قصص مؤثرة عن الصحابة والتابعين

قصص مؤثرة عن الصحابة والتابعين يمكن للناس الاقتداء بها في جميع أمور حياتهم والسير على نهجها، حيث إنهم كانوا يتسمون بالعديد من الصفات الحميدة التي لا بُد من الاقتداء بها، ومن خلال موقع زيادة سوف يتم سرد قصص مؤثرة عن الصحابة والتابعين التي سوف تؤثر في نفوسكم.

قصص مؤثرة عن الصحابة والتابعين

إن القصص التي حدثت في زمن الرسول كانت كثيرة جدًا وجميعها قائمة بدافع الصفات الحميدة التي كان يحملها صاحبها، والتي عملت على التأثير على النفوس بشكل كبير، ومن خلال الفقرات التالية سوف يتم التعرف إلى قصص مؤثرة عن الصحابة والتابعين عديدة ومتنوعة، ولا بُد من أخذ الحكمة منها.

1ـ قصة أم سليم وأبي طلحة

كانت أم سليم زوجة لأبي طلحة وفي يوم من الأيام رزقهما الله سبحانه وتعالى بمولود، لقد أحبوا هذا المولود حبًا شديدًا، وفي يوم مرض هذا الصبي مرضًا قاسيًا.

حزن بسبب هذا المرض أبوه وأمه، فقد كانا خائفين على ولدهما كثيرًا، وفي يوم ترك أبو طلحة زوجته مع الغلام، وذهب إلى المسجد مع النبي صلى الله عليه وسلم لكي يؤدي فريضة العشاء.

أثناء أدائه لهذه الفريضة توفى الصبي فقد قبض الله روحه، ولكن أم سليم لم تصارح زوجها بهذا الخبر، ولم تسعى لإخباره بهذا الأمر على الإطلاق، وأوصت جميع المتواجدين في المنزل بألا يذكرون هذا الأمر لأبي طلحة، ولا بُد من إخفائه.

عندما عاد أبي طلحة من الصلاة إلى المنزل وسأل زوجته عن حال الابن، طمأنته وقالت له إنه في أفضل الأحوال، وأنه يعيش في رحمة من الله سبحانه وتعالى.

كما أنها لم تقتصر على ذلك فحسب وإنما قامت بالتزين له وجهزت نفسها له وقامت بتقديم العشاء على أكمل وجه، وأعرس أبو طلحة بأم سليم هذه الليلة، وعندما استيقظوا قامت بإخباره أن ابنهما قد توفى وأن جميع ما يملكونه من أموال وأنفس ما هو إلا ودائع لله –عزَّ وجلَّ- وسوف تُرد على الله في الوعد الذي يُحدده.

ذهب أبو طلحة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم لكي يقوم بإخباره بما حدث، وأن ابنه قد توفى ودعا له الرسول بالبركة، وقد ورد عن هذه القصة حديثًا شريفًا.

رواه أنس بن مالك “قالَ: أَعْرَسْتُمُ اللَّيْلَةَ؟ قالَ: نَعَمْ، قالَ: اللَّهُمَّ بَارِكْ لهما فَوَلَدَتْ غُلَامًا، فَقالَ لي أَبُو طَلْحَةَ: احْمِلْهُ حتَّى تَأْتِيَ به النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فأتَى به النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وَبَعَثَتْ معهُ بتَمَرَاتٍ، فأخَذَهُ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فَقالَ: أَمعهُ شيءٌ؟ قالوا: نَعَمْ، تَمَرَاتٌ، فأخَذَهَا النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فَمَضَغَهَا، ثُمَّ أَخَذَهَا مِن فِيهِ، فَجَعَلَهَا في فِي الصَّبِيِّ ثُمَّ حَنَّكَهُ، وَسَمَّاهُ عَبْدَ الله

اقرأ أيضًا: قصص قصيرة معبرة عن الحب

2ـ قصة النيل من شرف الدفاع عن النبي لأم عمارة

في إطار ذكر قصص مؤثرة عن الصحابة والتابعين، فلا بُد من الحديث عن أم عمارة وموقفها في الدفاع عن النبي، فهي امرأة تُعرف بالشجاعة، وكانت من الصحابيات اللاتي يتصفن بالشجاعة، وكانت تُشارك في الغزوات والمعارك مع النبي صلى الله عليه وسلم.

