مراحل حياة الإنسان من المهد إلى اللحد

مراحل حياة الإنسان من الناحية الفسيولوجية هي مجموعة تطورات ملحوظة وغير ملحوظة تحدث للإنسان في النمو الجسمي تؤدي في نهايتها إلى اكتمال النضج العقلي وتكوين شخصية الفرد وهناك علم خاص يدرس هذا الجانب هو علم (مراحل نمو الإنسان).. ومن الناحية النفسية هي التغيرات التي تحدث لدي الفرد في ردّ فعله بالنسبة للمثيرات الخارجية.

مراحل حياة الإنسان

تنقسم مراحل حياة الإنسان إلى عدة محطات لا يوجد بينها حد واضح يفصل بين كل مرحلة وأخرى، لكن قام العلماء بالتفرقة بينهم.

تبدأ من مرحلة الجنين وتنتهي بالشيخوخة والموت.

إقرأ أيضًا: مراحل عمر الانسان منذ الولادة وحتى مرحلة الشيخوخة

مرحلة الجنين

تبدأ مرحلة الجنين منذ إخصاب بويضة تحمل نصف الصفات الوراثية من الأم بحيوان منوي يحمل النصف الآخر من الأب وتتكون الخلية الأولى وتتعلق بجدار الرحم.

في هذه المرحلة يستمد الجنين غذائه من أمه عن طريق الحبل السري والمشيمة ويستمر الجنين في الرحم تسعة شهور (في أغلب الأحيان) و يخرج لتبدأ مرحلة الطفولة.

مرحلة الطفولة

قسم العلماء مرحلة الطفولة بدورها إلى ثلاث مراحل وهي:

مرحلة الطفولة المبكرة: تبدأ منذ الولادة حتى يبلغ الطفل سن الثلاثة الأربع سنوات (حسب تحديد منظمة اليونيسيف) يكون فيها الطفل معتمد اعتماد كلى على الأبويين، يكتسب فيها الطفل المهارات الأساسية من المشي والكلام  وقضاء حاجته بنفسه وتنموا له الأسنان اللبنية وينتقل فيها من الرضاعة إلى أكل طعام البشر.

مرحلة الطفولة المتوسطة: تبدأ من عمر الأربع سنوات إلى قرابة التسع سنوات ينمو فيها الطفل نمو عضوي ملحوظ و يظهر نمو عقله فيتمكن من تعلم الكتابة والقراءة ويتكون لديه هوايات ومهارات معينة.
يستبدل الطفل فيها أسنانه اللبنية بالأسنان الدائمة وتتكون شخصيته المستقلة فيها.
في هذه المرحلة تظهر الفروق في النمو بين الجنسين بشكل ملحوظ.
تنخفض ساعات النوم بالنسبة للطفل لتصل إلى المعدل الطبيعي للبشر.

الطفولة المتأخرة: هذه المرحلة تمتد إلى عمر 12 سنة تقريبا فيها تبدأ شخصية الطفل في الاكتمال و تقل سرعة النمو بشكل ملحوظ، ويستقل بشكل ملحوظ عن باقي أفراد أسرته، ويكون فيها الطفل قادر على خدمة نفسه.

مرحلة المراهقة

من أهم المراحل في حياة الإنسان تبدأ من نهاية مرحلة الطفولة إلى مرحلة النضج وفيها يبلغ الإنسان البلوغ الجنسي.
فيها يحدث للإنسان (كلا الجنسين) تغيرات أساسية في الجسم وتطور في الناحية النفسية والوجدانية، يتغير فيها حتى صورة الطفل إلى شخص بالغ.

بخلاف النمو الجسمي تعمل أجهزة داخلية لأول مرة في حياته مثل الجهاز التناسلي وما يصاحبه من هرمونان والغدد، والتغيرات الانفعالية الحادة المصاحبة لهذا السن.

المراهق يكون إنسان متمرد عما ألفه عندما كان طفل كل شيء حتى الأكل والأهل وطاعتهم
تنتهي مرحلة المراهقة تقريبًا في سن 23.

