ما هي أحكام التجويد وأهميتها

ما هي أحكام التجويد وأهميتها؟ وكيف يُمكن تعلمها؟ وما هو تعريف التجويد في اللغة العربية وعند أهل العلم؟ حيث تساعد أحكام التجويد على تعلم الأطفال والكبار تلاوة القرآن على الطريقة الصحيحة.

لذلك في السطور القادمة عبر موقع زيادة سنعرض لكم ما هي أحكام التجويد وأهميتها بالنسبة للمسلم، وأقوال بعض كبار العلماء في تعريف التجويد، وشرح قواعد التجويد مع الأمثلة.

ما هي أحكام التجويد وأهميتها

القرآن الكريم أنزله الله -عز وجل- بلسان عربي “إِنَّا أَنزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ” (سورة يوسف الآية الثانية)، وبعد الفتوحات الإسلامية واتساع رقعة الدولة الإسلامية وتمكين الله لدينه في الأرض، ودخول أمم غير عربية إلى الإسلام، أصبحت قراءة القرآن عليهم صعبة بعض الشيء لأنها ليست لغتهم الأم،

حتى جاء في القرن الثامن الهجري الإمام اللغوي الخليل بن أحمد الفراهيدي، وعرف ما هي أحكام التجويد وأهميتها عن طريق وضعه لكتاب التمهيد في علم التجويد.

فعرف الخليل بن أحمد علم التجويد في كتابه لغة أنه المحاولة إلى التحسين وإيجاد الطريقة المثلى لفعل الشيء، أما اصطلاحًا فهو العلم المعني بكيفية نطق حروف القرآن الكريم، ومعرفة مواضع الوصل، والوقف.

أما الشيخ عبد البديع صقر فقد ذكر في كتابه التجويد وعلوم القرآن، أن التجويد هو فن نتعلم به طريقة نطق حروف القرآن الكريم، ومعرفة أحوال الوقوف على آياته، عدد أحكام التجويد سبعة أحكام، وهم:

  1. المد (متصل، منفصل، لازم، عارض للسكون).
  2. النون الساكنة “التنوين” (الإظهار، الإدغام، الإخفاء، الإقلاب).
  3. الميم الساكنة.
  4. حكم الراء.
  5. لفظ الجلالة.
  6. الابتداء، والوقف، والوصل.
  7. ما هي الغُنَّة؟ وماهي أحكامها؟

أما عن أهمية علم التجويد فهو المساعدة في قراءة القرآن الكريم بصورة صحيحة، والتدبر في معانيه، كما أنه يعطي تناسقًا صوتيًا جميلاً أثناء تلاوة القرآن الكريم.

اقرأ أيضًا: ما هي صفات الحروف في التجويد وأحكامه؟

المد وأقسامه وأحكامه

أول إجابة عن سؤال ما هي أحكام التجويد وأهميتها، تكون عن المد، والمد من أكثر الحركات التي تصادف القارئ للقرآن الكريم أثناء تلاوته للآيات الله تعالى، لذلك في سطور هذه الفقرة سنشرح لكم أحكام المد باختصار.

المد هو من الحركات العربية الأصيلة الموجودة على لسان العرب، وهو إطالة الصوت بأحد الحروف، وضرورته هو إظهار جمال الكلام، وينقسم المد إلى مدٌ طبيعي، ومدٌ غير طبيعي.

المد الطبيعي هو الأكثر سهولة، وهو الأكثر وجودًا في القرآن الكريم، وهو أن يأتي بعد حرف المد حرف غير مهموز “دون همزة”، أو يكون بعده حرف غير ساكن، مثل قوله تعالى في سورة قريش الآية الأولى “لِإِيلَافِ قُرَيْشٍ“، وهو مد الحرف مقدار عدتين (واحد.. اثنين).

أما المد الغير طبيعي فينقسم إلى مدٍ متصل ومدٍ منفصل، المنفصل هو أن يأتي بعد حرف المد همزة، وحكمها إطالة المد مقدار أربع عدات “حركات” (واحد.. اثنان.. ثلاثة.. أربعة)، يجوز أن تزيد إلى خمسة أو ستة.

نحو قوله تعالى في سورة النساء الآية الأولى “يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ“، أما المد المتصل فهو أن يأتي حرف المد مهموزًا، مثل قوله تعالى في سورة الكهف الآية الخامسة عشر “هَٰؤُلَاءِ قَوْمُنَا اتَّخَذُوا مِن دُونِهِ آلِهَةً ۖ“.

