كيف مات زكريا عليه السلام

كيف مات زكريا عليه السلام سؤال يشغل أذهان الكثير من المسلمين، فلأنبياء الله مكانة عظيمة في نفوسنا، فقد اصطفاهم الله من بين البشر ليبلغوا رسالته، ويكونوا سبباً لهداية البشر، لهم معجزات وابتلاءات، كثيراً ما أخبرنا الله في كتابه عنها، أو حدث بها رسول الله صحابته، لكن قصة موت نبي الله زكريا عليه السلام، فلم يعثر على أدلة واضحة لها في القرآن الكريم والسنة النبوية، واجتهد علماء المسلمين في الوصول إليها وإليكم ما توصل إليه العلماء للتعرف على كيف مات زكريا عليه السلام فيما يلي عبر موقع زيادة.

اقرأ أيضًا: كيف مات عمر بن الخطاب رضي الله عنه

نبذة عن نبي الله زكريا

كيف مات زكريا عليه السلام؟  كيف مات زكريا عليه السلام، سؤال يشغل أذهان الكثير من المسلمين، فلأنبياء الله مكانة عظيمة في نفوسنا، فقد اصطفاهم الله من بين البشر ليبلغوا رسالته، ويكونوا سبباً لهداية البشر، لهم  معجزات وابتلاءات، كثيراً ما أخبرنا الله في كتابه عنها، أو حدث بها رسول الله صحابته، لكن قصة موت نبي الله زكريا عليها السلام، فلم يعثر على ادلة واضحة لها في القرآن الكريم والسنة النبوية، واجتهد علماء المسلمين في الوصول إليها وإليكم ما توصل إليه العلماء فتابعوا: نبذة عن نبي الله زكريا  قبل أن نستكشف سوياً كيف مات زكريا عليه السلام دعونا نتعرف أولاً من هو نبي الله زكريا ونتعرف على بعض الأحداث الهامة في حياته. •	هو أحد أنبياء الله ولد في القرن الأول قبل  الميلاد في منطقة الخليل في بلاد الشام ويقال هو زكريا  ابن دان أو زكريا  ابن برخيا ويرجع نسبه إلى بني إسرائيل كما ذكر ابن خلدون أن نسبه يرجع إلى  بني ماثان وهم من نسل النبي داود من سبط يهوذا بن يعقوب. •	وقد تتبع ابن عساكر نسبه حيث ذكره كالتالي: هو زكريا بن برخيا(أو دان، أو لدن) بن مسلم بن صدوق بن حشبان بن داود بن سليمان بن مسلم بن صديقة بن برخيا بن بلعاطة بن ياخور بن شلوم بن يهوشافاط(ويقال بهفاشاط)، بن إينامن بن رحيعم بن سليمان بن داود.[6].  •	قد ذكره الله تعلى في كتابه العزيز سبعة مرات حيث كان نبي الله زكريا من كبار الربانيين الذين يعملون على خدمة الهيكل في بيت المقدس قبل ميلاد المسيح رضى الله عنه وكان عمران والد السيدة مريم هو الكاهن الأكبر ورئيسهم.  •	وبعد أن أنجب السيدة مريم وهبها لخدمة بيت المقدس هو وزوجته حنة وفاءً بنذرهما بعد أن رزقهم الله تعالى بها، رغم تأخر حمل زوجته حنة ٣٠ عاماً، وهنا تنافس خدام بيت المقدس على كفالتها إكراماً لأبيها الكاهن الأكبر عمران ويقال أنه كان قد توفى في هذه الفترة.  •	 وبعد الاقتراع تكفل بها زكريّا عليه السلام وتربت على عبادة الله، وكان كلما دخل عليها زكريا  المحراب وجد عنها رزقاً لم يقدمه لها فأثار ذلك دهشته.  •	 وكان رجلاً مسناً لم يرزق بأطفال وكانت زوجته لا تنجب، ولكن اشتعلت حماسته ورغب في ذرية ليهبها لله خوفاً من أن يرث الدين من بعده الجهلة والمتلاعبين الذين يفسدون فيه.  •	فدعا زكريا ربه ان يرزقه بغلام يرث عنه الدين وعن آل يعقوب فاستجاب له ربه وبشره بيحيى  وعاش الشيخ وابنه على عبادة الله ومات في  القرن الأول الميلادي في القدس.  كيف مات ذكريا عليه السلام   اختلفت الروايات حول قصة موت سيدنا ذكريا عليه السلام، ولكن اتفقت جميعها في قتله بالمنشار على يد بني إسرائيل،  حيث اتفق المؤرخون ومن امثلتهم الطبري، أن فساد يهود بني إسرائيل كان سبب قتل سيدنا ذكريا وابنه يحيى.  