وضعية ادماجية عن التضامن الانساني

وضعية ادماجية عن التضامن الانساني له أهمية كبيرة في المجتمع حيث يعني التضامن التكاتف والتوحد والتعاون، فبدون وجود تضامن لا يكون للمجتمع أساس ولا تتحقق الأهداف، ولا تتحقق المنفعة العامة للمجتمع والأفراد، ومن خلال التضامن الاجتماعي تتكون رابطة في المجتمع، ويصبح أفراد المجتمع أكثر اندماج، ويستطيعون تحقيق الغايات التي تعود بالنفع على المجتمع وأفراده، لذلك سوف نتحدث فيما يلي عن وضعية ادماجية عن التضامن الإنساني من خلال موقع زيادة.

وضعية ادماجية عن التضامن الانساني

 

يعمل التضامن الإنساني على المساعدة في فك الكروب والأزمات عن الأشخاص، لأن كل إنسان معرض أن تحدث له مشاكل وهموم، وعند تحقيق التضامن الإنساني يستطيع الأشخاص تجاوز مشاكلهم وتفريج همومهم، حيث قال النعمان بن بشير رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى”.

يمثل التضامن الإنساني قوة المجتمع الناجح الذي يمتلك هيبة وقوة، بالإضافة إلى أنه أنجح وسيلة لتحقيق الأهداف والطموح، وكل شخص مهما بلغت نفوذه وقوته لا يستطيع تحقيق الأهداف وحيدًا، بل يحتاج إلى مجموعة مترابطة ومتعاونة، حيث يمتلك كل شخص مهارة مختلفة عن الآخر، ولكل شخص إدراكه وتعاليمه في مجال مختلف عن الآخر، وبتعاون كوادر المجتمع المختلفة تكتمل الغايات وتتحقق الأهداف.

تدرك كل الحكومات والمجتمعات والدول مفهوم التضامن الإنساني في المجتمع، وتعمل كل الدول على تنمية هذا التضامن في مجتمعاتها من أجل تحقيق القوة في البلاد، لذلك تقوم الكثير من الدول بإنشاء أحزاب وحملات لنشر مفهوم التضامن الإنساني في المجتمع، وبالتالي يتم الوصول إلى أفضل النتائج في جميع المجالات، ومن أشهر المنظمات التي تعمل على نشر الوعي بالتضامن، منظمة التعاون الخليجي، منظمة التعاون الإسلامي التي تشمل الدول العربية والأجنبية.

التضامن هو القوة الكامنة التي تساهم في تحريك المجتمع، حيث يوجد في كل مجتمع مجموعة من الأشخاص المتضامنين الذين يعملوا بهدف ترابط المجتمع مع بعضه البعض، والمجتمع الذي لا يحتوي على أشخاص مترابطة ومتضامنة يكون دائمًا مجتمع ضعيف ليس له أساس ويسهل تدميره والسيطرة عليه، حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” إن الله يرضى لكم ثلاثا، أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئا، وأن تعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا، وأن تناصحوا من ولاه الله أمركم”.

يساعد التضامن الإنساني في العمل وزيادة الإنتاج في المجتمع، وبتحقيق هذا التضامن تتحقق الأرباح للشركات والمؤسسات، ومقابل ذلك يصبح أفراد العمل متكاتفين ومتعاونين دومًا.

مفهوم التضامن الإنساني في الإسلام

التضامن الإنساني بالنسبة للمفهوم الإسلامي لم يقف عن الحد الطبيعي، الذي طغى فيه على العوامل النفسية والأمن والاستقرار، بل ساعد في تقوية الطبيعية الاجتماعية حتى يقيمها من الانحلال والانحراف.

وساعد الإسلام على ربط الأشخاص برباط قلبي وعاطفي يوحد بينهم في الأهداف والاتجاهات، مما يجعل منهم بنية قوية مترابطة، هدفها أولًا وآخرًا السعادة والفرح في الدنيا والآخرة، وهذا هو رباط العقيدة والإيمان المتصلين بالرحمة والخير وبالله سبحانه وتعالى.

وقد وضع الإسلام عنوان لهذا الرباط والتضامن وسمي ” الأخوة الدينية” وكان هذا المصطلح من أدق وأصدق التعابير التي تعبر عن الواجبات والحقوق الاجتماعية، وهو أقوى ما يبعث في القلوب والنفوس عن معني التعاطف والتعاون والتراحم، مما يعمل على تحقيق المثالية في المجتمع.

