هل يجوز للزوج شرب مني زوجته

هل يجوز للزوج شرب مني زوجته؟ وهل لذلك مضار على الجسم؟ حيث يحرص المسلم كل الحرص على أن يستمتع بحياته الشخصية، ولكن دون أن يخترق قواعد الدين ولا يتعدى عليها، لأنه يعلم أن الله ما منعه من شيء إلا لحمايته من أضراره.

لذلك دعونا نجيب عن تساؤل هل شرب الزوج لمني زوجته جائز؟ من خلال موقع زيادة.

هل يجوز للزوج شرب مني زوجته؟

شرع الله الزواج للمسلم والمسلمة وجعله الحصن الحصين لهما من الوقوع في الفواحش، فالزواج عفة وطهارة لكل من الذكر والأنثى، وجعل لذلك قواعد وروابط، حتى ينعم البيت المسلم بالاستقرار والأمن والسعادة، وأن يكون قادرًا على إنجاب أطفال أسوياء، دينيًا وخلقيًا.

كذلك وضع الله بعض الروابط المتعلقة بالحياة الجنسية، حيث أباح للطرفين الاستمتاع ببعضهما البعض، ولكن دون التطرق إلى الأفعال المشينة التي حرمها الله عز وجل، وذلك لسوء أثرها على المسلم، فإنها لا تؤثر عليه في الجسد فقط، بينما يصل تأثيرها السلبي على أخلاقه أيضًا.

من ضمن الأشياء التي لم يجزها الشرع في الزواج، هو شرب المني، سواء من قبل الزوج أو الزوجة، وذلك لذهاب أغلب أهل العلم إلى نجاسته، فهو مثله مثل المذي والبول.

بينما رجح قلة قليلة منهم أنه قد يكون غير نجس، ولكنه مستقذر كمخاط الأنف وغيره من السوائل التي تخرج من الجسم، كما ذهب جميعهم إلى أنه أمر مناف للفطرة الإسلامية وفيه تقلد لأفعال الزناة والكفرة.

عليه، فلا يجوز ذلك في كلا الأحوال، وهنا نكون قد أجبنا على سؤال هل يجوز للزوج شرب مني زوجته.

اقرأ أيضًا: هل مداعبة الزوج لزوجته باليد حتى الوصول لإنزالها يوجب الغسل

الاستمتاعات الجنسية المباحة في الإسلام

بعد أن تعرفنا على جواب هل يجوز للزوج شرب مني زوجته، علينا أن نعرف أن الشرع قد منع ذلك وأكد على عدم جوازه لصالح المسلم، لأن بلع المني الخاص بالزوجة قد يؤدي إلى إصابة الزوج بالأمراض الجنسية المتنقلة، علاوة على أنه قد يقوم بنشر الفطريات.

لذلك دعونا نستفيض في الأمور الجنسية التي أباحها الله بين الأزواج، فديننا الحنيف قد أباح للزوجين الاستمتاع والاستلذاذ المتقابل بين الزوجين في أي وقت بعيدًا عن الأوقات التي منع الله فيها وطء الزوجة، والتي سنتعرف عليها فيما بعد.

كما أن العلاقة الجنسية مشروعة دائمًا ما لم تتسبب في ترك فروض الله أو الواجبات الدينية، وفيما يلي سوف نسرد لكم المباحات في العلاقة الجنسية من الناحية الدينية:

  • النظر، حيث يجوز لكلا الزوجين النظر إلى مفاتن الآخر والتمعن فيها والاستثارة من خلالها بالرؤية المحدقة.
  • اللمس، حيث أجاز الشرع للرجل والمرأة أن يلمس كل منهما كافة أجزاء جسد الآخر دون قيود أو شروط.
  • التقبيل، لم يمنع ديننا الحنيف الرجل أو المرأة من تقبيل مختلف أنحاء الجسم.
  • اللعق، لم يمنع أيضًا الإسلام الاستمتاع الجنسي من خلال المص، ما لم يرتبط ذلك بالإنزال في الفم.
  • الجنس الفموي، وهو معاشرة الزوجة عن طريق الفم، وهي من الممارسات المكروهة ولكنها ليست محرمة في حال موافقة الزوجة، وعدم الإنزال المني في فم الزوجة، كذلك الأمر في الرجل فيجوز له الجنس الفموي دون شرب مني الزوجة.

حكم الاستمناء بين الزوجين

بعد التأكد من المباحات في العلاقة الزوجية من الناحية الدينية، وبعد أن أجبنا على تساؤل هل يجوز للزوج شرب مني زوجته، دعونا نتطرق إلى الاستمناء، حيث إنه من الأمور الشائكة.