وقد ذكر الله العظيم في كتابه آيات تؤكد قتل يهود بني إسرائيل الأنبياء  حيث قال تعالى : (ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ الْأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ)]،١١٢ ]وفي قوله تعالى: أَفَكُلَّمَا جَاءَكُمْ رَسُولٌ بِمَا لا تَهْوَى أَنْفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقاً كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقاً تَقْتُلُونَ [البقرة:87]. وفي قوله تعالى: فَلِمَ تَقْتُلُونَ أَنْبِيَاءَ اللَّهِ مِنْ قَبْلُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ [البقرة:91].  وقد فسرها الكثير من الفقهاء بمقتل سيدنا زكريا وابنه يحيى عليهما السلام، ويستدلون بروايات موتهما عند تفسير هذه الآية، ولكن لم يذكر دليل واضح في القرآن والسنة النبوية توضح قصة موته  فقد ذكر ابن كثير في كتابه المعروف البداية والنهاية أكثر من رواية لقصة موت سيدنا ذكريا عليه السلام بالإضافة إلى بعض الروايات التي وردت على لسان الصحابة والتابعين، سنذكر لكم هذه الروايات بشيء  من التفصيل.  الرواية الأولى  حيث تقول الرواية الأولى أنه قد مات قتلاً بالمنشار ً على يد أحد يهود بني إسرائيل، لأنه بعد انتشار خبر حمل السيدة مريم بنت عمران الذي كان يكفلها سيدنا زكريا ، أتهمها بعض الناس أنها من الزنادقة مع يوسف النجار، أحد المتعبدين معها في المحراب.  وأتهمها البعض الآخر أنها قد حملت به  من سيدنا زكريا عليه السلام، لأنه من تكفل بها وكان يدخل عليها محرابها، فأراد قومه قتله بعد أن زين لهم الشيطان ذلك، ظناً منهم أنه قد زنا بمريم واجتمعوا وقتلوه شقاً بالمنشار.    الرواية الثانية لموت سيدنا زكريا  فتؤكد أيضاً أنه قد قتل على يد يهود بني إسرائيل ولكن مع اختلاف السبب، فلم يذكر في تلك الرواية أنهم اتهموه بالزنا بمريم ابنة عمران، وإنما لسوء بني إسرائيل، وكرههم الشديد لكل من يدعوهم إلى الله، بسبب كبرهم وعنادهم، فوسوس لهم إبليس اللعين بقتله، فتآمروا عليه.  فلما بلغ نبي الله زكريا ذلك فر هارباً إلى الغابة يركد بين أشجارها ولاحقوه، فحدثته شجرة أن يختبئ بداخلها، فانشقت الشجرة ودخل فيها نبي الله زكريّا ، ولكن ظلت أطراف ملابسه خارجها، فوصل قومه إلى الشجرة وبصحبتهم إبليس اللعين فأخبرهم على وجوده داخلها فلم يصدقوه فاستدل بملابسه.  فشقوا الشجرة إلى نصفين بالمنشار فلما سمع الله أنينه من فرط الألم حدثه إن لم يكف عن الأنين ليقلبن الأرض بمن فيها، فخشي زكريّا على قومه من الهلاك فكتم أنينه ومات مقتولاً بالمنشار والدليل على ذلك ما جاء به سليم بن قيس في كتابه  أن أمير المؤمنين علي بن ابي طالب (عليه السلام) بعث برسالة الى معاوية ذكر فيها : (يا معاوية ان نبي الله زكريا نشر بالمنشار ويحيى ذبح وقتله قومه وهو يدعوهم الى الله عز وجل وذلك لهوان الدنيا على الله ). الرواية الثالثة  وفي رواية أخرى انه قد قتل على يد أحد الملوك الظالمين بمدينة دمشق، بسبب نهي ابنه سيدنا يحي له عن الزواج من امرأة محرمة عليه، فلما تزوجها طلبت منه قتل يحيى، فأرسل جنوده ليقتلوا سيدنا يحيى وأباه سيدنا زكريا.  والدليل على هذه الرواية ما رواه ابن كثير في كتابه، أنّ بعض ملوك بني إسرائيل في مدينة دمشق أراد الزواج ممّن تحرّم عليه في شريعتهم، فنهاه يحيى -عليه السّلام- عن فعل ذلك، فلم ينته عمّا أراد، فاستنكحها لنفسه، وطلبتْ منه دم يحيى، فقتل يحيى إرضاءً لها.