من أنواع المد في التجويد المد اللازم، وهو كل مد يتبعه حرف ساكن، وقد جمعها د. عبد البديع صقر في جملة “نقص عملكم”، المد يكون ست حركات والمثال نحو قوله تعالى في فواتح سورة يس “يس“.

أما آخر أنواع المد هو العارض للسكون، وهو في الأغلب آخر الآيات، ويجوز إطالته من حركتين إلى ست حركات، نحو قوله تعالى ” إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ” سورة المجادلة الآية 21.

النون الساكنة “التنوين” وأحكامها

النون الساكنة في إجابة سؤال ما هي أحكام التجويد وأهميتها من الأطول في علم التجويد، لذلك في هذه الفقرة سنعرض لكم حكم النون الساكنة، والأمثلة عليها.

ورد في الحديث الصحيح الذي رواه أبو هريرة عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- “ما أذِنَ اللَّهُ لِشيءٍ ما أذِنَ لِنَبِيٍّ يَتَغَنَّى بالقُرْآنِ” الحديث ذكره مسلم في صحيحه برقم 792، وفيه دعوة الترنم بالقرآن الكريم مع مراعاة الخشوع، وعدم اللعب.

من أجل ضبط هذا الحكم، وضع الخليل بن أحمد من ضمن أحكام التجويد أربعة ضوابط:

  • الإظهار.
  • الإدغام.
  • الإخفاء.
  • الإقلاب.

أولاً: الإظهار

الإظهار هو نطق التنوين بوضوح، ويحدث هذا النطق إذا جاء بعدها حرف من هذه الحروف التي تنطق من آخر الفم، وهي سبعة حروف (ء، هـ، ع، ح، غ، خ)، مثل:

  • إبراهيم الآية 1 “كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ“، بعدها التنوين همزة.
  • طه الآية 63 “إِنْ هَٰذَانِ لَسَاحِرَانِ“، بعدها التنوين هاء.
  • يوسف الآية 6 “إِنَّ رَبَّكَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ“، بعدها حاء.

ثانيًا: الإدغام

هو دمج الحرف المنون مع الذي يليه، وهو أحد أشهر أحكام التجويد، ويكون مع حروف جملة “يرملون”، ومن أمثلة هذا الآية 82 من سورة الكهف “قَالَ هَٰذَا رَحْمَةٌ مِّن رَّبِّي ۖ “.

ثالثًا: الإقلاب

هو تحويل صوت النون الساكنة إلى ميم إذا كان بعدها باء، نحو قوله تعالى في سورة مريم الآية 92 “وَمَا يَنبَغِي لِلرَّحْمَٰنِ أَن يَتَّخِذَ وَلَدًا“.

رابعًا: الإخفاء

نطق النون الساكنة أو التنوين بين الإظهار والإدغام، إذا جاء بعدها حرفًا من هذه الحروف الخمسة عشر (ص، ذ، ث، ك، ج، ش، ق، س، د، ط، ز، ف، ت، ض، ظ)، المثال ما ورد في الآية 149 من سورة النساء “عَفُوًّا قَدِيرًا“.

اقرأ أيضًا: أحكام التجويد كاملة مكتوبة مع الشرح المفصل بالأمثلة

حكم الميم الساكنة

الميم من الحروف التي تنطق من مقدم الفم مثل حرف النون الساكنة، لذلك سنعرض لكم في سطور هذه الفقرة ما هي أحكام التجويد وأهميتها، بالنسبة للميم الساكنة، وذكر أمثلة لها.

كما ذكرنا أن الميم والنون متشاركان في مخرجي الصوت، لذلك فإن الخليل بن أحمد الفراهيدي قد جمع بينهما في ثلاثة أحكام من أصل أربعة، فحذف الإقلاب لأن الميم لا تقلب نون.

أولاً: الإظهار

يظهر سوت الميم الساكنة إذا وقع بعدها أي حرف من حروف الهجاء بخلاف حرف الباء، والأمثلة على قوله تعالى:

  • سورة البقرة الآية 113 “فَاللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ“.
  • سورة الطور الآية 38 “أَمْ لَهُمْ سُلَّمٌ يَسْتَمِعُونَ فِيهِ ۖ “.
  • الآية الثانية عشر من سورة البقرة “أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَٰكِن لَّا يَشْعُرُونَ“.

