كم عدد ركعات قيام الليل

كم عدد ركعات قيام الليل؟ وكيف يتم صلاة قيام الليل؟ فقيام الليل يعد من أفضل النوافل والعبادات الصالحة التي يتقرب بها العبد إلى الله تعالى، كما أن لقيام الليل العديد من الفضائل والبركات، لذا سنجيبكم لكم من خلال موقع زيادة عن سؤال كم عدد ركعات قيام الليل وكيفية أداء هذه النافلة؟

كم عدد ركعات قيام الليل

قيام الليل من أفضل النوافل في الدين الإسلامي، واختلف العديد من الفقهاء والمذاهب الفقهية حول عدد الركعات المحددة لقيام الليل، لذا من خلال السطور التالية سنعرف سويًا إجابة سؤال كم عدد ركعات قيام الليل في كل مذهب من مذاهب الفقه الأربعة.

أولًا: مذاهب الحنيفية

كان رأي مذهب أبي حنيفة عن إجابة سؤال كم عدد ركعات قيام الليل أن أقصى عدد ركعات لقيام الليل هو ثمانِ ركعات، ومتوسط عدد الركعات هو أربع ركعات، وأقلها هو ركعتنا فقط وهذا أضعف الإيمان، حيث كان استنادهم لذلك أنهم رأوا الرسول – صلى الله عليه وسلم ـ يفعل ذلك وثبت عليه الأمر قولًا وفعلًا.

اقرأ أيضًا: متى يبدأ قيام الليل

ثانيًا: مذهب المالكية

اتجه أهل المالكية إلى ما ورد في روايتين عن النبي – صلى الله عليه وسلم – والتي استنتجوا من خلالها إحداهما أن قيام الليل اثنتي عشرة ركعة، وبينت الأخرى أن قيام اليل يكون عشر ركعات فقط، وفي كلا الروايتين ذكر أن الرسول – صلى الله عليه وسلم- كان يستفتح الصلاة بركعتين خفيفتين في البداية، وذلك طبقًا لما روي عن السيدة عائشة – رضي الله عنها – أنها قالت: كانَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ إذَا قَامَ مِنَ اللَّيْلِ لِيُصَلِّيَ، افْتَتَحَ صَلَاتَهُ برَكْعَتَيْنِ خَفِيفَتَيْنِ” [المصدر: صحيح مسلم].

كما كانت السيدة عائشة في بعض الأحيان لا تعتبر تلك الركعات من قيام الليل والبعض الآخر تعتبرهما من قيام الليل، لذا اختلفت الروايات التي تجيب عن كم عدد ركعات قيام الليل، وهناك بعض الروايات الأخرى التي قالت إن قيام الليل قد يصل إلى خمس عشرة ركعة أو سبعة عشر.

ثالثًا: مذهب الشافعية

اتجه المذهب الشافعي إلى أن قيام الليل من السنن التي ليس لها عدد محدد من الركعات، فإذا زاد المسلم منها يزيد ثوابه فهي صلاةٌ حرة لا يحكمها عدد ركعات.

رابعًا: مذهب الحنابلة

قال الحنابلة أن هناك اختلافًا في عدد ركعات نافلة قيام الليل، فقد جاء عن عائشة أم المؤمنين – رضي الله عنها ـ في قولها: كان رسولُ اللَّهِ – صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ – يصلِّي من اللَّيلِ ثلاثَ عشرةَ ركعةً” كما قالت في روايةٍ أخرى ما كانَ يَزِيدُ في رَمَضَانَ ولَا في غيرِهِ علَى إحْدَى عَشْرَةَ رَكْعَةً” وأوضحت أنه كان يصليها أربعًا أربعًا بعدها يصلي الوتر ثلاثًا.

كل تلك الروايات السابقة قد جاءت في أحاديثٍ متفق عليها وصحيحة، وهناك من الأقوال وآراء الفقه التي تبين أن الأحاديث التي تختلف في عدد الركعات قد تكون قد أضيف إليها ركعتي الوضوء.