التعامل مع المراهق في هذه الفترة الشائكة الفاصلة من حياته يجب أن يتم بحرص شديد ووعي من المربي فينبغي على الأسرة جمعاء توفير جو عائلي حميم يحتضن المراهق والبعد عن التعنيف والقلق، لا بد من أن يتوافر فضاء ملائم للحوار والنقد البناء.. ومن ناحية المجتمع يجب الانتباه إلى تلك الطاقة الجبارة ويجب توجيهها ناحية العمل البناء، وبالطبع إصدار القوانين والتشريعات التي تحمي المراهق من المجتمع ومن نفسه وتدعمه.

يقسم العلماء مرحلة المراهقة إلى ثلاث مراحل:

مرحلة المراهقة الأولى: تمتد من عمر11 عام إلى عمر 14 عام تقريبًا، وهي التي يحدث فيها التغيرات البيولوجية بسرعة.

مرحلة المراهقة المتوسطة: من عمر 14 عام تقريبًا على عمر 18 عام، يكتمل النمو الفسيولوجي للمراهق.

مرحلة المراهقة الأخيرة (المتأخرة): تبدأ من عمر الثمان عشر تقريبًا على بداية الشباب و فيها ينضج الجانب العقلي والوجداني.

إقرأ أيضًا: دور الشباب في المجتمع ودور المجتمع نحوهم

مرحلة الشباب

هي الفترة العمرية التي تمثل ذروة حياة الإنسان من ناحية القوة البدنية والنضج العقلي
وهي أهم مرحلة من ناحية أهداف الحياة فيها يفكر الإنسان فيها في تكوين أسرة وإنجاب الأطفال، والالتحاق بعمل مناسب ومجال يكمل به حياته.

وأهمية هذه الفترة في الخصوبة الفائقة للشاب، خصوبة فكرية وعملية.

مرحلة أواسط العمر

تتراوح هذه المرحلة ما بين عمر الثلاثين حتى عمر الخامسة والأربعين
تمثل قمة النضج لدى الإنسان (الذكر والأنثى).. وبالطبع يجب على المجتمع تسخير كل موارده لخدمة أبناء هذه المرحلة (الشباب) فهم سواعد الأمة ومستقبلها وحمايتهم من أي استهداف غرضه ضرب مستقبل الوطن.

مرحلة الشيخوخة

تبدأ هذه المرحلة بعد انتهاء قدرة الجسم على تجديد نفسه فتبدأ علامات الكبر في السن
من ظهور للشعر الأبيض والتجاعيد في الوجه والألم في المفاصل، تتوقف خصوبة الرجال وتنقطع الدورة الشهرية عند النساء(سن اليأس).. ويبدأ الانكماش في العظام فطول الإنسان يقل بالتدريج وتتساقط الأسنان
مع ضعف في الذاكرة والقدرات الذهنية للإنسان، فيها يحتاج الإنسان إلى اهتمام من حوله.

قسم بعض العلماء الشيخوخة إلى مرحلتين:

الشيخوخة المبكرة: تبدأ من حوالي سن الستين إلى سن السبعين عام، يهتم الإنسان فيها بالراحة والبعد عن مصادر الإزعاج الفكري والوجداني، ويهتم بالخروج من المنزل للزيارات العالية والتنزه.

الشيخوخة: من بعد السبعون عام وهو عمر ظهور أمراض الشيخوخة حين تبدأ أعضاء الجسم بالتداعي و الحواس تكون مرهقة من كل هذا العمر الطويل فيضعف النظر جدًا والسمع يلحقه، وتزيد ألام العمود الفقري والمفاصل.

مراحل حياة الإنسان من المنظور الإسلامي

في الإسلام البشر جميعهم من أصل واحد هو آدم عليهم السلام خلقه الله من تراب و خلق من ضلعه زوج له السيدة حواء وعن مراحل حياة الإنسان قال الله تعالي: “اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِن بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِن بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفًا وَشَيْبَةً يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْقَدِيرُ” (الروم54)

في الآية الشريفة هناك ثلاث مراحل رئيسة في حياة الإنسان:

