كيفية صلاة الوتر ثلاث ركعات

كيفية صلاة الوتر ثلاث ركعات توضح لنا الصحيح فيما يقوم الناس بفعله، والخطأ الذي لا يجب القيام بها في أداء صلاة الوتر، وسوف نوضح ذلك من خلال موقع زيادة، كما أننا سوف نوضح أهمية صلاة الوتر وحكم من ترك تلك الصلاة، فالصلاة أهم ما يمكن للفرد القيام به من أجل نيل رضا الله سبحانه وتعالى، لذلك سوف نوضح جميع المعلومات الخاصة بصلاة الوتر، نظرًا لأن البعض قد يُهمل فيها.

كيفية صلاة الوتر ثلاث ركعات

كيفية صلاة الوتر ثلاث ركعات

صلاة الوتر سُنة مؤكدة على كل مسلم، في صلاتها صلاح الحال، وقرب من الله، وخشية منه، كما أنها الصلاة الخاتمة لصلوات اليوم أكمل، كما أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ كان يحرص دائمًا على القيام بصلاة الوتر.

ردًا على كيفية صلاة الوتر ثلاث ركعات فإن هناك طريقة تسمى طريقة الوصل، وهي ثلاث ركعات متواصلة، وتكون كالآتي: صلاة ثلاث ركعات ثم قراءة التشهد والتسليم مرةً واحدةً، بمعنى أن يقوم المُصلي بصلاتها كاملة ومتتالية دون الجلوس إلا بعد الركعة الأخيرة.

لكن يُفضل للمسلم أن يُصلي صلاة الوتر بطريقة الفصل، ففي حالة أن الصلاة ثلاث ركعات تكون عن طريق: صلاة ركعتين ثم قراءة التشهد كاملًا ثم التسليم، ومن ثم صلاة الركعة الأخيرة وقراءة التشهد والتسليم.

لكن غير مستحب على الإطلاق أن يُصليها المسلم كصلاة المغرب، أي أنه يُصلي ركعتين ويقرأ الجزء الأول من التشهد، والإكمال بالركعة الثالثة وقراءة التشهد كامل، فلم يفعل النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ذلك الأمر.

اقرأ أيضًا: كيفية صلاة الشفع والوتر

صلاة الوتر مُفصلة بالطريقة المستحبة

سوف نوضح من خلال هذه الفقرة كيفية صلاة الوتر ثلاث ركعات تفصيلًا، وذلك لأهميتها وضرورة القيام بها على أكمل وجه، كما أنها في أهميتها لا تقل أهمية عن باقي الفروض، بل وأكثر فهي خاتمةً لهم، وتتم عن طريق الخطوات التالية:

  1. الوضوء الجيد، مع ذكر الشهادتين (أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن سيدنا محمد رسول الله).
  2. التوجه إلى الصلاة بنية صلاة الوتر.
  3. التكبير وإقامة الصلاة.
  4. صلاة الركعة الأولى بقراءة الفاتحة، وسورة الإخلاص، أو الأعلى.
  5. ثم التكبير مرة أخرى والركوع إلى الله –عزَّ وجلَّ-، وقول سبحان الله العظيم ثلاث مرات.
  6. الوقوف بقول سمع الله لمن حمد، ويتم حمد الله وشكره بخشوع.
  7. التكبير مع السجود وقول سبحان ربي الأعلى ثلاث مرات، ورفع الرأس عن الأرض والسجود ثانيةً بقول سبحان ربي الأعلى ثلاث مرات، والدعاء أثناء السجود بما تريد.
  8. أداء الركعة الثانية على نفس الوتيرة، ولكن يُفضل قراءة سورة الكافرون في الركعة الثانية.
  9. يتم قراءة التشهد كاملًا، ثم التسليم، ثم القيام لصلاة الركعة الثالثة والأخيرة في صلاة الوتر، ويُفضل قراءة سورة الإخلاص في الركعة الثالثة.

دعاء القنوت في صلاة الوتر

فيما يخص حديثنا عن كيفية صلاة الوتر ثلاث ركعات سوف نقدم دعاء القنوت، والذي يعني الطاعة، والصلاة، والسكوت، والقيام، والدعاء، أي أنها كلمة شاملة وجامعة العبادات التي يتقرب بها العبد من الله سبحانه وتعالى، وهو دعاء ينطق به المسلم بالركعة الأخيرة من ركعات الوتر، ويكون برفع اليدين إلى الصدر، ويمكن عدم فعل ذلك.

احتوى دعاء القنوت على صيغ عدة، سوف نقوم بعرضها جميعًا فهو دعاء مبارك، وسنة عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ، ويُستحب الالتزام بقوله.

