله رسالة التوحيد ليبلغها للناس ومن بعده سيدنا عيسى بن مريم نبي الله ورسوله، واختتمها برسوله الكريم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، ليكون كحبة اللؤلؤ الذي اكتمل بها عقد الرسالة، فكيف لا نهتم بمعرفة قصة موته؟ فتابعوا لتتعرفوا عليها فيما يلي عبر موقع زيادة.

اقرأ أيضًا: قصة سيدنا موسى مع بنات شعيب

كيف مات موسى عليه السّلام

كيف مات موسى عليه السلام

بالطبع ترغب عزيزي في معرفة كيف مات موسى عليه السلام، حيث اختلفت آراء علماء المسلمين حول قصة موت سيدنا موسى عليه السلام، سوف نسردها عليكم بشيء من التفصيل فتابعوا لتعرفوها:

الرواية الأولى

يقول راوي هذه القصة في إجابته عن سؤال كيف مات موسى عليه السلام أن سيدنا موسى عليه السلام قد كره الموت، فأراد الله تعالى أن يرغب رسوله الكريم في الموت، فأوحى إلى يشوع بن نون، أن يغدو على سيدنا موسى عليه ويروح ويقول له:

موسى يا نبي الله، ما أحدث إليك؟ فقال له يوشع بن نون : يا نبي الله ألم أصحبك كذا وكذا سنة، فهل كنت أسألك عن شيء مما أحدث الله لك؟ ولا يذكر له شيئا، فلما رأى سيدنا موسى نبي الله ورسوله ذلك كره الحياة وأحب الموت، والحقيقة أنه ليس هناك دلائل تثبت صحة هذه الأحداث.

الرواية الثانية

يقول راوي هذه القصة أن رسول الله موسى عليه السلام قد شاخ وبلغ من العمر 120 عاماً، وأخبره الله تعالى أن دخول الأرض المقدسة لن يكون على يده، بل على يد يشوع بن نون، وأخبره أن عمره قد أوشك على الانتهاء، وقد حان أجله وكتب له الرحيل إلى الرفيق الأعلى.

فقام رسول الله موسى عليه السلام بكتابة نسخة من التوراة وحفظها في خيمة الاجتماع، وقام بجمع بني إسرائيل ليلقي عليهم خطبته الأخيرة، ويذكرنا هذا بخطبة الوداع التي ألقاها سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم على المسلمين في المسجد عندما حان أجله، وكانت آخر وصايا سيدنا موسى عليه السلام إلى بني إسرائيل هي:

«وجهوا قلوبكم إلى جميع الكلمات التي أنا أشهدها عليكم بها اليوم، لكي توجهوا أولادهم، ليحرصوا أن يعملوا بجميع كلمات هذه التوراة»

ثم أهدى اثنى عشرة بركة إلى أسباط بني إسرائيل، فنال كل سبط واحدة، أما بركته الأخيرة فقد خصها ليشوع بن نون خليفته، وأمر شعب بني إسرائيل بطاعته، ثم أمره الله بالصعود منفرداً إلى جبل نبو مقابل أريحا، فصعد إليه حيث رأى جميع الأرض الموعودة، ومات على رأس الجبل تحديداً في أرض الأردن، والحقيقة أنه ليس هناك دليل يثبت صحة هذه الأحداث.

اقرأ أيضًا: 9 معجزات لموسى كليم الله عليه السلام

الرواية الثالثة

بينما تحكي الرواية الثالثة أن موسى عليه السلام كان يمشي مع فتاه يوشع بن نون، فأقبلت عليهم ريح سوداء، فلما نظر إليها يوشع ظن أنها الساعة، فالتزم موسى وقال:

تقوم الساعة وأنا ملتزم موسى نبي الله، فاستل موسى عليه السلام من تحت القميص، وترك القميص في يدي يوشع، فلما جاء يوشع بالقميص أخذته بنو إسرائيل وقالوا: قتلت نبي الله، فقال: لا والله ما قتلته ولكنه استل مني، فلم يصدقوه وأرادوا قتله.

فقال لهم يوشع فإذا لم تصدقوني فأخروني ثلاثة أيام، فدعا الله فأتى كل رجل ممن كان يحرسه في المنام، فأخبر أن يوشع لم يقتل موسى، وإنا قد رفعناه إلينا فتركوه، ولم يبق أحد ممن أبى أن يدخل قرية الجبارين مع موسى إلا مات، ولم يشهد الفتح.

