كيف أتعامل مع مريض الوهم

كيف أتعامل مع مريض الوهم حيث أن مرض الوهم هو أحد الأمراض النفسية التي قد توهم المريض بأنه مصاب بمشاكل صحية أو بأمراض خبيثة أو بأنه على وشك الموت، ولكن هذه الأمراض غير حقيقية فهي مجرد أفكار ناتجة عن خوفه من حدوث أي شيء له، أو خوفه الشديد من فقدان حياته، وسنتحدث معكم فيما يلي عبر موقع زيادة بالتفصيل حول مرض الوهم وكيف أتعامل مع مريض الوهم.

اقرأ أيضًا: ماذا يعني انفصام الشخصية

مفهوم مرض الوهم

يعد هذا المرض من الأمراض الخطيرة التي تؤثر على الصحة العقلية، وتتمثل في عدم قدرة الفرد على تمييز الواقع عن ما يتخيله، حيث يعاني المصابون بالأوهام من الأفكار والمعتقدات التي يصرون عليها رغم أنها غير دقيقة أو حتى غير واقعية، لذا يتساءل الكثيرين حول كيف أتعامل مع مريض الوهم.

كما أنه على عكس الأشخاص المصابين بأمراض عقلية أخرى والذين لديهم الوهم عرض من الأعراض وليس أساسيًا، فالأشخاص المصابين بالوهم غالبًا ما يتصرفون بشكل طبيعي ولا يبدو عليهم المرض، إلا أن هناك حالات عديدة يعاني فيها المصابون من انفصال غير طبيعي عن الحياة بشكل يتعارض مع أدائهم لوظائفهم وحياتهم الطبيعية.

أسباب مرض الوهم

يوجد الكثير من الأسباب التي قد تكون سببًا للإصابة بمرض الوهم، لذلك لم يستطيع الأطباء إيجاد سبب معين لهذا المرض، ولكن اجتمع الأطباء على أنه هناك العديد من العوامل التي قد تؤثر على ظهور المرض بشكل عام، وإليكم بعض هذه العوامل:

الجينات الوراثية

حيث وجد العديد من الأطباء أن الأشخاص الذين لديهم أقارب مصابين بمرض وهمي أو اضطرابات عقلية بشكل عام هم أكثر عرضة للإصابة بالوهم، لذلك من المعتقد أن الجينات تقوم بدورًا كبيرًا في المرض.

العوامل النفسية

هناك بعض الأشخاص الحساسون بالفطرة ولكن إذا زادت هذه الحساسية، فإن هؤلاء الأشخاص يبدأون في التوهم لمجرد أنهم سمعوا عن مرض جديد أو مصادفتهم للمرضى وأيضًا مشاهدة معاناتهم مع هذا المرض.

العوامل العاطفية

عندما يشعر الشخص بالفشل في حياته العلمية والاجتماعية والعاطفية أو حتى افتقاده للحنان، يكون أكثر عرضة للإصابة بمرض الوهم.

العوامل الحيوية

يعتقد العلماء أن التغيرات التي تحدث في بعض مناطق الدماغ لدى الأشخاص المصابين بالأوهام قد تلعب دورًا فعالًا في تطور هذا المرض، كذلك في المناطق الغير طبيعية في الدماغ المرتبطة بالمعرفة والتفكير.

اقرأ أيضًا: أعراض انفصام الشخصية عند المراهقين

أنواع مرض الوهم

لمعرفة كيف أتعامل مع مريض الوهم يجب أولا أن تعرف أنواع مرض الوهم الشائعة، فقد يكون لدى المريض المصاب بالأوهام معتقدات واقعية قد تأتي إلى الحياة ولكنها غير صحيحة، مثل مريض يعتقد أن شخصًا ما يراقبه أو أن من حوله يتآمرون عليه ويحاولون خداعه.

