هل تجارة الكلاب حرام

هل تجارة الكلاب حرام؟ وما هي دواعي تربية الكلاب؟ إن الكلاب تختلف عن سائر الحيوانات، فكانت الكلاب محل شك إن كانت نجسة أم لا، واختلف البعض في هل تجارة الكلاب حرام، وهل يصح تربيتها في المنزل بغرض الحراسة أو غيره، وما هي النجاسة؟ سنتحدث في موقع زيادة باستفاضة عن هذا الموضوع.

هل تجارة الكلاب حرام

نتحدث اليوم عن سؤال هل تجارة الكلاب حرام؟ كانت الكلاب محل شك منذ القدم، فبالرغم من أنها من ألطف الحيوانات، فهناك بعض الناس يشمئزون منها بسبب أنها نجسة.

أما عن إجابة سؤال هل تجارة الكلاب حرام أم لا فهي يمكن أن تكون نعم أو ويُمكن أن تكون لا، وذلك بحسب أمور عدة، حيث إن الكلاب قد ولدت حرة فحرم الله بيعها حتى لا تُعذب أو تُهان، ولكن يجوز شراؤها في حالة أن تكون كلاب حراسة أو صيد أو للرعي الماشية وحمايتهم من الذئاب.

أكد علماء الأزهر أن تجارة الكلاب حرام، والمال الذي يأتي من بيعها محرم، وذهب البعض في جواز بيعهم، فروى جابر بن عبد الله رضي ” أن رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم نهى عن ثمنِ السِّنَّوْرِ، والكلبِ، إلا كلبَ صيدٍ”.

فأجاب مركز الفتوى على سؤال هل تجارة الكلاب حرام وما حكمها، فاتفقت دار الإفتاء المصرية على أنه لا يجوز اقتناء الكلب، إلا في حاجة الصيد أو الحراسة أو حراسة الماشية.

اتفق العلماء على أن تجارة الكلاب تتوقف على المنفعة، فإذا كانت كلاب حراسة أو صيد وتتحقق المنفعة منها فهي حلال، إما إذا كان بها أذىً للناس فهي من المحرمات.

انقسم الفقهاء في جواز وحرمة بيع الكلاب إلى ثلاث آراء وهم كالآتي:

  • الرأي الأول: رأي فقهاء وعلماء الحنيفة، وبعض من فقهاء المالكية، فقد ذهب هؤلاء إلى جواز بيع الكلاب، فيجوز بيعهم دون شروط أو قيود.

واستدل بهذا القول على أن الكلب حيوان مثل أي حيوان آخر من حيث بيعه وشرائه، وهو يعتبر مالًا منقولًا، فيجوز لصاحبه الانتفاع به من خلال بيعه وشرائه.

  • الرأي الثاني: ذهب فُقهاء الشافعية والحنابلة والمالكية إلى عدم إجازة بيع الكلاب، وذلك لما ورد عن الرسول (صلى الله عليه وسلم) في أمر النهي عن المال الذي يأتي من وراء الكلاب.
  • الرأي الثالث: ذهب فقهاء المالكية في التفرقة بين الكلاب التي أذن في أذنه والذي لم يؤذن في أذنه، فالكلاب التي لم يؤذن في أذنه حُرم بيعه، أما الكلب الذي أُذن في أذنه يجوز بيعه.

اقرأ أيضًا: هل تربية الكلاب حرام وهل يجوز التجارة في الكلاب والتربح منها؟

نجاسة الكلب

ضمن إطار عرضنا لإجابة سؤال هل تجارة الكلاب حرام، نود أن نوضح لكم اختلاف الكثير من الفقهاء على نجاسة الكلب، فقد ذهب رأى الشافعية والحنابلة إلى أن أي جزء في الكلب نجس مثل فمه وشعره وجلده، بينما ذهب الحنفي أن الكلب طاهر ما عدا لعابه وعرقه وبوله ورطوبته، وليس مثل الخنزير كله نجس، ولكن أي شيء به رطوبة في الكلب فهو نجس.

يرى المالكية أن الكلب طاهر كله، لأنه لم يرد نص صريح في القرآن الكريم عن نجاسة الكلب كله أو أنه من الحيوانات الغير الطاهرة، عكس الخنزير فقد أشار الله عز وجل في القرآن الكريم إلى نجاسة الخنزير كله.

حكم لمس الكلب

إذا تم لمس الكلب دون رطوبة فإنه لا ينجس اليد، وكان ذلك على المذهب المالكي، فإذا تم لمسه برطوبة فهو نجس، ويجب غسل اليدين سبع مرات إحداها بالتراب.

أما الأواني، فإذا شرب الكلب من الإناء فيجب غسيل الإناء سبع مرات، وتم إثُبات هذا الكلام من قبل الصحيحين وغيرهم من حديث أبي هريرة عن النبي (صلى الله عليه وسلم) أنه قال: إذا ولغَ الكَلبُ في إناءِ أحدِكُم، فليغسِلهُ سبعَ مرَّاتٍ، أولاهنَّ بالتُّرابِ”، ويجب أن يكون التراب في الغسلة الأولى.

كان عند مذهب الحنيفة أن الغسل الواجب ثلاث مرات بدون التراب، وفي مذهب المالكية يكون الغسل سبع مرات.