[٥] الرواية الرابعة  وفي رواية أخرى أنه قد قتل بسبب امرأة زانية رفض ابنه نبي الله يحي أن يزني بها، فطلبت من الملك رأسه، فأرسل جنوده فقتلوه وقتلوا سيدنا زكريا والدليل على ذلك ما جاء به ابن شبية في كتابه.  •	حيث روى ابن أبي شيبة في المصنف عن عروة بن الزبير قال: ما قتل يحيى بن زكريا إلا في امرأة بغي قالت لصاحبها لا أرضى عنك حتى تأتيني برأسه، فذهب فأتاها برأسه في طست. ومن أصحها كذلك ما رواه عبد الله بن الزبير قال: قتل يحيى بن زكريا في زانية كانت جارية. رواه الحاكم موقوفاً، وصححه، الذهبي. •	والدليل الثاني على هذه الرواية  الحديث النبوي  الذي جاء بمعناه ابن إسحاق بن بشر في كتابه المبتدأ حيث قال :أنبأنا يعقوب الكوفي، عن عمرو بن ميمون، عن أبيه، عن ابن عباس أن رسول الله ليلة أسري به رأى زكريا في السماء، فسلم عليه وقال له: "يا أبا يحيى أخبرني عن قتلك كيف كان ولم قتلك بنو إسرائيل؟" •	 قال: "يا محمد أخبرك أن يحيى بن زكريا كان خير أهل زمانه، وكان أجملهم وأصبحهم وجها، وكان كما قال الله تعالى: { وَسَيِّدا وَحَصُورا } وكان لا يحتاج إلى النساء، فهوته امرأة ملك بني إسرائيل، وكانت بغية، فأرسلت إليه وعصمه الله وامتنع يحيى وأبى عليها، فأجمعت على قتل يحيى بن زكريا، ولهم عيد يجتمعون في كل عام، وكانت سنة الملك أن يوعد ولا يخلف ولا يكذب".  •	قال: "فخرج الملك إلى العيد فقامت امرأته فشيعته، وكان بها معجبا، ولم تكن تفعله فيما مضى، فلما أن شيعته قال الملك: سليني فما سألتني شيئا إلا أعطيتك، قالت: أريد دم يحيى بن زكريا، قال لها: سليني غيره. قالت: هو ذاك. قال: هو لك". قال: "فبعثت جلاوزتها إلى يحيى وهو في محرابه يصلي، وأنا إلى جانبه أصلي، قال: فذبح في طشت وحمل رأسه ودمه إليها". قال: فقال رسول الله: "فما بلغ من صبرك؟". •	 قال: "ما انفتلت من صلاتي". قال: "فلما حمل رأسه إليها، فوضع بين يديها، فلما أمسوا خسف الله بالملك، وأهل بيته وحشمه، فلما أصبحوا قالت بنو إسرائيل: قد غضب إله زكريا لزكريا، فتعالوا حتى نغضب لملكنا فنقتل زكريا". قال: "فخرجوا في طلبي ليقتلوني، وجاءني النذير فهربت منهم، وإبليس أمامهم يدلهم علي •	، فلما تخوفت أن لا أعجزهم، عرضت لي شجرة فنادتني وقالت: إليّ إليّ، وانصدعت لي ودخلت فيها". قال: "وجاء إبليس حتى أخذ بطرف ردائي، والتأمت الشجرة وبقي طرف ردائي خارجا من الشجرة،  •	وجاءت بنو إسرائيل فقال إبليس: أما رأيتموه دخل هذه الشجرة، هذا طرف ردائه دخلها بسحره، فقالوا: نحرق هذه الشجرة، فقال إبليس: شقوه بالمنشار شقا". قال: "فشققت مع الشجرة بالمنشار"، قال له النبي: "هل وجدت له مسا أو وجعا؟". قال: "لا، إنما وجدت ذلك الشجرة التي جعل الله روحي فيها". •	ولكنه أكد على ضعف هذا الحديث الذي استعان به في روايته      وختاماً نرجو أن نكون قد أفدناكم، واستطعنا أن نعطكم إجابةً وافية، عن ذلك السؤال الذي انشغلت به أذهانكم، وهو كيف مات نبي الله زكريا، فمهما اختلفت روايات قتله إلا أنها اتفقت جميعها أنه قد مات مقتولاً بالمنشار، على يد مجموعة من رجال بني إسرائيل الفاسدين بعد أن وسوس لهم الشيطان بذلك، أو على يد رجال أحد الحكام الظالمين انتقاماً منه ومن ولده سيدنا يحيا رضي الله عنهما، والله تعالى أعلم.

