انا مع العسر يسرا تفسير معنى الآية

انا مع العسر يسرا وعد من الله تعالى إلى كل من هو في ضيق أو أزمة، أن هذا الأمر سيزول بإذن الله وسيحل مكانه الفرج القريب لذلك سوف نتحدث في هذا المقال عن تفسير آية فإن مع العسر يسر

اعرف اكثر: الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم: تفسير الاية وفوائد ذكر الله

تفسير السعدي لمعنى انا مع العسر يسرا

{فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا} بشارة عظيمة، أنه كلما وجد عسر وصعوبة، فإن اليسر يقارنه ويصاحبه، حتى لو دخل العسر جحر ضب لدخل عليه اليسر، فأخرجه كما قال تعالى: {سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْرًا} وكما قال النبي صلى الله عليه وسلم:” وإن الفرج مع الكرب، وإن مع العسر يسرا”.

وتعريف”العسر” في انا مع العسر يسرا، يدل على أنه واحد، وتنكير”اليسر” يدل على تكراره، فلن يغلب عسر يسرين.

وفي تعريفه بالألف واللام، الدالة على الاستغراق والعموم يدل على أن كل عسر -وإن بلغ من الصعوبة ما بلغ- فإنه في آخره التيسير ملازم له.

التفسير الوسيط

فإن قلت”إن مع” للصحبة، فما معى اصطحاب اليسر للعسر؟ قلت: أراد أن الله يصيبهم بيسر بعد العسر الذى كانوا فيه بزمان قريب، فقرب اليسر المترقب حتى جعله كالمقارن للعسر، زيادة فى التسلية، وتقوية القلوب.

فإن قلت: فما المراد باليسرين؟ قلت: يجوز أن يراد بهما ما تيسر لهم من الفتوح فى أيام النبى صلى الله عليه وسلم، وما تيسر لهم فى أيام الخلفاء.. وأن يراد يسر الدنيا ويسر الآخرة.

فإن قلت: فما معنى هذا التنكير؟ قلت التفخيم، كأنه قال: إن مع العسر يسرا عظيما وأى يسر..

يمكنك الاطلاع على اجمل اية فى القران الكريم والدروس المستفادة  منها من خلال هذا الرابط: اجمل اية في القران وما هو تفسيرها والدروس المستفادة منها

تفسير البغوي

انا مع العسر يسرا أي مع الشدة التي أنت فيها من جهاد المشركين يسراً ورخاءً بأن يظهرك عليه حتى ينقادوا للحق الذي جئتهم به،” إن مع العسر يسرا” كرره لتأكيد الوعد وتعظيم الرجاء.

وقال الحسن لما نزلت هذه الآية قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -:” أبشروا، قد جاءكم اليسر، لن يغلب عسر يسرين”.

قال ابن مسعود رضي الله تعالى عنه: لو كان العسر في جحر لطلبه اليسر حتى يدخل، إنه لن يغلب عسر يسرين.

قال المفسرون: ومعنى قوله:” لن يغلب عسر يسرين” أن الله تعالى كرر العسر بلفظ المعرفة واليسر بلفظ النكرة، ومن عادة العرب إذا ذكرت اسما معرفا، ثم أعادته كان الثاني هو الأول، وإذا ذكرت نكرة ثم أعادته مثله صار اثنين، وإذا أعادته معرفة فالثاني هو الأول، كقولك: إذا كسبت، درهما أنفقت درهما، فالثاني غير الأول، وإذا قلت: إذا كسبت درهما فأنفق الدرهم، فالثاني هو الأول، فالعسر في الآية مكرر بلفظ التعريف، فكان عسرا واحدا، واليسر مكرر بلفظ [ التنكير ]، فكانا يسرين، فكأنه قال: فإن مع العسر يسرا، إن مع ذلك العسر يسرا آخر.

وقال أبو علي [ الحسن ] بن يحيى بن نصر الجرجاني صاحب” النظم” تكلم الناس في قوله:” لن يغلب عسر يسرين”، فلم يحصل منه غير قولهم: إن العسر معرفة واليسر نكرة، فوجب أن يكون عسر واحد ويسران، وهذا قول مدخول، إذا قال الرجل: إن مع الفارس سيفا [ إن مع الفارس سيفا ]، فهذا لا يوجب أن يكون الفارس واحدا والسيف اثنين، فمجاز قوله:” لن يغلب عسر يسرين” أن الله بعث نبيه – صلى الله عليه وسلم – وهو مقل مخف، فكانت قريش تعيره بذلك، حتى قالوا: إن كان بك طلب الغنى جمعنا لك مالا حتى تكون كأيسر أهل مكة، فاغتم النبي لذلك، فظن أن قومه إنما يكذبونه لفقره، فعدد الله نعمه عليه في هذه السورة، ووعده الغنى، ليسليه بذلك عما خامره من الغم، فقال:” فإن مع العسر يسرا”، مجازه: لا يحزنك ما يقولون فإن مع العسر يسرا في الدنيا عاجلا ثم أنجزه ما وعده، وفتح عليه القرى العربية ووسع عليه ذات يده، حتى كان يعطي المئين من الإبل، ويهب الهبات السنية، ثم ابتدأ فضلا آخر من أمر الآخرة، فقال: انا مع العسر يسرا، والدليل على ابتدائه: تعريه من الفاء والواو، وهذا وعد لجميع المؤمنين، ومجازه: إن مع العسر يسرا، أي: إن مع العسر في الدنيا للمؤمن يسرا في الآخرة، فربما اجتمع له اليسران يسر الدنيا وهو ما ذكره في الآية الأولى ويسر الآخرة وهو ما ذكره في الآية الثانية، فقوله – عليه السلام -:” لن يغلب عسر يسرين” أي: لن يغلب عسر، الدنيا اليسر الذي وعده للمؤمنين في الدنيا واليسر الذي وعدهم في الآخرة، وإنما يغلب أحدهما، هو يسر الدنيا، وأما يسر الآخرة فدائم غير زائل، أي لا يجمعهما في الغلبة، كقوله – صلى الله عليه وسلم -:” شهرا عيد لا ينقصان” أي لا يجتمعان في النقصان.

