هل زراعة شعر الحواجب حرام دار الإفتاء

هل زراعة شعر الحواجب حرام دار الإفتاء؟ وهل هناك نص في القرآن الكريم صريح على تحريم زراعة الحواجب؟ مع التقدم الطبي الموجود في عصرنا الحالي تطورت أساليب كثيرة لمحاولة القضاء على العيوب التي تتواجد حاليًا، ومنها عملية زراعة شعر الحواجب؛ لذلك فيما يلي على موقع زيادة سنعرض لكم عن ماهية تلك العملية وحكم الشريعة الإسلامية لإجرائها.

هل زراعة شعر الحواجب حرام دار الإفتاء؟

تعتبر مشكلة تساقط الشعر من الحالات الشائعة من الأمراض المنتشرة حاليًا لذلك قام الأطباء في عشرينيات القرن الماضي بهذه العملية ويرجع ذلك إلى إصابة الرجال بالصلع، ومع تقدم الوقت تطورت هذه العمليات لتصبح في مختلف البلاد، واختلفت طريقة العملية وتطورت أكثر فأكثر، فاستحدثوا أماكن أخرى للزراعة.

عملية الزراعة عبارة عن إجراء طبي يقوم به طبيب التجميل ولا يسمح بممارسة هذا الإجراء اٍلا في حضور متخصصين.

تعرف عملية زراعة شعر الحواجب على أنها نقل لبصيلات الشعر عن طريق اقتناء الشعر من الأماكن التي تتمتع بغزارة نموه ووضعها في الأماكن التي تحتاج نقل الشعر لها، إما عن طريق نقل بصيلة بشكل مفرد أو نقل البصيلات بشكل مجمع، وتعرف باسم الشريحة.

أما بصدد إجابة هل زراعة شعر الحواجب حرام دار الإفتاء، فتعتمد على نية المريض الذي ينوي زراعة شعر الحواجب وهنا نشير إلى قرار الإفتاء بين وجود حالة مرضية حدوثها يؤدي إلى حدوث مشاكل نفسية للمريض أو نيته تكون تغيير خلق الله.

يعتبر تغير خلق الله محرمًا شرعًا بكل صوره وكل أنواعه، ويرجع ذلك إلى عدم حدوث غش وإظهار مميزات لا يتمتع بها الشخص نفسه، وخصوصًا إذا كان في حالة الزواج.

منحنا الله جسدنا لكي نحافظ عليه ونهتم به، ليس لتغييره لأي أسباب، ولكن توجد عدة أسباب في الشريعة الإسلامية تبيح استخدام زراعة شعر الحواجب:

  • وجود مشكلة في شعر الحاجب تمنع المريض من ممارسة مهامه اليومية وميله للابتعاد عن خلق الله بسبب هذه المشكلة.
  • نية المريض على حدوث اعتدال فقط وليس تجميل، ولا يعتبر ذلك من تغير خلق الله.

اقرأ أيضًا: هل تنظيف الحواجب حرام

حديث لتوضيح حكم زراعة شعر الحواجب

وردَ عن عبد الرحمن بن طرفة بن عرفجة ما يلي: “أنَّ عرفجة بنَ أسعدَ قُطِعَ أنفُهُ يومَ الكُلَابِ؛ فاتَّخذَ أنفًا من وَرِقٍ فأنتَنَ عليه، فأمرَهُ النَّبيُّ -صلَّى الله عليه وسلَّم- فاتَّخذ أنفًا من ذهبٍ” من هذا الحديث نتأكد أنه من المباح زراعة الحواجب، كما أن رأي الشريعة الإسلامية يؤكد ذلك.

أما بالنسبة لأحكام الوضوء والغسل، فإنها تختلف إذا كان يتواجد ما يغطي الجلد وذلك يؤثر على شرط الوضوء وهو توصيل المياه لكل مسام الشعر أو أن تكون العملية هي غرس البويصلة في المسام، ولا تغطى الجلد وذلك يعتبر غير مؤثر على حكم الوضوء أو الاغتسال.

