هل يجب الغسل بعد المداعبة

هل يجب الغسل بعد المداعبة هو من أهم الأسئلة التي يجب الحصول على إجابتها من مصادر موثوق منها، حيث يتوقف عليها قدرة الشخص على ممارسة حياته الدينية الطبيعية بشكل سليم، من صلاة وعبادة وذكر، ومقابلة الأشخاص والذهاب إلى العمل، وما إلى ذلك، فكثيراً من الأشخاص يجهلون مدى جواز الغسل عقب المداعبة دون حدوث جماع، لذا قررنا تناول الموضوع من جميع جوانبه من خلال هذا المقال عبر موقع زيادة.

هل يجب الغسل بعد المداعبة

تعد المداعبة من مراحل الجماع، حيث تعتبر مرحلة تهيئة للزوجة من زوجها قبل ممارسة العادة الحميمة، وفي بعض الحالات قد لا يتم الجماع بين الزوجين ويتوقف الأمر إلى حد المداعبة.

هنا يرغب الزوجين في معرفة هل يجب الغسل بعد المداعبة،  وذلك حتى لا يسقطون في المحظور ويرتكبون ذنب بجهلهم فرضية الغُسل من عدمه، لذا يلجأون إلى معرفة الجواب السليم على ذلك التساؤل من أحد فقهاء الدين الموثوق في رأيهم للعمل به.

هل يجب الغسل بالمداعبة أو التقبيل!

لايجدر على كل من الرجل أو المرأة الاغتسال فقط عقب القيام بالمداعبة دون أن يصاحبها جماع، أو عقب التقبيل باستثناء نزول مني من كلاهما، حيث أنه في ذلك الوضع يجب عليهم التطهر والاغتسال.

أما إذا خرج المني من أحدهما فإنه ملزم بالاغتسال  وحده فقط، وذلك في حال أن كان ما تم بين الزوجين تقبيل أو ضم، أو مداعبة، أما إذا قاما الزوجين بالمداعبة وتلى ذلك ممارسة العلاقة الحميمة، فإن ذلك يستوجب الغسل في جميع الحالات، حتى وإذ لم يصاحب ذلك إفرازات أو إنزال.

لذا فإنه طبقاً لما جاء في نصوص الفقه والشريعة، يجب يتوجب على الزوجين الغُسل في حالة الجماع، حتى وإن لم يصاحبه إنزال، وأما ما يحدث من مداعبة أو تقبيل فإن شرط الغُسل فيه هو  حدوث إنزال فقط.

اقرأ أيضًا: حكم الخيال الجنسي لغير المتزوجين

هل ملامسة الأعضاء التناسلية يوجب الغسل

هناك عدة مراحل مختلفة تسبق مرحلة المعاشرة الزوجية بين الزوجين، تعد أحد تلك المراحل هي تلامس الأعضاء التناسلية الذكرية والأنثوية أو العكس، وقد يحدث ظرف ما تمنع الوصول إلى الجماع بين الزوجين ويتوقف الأمر على ذلك.

هنا يرغب الزوجين هل تلامس الأعضاء التناسلية يستوجب الغسل شأنه شأن الجماع، والواقع أن هناك من يسأل من الأزواج هل يجب الغسل بعد المداعبة، باعتبار هذا التلامس إحدى مراحل المداعبة التي تسبق الجماع.

لا تستوجب ملامسة الأعضاء التناسلية الغسل، حيث أن من موجبات الغسل هو الجماع الكامل أي إيلاج الفرج الذكري داخل الفرح الأنثوي، حتى ولم يصاحب ذلك إنزال اقتداء لقول النبي صلى الله عليه وسلم  “إذا جلس بين شعبها الأربع ثم جهدها فقد وجب الغسل” حتى ولم ينزل.

لكن يجب الأخذ في الاعتبار أن حال قام الزوج بملامسة فرج زوجته أو حدث العكس، فإن كان أحد الزوجين على وضوء فإن ذلك التلامس من شأنه نقض وضوئه.

ذلك طبقاً لآراء جمهور الفقهاء لعموم مسألة الأمر بوجوب الوضوء عند مس الذكر، حيث أن الممسوس، فإنه ينتقض من وضوءه اقتداء بقول أن مس المرأة ينقض الوضوء.

يعد الأصل طبقاً لقول العلامة الجليل ابن باز رحمه الله أن مس الزوج لزوجته لا ينقض الوضوء، طالما لم يخرج منها شيء نتيجة ذلك مثل المني أو المذي، أما إذا خرج وجب عليها الاغتسال.