ثانيًا: الإخفاء مع غُنَّة

إذا وقع بعد حرف الميم الساكنة حرف الباء، يجب إخفاؤها مع غُنَّة، -الغنة سيتقدم شرحها تفصيلاً في قادم السطور-، ومن الأمثلة التي جاءت في كتاب الله عز وجل في الآية الثلاثين من سورة محمد “وَلَوْ نَشَاءُ لَأَرَيْنَاكَهُمْ فَلَعَرَفْتَهُم بِسِيمَاهُمْ ۚ “.

ثالثًا: الإدغام

لا يضغم حرف الميم إلا في حالة واحدة فقط، وهي أن يأتي بعدها حرف ميم، نحو قول الله تعالى في الآية الثامنة وستين من سورة المؤمنون “أَفَلَمْ يَدَّبَّرُوا الْقَوْلَ أَمْ جَاءَهُم مَّا لَمْ يَأْتِ آبَاءَهُمُ الْأَوَّلِينَ“.

حكم نطق الراء في علم التجويد

ما زلنا نجيبكم عن سؤال ما هي أحكام التجويد وأهميتها، وفي هذه الفقرة وسطورها سنعرض لكم حكم الراء في علم التجويد، مع توضيح الشرح ببعض الأمثلة.

حرف الراء حرف وسطي أي ينطق من وسط الفم، وكان العرب بمختلف ألسنتهم ولكناتهم “سبع لكنات” ينطقون الراء على وجهين، إما أن يكون الراء مفخمًا واضحًا، أو يكون الراء بنطق مرقق.

أولاً: تفخيم الراء

التفخيم هو النطق الأكثر شيوعًا للراء، فهي تنطق مفخمة في ثلاث حالات أو أشكال، من أصل أربعة في اللغة العربية:

  • مضمومة: في الآية الرابعة عشر بعد المائتين من سورة البقرة “مَتَىٰ نَصْرُ اللَّهِ ۗ “.
  • ساكنة: في الآية الثانية من سورة التكاثر “حَتَّىٰ زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ“.
  • مفتوحة: في الآية الثامنة والثمانين من سورة النمل “وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً“.

ثانيًا: ترقيق الراء

لا تأتي الراء مرققة إلا واحدة وهي أن تأتي الراء مكسورة أو ساكنة وما قبلها مكسور، وفي هذه الحالة تنطق الراء من ملامسة الأسنان العليا، والشاهد هو قول رب العزة سبحانه وتعالى في الآية الحادية والعشرين من سورة النبأ “إِنَّ جَهَنَّمَ كَانَتْ مِرْصَادًا“.

نطق لفظ الجلالة بأحكام التجويد

ورد ذكر لفظة “الله” في القرآن الكريم من المرات أكثر من ألف سبعمائة أربعة وأربعين مرة، وهذا يجعلنا نقول عنها في إجابتنا عما هي أحكام التجويد وأهميتها، أنها أكثر الأحكام تكرارًا في القرآن الكريم.

الحكم في النطق بالتجويد للفظ الجلالة في الكلمة كلها، فقد جمعت هذه الكلمة عديد الأحكام مثل:

  • التفخيم والترقيق.
  • الإدغام العام.
  • اللحن.
  • القلقلة.

أولاً: التفخيم والترقيق

مرتبط بحرف اللام في لفظة “الله”، فتفخم إن كان الحرف الذي يسبقها مضمومًا، أو مفتوحًا، مثل قوله تعالى في سورة الإخلاص الآية الأولى “قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ“، وفي الآية التاسعة والعشرين من سورة الفتح “مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ ۚ “.

بينما ترقق إن كان ما قبلها مكسورًا، مثل قوله تعالى في خواتيم سورة الزُمَر “وَيُنَجِّي اللَّهُ “.

ثانيًا: الإدغام العام

يكون في حرفين من نفس النوع، وهذا من الفطرة التي يفعلها القارئ من نفسه لسهولتها، ومن أمثلة ما ذكره الله في الآية الثمانين من سورة الإسراء “وَقُل رَّبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ “.

ثالثًا: اللحن

من قواعد التجويد، التي تنبه القارئ، إلى أن ما يفعله حرام، فاللحن هو كل نطق، أو تشكيل يغير معنى القرآن، ولم يتطرق أثناء إجابة سؤال ما هي أحكام التجويد وأهميتها إلا الدكتور عبد البديع صقر في كتابه أحكام التجويد وعلوم القرآن.