الصيغة الأولى من دعاء القنوت

هذه الصيغة التي كان يتبعها الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ في صلاته، ويجب الأخذ بها، ولأهميتها سوف نقوم بعرضها وشرحها تفصيلًا من خلال حديثنا عن كيفية صلاة الوتر ثلاث ركعات:

روى عن الحسن بن علي ـ رضي الله عنه ـ، أنه قال: “اللَّهمَّ اهدِني فيمن هديْتَ وعافني فيمن عافيْتَ، وتولَّني فيمن تولَّيْتَ، وبارِكْ لي فيما أعطيْتَ، وقِني شرَّ ما قضيْتَ، فإنَّك تقضي، ولا يُقضَى عليك، وإنَّه لا يذِلُّ من واليْتَ، ولا يعِزُّ من عاديْتَ، تباركتَ ربَّنا وتعاليْتَ

في هذا الدعاء يطلب المسلم من الله أن يرزقه الهداية، وأن يدله على طريق الخير، لأن ذلك يُعد من مقتضى رحمة الله على عباده، فيطلب المسلم الهداية، كما من الله بها على الكثير من عباده.

وأن يعافيه من جميع الأمور التي نهى عنها، وأمراض القلوب، والتي تتمثل في حب الشهوات، والشبهات، وفعل الباطل الذي نهى عنه سبحانه وتعالى.

يطلب أن يبعده عن كل ما يتسبب في غضب ربه عليه، ويطلب المباركة، وأن يتولاه الله بأمره، ويحقق له التوفيق فيما يحبه ويرضاه، وتكون المباركة في جميع الأمور التي منحها الله له، من مال، وأولاد، وعلم، فإذا منع الله المباركة عما منحك به في الحياة، فسوف تفقد الخير الكثير في حياتك، لذلك يجب طلب المباركة من الله سبحانه وتعالى.

كما يطلب العبد من ربه أن يقيّه من الشر الذي قضاه الله يأمره من أجل الحكمة التي لا يعلمها سواه، فلا يقع بالإنسان شرًا من عند الله، وإنما يأتي الشر بفعله، وما يفعله الله لا يكون إلا من أجل الحكمة البالغة في أمره.

فالله سبحانه وتعالى يقضي قضاء شرعي، وكوني، ويقضي على كل شيء، وبكل شيء، فهو المتحكم بجميع الأمور، ولا يستطيع أحد من العباد أن يقضي على الله أو يحكم عليه سبحانه وتعالى فهو العلي العظيم، من يقول للشيء كن، فيكون.

فإذا تولى الله أمر عباده، لا يُذل الإنسان أبدًا، أما إذا عادى من خلقه فإنه لا يُعوز أبدًا عند ربه أو أي مخلوقٍ آخر، فيصاب بالذل والهوان والفشل والخسارة، ويجب قول ذلك في الدعاء لأنه أصبح اليوم الكثير من المسلمين يتعدون حدودهم مع الله.

يُنهى الدعاء بـ تباركت وتعاليت لأن فيهما ثناء على الله –عزَّ وجلَّ-، فالتبارك تعني كثرة الخيرات، فهي الخير الكثير الدائم، وتعاليت تعني علو ذاته وشأنه، والعلو من صفات الكمال وأتمها، فلا يوجد نقص في صفاته بأي وجه من وجوه النقص، سبحان الله.

اقرأ أيضًا: متى ينتهي وقت صلاة الوتر

الصيغة الثانية من دعاء القنوت

صيغة أبي حنيفة رحمه الله: ” اللهم إنا نستعينك ونستهديك ونؤمن بك ونتوكل عليك، ونثني عليك الخير كله نشكرك ولا نكفرك، ونخلع ونترك من يفجرك، اللهم إياك نعبد، ولك نصلي ونسجد، وإليك نسعى ونحفد، نرجو رحمتك ونخشى عذابك، إن عذابك الجد بالكفار ملحق

يمكن الاستعانة بذلك الدعاء في الوتر، والمصائب التي تنزل على الإنسان، ففيه فائدة عظيمة، وفيه يطلب العبد من ربه الرحمة، ويوضح لربه كم يخشاه ويهابه، ويوضح علمه بما ينتظر الكفار في الآخرة وأنه مُتعظ من ذلك.

في هذا الدعاء استعانة بالله وطلب الهداية، والتأكيد على الإيمان والتوكل عليه في تيسير أمور الحياة عامةً، وفيه حمد وشكر لله سبحانه وتعالى على نعمه التي يمن بها على العبد طوال حياته.

كما أنه يؤكد على عدم الكفر بالله، وأن العبد تاركًا بعيدًا عن كل الأمور التي بها شك في الكفر بالله سبحانه وتعالى، يؤكد العبد على صلاته لربه، وخشوعه له في السجود إليه، والسعي للرزق والسعي لنيل رضاه.