وهذه المعتقدات إما أن تكون غير صحيحة تمامًا أو مبالغ فيها للغاية، ويمكن أن يكون لها مفاهيم خاطئة أو أسباب غريبة لا يمكن أن تحدث في الحياة الواقعية، وذلك على حسب مشاعر وأوهام الشخص المريض، لذلك فقد صنف مرض الوهم إلى عدة أنوع، وإليكم بعض هذه الأنواع:

وهم العظمة

يشعر الأشخاص المصابون بجنون العظمة بأنهم يتمتعون بقيمة ومكانة أكبر من أولئك الذين حولهم، وفي بعض الحالات قد يشعرون بتقدير أكبر لأنهم يعتقدون أنهم توصلوا إلى اكتشاف مهم، أو يكون لديهم إحساس مفرط بالقيمة أو القوة أو المعرفة أو الموهبة، وقد تكون لديهم مفاهيم خاطئة بأنهم يمتلكون موهبة عظيمة.

وهم الحب

يعاني الأشخاص الذين يعانون من وهم الحب أو العشق من مشاعر الحب والعاطفة تجاه شخص آخر، وتكون تجاه شخص مهم جدًا أو مشهور، وغالبًا ما يكون هذا هو السبب وراء الأشخاص الذين يقومون بمطاردة المشاهير.

وهم الغيرة

حيث يعتقد الشخص المصاب بهوس الغيرة أن زوجته أو زوجها غير مخلص، وغالبًا ما يؤدي هذا النوع من الأوهام إلى العديد من المشكلات الاجتماعية التي من الممكن أن تصل في النهاية إلى القتل.

وهم جسدي

الهوس الجسدي هو نوع من الوهم، حيث يشعر المصاب به أن لديه مشكلة صحية معينة أو إعاقة جسدية.

وهم الاضطهاد

يتخيل الأشخاص المصابون بهذا المرض أنهم يتعرضون للاضطهاد، وقد يصل بهم الأمر إلى تقديم شكاوي قانونية متكررة ومستمرة لأنهم يعتقدون أن شخص قريب منهم يقوم بالتجسس عليهم، وأن هناك بعض الأشخاص يخططون لإلحاق الأذى بهم.

الوهم المختلط

حيث أن المريض إذا ظهر علية أكثر من نوع فهنا يسمي بالوهم المختلط، وهو النوع الذي يجمع العديد من المشاكل الوهمية، والتي يصعب علاجه.

اقرأ أيضًا: هل يتحول المرض النفسي إلى مرض عقلي

كيف أتعامل مع مريض الوهم

تتمثل الإجابة على سؤال كيف أتعامل مع مريض الوهم في أنه يُنصح بالتعامل معهم بتشجيعهم، وإذا كان هناك سبب عضوي بسيط، فعليك الذهاب إلى طبيب مختص، أما إذا كان السبب نفسيًا تمامًا، فالذهاب إلى أخصائي هو أفضل طريقة للعلاج، كما أن هناك بعض الأمور المهمة التي يجب عليك اتباعها للتعامل مع الشخص المصاب بالوهم، وإليكم بعض هذه الأمور:

  • عدم السخرية من الشخص المريض أو حتى الاستهانة بمرضه وأفكاره وتخيلاته.
  • علي قدر المستطاع يجب عليك أن تهون عليه قلقه وخوفه لكي لا يتعمق في تفكيره.
  • عدم ممارسة العنف تجاه الشخص المريض بمرض الوهم، وعدم تعنيفه نهائيًا.
  • أخذه إلى طبيب نفسي إذا لزم الأمر.
  • يجب عليك أن تقوم بإعطائه لأدويته في وقتها وعدم التأخير.
  • يجب أن تكون حريصًا كل الحرص على أخذه إلى جلساته مع الطبيب النفسي، كما يجب عليك متابعته باستمرار.

تشخيص مرض الوهم

تعتمد خطوة تشخيص الوهم العقلي إلى حد كبير على التقييم الطبي لحالة المريض، حيث لا توجد اختبارات معملية تثبت أو تنفي إصابة شخص ما بهذا المرض، ولهذا إليكم بعض الخطوات التي يتم اعتمادها في التشخيص:

  1. تحديد التاريخ الطبي الكامل للمريض.
  2. القيام بالفحوصات الجسدية اللازمة للمصاب.
  3. عمل بعض الصور وتحاليل الدم للتعرف على ما إذا كانت الأعراض التي يعاني منها المريض ناتجة عن اضطرابات، أو مشاكل صحية غير الأوهام العقلية.