ونرى في هذه الأحداث غرابة ونكارة، كما أنه ليس هناك دلائل كافية تثبت صحة هذه القصة إلا دليلاً واحداً ذكره ابن كثير ربما يشير إلى هذه القصة حيث يقول ابن كثير في كتابه المعروف البداية والنهاية:

“جاءه ملك الموت ففقأ له كليم الله عينه.. وأتباعه اعتقدوا غدر “يوشع بن نون” به لكن الله برأه”

ونرى عدم صحة هذه الرواية، فما هي إلا محاولة لبعض العلماء لمعرفة كيف مات موسى عليه السلام.

الرواية الرابعة

كيف مات موسى عليه السلام

يقول الباحث الألماني “أرنست سيلين” محاولاً الوصول إلى حقيقة كيف مات موسى عليه السلام، أن نبي الله موسى عليه السلام قتل على يد قومه، حيث قام يوشع بن نون الذي جاء من بعده وفتحت الأرض المقدسة على يده، بقتله بعدما اصطحبه إلى الجبل ليرى الله ولكن رجع بدونه، وارتدوا عن دينه ثم انتظروا المسيح عليه السلام ليكون منقذاً لهم مما فعلوه.

وقد أشار إلى هذا الرأي المفكر العربي المعروف فراس السواح كتابه “مغامرة العقل الأولى” ولكن يبدو أن فراس السواح نفسه لم يكن مقتنعاً بهذا الرأي من الأساس، لذا لا يمكن أخذ هذا الرأي مسلماً بمصداقيته فلا يوجد دليل واحد يؤكد صدقه.

كما ورد في كتاب “موسى الإنسان وديانة التوحيد” لـ سيجموند فرويد يشير إلى مقولة “سيلين” يحكي فيها: “أن اليهود كانوا يعرفون بالعند ولا يطيعون زعيمهم أو مشرعهم، حيث تمردوا على موسى عليه السّلام في آخر الأمر وقاموا بقتله، وطرحوا عنهم الديانة التي فرضها عليهم كما فعل المصريين من قبل”، وبالطبع تتنافى هذه الأحداث مع ما ورد في الشريعة الإسلامية.

الرواية الخامسة

ويخبرنا فيها الإمام البغوي كيف مات موسى عليه السلام في تفسيره عن وهب عن قصة وفاة نبي الله موسى عليه السلام كما يلي:

إنّ موسى -عليه السلام- خرج ذات يوم فمرّ بجماعة من الملائكة يحفرون قبراً جميلاً؛ لما فيه من الخُضرة والبهجة، فسألهم: يا ملائكة الله لمن تحفرون هذا القبر، فأجابوه: نحفره لعبد كريم على ربه، فقال لهم: إنّ هذا العبد بمنزلةٍ عاليةٍ عند ربه، ما رأيت مدخلاً ولا مضطجعاً مثله، فأخبرته الملائكة بأن يكون هو إن أحب ذلك؛

فوافق موسى -عليه السلام- على ذلك، وقال وددت، قالوا انزل واضطجع فيه وتوجه إلى ربك، وتنفس أسهل تنفس تنفسه، فنزل فيه موسى عليه السلام واضطجع فيه وتوجه إلى ربه ثم تنفس، فقبض الله تعالى روحه فمات، ثم سوت عليه الملائكة التراب، وقد مات -رسول الله موسى عليه السلام- في التيه بعد أن مر على موت أخيه هارون -عليه السلام- ثلاثِ سنوات.

اقرأ أيضًا: قصة موسى عليه السلام مختصرة

الرواية السادسة

وهي أصدق الروايات التي تخبرنا كيف مات موسى عليه السلام وقد وردت عنها دلائل في التراث الإسلامي، حيث تدور أحداثها أن سيدنا موسى عليه السلام قد مات في التيه بعد وفاة أخيه سيدنا هارون في التيه أيضاً بثلاث سنوات، حيث اختلفت أحداث الروايات وجاءت بنصوص عديدة، ولكن اتفقت أحداثها في:

قدوم ملك الموت إلى سيدنا موسى عليه السلام ليقبض روحه ففقأ موسى عيني ملك الموت فذهب إلى ربه، فأرسله الله إلى نبي الله موسى يبلغه أن يلمس ثور، وله بكل شعرةٍ يلمسها فيه زيادة سنة كاملة يمدها الله في عمره، فسأل موسى ربه وماذا بعد يا رب، قال له الموت، فاختار موسى عليه السلام الموت العاجل.

