كم قصة في سورة الكهف

كم قصة في سورة الكهف؟ وما هي الدروس المستفادة من القصص الموجودة فيها؟ سورة الكهف من السور ذات الفضل العظيم في القرآن الكريم، وفيها من أخبار القوم الذين سبقونا بآلاف السنين.

لذلك في السطور القادمة عبر موقع زيادة سنعرض لكم إجابة سؤال كم قصة في سورة الكهف؟ وشرح هذه القصص وتفسيرها حسب ما جاء من أقوال علماء تفسير القرآن الكريم.

كم قصة في سورة الكهف؟

سورة الكهف هي السورة الثامنة عشر في ترتيب المصحف الشريف، وتوجد في آخر الجزء الخامس عشر، وأول الجزء السادس عشر، في المصحف قبل مريم، وبعد الإسراء.

أما في ترتيب النزول فهي السورة التاسعة والستين، نزلت بعد سورة الغاشية، وقبل سورة النحل، وهي سورة مكية وعدد آياتها مائة وعشر آية.

تبدأ بقوله تعالى (الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنزَلَ عَلَىٰ عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَل لَّهُ عِوَجًا ۜ)، وتنتهي بقوله تعالى (فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا).

بين هاتين الآيتين توجد العديد من القصص والأخبار التي أخبرنا بها رب العزة سبحانه وتعالى، فمن يسأل قائلاً كم قصة في سورة الكهف، فالإجابة هي ثلاث قصص أساسية وقصتين فرعيتين:

  1. قصة الفتية المؤمنين “أصحاب الكهف”.
  2. قصة كليم الله موسى مع الخضر.
  3. قصة الملك الطواف العادل “ذو القرنين”.
  4. قصة صاحب الجنتين وصاحبه.
  5. قصة آدم والشيطان.

جاءت القصص الثلاثة الأولى على هذا الترتيب لعلة وسبب إلهي، فقال أهل العلم إن مشركي قريش قدموا إلى أهل الكتاب فسألوهم عما يهدمون به الإسلام، فأخبروهم أن يسألوا محمدًا عن ثلاث:

(فتية مؤمنين في الزمان الأول، ويسألوه عن ملكٍ عادل طواف طاف الأرض من مشرقها إلى مغربها، ويسألونه عن الروح) فإن أجاب فهو رسول، فقال لهم رسول الله سأخبركم غدًا ونسي المشيئة فعاتبه الله على هذا بعدم نزول الوحي خمسة عشر ليلة.

هذه الرواية في أسباب نزول سورة الكهف، واتفق عليها الإمام الحافظ ابن كثير، وعبد الله بن عباس.

اقرأ أيضًا: قصة صاحب الجنتين

ما جاء في قصة أصحاب الكهف

لا يمكن السؤال كم قصة في سورة الكهف؟ دون ذكر قصة أصحاب الكهف، فهي القصة التي بدأت من الآية التاسعة حتى الآية السادسة والعشرين، وفي هذه الفقرة سنعرض لكم ما جاء في أخبار أصحاب الكهف.

قال الله سبحانه وتعالى (أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كَانُوا مِنْ آيَاتِنَا عَجَبًا)، قال الحافظ البغوي في تفسير هذه الآية أن أصحاب الكهف لم يكونوا من أعجب آيات الله سبحانه وتعالى، وقال في تفسيره لمعنى كلمة الرقيم.

إما أن يكون الوادي الذي فيه أصحاب الكهف أو القرية، أو يكون لوح من الرصاص كان فيه أسماء أصحاب الكهف، ووضع على باب الكهف، أما ابن كثير القرشي فيقول في الصفحة رقم 562 من الجزء الثاني من كتاب البداية والنهاية.

إن أصحاب الكهف كانوا من أبناء الأكابر، وكانوا على دين عيسى بن مريم -على الأغلب-، وكانوا مؤمنين بالله في بلد مشركة، في عهد الملك دقيانوس، وهذا الملك كان بعد قرنين ونصف من عصر عيسى بن مريم عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام.

كما قال ابن كثير إن الكلب كان على باب الكهف، لأن الملائكة لا تدخل بيتًا فيه كلب، أما عن مكان الكهف ففيه اختلف العلماء، فمنهم من قال إنه بنينوى، ومنهم من قال إنه ببلاد الروم وهو الأصح عند ابن كثير، وفي العصر الحديث يوجد مكان في الأردن يقال إنه كهف الرقيم.

اقرأ أيضًا: فضل حفظ سورة الكهف

قصة موسى بن عِمران والخضر

تعد تلك القصة من القصص المركبة في سورة الكهف التي تتكون من أكثر من قصة، وفي هذه الفقرة سنعرض لكم ما أورده العلماء في تفسير هذه القصة.