فقل: “صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ“، ولا تقل: “صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتُ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ“.

رابعًا: القلقلة

هي نطق الحرف، وإمالته نحو حركة ما بعده، وقد جمعها العلماء في جملة “قطب جد”، للتيسير على المتعلمين، والشاهد قول الله تعالى في فاتحة سورة القمر “اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانشَقَّ الْقَمَرُ“.

الابتداء والوقف والوصل

على الرغم من أن الظاهر أنها قاعدة واحدة، إلا أن الخليل بن أحمد حين نظم قواعد التجويد، مجيبًا عن سؤالٍ مستقبلي ما هي أحكام التجويد وأهميتها، جمعهم في فصل واحد، وهو ما سنشرحه لكم في سطور هذه الفقرة.

أولاً: الابتداء

الابتداء هو الشروع في القراءة، أو بعد السكوت في القراءة، ويأتي على ثلاثة أنواع الابتداء التام، هو البدء بما ليس له علاقة بما قبله لفظًا أو معنى، نحو قوله تعالى في الآية 23 من سورة الإنسان “إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ تَنزِيلًا“.

أما الابتداء الحسن الكافي، فهو الابتداء بما له علاقة بما قبله في المعنى، ويكون حسن إن بدء به في الآية 70 من سورة يوسف “فَلَمَّا جَهَّزَهُم بِجَهَازِهِمْ جَعَلَ السِّقَايَةَ فِي رَحْلِ أَخِيهِ“.

بينما الابتداء القبيح، هو الابتداء بما يفسد المعنى لشدة تعلقه بالمعنى بما قبله، فلا تبدأ بما هو متعلق في السياق بما قبله، أي لا تبدأ بمثل هذه الآية سورة النحل 90 “وَالْبَغْيِ ۚ يَعِظُكُمْ“، بل اقرأها من بدايتها.

ثانيًا الوصل والوقف

الوصل يفضل عند انقطاع النفس، وهو تام، وحسن، وقبيح، التام أن يتم المعنى “وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ” سورة البقرة 177، الحسن هو ما يجوز الوقف عليه لكن يحسن وصله، القبيح ما يمنع الوقوف عليه.

الغُنَّة وصحة النطق

من أكثر ما بدأ به أي معلم للتجويد إجابة سؤال ما هي أحكام التجويد وأهميتها، وفي هذه السطور سنوضح لكم طريقة النطق الصحيح، وتعريف الغنة.

أولاً: الغُنة وتعريفها

تعريف الغنة هو صوت رنين يحدث بعد تتابع حرفين النون والميم سواء أكانت النون ساكنة، أو تنوين، أو تتابع تنوينين متتاليين، مثل قوله تعالى في سورة الفجر الآية الثانية والعشرين: “وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا“، أو الآية السابعة من سورة آل عِمران “هُوَ الَّذِي أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ“.

ثانيًا صحة النطق

بسبب كثرة المحتلين الذين مروا على بلادنا العربية، أصبحت اللغة العربية الخاصة بنا مشوهة، وبعض الحروف فيها لا تنطق بالشكل الصحيح، فمثلاً الصحيح أن يحرج اللسان في الذال والثاء والظاء، لكن في بعض اللكنات تنطق الأولى دال، والثانية تاء، والأخيرة إما ترقق أو تنطق ضاد.

الجيم يجب أن تعطش، أي تنطق كصوت “J”، لا كصوت “G”، فالثانية تسمى الجيم المصرية، بسبب نطق المصريين لها من الاحتلال الإنجليزي، ويجب عدم المبالغة في تعطيش الجيم.

التعود على التفريق بين الضاد، والصاد والظاء والقاف وتفخيمهم، حتى لا ينطقوا بالشكل المرقق لهم، الدال، والسين، والذال، الحفاظ على القاف، وعدم إبدالها همزة أو جيم مصرية.

اقرأ أيضًا: احكام تلاوة النون الساكنة والتنوين والميم الساكنة

نُظمت قواعد التجويد للقرآن الكريم بشكل يسير كي تيسر، ولا تعسر، والمحافظة عليها لا يدل على التشدد قدر ما يدل على النطق الصحيح.

قد يعجبك أيضًا