والدليل على صحة هذه الرواية ما جاء به الإمام البخاري حيث:

قال البخاري في (صحيحه) عن وفاة موسى عليه السلام: حدثنا يحيى بن موسى، حدثنا عبد الرزاق، أنبأنا معمر عن ابن طاووس، عن أبيه، عن أبى هريرة قال:

أرسل ملك الموت إلى موسى عليه السلام، فلما جاءه صكه، فرجع إلى ربه عز وجل، فقال: أرسلتني إلى عبد لا يريد الموت، قال: ارجع إليه فقل له يضع يده على متن ثور، فله بما غطت يده بكل شعرة سنة، قال: أي رب ثم ماذا؟ قال: ثم الموت، قال: فالآن.

وقال النبي – صلى الله عليه وسلم-: إن الله أرسل ملك الموت ليقبض روحه فلطمه ففقأ عينه، فعاد، وقال: يا رب، أرسلتني إلى عبد لا يحب الموت.

قال الله: ارجع له وقل له يضع يده على ظهر ثور وله بكل شعرة تحت يده سنة، وخيره بين ذلك وبين أن يموت الآن، فأتاه ملك الموت وخيره، فقال له: فما بعد ذلك؟ قال: الموت، قال: فالآن إذن، فقبض روحه.

وهذا القول صحيح قد صح النقل به عن النبي – صلى الله عليه وسلم، وأكد الإمام أحمد صحة هذه الرواية حيث قال الإمام أحمد:

حدثنا الحسن، حدثنا ابن لهيعة، حدثنا أبو يونس يعنى –سليم بن جبير- عن أبى هريرة، قال الإمام أحمد: لم يرفعه.

قال: جاء ملك الموت إلى موسى عليه السلام فقال: أجب ربك فلطم موسى عين ملك الموت، ففقأها، فرجع الملك إلى الله فقال: إنك بعثتني إلى عبد لك لا يريد الموت.

قال: وقد فقأ عيني.

قال: فرد الله عينه.

وقال: ارجع إلى عبدي، فقل له: الحياة تريد؟ فإن كنت تريد الحياة فضع يدك على متن ثور، فما وارت يدك من شعره، فإنك تعيش بها سنة.

قال: ثم مه؟

قال: ثم الموت.

قال: فالآن يا رب من قريب.

تفرد به أحمد وهو موقوف بهذا اللفظ.

أقوال أهل العلم في مسألة لطم موسى عليه السلام لملك الموت

تتعدد أقوال أهل العلم في مسألة لطم نبي الله موسى عليه السلام لملك الموت، فتابعوا لنعرضها لكم بشيء من التفصيل:

قيل أن ملك الموت عندما جاء لموسى عليه، لم يأتي له بصورة ملك، وبالتالي لم يتعرف عليه سيدنا موسى عليه السلام، مثلما جاء جبريل عليه السلام إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في صورة أعرابي.

ومثلما جاءت الملائكة إلى لوط وإبراهيم على هيئة شباب، ولم يتعرف عليهم سيدنا إبراهيم ولا سيدنا لوط، وكذلك سيدنا موسى عليه السلام لعله لم يعرفه، وظنه شخص غريب دخل داره بدون أذن لذا لطمه وفقأ عينه، وهذا لا يخالف شريعتنا الإسلامية في شيء، وكان هذا رأي الإمام أبي بكر بن خزيمة.

ومنهم من قال أن نبي الله موسى عليه السلام كان سريع الغضب، وكان عندما يغضب يرفع شعر بدنه، ولهذا السبب ضرب ملك الموت، وكان هذا رأي الإمام القرطبي، وقد علق على ذلك ابن العربي أنه لا يصح مثل هذا القول في حق الأنبياء والمرسلين.

ومنهم من يرى أن سبب لطم نبي الله موسى لملك الموت أنه لم يخيره أولاً بين الموت والحياة، فقد ميز الله سبحانه وتعالى الأنبياء والمرسلين عن باقي البشر، بأن يخيرون عند موتهم، وملك الموت في هذه المرة لم يخير نبي الله موسى، فلطمه موسى وفقأ عينيه، اختباراً له.

والدليل على صحة هذا الرأي أنه لما رجع موسى مرة أخرى وخيره بين الحياة والموت اختار الموت المعجل وليس المؤجل، وكان هذا رأي الإمام القرطبي.

وعندما اختار موسى عليه السلام الموت العاجل سأل الله تعالى أن يقربه من الأرض المقدسة رمية حجر، لما لها من شرف وفصيلة فهي الأرض التي هاجر إليها وانتظر مرور سنوات التيه ليدخلها ولكن منعه القدر عن تحقيق ذلك، ولكن لم يسأل الله الموت في المسجد الأقصى خوفاً من افتتان الناس به والدليل على ذلك:

  • ما ورد عن أبي هريرة رضي الله عنه حيث قال: قال رسول الله ﷺ: “فلو كنت ثم لأريتكم قبره إلى جانب الطريق عند الكثيب الأحمر “.
  • وقال الإمام أحمد: حدثنا عفان، حدثنا حماد، حدثنا ثابت، وسليمان التيمي، عن أنس بن مالك أن رسول الله ﷺ قال: ” لما أسرى بي مررت بموسى وهو قائم يصلى في قبره، عند الكثيب الأحمر” ورواه مسلم من حديث حماد بن سلمة.