اعرف تفسير الآية: ان الله لا يحب كل مختال فخور تفسير الاية

تفسير ابن كثير

وقوله: ( فإن مع العسر يسرا إن مع العسر يسرا ) أخبر تعالى أن مع العسر يوجد اليسر، ثم أكد هذا الخبر.

قال ابن أبي حاتم: حدثنا أبو زرعة، حدثنا محمود بن غيلان، حدثنا حميد بن حماد بن خوار أبو الجهم، حدثنا عائذ بن شريح قال: سمعت أنس بن مالك يقول: كان النبي صلى الله عليه وسلم جالسا وحياله جحر، فقال:” لو جاء العسر فدخل هذا الجحر لجاء اليسر حتى يدخل عليه فيخرجه”، فأنزل الله عز وجل: ( فإن مع العسر يسرا إن مع العسر يسرا ).

ورواه أبو بكر البزار في مسنده عن محمد بن معمر، عن حميد بن حماد به، ولفظه:” لو جاء العسر حتى يدخل هذا الجحر لجاء اليسر حتى يخرجه” ثم قال: ( فإن مع العسر يسرا إن مع العسر يسرا ) ثم قال البزار: لا نعلم رواه عن أنس إلا عائذ بن شريح.

قلت: وقد قال فيه أبو حاتم الرازي: في حديثه ضعف، ولكن رواه شعبة، عن معاوية بن قرة، عن رجل، عن عبد الله بن مسعود موقوفا.

وقال ابن أبي حاتم: حدثنا الحسن بن محمد بن الصباح، حدثنا أبو قطن، حدثنا المبارك بن فضالة عن الحسن قال: كانوا يقولون: لا يغلب عسر واحد يسرين اثنين.

وقال ابن جرير: حدثنا ابن عبد الأعلى، حدثنا ابن ثور، عن معمر، عن الحسن قال: خرج النبي صلى الله عليه وسلم يوما مسرورا فرحا وهو يضحك، وهو يقول:” لن يغلب عسر يسرين، لن يغلب عسر يسرين، فإن مع العسر يسرا، إن مع العسر يسرا”.

وكذا رواه من حديث عوف الأعرابي ويونس بن عبيد، عن الحسن مرسلا.

وقال سعيد، عن قتادة: ذكر لنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بشر أصحابه بهذه الآية فقال:”لن يغلب عسر يسرين”.

ومعنى هذا: أن العسر معرف في الحالين، فهو مفرد، واليسر منكر فتعدد ; ولهذا قال:”لن يغلب عسر يسرين”، يعني قوله: (فإن مع العسر يسرا إن مع العسر يسرا) فالعسر الأول عين الثاني واليسر تعدد.

وقال الحسن بن سفيان: حدثنا يزيد بن صالح، حدثنا خارجة، عن عباد بن كثير، عن أبي الزناد، عن أبي صالح، عن أبي هريرة: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:” نزل المعونة من السماء على قدر المؤونة، ونزل الصبر على قدر المصيبة”.

اعرف اكثر: وترى الجبال تحسبها جامدة وهي تمر مر السحاب وتفسير الاية الكريمة

أقوال مأثورة في معنى انا مع العسر يسرا

ومما يروى عن الشافعي رضي الله عنه، أنه قال في معنى انا مع العسر يسرا:

صبرا جميلا ما أقرب الفرجا من راقب الله في الأمور نجا

من صدق الله لم ينله أذى ومن رجاه يكون حيث رجا

وقال ابن دريد: أنشدني أبو حاتم السجستاني عن انا مع العسر يسرا:

إذا اشتملت على اليأس القلوب وضاق لما به الصدر الرحيب

وأوطأت المكاره واطمأنت وأرست في أماكنها الخطوب

ولم تر لانكشاف الضر وجها ولا أغنى بحيلته الأريب

أتاك على قنوط منك غوث يمن به اللطيف المستجيب

وكل الحادثات إذا تناهت فموصول بها الفرج القريب

وقال آخر: ولرب نازلة يضيق بها الفتى ذرعا وعند الله منها المخرج

كملت فلما استحكمت حلقاتها فرجت وكان يظنها لا تفرج.

اعرف اكثر: ولن تعدلوا ولو حرصتم.. تفسير الاية والحكمة من العدل بين النساء

تناولنا فى هذا المقال الكثير من المعلومات الهامة والتى يجب على كل مسلم ان يكون ملما بها عن تفسير الآية انا مع العسر يسرا نرجو أن يكون هذا المقال قد نال اعجابكم.

قد يعجبك أيضًا