  • الضعف الأولى: هي مرحلة الطفولة حتى البلوغ والعمل الشاغل للإنسان في هذه المرحلة هو اللعب وتُقسم هذه المرحلة إلى عدة مراحل:
  • السبع سنوات الأولى هي مرحلة النشاط والحركة يجب أن يلعب فيها الطفل وسيكتشف محيطه، وينبغي الإشارة إلى أن هذه السنوات بها مرحلة الرضاعة التي تستمر إلى عامين.
  • من عمر السابعة يبدأ الطفل في الظهور عليه صفات القبول التكاليف الشرعية ولهذا أمرنا الرسول – صلى الله عليه وسلم – بتعليم الاطفال الصلاة في هذا العمر قال: “مُروا أولادَكم بالصلاةِ وهم أبناءُ سبعِ سنينَ واضربوهُم عليها وهمْ أبناءُ عشرٍ وفرِّقوا بينهُم في المضاجعِ” (صحيح أبي داود465 ).
    وتستمر المرحلة هذه حتى بلوغ الطفل.
  • القوة (مرحلة البلوغ والشباب)

بعد انتهاء الطفولة وضعف الإنسان تبدأ مرحلة قوته وهي مقسمة إلى عدة مراحل:

  • البلوغ: تبدأ من العاشرة من العمر تقريبًا و الإسلام يعامل الطفل في هذا العمر كرجل حتى يشعر بأمته و تعامل الفتاة كسيدة وتعيش وسط النساء.
    وكما ورد في الحديث السابق يتم التفرقة بينهم في أماكن النوم
  • الاعتدال: والاعتدال المقصود هنا هو الاعتدال من كافة النواحي الفكرية والعقلية والجسدية وتأتي بعد البلوغ قال عنها الله تعالى: “وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَاسْتَوَىٰ آتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا وَكَذَٰلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ” (القصص 14).
    فيغلب على هذه المرحلة الاستقرار بالنسبة للمرحلة السابقة لها، بطبع يختلف من إنسان إلى آخر لكن هذا بصفة عامة.
  • الاعتلاء: بعد أن يتم الإنسان العقد الثالث من عمره وتستمر إلى سن الخمسين
    قال الله عنها في كتابه الكريم: “وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْرًا حَتَّىٰ إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَىٰ وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ”.
    فالآية الجريمة أشارت إلى تمام النضوج العقلي في هذا السن.

إقرأ أيضًا: مراحل الميت في القبر سؤال الملكين منكر ونكير وضمة القبر

مرحلة الضعف (الكهولة)

بعدما يتخطى الإنسان سن الخمسين يبدأ جسمه بالتدريج في الضعف والهوان ومن بعد الجسم يبدأ العقل بالضعف.

قسمها العلماء إلى مرحلتين:

  • الكهولة: تنحصر ما بين الخمسين إلى السبعي تقريبًا، يضعف فيها الجسم بالتدريج وفي المرحلة هذه يقدم الإنسان خلاصة تجربته للأجيال اللاحقة له.
    قال عنها الله تعالى: “هُوَ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ يُخْرِجُكُمْ طِفْلًا ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ ثُمَّ لِتَكُونُوا شُيُوخًا وَمِنكُم مَّن يُتَوَفَّىٰ مِن قَبْلُ وَلِتَبْلُغُوا أَجَلًا مُّسَمًّى وَلَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ” (غافر 67).
    ففي هذه المرحلة يسمى الرجل شيخ وتسمى المرأة عجوز.
  • أرذل العمر: تبدأ مع منتصف العقد الثامن تقريبًا إلى أن يشاء الله ويرافق الإنسان ضعف عام في كل أعضاء الجسم ووهن شديد.
    عبر عنها سيدنا زكريا بقوله: “قَالَ رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْبًا وَلَمْ أَكُن بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيًّا” (مريم 4).
    وبسبب شدة الشيخوخة في هذا العمر الطويل للإنسان يسمى (طاعن في السن) وبالطبع يظهر عليه ضعف عام في الإدراك والحواس تكون قد وهنت جدًا.
    قال عن هذه المرحلة الله تعالى: “وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ ثُمَّ يَتَوَفَّاكُمْ وَمِنكُم مَّن يُرَدُّ إِلَىٰ أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْ لَا يَعْلَمَ بَعْدَ عِلْمٍ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ قَدِيرٌ” (النحل 70).

هكذا نكون قد تحدثنا عن مراحل حياة الإنسان من الميلاد إلى الشيخوخة وما يتخللها من مراحل مختلفة وكيف تناول الإسلام مراحل حياة الإنسان، نرجو أن نكون قد أفدناكم.

قد يعجبك أيضًا