قبل أن نستكشف سوياً كيف مات زكريا عليه السلام دعونا نتعرف أولاً من هو نبي الله زكريا ونتعرف على بعض الأحداث الهامة في حياته فيما يلي:

هو أحد أنبياء الله ولد في القرن الأول قبل الميلاد في منطقة الخليل في بلاد الشام، ويقال هو زكريا بن دان أو زكريا بن برخيا، ويرجع نسبه إلى بني إسرائيل، كما ذكر ابن خلدون أن نسبه يرجع إلى بني ماثان وهم من نسل النبي :”داود من سبط يهوذا بن يعقوب”.

وقد تتبع “ابن عساكر” نسبه حيث ذكره كالتالي:

هو زكريا بن برخيا (أو دان، أو لدن) بن مسلم بن صدوق بن حشبان بن داود بن سليمان بن مسلم بن صديقة بن برخيا بن بلعاطة بن ناحور بن شلوم بن يهوشافاط (ويقال بهفاشاط)، بن إينامن بن رحيعام بن سليمان بن داود، أبو النبي يحيى عليه السلام من بني إسرائيل

قد ذكره الله تعالى في كتابه العزيز سبعة مرات، حيث كان نبي الله زكريا من كبار الربانيين الذين يعملون على خدمة الهيكل في بيت المقدس قبل ميلاد المسيح رضى الله عنه، وكان عمران والد السيدة مريم هو الكاهن الأكبر ورئيسهم.

وبعد أن أنجب السيدة مريم وهبها لخدمة بيت المقدس هو وزوجته حنة وفاءً بنذرهما بعد أن رزقهم الله تعالى بها، رغم تأخر حمل زوجته حنة 30 عاماً، وهنا تنافس خدام بيت المقدس على كفالتها إكراماً لأبيها الكاهن الأكبر عمران ويقال أنه كان قد توفى في هذه الفترة.

وبعد الاقتراع تكفل بها “زكريّا عليه السلام” وتربت على عبادة الله، وكان كلما دخل عليها زكريا المحراب وجد عندها رزقاً لم يقدمه لها فأثار ذلك دهشته.

وكان رجلاً مسناً لم يرزق بأطفال وكانت زوجته لا تنجب، ولكن اشتعلت حماسته ورغب في ذرية ليهبها لله، خوفاً من أن يرث الدين من بعده الجهلة والمتلاعبين الذين يفسدون فيه، فدعا زكريا ربه أن يرزقه بغلام يرث عنه الدين وعن آل يعقوب، فاستجاب له ربه وبشره بيحيى، وعاش الشيخ وابنه على عبادة الله ومات في القرن الأول الميلادي في القدس.

اقرأ أيضًا: كيف ماتت السيدة مريم العذراء

كيف مات زكريا عليه السلام

كيف مات زكريا عليه السلام

اختلفت الروايات التي جاءت لتجيب عن سؤال كيف مات زكريا عليه السلام ولكن اتفقت جميعها في قتله بالمنشار على يد بني إسرائيل، حيث اتفق المؤرخون ومن أمثلتهم الطبري، أن فساد يهود بني إسرائيل كان سبب قتل سيدنا زكريا وابنه يحيى.

وقد ذكر الله العظيم في كتابه آيات تؤكد قتل يهود بني إسرائيل الأنبياء حيث قال تعالى:

  • (ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ الْأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ) [آل عمران: 112]
  • وفي قوله تعالى: (أَفَكُلَّمَا جَاءَكُمْ رَسُولٌ بِمَا لا تَهْوَى أَنْفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقاً كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقاً تَقْتُلُونَ) [البقرة:87].
  • وفي قوله تعالى: (فَلِمَ تَقْتُلُونَ أَنْبِيَاءَ اللَّهِ مِنْ قَبْلُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ) [البقرة:91].

