هل يجوز للحائض قراءة القران في رمضان

هل يجوز للحائض قراءة القران في رمضان حيث تعد قراءة القرآن الكريم طاعة من أعظم الطاعات، فقد أمر الله (سبحانه وتعالى) رسوله الكريم (صلّى الله عليه وسلم) بتلاوة القرآن الكريم المُنزل إليه، فقال الله (عز وجل) في سورة المزمل “ورتّل القرآن ترتيلًا”، وقد جعل الله تعالى القرآن الكريم شفيعًا لأصحابه يوم القيامة، كما تحرص السيدات المسلمات على تلاوته وتدبّره، إلا أن المرأة يطرأ عليها بعض الأيام في الشهر من الحيض والنفاس مما يمنعها من أداء بعض العبادات؛ رحمة وتخفيفًا من الله لها، ولكن هل يعتبر حيض ونفاس المرأة في الفقه الإسلامي سببًا يمنعها من تلاوة القرآن الكريم، ولذلك فسنوضح في هذا المقال هل يجوز للحائض قراءة القران في رمضان عبر موقع زيادة

هل يجوز للحائض قراءة القران في رمضان

تلاوة القرآن الكريم عبادةٌ لها شروطها وأحكامها وآدابها، وقد تناول العلماء كل هذا بالدليل العقلي والنقلي والاستنباط السليم، ومنهم المانعون لقراءة المرأة الحائض للقرآن، ومنهم المجيزون، وذلك على النحو التالي:

ولمعرفة المزيد من المعلومات حول قراءة القران للحائض في رمضان نوصي بقراءة هذا المقال: قراءة القران للحائض في رمضان وحكم قراءة القرآن للحائض من الجوال

1- المانعون لقراءة الحائض للقرآن وأدلتهم

ذهب بعض العلماء إلى عدم جواز قراءة المرأة الحائض للقرآن الكريم، وبيان أدلتهم على النحو الآتي:

  • مذهب الصحابة والتابعين وجمهور علماء المذاهب الفقهية الأربعة، هو تحريم قراءة المرأة الحائض للقرآن الكريم، سواء رافق قراءته مس المصحف أم لم يرافقه، واستدلوا على ذلك بمجموعة من الأدلة، ومنها ما يلي:
  1. قول الله (سبحانه وتعالى) “لَا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ”، وقد نقِل عن الكثير من علماء التفسير أن الآية يقصد بها ألا يمسّ المصحف من أصابه حدث أو جنابةٌ، ويؤكّد المعنى المختار من تحريم مس المصحف الحديث الشريف عن ابن عمر (رضي الله عنه) أن نبي اللهِ (صلَّى اللهُ عليه وسلَّم) قد نَهى أنْ يُسافَرَ بالقُرآنِ إلى أرْضِ العَدُوِ، وقد قاسوا حيض المرأة على الجنابة.
  2. ما جاء في رواية عبد الله بن عمر (رضي الله عنه) أن نبي الله (صلى الله عليه وسلم) قال “لا يمسَّ القرآنَ إلا طاهر”، وتلقّى أهل العلم ذلك الحديث بالقبول والعمل.
  3. وصلت أقوال الصحابة في نهي الحائض عن قراءة القرآن أو مس المصحف إلى حد الاشتهار، وأقوالهم في تلك المسألة لها حكم الرفع، وقد اشتهر ذلك أيضًا لدى التابعين حتى كاد يحصل به الإجماع.
  • يجوز أن تقرأ الحائض أذكار القرآن الكريم مثل أن تقول عند وقوع مصيبةٍ ما “إنّا للهِ وإنّا إليهِ راجعون”، ونحوها مثل آداب الرّكوب “سُبحان الذي سخَّر لنا هذا وما كُنّا له مُقْرِنين”، إذا كان هذا بنية الذكر، وليس بنية تلاوة القرآن.
  • في المذهب المالكي يجوز للمرأة الحائض أن تقرأ القرآن للتعليم، سواء كانت معلمة أو متعلمة.

2- المجيزون لقراءة الحائض من القرآن وأدلتهم

  • وافق ابن تيمية (رحمه الله) على ذلك لقولٍ في المذهب الحنبلي إلى جواز تلاوة المرأة الحائض للقرآن الكريم، وذلك الجواز مشروط بعدم لمس المصحف كأن تتلوه من حفظها، وقال مؤيدو ذلك الرأي “لم يرد في القرآن أو السنّة نصٌ صريحٌ وصحيحٌ ينهى عن قراءة الحائض للقرآن”.
  • إن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) لم ينه أحدًا من السيدات في زمنه عن قراءة القرآن أثناء الحيض، وكنّ يقرأن القرآن.
  • لا يصح الاستناد إلى حديث “الحائضُ والجنُبُ لا يقرآنِ منَ القرآنِ شيئًا”، نظرًا لأنه حديث معلول، لا يُقام حكم عليه.
  • يجوز للمرأة الحائض أن تتلو القرآن من تفسيرٍ، بشرط أن يكثر كلام التفسير عن النصّ القرآني، كما يجوز لها مسّه أيضًا، كما يجوز لها قراءته من الأجهزة الإلكترونية؛ لأنّها لا تعتبر مصحفًا، والمنع مخصوص بالمصحف فقط.
  • إذا منعت المرأة الحائض من القراءة لا تستطيع تعويض ما فاتها بعد أن يزول حيضها، وربما تنسى شيئًا ممّا حفظته.
  • إنّ قياس الحائض على الجنب في منع المرأة من قراءة القرآن قياسٌ مع الفارق.

