استغفر الله العظيم عدد خلقه ورضا نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته

استغفر الله العظيم عدد خلقه ورضا نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته من أفضل الأقوال التي يتساءل الكثير من الناس عن إمكانية الالتزام بذكرها بشكل يومي لنيل الأجر والثواب العظيم عند الله تعالى والتقرب منه والتضرع إليه، فهل يجوز على المسلم التلفظ بهذه الصيغة واعتبارها ذكرا يؤجر عليه من الله عز وجل، وما فضل قول استغفر الله عدد خلقه ورضا نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته؟، كل هذا وذاك سوف تناوله في مقالنا هذا فتابعونا.

هل يجوز قول استغفر العظيم عدد خلقه ورضا نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته

قبل بيان جواز قول استغفر الله العظيم عدد خلقه ورضا نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته من عدم جواز ذلك، يجب علينا معرفة نقطتين مهمتين للغاية وهما وجود فرق بين الذكر والدعاء، وسوف نعرض عليكم أعزائنا القراء هذا الاختلاف كالآتي:

1- الذكر: وهنا يجدر الذكر بأن الأذكار مقيدة بما جاء في كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم ولا يجوز الزيادة في صيغة الذكر أو الإنقاص منها، وعليه فإن الذكر مبنية على عدم الاختراع والتلفيق فلا يجوز على المسلم أن يخترع ذكرا من نفسه ويتعبد لله عز وجل به ظنا منه أنه بذلك يتقرب به من الله تعالى، فباب الأذكار هو باب توقيفي بما ورد في النص من أذكار، ونستشهد بذلك بقول أحسن الخلق سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام، فعن البراء بن عازب رضي الله عنهما قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: ” إذا أتيت مضجعك فتوضأ وضوءك للصلاة، ثم اضطجع على شقك الأيمن، وقل: اللهم أسلمت نفسي إليك، وفوضت أمري إليك، وألجأت ظهري إليك، رغبة ورهبة إليك، لا ملجأ زلا منجي منك إلا إليك، آمنت بكتابك الذي أنزلت، ونبيك الذي أرسلت”، فلما كررها البراء رضي الله عنه قال: … ورسولك الذي أرسلت، قم النبي عليه الصلاة والسلام بتصحيح الذكر بأن يقول نبيك الذي أرسلت وليس رسولك الذي أرسلت.

وبهذا نستنتج أن الذكر لا يصح أن نزيد فيه ولا أن ننقص منه حرفا ويجب ذكره كما جاء وورد في النص ولا يجوز الاجتهاد فيه فإن خير الهدي هو هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم

اقرأ أيضًا : فضل استغفر الله العظيم واتوب اليه وقولها عدة مرات في اليوم

2- الدعاء: أما باب الدعاء هو أوسع من باب الذكر، فالأصل في الدعاء الحل والإباحة إلا فيما خالف الشرع، فيجوز للإنسان أن يدعو بما شاء مادامت ألفاظه في إطار المسموح به وما لم تتجاوز ألفاظه المخالفات الشرعية، فيدعو العبد المؤمن بما يجول في خاطره ويخاطب الله تعالى بما يرجوه ويتمناه منه.

وهنا يتبين لنا أن قول استغفر الله العظيم عدد خلقه ورضا نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته يندرج تحت باب الدعاء وليس تحت باب الذكر، فالأصل في قول الذكر هو ليس قول استغفر الله العظيم عدد خلقه ورضا نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته وإنما الصحيح في القول هو سبحان الله وبحمده عدد خلقه ورضا نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته، ونستدل بالحديث النبوي الشريف عن جويرية رضي الله عنها وأرضاها قالت: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم بكرة حين صلى الصبح وهي في مسجدها، وعاد إليها بعد أن أضحى وهي لا تزال على وضعها فقال الرسول صلى الله عليه وسلم: ” مازلت على الحال التي فارقتك عليها؟ قالت: نعم. قال: لقد قلت بعدك أربع كلمات ثلاث مرات لو وزنت بما قلت منذ اليوم لوزنتهن: سبحان الله وبحمده، عدد خلقه، ورضا نفسه، وزنة عرشه، ومداد كلماته”