كما جاء بعض جماهير السلف الذين أجازوا أن يزيد عدد ركعات قيام الليل عن تلك الأعداد التي تم ذكرها في الأحاديث والروايات المختلفة، وذلك لأنها أحد النوافل التي تقرب العبد لربه لذا فإذا شاء العبد فليكثر من ركعاتها، ومن شاء فليقلل، فتخصيص النبي لذلك العدد من الركعات لا يمنع إمكانية زيادته.

فكان استنادهم على ذلك قول النبي – صلى الله عليه وسلم -: عَلَيْكَ بكَثْرَةِ السُّجُودِ لِلَّهِ، فإنَّكَ لا تَسْجُدُ لِلَّهِ سَجْدَةً، إلَّا رَفَعَكَ اللَّهُ بهَا دَرَجَةً، وحَطَّ عَنْكَ بهَا خَطِيئَةً” [رواه ثوبان مولى رسول الله –صلة الله عليه وسلم- بإسنادٍ صحيح]

اقرأ أيضًا: ما هو قيام الليل وكيف يكون

أقل عدد ركعات لقيام الليل

بعد أن تعرفنا إلى الإجابات المختلفة فيما يخص سؤال كم عدد ركعات قيام الليل، فمن الجدير بالذكر أن نعرف أقل عدد ركعات يمكن للمسلم أن يقيمها بنية قيام الليل، وهنا اتفق العلماء على أن أقل عدد ركعات يمكن أن يقيمها المسلم لقيام الليل هي ركعتان خفيفتان.

استند العلماء إلى ما ورد عن أبي هريرة – رضي الله عنه – عن النبي محمدٍ – صلى الله عليه وسلم – أنه قال: إذا قامَ أحَدُكُمْ مِنَ اللَّيْلِ، فَلْيَفْتَتِحْ صَلاتَهُ برَكْعَتَيْنِ خَفِيفَتَيْنِ” [رواه أبو هريرة بإسنادٍ صحيح]، وكلما تمكن المسلم من زيادة عدد ركعات قيام الليل كان ذلك أفضل وأعظم أجرًا، وذلك لورود الكثير من الأدلة التي تثبت فضل صلاة قيام الليل وأثرها في حياة كل مسلم.

كيفية أداء صلاة قيام الليل

يتم أداء صلاة قيام الليل ركعتين ركعتين، وذلك استنادًا لما ورد في السنة النبوية صَلاةُ اللَّيْلِ مَثْنَى مَثْنَى، فإذا رَأَيْتَ أنَّ الصُّبْحَ يُدْرِكُكَ فأوْتِرْ بواحِدَةٍ. فقِيلَ لاِبْنِ عُمَرَ: ما مَثْنَى مَثْنَى؟ قالَ: أنْ تُسَلِّمَ في كُلِّ رَكْعَتَيْنِ” [رواه عبد الله بن عمر بإسنادٍ صحيح]، كما قال – صلى الله عليه وسلم – أيضًا صلاةُ الليلِ والنهارِ مثنَى مثنَى” [رواه بن عمر وأخرجه في صحيحه]

كما يفضل أن يختم المسلم صلاة القيام بركعتي الشفع وركعة الوتر، وذلك لما ورد في صحيح البخاري أن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال: اجْعَلُوا آخِرَ صَلَاتِكُمْ باللَّيْلِ وِتْرًا” [رواه عبد الله بن عمر بإسناد صحيح في صحيح البخاري] واقتداءً بالرسول – صلى الله عليه وسلم – يجب التسليم بعد كل ركعتين من قيام الليل فلا تكون كصلاتي الظهر والعصر.