وقد فسرها الكثير من الفقهاء بمقتل سيدنا زكريا وابنه يحيى عليهما السلام، ويستدلون بروايات موتهما عند تفسير هذه الآية، ولكن لم يذكر دليل واضح في القرآن والسنة النبوية توضح قصة موته، فقد ذكر ابن كثير في كتابه المعروف البداية والنهاية أكثر من رواية لقصة موت سيدنا زكريا عليه السلام، بالإضافة إلى بعض الروايات التي وردت على لسان الصحابة والتابعين، فتابعونا فيما يلي لنعرف معا كيف مات زكريا عليه السلام:

الرواية الأولى

حيث تقول الرواية الأولى أنه قد مات قتلاً بالمنشار على يد أحد يهود بني إسرائيل، لأنه بعد انتشار خبر حمل السيدة مريم بنت عمران الذي كان يكفلها سيدنا زكريا ، اتهمها بعض الناس أنها من الزنادقة مع يوسف النجار، أحد المتعبدين معها في المحراب.

واتهمها البعض الآخر أنها قد حملت به من سيدنا زكريا عليه السلام، لأنه من تكفل بها وكان يدخل عليها محرابها، فأراد قومه قتله بعد أن زين لهم الشيطان ذلك، ظناً منهم أنه قد زنا بمريم واجتمعوا وقتلوه شقاً بالمنشار.

الرواية الثانية

فتؤكد أيضاً أنه قد قتل على يد يهود بني إسرائيل ولكن مع اختلاف السبب، فلم يذكر في تلك الرواية أنهم اتهموه بالزنا بمريم ابنة عمران، وإنما لسوء بني إسرائيل، وكرههم الشديد لكل من يدعوهم إلى الله، بسبب كبرهم وعنادهم، فوسوس لهم إبليس اللعين بقتله، فتآمروا عليه.

فلما بلغ نبي الله زكريا ذلك فر هارباً إلى الغابة يركض بين أشجارها ولاحقوه، فحدثته شجرة أن يختبئ بداخلها، فانشقت الشجرة ودخل فيها نبي الله زكريّا، ولكن ظلت أطراف ملابسه خارجها، فوصل قومه إلى الشجرة وبصحبتهم إبليس اللعين فأخبرهم على وجوده داخلها فلم يصدقوه فاستدل بملابسه.

فشقوا الشجرة إلى نصفين بالمنشار فلما سمع الله أنينه من فرط الألم حدثه إن لم يكف عن الأنين ليقلبن الأرض بمن فيها، فخشي زكريّا على قومه من الهلاك فكتم أنينه ومات مقتولاً بالمنشار، والدليل على ذلك ما جاء به سليم بن قيس في كتابه أن أمير المؤمنين علي بن ابي طالب (عليه السلام) بعث برسالة إلى معاوية ذكر فيها:

(يا معاوية إن نبي الله زكريا نشر بالمنشار، ويحيى ذبح وقتله قومه وهو يدعوهم الى الله عز وجل وذلك لهوان الدنيا على الله)

اقرأ أيضًا: كيف مات وحشي قاتل حمزة

الرواية الثالثة

وفي رواية أخرى أنه قد قتل على يد أحد الملوك الظالمين بمدينة دمشق، بسبب نهي ابنه سيدنا يحيى له عن الزواج من امرأة محرمة عليه، فلما تزوجها طلبت منه قتل يحيى، فأرسل جنوده ليقتلوا سيدنا يحيى وأباه سيدنا زكريا.

والدليل على هذه الرواية ما رواه ابن كثير في كتابه: أنّ بعض ملوك بني إسرائيل في مدينة دمشق أراد الزواج ممّن تحرّم عليه في شريعتهم، فنهاه يحيى -عليه السّلام- عن فعل ذلك، فلم ينته عمّا أراد، فاستنكحها لنفسه، وطلبتْ منه دم يحيى، فقتل يحيى إرضاءً لها.

الرواية الرابعة

وفي رواية أخرى أنه قد قتل بسبب امرأة زانية رفض ابنه نبي الله يحيى أن يزني بها، فطلبت من الملك رأسه، فأرسل جنوده فقتلوه وقتلوا سيدنا زكريا، والدليل على ذلك ما جاء به ابن شبية في كتابه.