اقرأ أيضًا: كم مرة ذكر سيدنا موسى بالقرآن الكريم

نسب موسى عليه السلام

كيف مات موسى عليه السلام

بعد أن تعرفنا سوياً على تلك الروايات التي تخبرنا كيف مات موسى عليه السلام، دعونا نعرف من هو موسى عليه السلام وما هو نسبه؟

هو موسى بن عمران بن يصهر بن قاهث بن لاوي بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم، أمّه نخيب، وقيل أياذخت، وقيل يوحاند، وقيل بادونا بنت إشموئيل بن بركيا بن يقشان بن إبراهيم، وشقيقه من والديه هارون عليه السلام، أمّا زوجته فهي صفورا بنت شعيب عليه السلام .

نبذة عن حياة نبي الله موسى عليه السلام

بعد أن عرفنا سوياً كيف مات موسى عليه السلام دعونا نعرف بعض المعلومات عن حياته فيما يلي:

ولد نبي الله موسى عليه السلام عام 1526 م، في أرض مصر، أي بعد ولادة سيدنا إبراهيم عليه السلام بحوالي 245عاماً، أي في فترة حكم فرعون الظالم لمصر، حيث رأى فرعون في أحد الليالي رؤية، وكان تفسيرها أن هناك غلام سيولد قريباً وينتهي على يده مُلك فرعون، فأمر فرعون الظالم بقتل كل مولود ذكر يولد في بني إسرائيل.

وضعت أم موسى في هذا العام، فأوحى لها الله أن ترضع طفلها موسى وتلقيه في اليم خوفاً عليه من القتل، فأوصلته الأمواج المتلاطمة إلى قصر فرعون، وكانت زوجة فرعون السيدة آسيا عاقراً لا تنجب، فتعلق قلبها بموسى الطفل الرضيع، وطلبت من زوجها فرعون أن يتربى ذلك الطفل في قصرهم كولد لهم، فوافق زوجها.

وبدأوا بالبحث عن مرضعة لتغذية هذا الصغير وحمايته من الموت جوعاً، فأمر الله الصغير أن يرفض الرضاعة من كل من تحاول إرضاعه، وحرم عليه كل المرضعات إلا أمه، فبحثوا عن مرضعةٍ للطفل من خارج القصر فقد رفض الرضاعة من كل مرضعات القصر.

وعندما علمت أخت موسى التي كانت تراقبه دلت من في القصر على أم موسى كمرضعة له، فأتت أم موسى وأرضعته، وعينها فرعون وزوجته مرضعة لموسى وبهذا يكون قد جبر الله خاطرها ورد إليها طفلها، وتربى في القصر في كنف فرعون محمياً من الموت، وكان ينادى بموسى بن فرعون وكانت تلك رغبة آسيا زوجته.

وقد ذكرت تلك القصة في القرآن الكريم في سورة القصص حيث قال الحق تبارك وتعالى:

بسم الله الرحمن الرحيم: {وَأَوْحَيْنَا إِلَىٰ أُمِّ مُوسَىٰ أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلَا تَخَافِي وَلَا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ فَالْتَقَطَهُ آلُ فِرْعَوْنَ لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوًّا وَحَزَنًا إِنَّ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا كَانُوا خَاطِئِينَ} سورة القصص.

وقد تربى موسى في القصر ليكون عدواً لفرعون، حيث أنزل الله عليه الرسالة وأمره أن يذهب لفرعون ويأمره بعبادة الله الواحد الأحد، فاستكبر فرعون وعصى وأسلمت زوجته آسيا.

اقرأ أيضًا: قصة سيدنا موسى مع فرعون والسحرة

وختاماً نتمنى أن نكون قد قدمنا لكم إجابةً وافية عن سؤالكم كيف مات موسى عليه السلام، وقد اختلفت في ذلك الروايات، ولكن هناك روايةً نزعم صحتها فهي تتماشى مع شريعتنا الإسلامية كما وردت أحاديث نبوية تؤكد صحتها، والمؤكد هنا أن موسى عليه السلام قد مات في سنوات التيه قبل دخول الأرض المقدسة، وبعد موت أخيه هارون في التيه بثلاث سنوات.

قد يعجبك أيضًا