اقرأ أيضًا : دعاء لتسخير قلوب الناس بالمحبة والقبول

الأذكار المقيدة والأذكار المطلقة وما الفرق بينهما

تعد الأذكار من أحسن العبادات التي يتودد العبد بها إلى خالقه جل وعلا، وقد حث عليها الله تعالى عباده في قرآنه الكريم حين قال : ” والذاكرين الله كثيرا والذاكرات أعد الله لهم مغفرة وأجرا عظيما”، ومن هنا يتضح لنا أن للذكر أجر وثواب كبير عند الله تعالى، كما أن الأذكار تنقسم إلى نوعين مهمين ألا وهما الأذكار المقيدة والأذكار المطلقة، فلنتعرف على كل نوع منهما وما الفرق بينهما:

  • الأذكار المقيدة: هي مجموعة من الأذكار التي تتقيد بوقت معين وتنقسم بدورها إلى أربعة أقسام كالآتي:
  • أذكار الصباح والمساء: هنا نجد أن هذه الأذكار مقيدة بزمان معين حيث أن أذكار الصبح تكون على امتداد الصبيحة من بعد الصبح مباشرة إلى ما قبل بزوغ الشمس، أما أذكار المساء فوقتها يمتد من بعد صلاة العصر إلى ما قبل غروب الشمس، حيث قال الله تعالى في سورة طه: ” فاصبر على ما يقولون وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل غروبها، ومن آناء الليل فسبح وأطراف النهار لعلك ترضى”
  • أذكار الأحوال العادية: ويقصد بها الأذكار التي يقولها الإنسان في الأحوال التي يتعرض لها في حياته اليومية، وسنذكر لكم بعضا منها:
  • ذكر دخول المنزل: فقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم إذا عاد في النهار إلى بيته يقول: ” الحمد لله الذي كفاني وآواني، والحمد لله الذي من علي، أسألك أن تجيرني من النار”
  • ذكر لبس ثوب جديد: ” اللهم لك الحمد أنت كسوتنيه، أسألك خيره وخير ما صنع له وأعوذ بك من شره وشر ما صنع له
  • ذكر دخول الخلاء: كان يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: ” اللهم إني أعوذ بك من الخبث والخبائث “
  • أذكار النوم: هي كثيرة ولكن سنذكر لكم واحدا منها، يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: ” باسمك ربي وضعت جنبي، وبك أرفعه، فإن أمسكت نفسي فارحمها، وإن أرسلتها فاحفظها بما تحفظ به عبادك الصالحين”
  • أذكار ما بعد الآذان: ” اللهم رب هذه الدعوة التامة والصلاة القائمة، آت محمدا الوسيلة والفضيلة، وابعثه مقاما محمودا اللي وعدته، إنك لا تخلف الميعاد”
  • أذكار الأحوال العارضة: وهي أذكار تتعلق بحدوث أمر مفاجئ كسماع نهيق الحمار أو صياح الديك أو نباح الكلاب على سبيل المثال، حيث جاء أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ” إذا سمعتم صياح الديكة فاسألوا الله من فضله ؛ فإنها رأت ملكًا ، وإذا سمعتم نهيق الحمار فتعوذوا بالله من الشيطان ؛ فإنه رأى شيطانًا

وكذلك نباح الكلاب يعد من الأحوال العارضة وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: ” إذا سمعتم نباح الكلاب، ونهاق الحمير من الليل، فتعوذوا بالله، فإنها ترى ما لا ترون”

إلى جانب العديد والعديد من الأذكار التي تتعلق بالأحوال العارضة التي وجب على المسلم التلفظ بأذكار على حسب تسلسل حدوثها

أقرأ أيضًا : دعاء اسم الله الاعظم وشرحه وكيفيته وطرقه واوقاته كنز عظيم

الأذكار المطلقة:

وهي كل الأذكار التي لم تحدد لزمان أو مكان أو حلة معينة، ولا جاء تحديد لعددها كما أنها جاءت بصفة الترغيب المطلق فيها، ومنها قول الرسول صلى الله عليه وسلم: ” كلمتان خفيفتان على اللسان، ثقيلتان في الميزان، حبيبتنا إلى الرحمن، سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم”

ويوجد العديد والعديد من الأذكار المطلقة التي لا تتقيد بأحوال معينة والتي يستحب الإكثار منها في كل زمان ومكان.

وفي نهاية هذا المقال الشيق الذي تناولنا من خلاله عدة نقاط مهمة للغاية وتطرقنا لقول استغفر الله العظيم عدد خلقه ورضا نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته وبينا جواز ذكرها كدعاء وليس كذكر، كما ذكرنا أنواع الأذكار وأبرزنا الفرق بينها، ولا يسعنا إلا نتمنى لك عزيزي القارئ قراءة ممتعة راجين من المولى عز وجل أن يقبل صالح أعمالنا ويتوب علينا إنه هو التواب الرحيم.

قد يعجبك أيضًا