  • حيث روى ابن أبي شيبة في المصنف عن عروة بن الزبير قال: ما قتل يحيى بن زكريا إلا في امرأة بغي قالت لصاحبها لا أرضى عنك حتى تأتيني برأسه، فذهب فأتاها برأسه في طست.
  • ومن أصحها كذلك ما رواه عبد الله بن الزبير قال: قتل يحيى بن زكريا في زانية كانت جارية. رواه الحاكم موقوفاً، وصححه، الذهبي.

والدليل الثاني على هذه الرواية الحديث النبوي الذي جاء بمعناه ابن إسحاق بن بشر في كتابه المبتدأ ولكنه أكد على ضعف هذا الحديث الذي استعان به في روايته، حيث قال:

أنبأنا يعقوب الكوفي، عن عمرو بن ميمون، عن أبيه، عن ابن عباس أن رسول الله ليلة أسري به رأى زكريا في السماء، فسلم عليه وقال له: “يا أبا يحيى أخبرني عن قتلك كيف كان ولم قتلك بنو إسرائيل؟”

قال: “يا محمد أخبرك أن يحيى بن زكريا كان خير أهل زمانه، وكان أجملهم وأصبحهم وجها، وكان كما قال الله تعالى: {وَسَيِّدا وَحَصُورا} وكان لا يحتاج إلى النساء، فهوته امرأة ملك بني إسرائيل، وكانت بغية، فأرسلت إليه وعصمه الله وامتنع يحيى وأبى عليها، فأجمعت على قتل يحيى بن زكريا، ولهم عيد يجتمعون في كل عام، وكانت سنة الملك أن يوعد ولا يخلف ولا يكذب”.

قال: “فخرج الملك إلى العيد فقامت امرأته فشيعته، وكان بها معجبا، ولم تكن تفعله فيما مضى، فلما أن شيعته قال الملك: سليني فما سألتني شيئا إلا أعطيتك، قالت: أريد دم يحيى بن زكريا، قال لها: سليني غيره.

قالت: هو ذاك، قال: هو لك”، قال: “فبعثت جلاوزتها إلى يحيى وهو في محرابه يصلي، وأنا إلى جانبه أصلي، قال: فذبح في طشت وحمل رأسه ودمه إليها”، قال: فقال رسول الله: “فما بلغ من صبرك؟”.

قال: “ما انفتلت من صلاتي”، قال: “فلما حمل رأسه إليها، فوضع بين يديها، فلما أمسوا خسف الله بالملك، وأهل بيته وحشمه، فلما أصبحوا قالت بنو إسرائيل: قد غضب إله زكريا لزكريا، فتعالوا حتى نغضب لملكنا فنقتل زكريا”.

قال: “فخرجوا في طلبي ليقتلوني، وجاءني النذير فهربت منهم، وإبليس أمامهم يدلهم علي، فلما تخوفت أن لا أعجزهم، عرضت لي شجرة فنادتني وقالت: إليّ إليّ، وانصدعت لي ودخلت فيها”. قال: “وجاء إبليس حتى أخذ بطرف ردائي، والتأمت الشجرة وبقي طرف ردائي خارجا من الشجرة، وجاءت بنو إسرائيل.

فقال إبليس: أما رأيتموه دخل هذه الشجرة، هذا طرف ردائه دخلها بسحره، فقالوا: نحرق هذه الشجرة، فقال إبليس: شقوه بالمنشار شقا”، قال: “فشققت مع الشجرة بالمنشار”، قال له النبي: “هل وجدت له مسا أو وجعا؟”، قال: “لا، إنما وجدت ذلك الشجرة التي جعل الله روحي فيها”.

اقرأ أيضًا: كيف مات عمر بن عبدالعزيز

وختاماً نرجو أن نكون قد أفدناكم، واستطعنا أن نعطيكم إجابةً وافية، عن سؤال كيف مات زكريا عليه السلام الذي انشغلت به أذهانكم، فمهما اختلفت روايات قتله إلا أنها اتفقت جميعها أنه قد مات مقتولاً بالمنشار، على يد مجموعة من رجال بني إسرائيل الفاسدين بعد أن وسوس لهم الشيطان بذلك، أو على يد رجال أحد الحكام الظالمين انتقاماً منه ومن ولده سيدنا يحيى رضي الله عنهما، والله تعالى أعلم.

قد يعجبك أيضًا