لعّلنا من هنا أن نكون قد أجبنا على سؤال هل زراعة شعر الحواجب حرام دار الإفتاء، لكن هناك من يعتبر أن الوصل هو زراعة الشعر، لذلك دعونا نعرض بعض التفاصيل عن التفرقة فيما بينهم وما حكم الشريعة الإسلامية في وصل الشعر.

اقرأ أيضًا: حكم إزالة الشعر بين الحاجبين

الفرق بين زراعة الشعر والوصل

وصل الشعر هو عبارة عن إيجاد شعر من شخص غير مصاب ووضعه للشخص المصاب بديلًا عن استخدام شعره في عملية الزراعة، لذلك فإن عملية الوصل تختلف اختلافًا كليًا عن عملية زراعة الشعر، ولكن لا تختلف أسباب وصل الشعر عن حكمه، فجميع حالاته تعرف بأنها محرمة في حكم الشريعة الإسلامية.

اتفق الشيوخ على تحريم الوصل بكل أنواعه ويرجع ذلك إلى حث النبي على منع الوصل، ولعن فاعله وسنعرض لكم بعض الأحاديث النبوية عن تحريم وصل الشعر:

  • فقد روى البخاري (5937) ومسلم (2122) عَنْ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: “لَعَنَ اللَّهُ الْوَاصِلَةَ وَالْمُسْتَوْصِلَةَ وَالْوَاشِمَةَ وَالْمُسْتَوْشِمَةَ”.
  • روى مسلم (2126) عن جَابِر بْن عَبْدِ اللَّهِ قال: “زَجَرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ تَصِلَ الْمَرْأَةُ بِرَأْسِهَا شَيْئًا”.

يتبين من ذلك تحريم وصل الشعر في كل صوره ومع تعدد أسبابه أيضًا، ويرجع اختلاف زراعة الشعر عن الوصل إلى عدة أسباب سيتم ذكرها فيما يلي:

  • تختلف زراعة الشعر عن الوصل في استخدام شعر المريض للزراعة على عكس الوصل وهو استخدام لشعر مريض آخر ووصل شعره.
  • تكون أسباب استعادة الشعر عن طريق الزراعة، لأسباب مرضية مثل: الحروق أو الثعلبة الذكورية أو الصلع الوراثي.

اقرأ أيضًا: حكم إزالة الشعر أثناء الصيام في نهار رمضان

اختلاف الفقهاء على حكم زراعة شعر الحواجب

بعض الفقهاء والشيوخ المعاصرين قد أجابوا على سؤال هل زراعة شعر الحواجب حرام دار الإفتاء على أن زراعة شعر الحواجب تعتبر عملية تجميل، وبذلك فهي تقع تحت بند التزين، وتغيير خلق الله بتغيير شكل وكثافة الحاجب عن طريق الزراعة، لكننا لا نستطيع أن نلغي آراء الفقهاء القدامى الذي أحالوا على إجازة عمل عملية التجميل تلك على نية وشرط أنها لإخفاء العيوب فقط.

فالله جميل يحب الجمال وإذا كان وفق الشروط المحددة فلا مانع من إخفاء العيوب الظاهرة التي تتسبب في مشاكل، ومن الممكن أنها تصل بالمريض إلى حد الاكتئاب، وهنا من الممكن اللجوء الى تلك العمليات.

في عصرنا الحالي نجد التطوير العلمي والطبي يجد حلًا دائمًا لأي مشكلة تواجهنا؛ لذلك قبل الانخراط في ذلك التطور يجب العلم أن أي شيء قد يغير من خلق الله فإنه محرم شرعًا؛ فاسأل دار الإفتاء تجد الإجابة بالقرآن والأحاديث النبوية.

قد يعجبك أيضًا