ولمعرفة المزيد من المعلومات حول ماذا تفعل الحائض في ليلة القدر نوصي بقراءة هذا المقال: ماذا تفعل الحائض في ليلة القدر بالتفصيل ؟

الفرق بين قراءة القرآن للحائض والجنب

إذا كان العلماء قد اختلفوا في جواز قراءة القرآن للمرأة الحائض، فقد اتفق العلماء على تحريم تلاوة القرآن للجنب حتى الاغتسال، وإذا كانت المرأة حائض وجنب، يجب عليها الاغتسال لكي يزول حكم الجنابة وتتلو القرآن، ومن هذا قول الإمام أحمد “إذا اغتسلت المرأة للجنابة ومن حيضها صح غسلها وزال حكم الجنابة، فتزول الجنابة، والحيض لا يزول حتى ينقطع الدم”.

ولمعرفة المزيد من المعلومات حول حكم النوم على جنابة في رمضان نوصي بقراءة هذا المقال: النوم على جنابة في رمضان والعادات المباحة والمحرمة اثناء الجنابة

ثواب قارئ القرآن الكريم

لا شكَّ أن تلاوة القرآن الكريم لها ثواب عظيم، فقد قال الله (عز وجل) “إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَّن تَبُورَ لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُم مِّن فَضْلِهِ ۚ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ”، ومن ثواب قراءة القرآن ما يلي:

  • القارئ للقرآن من أعلى الناس درجة، فله في كل حرف يقرأه حسنة والحسنة بعشرة أمثالها.
  • القارئ للقرآن تحت ظل رحمة وسكينة الله (عز وجل)، فقلبه نور ينير له يوم القيامة.
  • القرآن شفيع لقارئه يوم القيامة، فلا يخشى الفزع الأكبر.
  • القارئ للقرآن في أعالي الجنة، وهو أحد أسباب رحمة الوالدين.
  • القارئ للقرآن يدعو له الملائكة بالرحمة والمغفرة.
  • القارئ للقرآن ينجو في الشدائد، حيث أنه مستمسك بالعروة الوثقى، ويرجو الصالحون درجته فهو من خاصة الله (سبحانه وتعالى).
  • يفوز القارئ للقرآن بشهادة رسول الله (صلى الله عليه وسلم) له في يوم القيامة، فهو من القانتين الذاكرين لله (عز وجل).
  • يبتعد الشيطان عن قارئ القرآن، حيث يُنير قلبه وعقله بالحكمة.
  • قارئ القرآن له قبس من النبوة بدون الوحي، ومن يُجيد تلاوته يكون مع السفرة الكرام في يوم القيامة.
  • قراءة القرآن فيها الخير والبركة وخشوع وصفاء النفس.
  • يستجيب الله (سبحانه وتعالى) لدعاء قارئ القرآن كرمًا ومنّة.

آداب قراءة القرآن

لقراءة القرآن آدابٌ يفضل أن يتخلق بها المسلم أثناء تلاوته، ومن أهمّها ما يلي:

  • استحضار الإخلاص لله (سبحانه وتعالى) في تلاوة القرآن، ويستذكر أنه يناجي الله (عز وجل).
  • يفضل أن يأخذ المسلم بالسواك قبل الشروع في تلاوة القرآن.
  • استحباب اختيار المكان، مثل قراءة القرآن في المسجد، فهو مكانٌ يجمع ما بين الطهارة وشرف البقعة.
  • يفضل أن يستقبل القارئ القبلة، ويتغشّى بالوقار والسكينة، ويكون تدبّر القراءة هو شغله الشاغل، ويستحبّ أن يقوم القارئ بإعادة ترديد الآية لمزيد من التدبّر.
  • بدء تلاوة القرآن الكريم بالاستعاذة، فيقول القارئ “أعوذ بالله من الشيطان الرجيم”.
  • الحرص على قراءة “بسم الله الرحمن الرحيم” في بداية كلّ سورةٍ، ما عدا سورة التوبة.
  • الحرص على الترتيل، كما جاء في قوله تعالى “وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا”، فهو أخشع للقلب، والابتعاد عن السرعة في القراءة؛ خشية تضييع حروفه.
  • يستحب للقارئ إذا مرَّ بآيةٍ بها عذابٌ أن يستعيذ بالله (عز وجل) منه، وإذا مرَّ بآية فيها تنزيهٍ لله (سبحانه وتعالى) أن ينزه ربّه بما أآثر من أذكار التنزيه.
  • اجتناب المزاح والضحك أثناء القراءة، وعدم قطع القراءة للحديث إلا لكلامٍ قد اضطّر إليه مثل ردِّ السلام.
  • الحذر من الالتفات الكثير، حيث أنها تشتّت الذهن، وخصوصًا النظر إلى ما يحرم النظر إليه.
  • تلاوة القرآن من المصحف أفضل من قراءته غيبًا؛ حيث أن النظر في المصحف عبادةٌ.

ولمعرفة المزيد من المعلومات حول هل يجوز ختم القرآن الكريم من الجوال نوصي بقراءة هذا المقال: هل يجوز ختم القرآن الكريم من الجوال وما حكم قراءة الحائض من الجوال ؟

وهنا نكون قد وصلنا إلى نهاية المقال وذلك بعد توضيح كافة المعلومات حول هل يجوز للحائض قراءة القران في رمضان ومعرفة آداب قراءة القرآن، ونرجو أن ينال المقال على إعجابكم.

قد يعجبك أيضًا