من المعروف أن الإسلام قد حرم الاستمناء بنص صريح حيث قال الله -عز وجل- في كتابه الكريم:

وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ نِكَاحًا حَتَّىٰ يُغْنِيَهُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ ۗ وَالَّذِينَ يَبْتَغُونَ الْكِتَابَ مِمَّا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ فَكَاتِبُوهُمْ إِنْ عَلِمْتُمْ فِيهِمْ خَيْرًا ۖ وَآتُوهُم مِّن مَّالِ اللَّهِ الَّذِي آتَاكُمْ ۚ وَلَا تُكْرِهُوا فَتَيَاتِكُمْ عَلَى الْبِغَاءِ إِنْ أَرَدْنَ تَحَصُّنًا لِّتَبْتَغُوا عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۚ وَمَن يُكْرِههُّنَّ فَإِنَّ اللَّهَ مِن بَعْدِ إِكْرَاهِهِنَّ غَفُورٌ رَّحِيمٌ سورة النور الآية رقم 33.

فالاستمناء بشكل عام يخرج بالمسلم عن الفطرة السليمة وهي ممارسة الحياة الجنسية مع الزوجة، وليس الاستمتاع بها بمفرده من خلال الاستمناء فمن لم يستطع الزواج عليه بالصوم وليس الاستمناء.

فماذا عن الاستمناء بين الزوجين؟ كثيرًا ما يشعر الزوجان بالملل والفتور الجنسي فيفكران في إحداث التغيير، حتى لا ينفر كل منهما من الآخر، مما يتسبب في زعزعة العلاقة الحميمة بينهما.

من أهم الطرق التي تجدد العلاقة الزوجية هي الاستمناء، ولكن ليس بالصورة المحرمة التي شرحناها مسبقًا، فاستمناء الزوجين لا يعني أن يستمنى كل منهما بيده، مقضيًا شهوته بطريقة محرمة.

بينما الاستمناء المحلل هو أن يستمنى كل منهما لشريكه، بمعنى أن تقوم المرأة بمداعبة فرج زوجها بيدها حتى يقضي شهوته ويحدث الإنزال، وكذلك الزوج، يداعب المنطقة التناسلية لزوجته حتى تصل إلى ذروة شهوتها وتكتفي جنسيًا.

الجدير بالذكر أن الإنزال إذا كان مصحابًا لبلع المني فهو محرم كما ذكرنا في جواب سؤال هل يجوز للزوج شرب مني زوجته، فلا يجوز للرجل أن يشرب مني زوجته والعكس صحيح.

اقرأ أيضًا: حكم الاستمناء في نهار رمضان

المحرمات في العلاقة الزوجية

بعد التعرف على طريقة الاستمناء المحللة، وما أباحه الشرع للمتزوجين، بعد أن قمنا بالجواب باستفاضة عن سؤال هل يجوز للزوج شرب مني زوجته، دعونا نتعرف على الممنوعات في العلاقة الزوجية السوية، والتي تتمثل فيما يلي.

أولًا: فترة الحيض

فلا يجوز للرجل أن يجامع زوجته في فترة حيضها لما في ذلك من تأذي لها، فهي في حالة نزيف ولا يمكنها تحمل العلاقة الزوجية في تلك الأيام.

كما أن الممارسة الجنسية في تلك الفترة قد تقوم بنقل الأوبئة لكل من الزوجين، فضلًا عن الملامسة المباشرة للنجاسات، لذلك حرم الله المباشرة الجنسية في فترة الحيض، حيث قال في كتابه العزيز:

وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ ۖ قُلْ هُوَ أَذًى فَاعْتَزِلُوا النِّسَاءَ فِي الْمَحِيضِ ۖ وَلَا تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّىٰ يَطْهُرْنَ ۖ فَإِذَا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللَّهُ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ سورة البقرة الآية رقم 222.

لكن لحسن الحظ لم يمنع الله المسلم من الاستمتاع بزوجته في تلك الفترة من خلال المداعبات المسموح بها، أو الإنزال من خلال استمنائها له سواء بيدها أو أي من أعضاء جسدها ما عدا الإتيان من الدبر، والذي سنستفيض في الحديث عنه من خلال الفقرات القادمة.

ثانيًا: فترة النفاس

كما رأينا في جواب سؤال هل يجوز للزوج شرب مني زوجته، والتي أتت إجابته بالنفي، كذلك لا يجوز للرجل أن يعاشر زوجته في فترة النفاس.