أثناء ذكرنا سؤال كم قصة في سورة الكهف؟ ذكرنا أنهم خمس قصص دون حواشي كل قصة، وقصة موسى والخضر من القصص التي تحتوي على هذه الحواشي، وفيها ثلاث مواقف مختلفة.

بدأت القصة بسؤال موسى من أعلم أهل الأرض فأجاب بالإثبات، فقال سبحانه وتعالى لموسى إنه ليس بأعلم أهل الأرض، فطلب من الله أن يجعله يلاقي هذا العالم ليتعلم منه، فأمره الله بأخذ حوت “سمكة” مملحة حتى مجمع البحرين.

فإن خرج الحوت وانطلق في المياه فهذا هو ميقاته مع الرجل الصالح، والرجل الصالح هو الخضر، قيل هو ابن آدم من صلبه، وقيل هو خضرون بن قابيل بن آدم، وقيل أخو إلياس.

كما قيل إنه أطول الناس عمرًا، فدعا آدم لمن يدفن جسده بعد الطوفان بطول العمر، وبعد لقاء موسى بالخضر مر بثلاث مواقف:

الأول في قوله تعالى (فَانطَلَقَا حَتَّىٰ إِذَا رَكِبَا فِي السَّفِينَةِ خَرَقَهَا ۖ) “سورة الكهف الآية السبعين”، الثاني (فَانطَلَقَا حَتَّىٰ إِذَا لَقِيَا غُلَامًا فَقَتَلَهُ) “سورة الكهف الآية 74″، والثالث (فَانطَلَقَا حَتَّىٰ إِذَا أَتَيَا أَهْلَ قَرْيَةٍ) “سورة الكهف الآية 77”.

يقول الشيخ بدر المشاري في تفسيره لهذه القصة إن الذي أراد الله تعليمه لموسى هو الإيمان بقدر الله، وأن قدر الله لا يمنعه مانع كما ذكر أن الشاهد من القصة هو الإقبال على العلم.

قصة ذي القرنين ويأجوج ومأجوج

ذكر عدد القصص في سورة الكهف وشرحها، لا يتم دون ذكر قصة صاحب فضل على البشرية عظيم، وهو ذو القرنين، فقد حمي البشر من خطرٍ محدث، وفي هذه الفقرة سنعرض لكم مما جاء في ذكر ذي القرنين.

يأجوج ومأجوج هما أمتين من بني آدم، من نسل يافث بن نوح عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام، وقيل إنهم تسعة أعشار العالم، يفسدون في الناس ولا يصلحون، وقد حبسهم ذو القرنين خلف سد من الحديد والنحاس، صلب كالفولاذ أملس كالزجاج.

جاء وصف السد في أنه ذو باب عظيم، وأقفال كثيرة، وحرس، ويوجد في أقصى شمال الأرض من جهة الشرق، ولن يفتح حتى يأذن الله لهم بالخروج في آخر الزمان (فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ رَبِّي جَعَلَهُ دَكَّاءَ ۖ وَكَانَ وَعْدُ رَبِّي حَقًّا) سورة الكهف الآية الثامنة والتسعين.

اقرأ أيضًا: فضل قرأة سورة الكهف يوم الجمعة

قصتا صاحب الجنتين وآدم وإبليس

إن سألت أحدًا كم قصة في سورة الكهف؟ سيجيبك ثلاثة، وقد ينسى قصتين، وهما قصة الرجلين المؤمن والكافر، وقصة إبليس وآدم، وهو ما سنذكره لكم في سطور هذه الفقرة.

(وَاضْرِبْ لَهُم مَّثَلًا رَّجُلَيْنِ جَعَلْنَا لِأَحَدِهِمَا جَنَّتَيْنِ مِنْ أَعْنَابٍ وَحَفَفْنَاهُمَا بِنَخْلٍ وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمَا زَرْعًا) سورة الكهف الآية الثانية والثلاثين، يقول ابن كثير إن هذه القصة كانت في صاحبين أحدهما مؤمن والآخر كافر، المؤمن أنفق ماله في سبيل الله.

أما الكافر فكان له حدائق وبساتين غناء، كما اعتمد على الحياة الفانية الزائلة، فجعل الله حديقته مثل الصحراء، والشاهد الذي ذكره ابن كثير من القصة ألا ينبغي لأحد أن يركن إلى الحياة الدنيا ولا يغتر بها.

أما قصة آدم وإبليس (وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ ۗ أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاءَ مِن دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ ۚ) “سورة الكهف الآية 50”.

فالشاهد فيها هو تشريف الله سبحانه وتعالى لبني آدم بسبب العلم والعقل الذي ميزه به عن سائر المخلوقات.

سورة الكهف فيها العديد من القصص التي يجب علينا حسن تدبرها وفهما، فما أنزل الله القرآن إلا لنفهمه ونأخذ العبرة مما حدث في الأمم الظالمة التي سبقتنا.

قد يعجبك أيضًا