حكم صلاة قيام الليل

قيام الليل هو أحد السنن المؤكدة، كما انه أحد الصلوات التي شُرعت طوال العام وليس لها أيام أو شهور محددة من السنة، وهناك العديد والعديد من الأحاديث التي جاءت في الكتاب والسنة، والتي تحث المسلم على قيام الليل.

كما أن من يقيمون الليل هم أولياء الله الذين أثنى الله عليهم في قوله تعالي: (أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ*الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ*لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ لَا تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) [سورة يونس:62 – 64]

اقرأ أيضًا: الثلث الأخير من الليل الساعة كم ؟

توقيت صلاة قيام الليل

لا تقيد صلاة القيام بوقتٍ محدد أو بساعةٍ عينة، فيبدأ وقت صلاتها بداية من صلاة العشاء إلى وقت بزوغ الفجر، لذا فقد تكون صلاة قيام الليل إما في أول الليل أو في أوسطه أو في آخره، فقد قال أحد الصحابة رضوان الله عليهم ما كنَّا نشاءُ أن نرى رسولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم في اللَّيلِ مصلِّيًا إلاَّ رأيناهُ ولاَ نشاءُ أن نراهُ نائمًا إلاَّ رأيناه” [رواه أنس بن مالكٍ بإسنادٍ صحيح]

كما أن هناك أحد الأحاديث الأخرى التي رويت عن النبي – صلى الله عليه وسلم – أنه قال “قلتُ يا رسولَ اللَّهِ أيُّ اللَّيلِ أسمَعُ قالَ جوفُ اللَّيلِ الآخرُ فصلِّ ما شئتَ” [رواه عمر بن الخطاب بإسنادٍ جيد]

يعود السبب في تفضيل صلاة قيام الليل في الثلث الأخير من الليل هو النزول الله تعالى، وتجليه إلى السماء الدنيا ويبسط رحمته وفضله ويستجيب لدعاء عباده ويستغفر لهم، لذلك هو الوقت الأفضل للتضرع إلى الله ودعائه بكل ما يتمناه العبد.

ذلك استنادًا لما قاله الرسول الكريم – صلى الله عليه وسلم – “…أقربَ ما يَكونُ الرَّبُّ عزَّ وجلَّ منَ العبدِ جوفَ اللَّيلِ الآخِرَ فإنِ استطعتَ أن تَكونَ مِمَّن يذكرُ اللَّهَ عزَّ وجلَّ في تلكَ السَّاعةِ فَكُن…” [رواه عمرو بن عبسة بإسنادٍ صحيح]

اقرأ أيضًا: كم ركعة صلاة الظهر؟

فضل صلاة قيام الليل

بعد أن أجبنا عن سؤال كم عدد ركعات قيام الليل وتعرفنا إلى كيفية صلاتها والتوقيت المناسب لأدائها، سنتعرف من خلال السطور التالية إلى فضل صلاة قيام الليل لما ورد في الحديث والسنة.

في القرآن الكريم مدح الله المؤمنين الذين يتقربون له بقيام الليل والصلاة وكثرة السجود، فخصهم بالمدح في قوله تعالى: (إِنَّمَا يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا الَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِهَا خَرُّوا سُجَّدًا وَسَبَّحُوا بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ*تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ*فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) [سورة السجدة: 15 – 17]

فمن أراد الفوز برحمة الله ورزقه الوفير والنجاة من أذى الآخرين فعليه أن يحيا بذكر الله وقيام الليل، كما قال النبي – صلى الله عليه وسلم – أن قيام ركعتي في جوف الليل من أفضل وأحب الأعمال إلى الله.

مهما تحدثنا عن فضائل قيام الليل فلن نحصيها، لذا إن كنت مهمومًا فقم الليل وإن كنت ذا رغبة تريد تحقيقها فقم الليل، فقيام الليل كالسحر في تحقيق المطالب، وإن كنت تحتاج إلى التعبد والتقرب من الله تعالى وترغب بالمكانة العليا عنده فعليك بقيام الليل.

قد يعجبك أيضًا