مشاكل صحية قد تسبب الإصابة بالوهم

  • تعاطى المخدرات والمواد المُسكِرة مثل الكحوليات.
  • الإصابة بأحد الأمراض مثل الشيزوفرينيا.
  • الإصابة بعدة أمراض منها الصرع أو الزهايمر أو الوسواس القهري.

اقرأ أيضًا: هل مرض ثنائي القطب مزمن

كيفية علاج مرض الوهم

من الضروري لمن يعاني من الوهم أن يطلب المشورة الطبية، وقد يكون ذلك صعبًا لأن المريض لا يدرك أن ما يعاني منه هو مرض بحد ذاته أو أن الأفكار التي يعاني منها خاطئة.

ومن الممكن أن تختلف طرق علاج الوهم من مريض لآخر وهذا على حسب حالة المريض، ويقوم الطبيب بإعطائه طريقة العلاج المناسبة له، ويمكن تقسيم العلاجات إلى علاج نفسي وعلاج دوائي، وفي السطور القادمة سوف نوضح لكم كيفية العلاج:

أولًا: العلاج النفسي والاجتماعي

يمكن للكثير من العلاجات النفسية أن تلعب دورًا في تحسين المشكلات السلوكية والنفسية المرتبطة بالتوهم، ومن ضمن نتائج العلاج النفسي أنه يمكن للمريض تعلم كيفية التحكم في الأعراض المصاحبة له، وتحديد العلامات المبكرة للانتكاس، وإليكم بعض طرق العلاج النفسي:

  • علاج نفسي فردي: يمكن أن يساعد العلاج النفسي الفردي الشخص على التعرف على الأفكار الأساسية التي تم تحريفها، ومن ثم محاولة تصحيحها.
  • علاج معرفي سلوكي: يساعد العلاج السلوكي المعرفي المريض على التحكم في أنماط التفكير والسلوكيات التي تؤدي إلى مشاعر خاطئة.
  • علاج أسري: حيث يساعد العلاج الأسري العائلات في التعامل بشكل أكثر فاعلية مع المريض المصاب باضطراب الوهم، وتمكينهم من دعم المريض وتحقيق النتائج المرغوبة وشفاء المريض.

ثانيًا: العلاج بالأدوية والعقاقير الطبية

هناك الكثير من العقاقير الطبية الفعالة في علاج الوهم، ولكن تعتمد طريقة علاج الوهم على حالة المريض، حيث يلجأ الطبيب إلى استخدام دواء أو أكثر بالإضافة إلى العلاج النفسي والاجتماعي، وعندما نتحدث عن كيفية علاج الوهم بالأدوية والعقاقير الطبية فسنجد أن هناك مجموعة كبيرة من الأدوية التي يمكن استخدامها، وهي:

أدوية مضادات الذهان التقليدية

استخدمت مضادات الذهان في علاج المشاكل النفسية منذ منتصف الخمسينيات، وهذه الأدوية تعمل عن طريق منع مستقبلات الدوبامين في الدماغ، فالدوبالين هو المسؤول عن نقل المحفزات العصبية وهو المسؤول عن حدوث الوهم، ومن مضادات الذهان التقليدية الفلوفينازين والثيوثيكسين والثوريدازين.

الأدوية المضادة للذهان غير تقليدية

وهي أكثر الأدوية الفعالة في علاج مرض الوهم، حيث أن تلك الأدوية تعمل من خلال منع الدوبامين والسيروتونين في الدماغ، والسيروتونين هو أحد الناقلات العصبية التي يعتقد أنها تلعب دورًا في تطور اضطراب الوهم ومن هذه الأدوية الكويتابين والأولانزابين.

بعض الأدوية الأخرى

وهي تلك الأدوية التي تستخدم في علاج الأمراض النفسية مثل أدوية مضادات الاكتئاب والمهدئات التي يمكن استخدامها مع المرضي الذين يعانون من القلق الشديد وغيرها الكثير.

اقرأ أيضًا: أشد أنواع المرض النفسي

وهنا نكون وصلنا لختام موضوعنا اليوم وأوضحنا لكم إجابة سؤال كيف أتعامل مع مريض الوهم وأسبابه وأنواعه، وأيضًا طرق العلاج المختلفة، فهو أحد المشاكل النفسية التي يعاني منها نسبة ليست بقليلة من الأشخاص.

قد يعجبك أيضًا