ذكرها التاريخ فيما قد قامت بتقديمه من شجاعة وبسالة في غزوة أُحد، في منتصف المعركة، وفي أشد حدتها كان المشركين مجتمعين حول الرسول صلى الله عليه وسلم، وكانوا يريدون قتله.

حيث إنه قد اقترب منه رجل يُدعى ابن قميئة وهو يقول “دلوني على محمد لا نجوت إن نجا” ظهر دور أم عمارة في هذا الموقف حيث إنها حاولت صده وكان معها مصعب بن عمير، ولكنه قد نال شرف الاستشهاد بهذه اللحظة.

فقد قامت أم عمارة بمواجهة الكفار وحدها، وعلى الرغم من أنها قد تلقت ضربة قوية وجهها الكفار في عنقها لكنها ظلت في دفاع مُستمر عن الرسول صلى الله عليه وسلم رغم إصابتها بجروح بالغة.

قام الرسول بمناداة ابن أم عمارة وطلب منه أن يقوم بتضميد جراحها ودعا لهما بالبركة، وبينما سمعت أم عمارة الرسول صلى الله عليه وسلم يدعو لهم طلبت منه أن يدعو لهم بمرافقته إلى الجنة، وقد فعل رسول الله وقام بالدعاء لهم وقد فرحت فرحة عظيمة بهذا الأمر.

بينما عادت أم عمارة إلى المدينة علمت أن الرسول صلى الله عليه وسلم قد دعا من شارك بالغزوة أن يأتي إليه للخروج معه في غزوات أخرى، وكانت تريد أن تذهب مع الرسول مرة ثانية، ولكن جراحها قد منعتها من ذلك، وعندما جاء الرسول سأل عنها وقالوا له إنها بخير وبصحة جيدة.

اقرأ أيضًا: قصص مع اسم المؤلف ودار النشر وعدد الصفحات وتلخيصها

3ـ قصة أبي الدحداح والنخلة

هذه القصة قد أثرت كثيرًا فيمن عرفها، واستطاع الكثير من الأشخاص أخذ الحكمة منها والاقتداء بها، والتي لا غنى عن ذكرها عند عرض قصص مؤثرة عن الصحابة والتابعين، وهذه القصة تحتوي على الأحداث الآتية:

اشتكى رجل لرسول الله صلى الله عليه وسلم بأنه كان يقوم ببناء سور لكي يعمل على محاوطة البستان به، وبينما كان يبن هذا السور كان لديه أحد الجيران يملك نخلة خاصة ببيته تسببت هذه النخلة بأن يصبح السور أكثر اعوجاجًا.

طلب منه أبي الدحداح أن يشتري هذه النخلة من أجل أن يكون السور مستقيمًا، لكن صاحب البيت رفض، قام الرسول باستدعاء هذا الرجل، وسأله عن السبب.

فقد طلب الرسول صلى الله عليه وسلم أن يأخذ منه النخلة وفي المقابل سوف يحصل هذا الرجل على نخلة في الجنة، وعلى الرغم من ذلك رفض الرجل.

لكن أبي الدحداح تمنى أن يكون هو من يملك تلك النخلة التي في الجنة فقام بشراء هذه النخلة ببستانها ونخيلها، قام بتهنأته الرسول صلى الله عليه وسلم وأعطاه البشارة بأن له أشجار نخيل في الجنة، وردت هذه القصة في الحديث الشريف:

قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: كم مِن عذقٍ رداحٍ لأبي الدحداحِ في الجنةِ قالها مرارًا فأتى امرأتَه فقال: يا أمَّ الدحداحِ اخرُجي منَ الحائطِ فإني قد بِعتُه بنخلةٍ في الجنةِ فقالت: ربِح البيعُ أو كلمةً تُشبِهُها“.

4ـ قصة حب عثمان ابن عفان للنبي

عندما كان عثمان ابن عفان رضي الله عنه رسولًا لرسول الله صلى الله عليه وسلم أثناء صلح الحديبية عندما أرسله الرسول إلى قريش من أجل أن تم الصلح.