أما عند خروج المذي يتوجب غسل الذكر بجانب الخصيتين، مع فرضية الوضوء الشرعي، أما إذا حدث الالتماس بين الفرجين دون وجود حائل، فإن ذلك يفسد الوضوء.

اقرأ أيضًا: هل يجوز الصلاة بوضوء الاغتسال من الجنابة

هل إفرازات المداعبة توجب الغسل

لمعرفة الإجابة عن هل يجب الغسل بعد المداعبة، يجب علينا التأكد من ما خرج من مهبل المرأة جيداً حال مداعبة زوجها لها، حيث أنه لد يكون أحد ثلاثة إما مني، أو مذي، وقد يكون عبارة عن إفرازات مهبلية.

هناك علامات واضحة لمني المرأة وهو عبارة عن ماء ذات لون أصفر رقيق يصاحب خروجه حالة من التلذذ عند المرأة، يعقبه فتور شديد للشهوة عندها عقب خروجه، هذا يتوجب عليها الغسل عقب خروجه، وقد لا تشعر المرأة بخروجه.

أما المذي فهو عبارة عن خروج سائل لزج رقيق ذات لون أبيض، عقب تحقق الشهوة، ولا ياتي بعده فتور، كما قد لا تشعر المرأة بخروجه وهو نجس، وهذا المذي لا يستوجب الغسل، ولكن يقوم بفسد الوضوء، كما يجب عند ملامسته البدن، أو الثوب غسله.

هذا بخلاف المني الذي يعد طاهر طبقاً لأقوال العلماء، أما الإفرازات المهبلية تتمثل في الرطوبة التي تخرج من المرأة، وهي عبارة عن ماء ذات لون أبيض مختلط بين المذي والتعرق، ولا يشترط غسله، بل ينقض الوضوء، لذا فإنه طاهر، لذا يجب على المراة مراقبة ما خرج منها واتباع المطلوب.

هل وصول المرأة للنشوة يوجب الغسل

لا يشتى وصول المرأة إلى النشوة الاغتسال، ولكن يتوقف الأمر على ما صاحب تلك النشوة، حيث أن أحد شروط الاغتسال هو مراقبة ما يخرج من فرج المرأة.

حيث إذا قامت بين الزوجين بعض المداعبات والتقبيل وما إلى ذلك، وشعرت المرأة بالنشوة، ولكن دون خروج مني منها فإنها تظل طاهرة ولا يجب عليها الغسل.

أما إذا خرج منها مذي أو بعض الإفرازات فإنه يتوجب عليها غسل ما أصاب من جسمها فقط دون الضرورة إلى الاغتسال، أو في حالة لم تستطع تحديده فإنه يحق لها اعتباره منياً يتوجب الاغتسال.

اقرأ أيضًا: هل يجوز الصلاة عند نزول الدم البني بعد الدورة

هل يجب الغسل بعد المداعبة أثناء الحيض

يحق للزوج مباشرة زوجته الحائض وذلك بين السرة وحتى الركبة، وقد أفاد علماء الفقه والسنة أنه حال اجتنبت المرأة خلال فترة الحيض.

فإنها لا يشترط عليها الغُسل، حيث يجوز لها الانتظار دون وزر عليها، حتى تغتسل غسلاً شرعياً واحداً عقب الطهارة من الحيض، حيث أن الاغتسال من الجنابة أثناء الحيض لا قيمة له.

حيث أن الحدث الأكبر يظل باقياً حتى ينتهي موعد الحيض، وينقطع دم الدورة، والغسل لا فائدة منه خاصة وأنه يحق لها قراءة القرآن دون أن تلمس بيديها كتاب الله.

كما يجب أن نعلم جيداً أنها المرأة إن قامت خلال فترة حيضها بالاغتسال من الجنابة، صح لها ذلك الاغتسال، وذلك ما رآه علماء الفقه والشريعة.

لذا فإن أمر اغتسالها من الجنابة حال المداعبة، متروك لها، فإن انتظرت حتى اغتسلت من حيضها وتطهرت مرة واحدة، فإنه يجوز لها ذلك، وإن قامت للتطهر من الجنابة خلال الحيض حق لها ذلك أيضاً.

بهذا نصبح علمنا الإجابة عن هل يجب الغسل بعد المداعبة، حيث لم يترك لنا ديننا الحنيف أمراً من أمور الدنيا إلا وتناوله لنا وفسره حتى نستطيع التزام ما فيه خير لنا، واجتناب ما يضرنا، حيث علمنا خلال ذلك المقال أن شروط الاغتسال للمرأة هو تحديد ما خرج منها خلال المداعبة، إذ كان منياً وجب علينا الاغتسال فوراً، فيما عدا ذلك لا يوجب الغسل.

قد يعجبك أيضًا