وأثبتت الأحاديث والآيات القرآنية هذا التضامن الديني والإسلامي، ومن هذه الآيات والأحاديث:

  • ” إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ “، وجاء في قول رسول الله صلى الله عليه وسلم ” المسلم أخو المسلم، لا يَظلمه ولا يَخذُله ولا يَكْذِبه، بحسْب امرئ من الشر أن يَحقِر أخاه المسلم، كلُّ المسلم على المسلم حرام؛ دمُه، ومالُه، وعِرضه “.
  • وقد سما الإسلام بالأخوة الدينية عن مركز الأخوة النَّسَبيَّة – عليها اصطلح المتخاصمون، وائْتَلف المتفرِّقون، ونُسِيت العداوات، وتُبُودِل العفو والصَّفح، وأصبح المرء بعد تَفَيُّئه لظلِّها يَجلس آمنًا مُطمئنًا في ملأٍ أو خَلوة مع قاتل أبيه أو أخيه، لا يخشى انتقامًا، ولا يتوقَّع أذًى.
  • ﴿ وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا ﴾.
  • ﴿ فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ ﴾.
  • وبها نسِي المسلم بأخيه المسلم قَبيلته، وخرج على عَشيرته، وخاصَم أباه، وقاتَل أخاه؛﴿ لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ ﴾.

وصايا الرسول صلى الله عليه وسلم عن التعاون والتضامن

  • في حديث عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ” نضر الله عبداً سمع مقالتي هذه فحملها، فرب حامل الفقه فيه غير فقيه، ورب حامل الفقه إلى من هو أفقه منه، ثلاث لا يغل عليهن صدر مسلم، إخلاص العمل لله عز وجل، ومناصحة أولي الأمر، ولزوم جماعة المسلمين، فإن دعوتهم تحيط من ورائهم ”.
  • وقد خطب عمر رضي الله عنه في الشام خطبه قال فيها: ” قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم مقامي فيكم، فقال: ” استوصوا بأصحابي خيراً، ثم الذين يلونهم، ثم الذين لونهم، ثم يفشوا الكذب حتى يعجل الرجل بالشهادة قبل أن يسألها، وباليمين قبل أن يسألها، فمن أراد بحبوحة الجنة فليلزم الجماعة، فإن الشيطان مع الواحد ومن الاثنين أبعد، فمن سرته حسنته وساءته سيئته فهو مؤمن ”.

أهمية التضامن الإنساني للفرد والمجتمع

 

  1. من أهم وسائل تحقيق الأهداف والغايات الاجتماعية، ويعمل بمثابة تكامل الأدوار المجتمعية، لأن لا يستطيع شخص واحد مهما بلغت قدراته ومهاراته أن يحقق الأهداف.
  2. يساعد التضامن الإنساني على مواجهة الفقر والمرض والبطالة، حيث يعمل تكاتف أفراد المجتمع في الحصول على نتائج إيجابية، مثل مساعدة الغني للفقير، مما تتوافر طرق العلاج والعمل وبالتالي يعم الرخاء على المجتمع.
  3. يساعد التضامن في رفع نسبة العلم والمعرفة في المجتمع، مما يعمل أيضًا على تبادل الأفكار ومناقشة المعارف الثقافية المختلفة بين الأفراد، وبالتالي يرتفع مستوى المعرفة عند أفراد المجتمع، مما يعم بالفائدة والتأثيرات الإيجابية.
  4. يعمل على توفير الوقت والتعب المبذول، وذلك بسبب تعاون كل أفراد المجتمع مع بعضهم البعض، مما يجعل الأهداف تتحقق بأقل جهد ووقت.
  5. يساعد التضامن الإنساني في انتعاش الاقتصاد وزيادة الدخل لأفراد المجتمع.
  6. يعمل على زيادة نسبة العمل التطوعي مما يجعل الفائدة تعم على المجتمع وأفراده.
  7. كلما زاد مقدار التضامن والتكافل، زاد مقدار حب العمل والتعاون من أجل زيادة الربح والإنتاج.
  8. للتضامن الإنساني تأثير هام على نفوس الأشخاص، لأنه يجعل كل الأفراد أصدقاء ومتعاونين، يهتمون بحل مشاكل بعضهم البعض.
  9. يساعد التضامن الإنساني في القضاء على ظاهرة الأنانية وحب الشخص لنفسه، حيث يترتب على هذه الظاهرة الكثير من الآثار السلبية التي تهدد المجتمع، وتجعله فريسه يسهل السيطرة عليها وتدميرها بسهولة.

وفي نهاية مقالنا نرجو أن نكون استوفينا الحديث حول موضوع وضعية ادماجية عن التضامن الإنساني، والذي تحدثنا في عن مفهوم التضامن الإنساني الذي تسعى كل الدول لتحقيقه، بالإضافة إلى مفهومة في الإسلام والوصايا التي أوصانا بها الرسول صلى الله عليه وسلم عن التعاون والتكاتف والتضامن، وتحدثنا أيضًا عن أهمية وتأثير التضامن الإنساني على الفرد والمجتمع.

قد يعجبك أيضًا