يظن بعض الناس أن النجاسة تأتي مع مجرد لمس الكلب فينقض الوضوء، لكن ذلك غير صحيح فهناك فرق بين غسيل مكان النجاسة أو التنجيس نفسه، فيكفي فقط غسيل المكان الذي تم ملامسة لعاب الكلب، وتطهيره فقط، فلا ينقض الكلب الوضوء عند لمسه.

اقتناء الكلب وتربيته

اقتناء الكلب تم تحريمه، حيث إن من اقتنى كلبًا ينقص من أجره كل يوم قيراط، ماعدا كلب الصيد والحراسة وحراسة الماشية.

ودليل على حرمة اقتناء الكلاب، فقد روى أبو هريرة عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أنه قال: منِ اتَّخذَ كلبًا إلاَّ كلبَ ماشيةٍ أو صيدٍ أو زرعٍ انتُقِصَ من أجرِهِ كلَّ يومٍ قيراطٌ”.

اختلف العلماء في اقتناء الكلب لحراسة البيت وحمايته من اللصوص، فلا يجوز اقتناء الكلاب إلى من أجل المنفعة، فيمكنك حراسة البيت عن طريق وضع الأجهزة الإلكترونية، حيث تتجنب وجود كلب في المنزل.

أما عن علاقة وجود الكلب في البيت بالملائكة، فقال بعض العلماء أن وجود الكلب في البيت يمنع من دخول الملائكة، حيث روى ابن ماجه عن علي بن أبي طالب عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أنه قال: لَا تَدْخُلُ المَلَائِكَةُ بَيْتًا فيه كَلْبٌ ولَا صُورَةٌ.”، أما عن اقتناء الكلب في البيت لحفظه أو لتحصيل منفعة مثل الصيد فيجوز اقتنائه في ذلك الحين.

اقرأ أيضًا: أفضل أنواع الكلاب للتربية في المنزل ومميزاتها وكيفية التعامل معهم

حكم تربية الكلب في البيت لرغبة الأبناء

لا يجوز تربية الكلب في البيت إلا للضرورة أو منفعة، مثل الحاجة إلي الصيد أو الحراسة أو لمن كبر سنه.

وأضاف أمين دار الإفتاء المصرية أنه لا مانع من تربية الكلب في المنزل ما دام بعيدًا عن المكان المخصص للصلاة.

استخدام الكلاب في الصيد والحراسة

اختلفت الآراء حول إذا كان يجوز بيع الكلب أم لا، وإجابةً عن سؤال هل تجارة الكلاب حرام، تم الاتفاق على جواز بيع كلاب الحراسة، أما اقتنائه فلا يجوز إلا في الحاجة المُلحة له مثل:

  • الكلب الذي يستخدم في حراسة المواشي والأنعام، فتكون وظيفته في حراسة الأغنام والأبقار والإبل من الضباع والسرقة.
  • الكلب الذي يحرُس المزروعات والمحاصيل الزراعية من المواشي.
  • الكلب الذي تم تعليمه ليكون كلب صيد، فتكون وظيفته أن يأتي بما اصطاده الصياد.

اقرأ أيضًا: هل الكلاب تطرد الملائكة وحكم تربية الكلاب في المنزل مع الدليل؟

الأمراض التي قد تصيب الإنسان عند تربيته للكلاب

هناك العديد من الأطباء الذين ذكروا عدد من الأمراض التي يتم نقلها إلى الإنسان عن طريق الحيوانات، وهي أكثر من مائتي نوع، منها مرض السل، مرض الديدان الشريطية، مرض الديدان الكبدية وغيرها من الأمراض الأخرى.

أما بالنسبة عن الأمراض الخاصة بالكلب فذكر الأطباء مرض يسمى داء الكلب، الذي يتم حدوثه عندما يعض الكلب الإنسان، وقد أوضح الأطباء بعضٍ من الأمور التي يجب مراعاتها عند اقتناء الكلب مثل:

  • يجب على الشخص الانتباه من العدوى التي قد تصيبه من الحيوانات الأليفة، والتي تشكل الخطر على صحة الأطفال والكبار وكبار السن، أما عن الأشخاص الذين لديهم حساسية أو الربو فلا يمكنهم اقتناء الكلب في البيت أبدًا.
  • يُنصح عند اختيار حيوان ما أن يكون من مصدر موثوق، أي ليس من الشوارع أو الحدائق لتجنب الأمراض المعدية التي قد يحملها.
  • عند تحميم حيوانك الأليف تجنب استخدام حمام العائلة حتى لا يتم انتقال الأمراض المعدية والجراثيم والميكروبات.
  • يجب أن يتم فحص الحيوان الأليف كل فترة لتجنب الإصابة بالأمراض والحفاظ على الصحة العامة.
  • المُحافظة على نظافة أولادك بعد اختلاطهم بالحيوانات وغسيل أيديهم جيدًا.

ولدت الحيوانات بصفة عامة ألا وهي الحرية، لذا فإن أخذهم أو بيعهم دون وجه حق يعد جريمة ضد حقوق الحيوان، ويجب مراعاة صحة ونفسية الحيوان الأليف عند اقتنائه.

قد يعجبك أيضًا