كيف يكون سوء الظن بالله

كيف يكون سوء الظن بالله؟ وما هو حكم الدين في هذا؟ يُمكن أن ينقلب خوف الشخص الدائم إلى سوء، ولكن عند الخوف من حدوث أمر ما كنت متوكل على الله عز وجل فيه، يكون هذا الظن سيئ للغاية، لذلك سنعرض لكم الآن إجابة سؤال كيف يكون سوء الظن بالله من خلال موقع زيادة.

كيف يكون سوء الظن بالله؟

يُعد الخوف المرضي شيء سيئ من جميع الجوانب، وذلك لأنه يجعل الإنسان يعيش في جو مليء بالخوف والاضطراب والقلق، فنجد دائمًا الشخص الذي يخاف من أي شيء يكون على الدوام قلق ودائم التوتر، أما عند الخوف من قضاء الله فهذا شيء طبيعي، وذلك لأنه من الممكن أن يحدث شيء له يكون غير جاهز له.

لكن لا بد من التفريق بين الخوف وبين سوء الظن فسوء الظن بالله من الكبائر، فقد جاءنا حديث على لسان أبي هريرة- رضي الله عنه وأرضاه-:كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتعوذ من جهد البلاء، ودرك الشقاء، وسوء القضاء، وشماتة الأعداء“.

من هذا الحديث يُمكننا أن نستنتج أن الرسول الكريم كان يخاف من قضاء الله تعالى، ولكنه لم يكن يسيء الظن فيه، لأنه عالم أن الله كريم وذو رحمة واسعة، بالإضافة إلى أن الرسول الكريم- صلى الله عليه وسلم- كان يحزن عندما يُسيء شخص الظن به.

أما في حالة الخوف من الموت، وعدم حسن الظن بالله، فلدينا دليل على ذلك من خلال الحديث الشريف:” لا يموتن أحدكم إلا وهو يحسن الظن بالله عز وجلرواه جابر بن عبد الله.

بالإضافة إلى تواجد خطبة أو حديث عن الإمام الشافعي حينما سأله شخص ما عن كيف يكون سوء الظن بالله:” فقال: الوسوسة والخوف الدائم من وقوع مصيبّة وترقب زوال النعمة…… كلها من سوء الظن بالله الَعظيم القدير.

قل للذي مَلئ التشاؤم قَلبَهُ. . ومضى يُضيّق حولنا الآفاقا

سر السعادةٍ حُسِنُ ظنكَ بالذي .. خلَق الحياةً وقسَمَ الأرزّاقا“.

اقرأ أيضًا: حديث عن سوء الظن بالناس

حكم الدين في سوء الظن بالله

عندما يكون الشخص غير مُدرك أن خوفه أو حديثه يكون هذا تحت مُصطلح سوء الظن بالله، فهنا يكون هذا الأمر ليس ذنب على الشخص، وأيضًا في حالة إذا كان الشخص يُعاني من الخوف المرضي فيكون أيضًا هذا ليس ذنب على الشخص، وذلك لأن هذا التفكير يكون خارج عن إرادته، سواء بسبب المرض، أو بسبب عدم المعرفة.

أما في حالة كان الشخص يعلم أن هذا التفكير يندرج أسفل مصطلح سوء الظن بالله، فيكون هذا من كبائر الذنوب، وليس أي ذنب، حيث يقول الأمام النووي- رحمة الله عليه-:

فأما الاستعاذة من سوء القضاء: فيدخل فيها سوء القضاء في الدين, والدنيا، والبدن, والمال، والأهل, وقد يكون ذلك في الخاتمة.

وأما درك الشقاء: فيكون أيضًا في أمور الآخرة والدنيا، ومعناه: أعوذ بك أن يدركني شقاء.

وشماتة الأعداء هي: فرح العدو ببلية تنزل بعدوه، يقال منه: شمت بكسر الميم، وشمت بفتحها فهو شامت، وأشمته غيره.

وأما جهد البلاء: فروي عن ابن عمر أنه فسره بقلة المال، وكثرة العيال، وقال غيره: هي الحال الشاقة“.

فمن خلال هذا الحديث الذي قاله النووي عندما سُئل من خلال أحد تلاميذه، أن سوء القضاء أو عدم حدوث أمر ما مع الشخص، أو حدوث أي شيء على العكس مما كان يتمنى ويرغب الشخص، فيكون هذا الأمر ليس بسبب سوء الظن في الله سبحانه وتعالى، بل هو بسبب بعض العوامل التي تتسبب في حدوث هذه الأمور.

كما يُمكننا أن نستدل على هذا الأمر من خلال الحديث الشريف الذي يقول الرسول- صلى الله عليه وسلم- فيه:” يقول اللَّهُ سُبحانَهُ وَتَعالَى: أنا عند ظَنِّ عبدي بي، يَعني: أنَّ اللَّهَ عِندَ ظَنِّ عَبدِه به، إنْ ظَنَّ بِه خَيْرًا فَلَه، وإنْ ظَنَّ بِه سِوَى ذلك فَلَه”، رواه مسلم.

اقرأ أيضًا: حسن الظن بالله عند المصائب

اقرأ أيضًا: فوائد حسن الظن بالله

تتعدد طرق سوء الظن بالله، حيث يُمكن أن يسيء الشخص الظن بربه عندما يحدث معه شيء لم يكن متوقعه، أو عندما يتعرض الشخص لمشكلة كبيرة، فيكون هذا سوء الظن، ولا ننصح أبدًا بفعل ذلك لأن عواقبه وخيمة.

قد يعجبك أيضًا