ظل الرسول صلى الله عليه وسلم في الحديبية ومن معه وقام الرسول بإرسال عثمان إلى قريش من أجل أن يُخبرهم أنه قد جاء وأصحابه لكي يعتمروا، ولم يأتوا من أجل قتال، فاطمئن حينها المسلمون المتواجدين بمكة بأن النصر قريب، وأن الإسلام سوف ينتشر في رقاع مكة.

ذهب لهم عثمان وظل متواجدًا بمكة عدة أيام، وفي هذه الأيام قد ذهب سُهيل بن عمرو إلى الرسول صلى الله عليه وسلم من أجل أن يتم الصلح، فظن عدد من الصحابة الذين كانوا مع الرسول أن عثمان طاف بالبيت الحرام.

لكن الرسول صلى الله عليه وسلم أخبرهم بأن عثمان لم يفعل ذلك ما دام المسلمين في الحديبية، ولا يقدرون على الطواف، وعندما عاد إليهم عثمان قالوا له إنهم قد ظنوا أنه طاف بالبيت الحرام وأخبروه أيضًا بما رد له رسول الله.

حينها قال عثمان بن عفان “بئس ما ظننتم بي فوالذي نفسي بيده لو مكثت بها مقيما سنة ورسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- مقيم بالحديبية ما طفت بها حتّى يطوف بها رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-، ولقد دعتني قريش إلى الطواف بالبيت فأَبَيْت

ما رد به عثمان بن عفان على الصحابة يوضح مدى حب عثمان بن عفان للرسول صلى الله عليه وسلم، ويوضح احترامه وتقديره له، وتوضح مدى الإخلاص الذي كان يتمتع به عثمان تجاه الرسول.

اقرأ أيضًا: أروع قصص الصحابة مع الرسول

5ـ قصة دفاع أبي بكر عن النبي

دافع أبي بكر عن الرسول صلى الله عليه وسلم كثيرًا، وكان ذلك في الكثير من الغزوات وقد اتضح هذا الأمر في تخليد مواقفه مع رسول الله صلى الله عليه وسلم.

لكن هذا الموقف قد أثر كثيرًا في نفوس العديد من الأشخاص، حيث إنه قد وُرد أن الرسول من يُصلي، وبينما كان يُصلي جاء إليه عقبة بن أبي معيط وهو أحد كفار مدينة مكة المكرمة وكان يخنق الرسول صلى الله عليه وسلم بردائه.

قام أبي بكر برد عقبة عن الرسول وقام بإبعاده عنه وهو يقول “أتقتلون رجلًا أن يقول ربّي الله؟ وقد جاءكم بالبيّنات من ربّكم“.

هناك عدد كبير من الصحابة قد شهدوا ما قدمه أبي بكر من شجاعة مع الرسول صلى الله عليه وسلم، وشهدوا قائلين إنه من أشجع الأشخاص ومعه علي بن أبي طالب رضي الله عنه.

فعندما تم ذكر علي بن أبي طالب بأنه من أشجع الأشخاص عندها تساءل الناس عمن هو أشجع الصحابة، قالوا إن هناك من تعدى شجاعة علي بن أبي طالب وهو أبي بكر.

كما أن مواقف أبي بكر مع الرسول تبينت في غزوة بدر فقد كان يُلازم الرسول صلى الله عليه وسلم خوفًا من أن يُصاب من المشركين بأية مكروه، فيكون قريبًا منه من أجل أن يفديه بروحه إذا تعرض لأذى.

كما أن هناك الكثير من المواقف التي شهدت شجاعة أبي بكر مع الرسول في قريش حيث إنه ذات يوم أخذ الناس في قريش يقولون للرسول ما يعني أنه من قام بجعل الآلهة كلها إلاهًا واحدًا، فلم يقوم أحد بالدفاع عنه سوى أبي بكر وأخذ يبعد عنه المشركين، وأثبت شجاعته.

إن التاريخ الإسلامي حافلًا بالعديد من قصص مؤثرة عن الصحابة والتابعين، فمن هذه القصص نستطيع أن نأخذ الكثير من العبر التي تأتينا من أشرف الخلق صلى الله عليه وسلم.

قد يعجبك أيضًا