فهي فترة ما بعد الولادة، حيث ينزل على المرأة دم النفاس حوالي 40 يومًا، فلا يجوز للرجل أن يقوم بمعاشرة زوجته معاشرة الأزواج في تلك الفترة.

فإن انقطع نزول الدم قبل انقضاء 40 يوم، جاز للزوجة أن تقوم بالاغتسال والصلاة، وممارسة العلاقة الزوجية على النحو الطبيعي.

أما في حالة رغبة الزوج في الاستمتاع بزوجته في تلك الفترة، فيمكنه أن يفعل ما يفعل في فترة الحيض من استمتاع جسدي ومداعبات، ولا يجوز له استعمال الواقي الذكري كحائل يعتقد أنه يسقط التحريم.

ثالثًا: الظهار والتحريم

في قديم الزمن كان الرجل إذا اشتد غيظه قال لزوجته: “أنتِ عليِ كظهر أمي” وهنا يكون الزوج قد شبه زوجته بأحد المحارم، والتي لا يجوز له نكاحها، وفي تلك الحالة كان لا يستطيع معاشرة زوجته إلا بعد القيام بالتكفير عن ذلك الحلفان، امتثالًا لقول الله -عز وجل-:

وَالَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِنْ نِسَائِهِمْ ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا قَالُوا فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَتَمَاسَّا ذَلِكُمْ تُوعَظُونَ بِهِ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌسورة المجادلة الآية رقم 3.

في عصرنا هذا نجد الزوج يحرم زوجته عليه مثلما كان يحدث في الظهار، بأن يقول على سبيل المثال: عليِ الحرام من زوجتي أو عليِ الطلاق لو كان كذا..، فإذا تم إسقاط هذا القسم، كان على الزوج ألا يقترب من زوجته، حتى يكفر عن يمينه بعد الرجوع إلى أهل العلم.

رابعًا: الإحرام والاعتكاف في المساجد

حيث لا يجوز للرجل أن يعاشر زوجته المعاشرة الجنسية إذا كان محرمًان وذلك بنص قرآني صريح، حيث قال الله -عز وجل- في كتابه العزيز:

الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَّعْلُومَاتٌ ۚ فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ ۗ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ ۗ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَىٰ ۚ وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الْأَلْبَابِسورة البقرة الآية رقم 197.

الرفث، هو ممارسة الحياة الجنسية مع الزوجة، وهو كما رأينا من الممنوعات في فترة الحج أو الاعتمار، كذلك لا يجب على الزوج أن يباشر زوجته في فترة اعتكافه في المسجد، وله ما يريد بعد انقضاء تلك الفترة.

خامسًا: نهار رمضان

العلاقة الزوجية من المباحات، لكن الله منعها في نهار الصوم، مثلها كمثل الطعام والشراب، فمن جامع زوجته في نهار رمضان كان عليه ذنب كبير وجب التكفير، حيث قال الله عز وجل في ذلك:

أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَىٰ نِسَائِكُمْ ۚ هُنَّ لِبَاسٌ لَّكُمْ وَأَنتُمْ لِبَاسٌ لَّهُنَّ ۗ عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ كُنتُمْ تَخْتَانُونَ أَنفُسَكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ وَعَفَا عَنكُمْ ۖ فَالْآنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُوا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ ۚ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ۖ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ ۚ وَلَا تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ ۗ تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلَا تَقْرَبُوهَا ۗ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ” سورة البقرة الآية رقم 187.

اقرأ أيضًا: حكم إتيان الزوجة من الدبر في الشريعة الإسلامية هل يجوز؟

سادسًا: حكم الإتيان في الدبر

بعد أن تناولنا كافة المحرمات في العلاقة الزوجية، وتيقنّا من جواب سؤال هل يجوز للزوج شرب مني زوجته، دعونا نقترب من موضوع إتيان الزوج للمرأة في دبرها، حيث حرمه الله تحريمًا قطعيًا، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

لا ينظرُ اللَّهُ إلى رجلٍ أتى رجلًا، أو امرأةً في الدُّبرِ” (صحيح) رواه عبد الله بن عباس، ذلك لكون ذلك المكان غير طاهر، وقد يتسبب الإتيان فيه في حدوث الكثير من المشكلات التي لا تحمد عقباها.

الدين الإسلامي دين متكامل يحل الاستمتاع بالشهوات الدنيوية ولكن فيما لا يخالف الفطرة الكونية الذي من شأنه أن يُسبب الأذى للمسلمين.

قد يعجبك أيضًا