الصيغة الثالثة من دعاء القنوت

أما عن الصيغة الثالثة لدعاء القنوت والتي رواها عبد الرحمن بن أبزى أنه قال: “اللهمَّ إياكَ نعبُدُ ولكَ نُصلِّي ونَسجُدُ وإليكَ نَسْعَى ونَحْفِدُ نرجو رحمتَكَ ونخشى عذابَكَ إنَّ عذابَكَ بالكافرينَ مُلْحِقٌ اللهمَّ إنَّا نستعينُكَ ونستغفرُكَ ونُثْنِي عليكَ الخيرَ ولا نَكْفُرُكَ ونُؤمنُ بكَ ونخضعُ لكَ

لا بد من قول دعاء القنوت سرًا، وغير مستحب الجهر في نطقه، فالدعاء إلى الله يُستحب أن يتم بصوت خافت بينك وبين ربك، ويمكن الجهر فقط للإمام، حتى يؤمن المصلون على دعائه.

اقرأ أيضًا: فوائد صلاة الضحى للجسم

فضل صلاة الوتر

تحتوي صلاة الوتر على ثواب عظيم لا يقل عن ثواب الصلوات الأخرى، ومستحب على المسلم القيام بركعات السنة بعد الصلاة والاهتمام بها كالفروض، ففي صلاة الوتر فضل عظيم سوف نقوم بتوضيحه من خلال حديثنا عن كيفية صلاة الوتر ثلاث ركعات، وهو:

  • حث رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ بصلاة الوتر قبل النوم، فقد كان يوتر قبل النوم كل ليلة، حتى وإن كان مُسافرًا، ولا يوجد أعظم من حث الرسول لأمته من أجل أن يصحبهم في الجنة.
  • هناك أقوال حول أن صلاة الوتر أفضل من سنن الظهر والمغرب والعشاء.
  • فيها تأكيد على قوة الصلة بين العبد وربه.
  • دعاء القنوت الذي يتم قوله من خلال صلاة الوتر يُقرب العبد من ربه.
  • تبث في قلب العبد الخشوع، والتمسك بسنن النبي.
  • تقي العبد من فعل الفواحش والذنوب كباقي الصلوات الأخرى.
  • في كل سجدة يمحو الله لعبده من الذنوب التي يحملها على كتفه، مثل الصلوات الأخرى، وذلك تأكيد على أهميتها، وضرورة عدم الإهمال بأدائها.
  • وسيلة شكر العبد لربه، والثناء عليه.
  • أهم وسيلة يُغتفر بها الذنوب.
  • طريق من طرق السير في كسب الثواب ونيل رضا الله.

وقت صلاة الوتر

استكمالًا لحديثنا عن كيفية صلاة الوتر ثلاث ركعات، سوف نقوم بتوضيح الوقت الأمثل لصلاة الوتر، حيث إن العلماء والشيوخ قد اجتمعوا على أن الوقت الصحيح لصلاة الوتر يبدأ بعد صلاة العشاء، وحتى قبل أذان الفجر، وذلك لأن الله سبحانه وتعالى ينزل بجلالته وعظمته إلى السماء الدنيا من أجل إجابة دعوات عباده، وتلبية طلباتهم، وقضاء حوائجهم.

كما أنه في ذلك الوقت يسمع شكواهم، ويقبل توبتهم، ومن لم تتاح له فرصة الانتظار حتى الثلث الأخير من الليل كما نص في الحديث الشريف في قوله: “سَأَلْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ، عَنِ الوِتْرِ، فَقالَ: سَمِعْتُ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ يقولُ: رَكْعَةٌ مِن آخِرِ اللَّيْلِ” [الراوي: عبد الله بن عباس، المحدث: مسلم]، يمكنه صلاتها في أول الليل، فالصلاة مقبولة في كل وقت ومكان.

كما أن ذلك الحديث يوضح أنه يمكن للمسلم القيام بصلاة الوتر بركعة واحدة، إذا لم يستطيع صلاتها ثلاث ركعات.

اقرأ أيضًا: ما هي صلاة الأوابين؟

حكم قضاء صلاة الوتر

سوف نوضح حكم وقضاء صلاة الوتر بالتحدث عن كيفية صلاة الوتر ثلاث ركعات، فصلاة الوتر يقوم المسلم بها من أجل التضرع إلى الله، والخشوع إليه، وختم صلوات يومه، ولكنها سنة عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وليست واجبة.

أما من يعلم بفضلها، ويُصر على تركها فقد أفتى المشايخ بقول إنه يُرد شهادته، والله أعلى وأعلم، ويمكن صلاتها ركعة واحدة، أو ثلاث ركعات، أو خمس أو أكثر من ذلك، ويمكن أن تُصلى جهرًا.

أما عن قضاء صلاة الوتر، فمن نسي صلاة الوتر فيمكنه الصلاة عندما يتذكر في أي وقت، أما من نام ناسيًا صلاة الوتر يمكن له أن يقضيها في أربع ركعات بتسليمتين.

لا بد أن يقوم كل مسلمٍ بواجباته تجاه الله سبحانه وتعالى، وعدم التكاسل فيما يمنحه فرصة التقرب من ربه، ومن يُدرك أهمية الوتر فليقُم به، ويحث غيره عليه، منحنا الله وإياكم منازل الفردوس الأعلى.

قد يعجبك أيضًا