هل يجوز جمع صلاة الجمعة مع العصر للمقيم

هل يجوز جمع صلاة الجمعة مع العصر للمقيم؟ وما هي الصلوات التي يجوز جمعها في السفر والترحال؟ هناك الكثير من الحالات التي يجوز الجمع فيها، وهناك صلوات أخرى يتم فيها الجمع، وهذه الخيارات من الصور التي تعبر عن كون الإسلام دين اليسر وليس العسر والتشدد أو التعنت، وعبر موقع زيادة سنُجيبكم عن سؤال هل يجوز جمع صلاة الجمعة مع العصر للمقيم أم لا.

هل يجوز جمع صلاة الجمعة مع العصر للمقيم؟

جمع الصلوات هو صلاة صلاتين في وقت إحداهما، والجدير بالذكر أن الجمع يجوز فيه التقديم والتأخير، ففي حال ما رغبت في الجمع بين صلاتي الظهر والعصر مثلًا فإنك أمام خيارين.

الخيار الأول هو تقديم العصر وصلاته مع الظهر في وقت الظهر وهو ما يُعرف باسم جمع التقديم، والخيار الثاني هو تأخير صلاة الظهر ليتم آدائها في وقت صلاة العصر فيما يعرف باسم جمع التأخير، وعلى الرغم من جواز الجمع في المجمل إلا أنه مشروط، فهناك حالات وشروط لتأدية صلاة الجمع.

من أهم الشروط التي يجب الالتزام بها في جمع الصلوات هو مراعاة الترتيب، فلا يمكن تأدية صلاة العصر قبل الظهر مثلًا حتى وإن كان الجمع مؤخر بصلاة الظهر في وقت العصر وبعد دخول وقته وإطلاق نداء الصلاة الخاص به، والجدير بالذكر أن الجمع لا يجوز لجميع الحالات رغم جوازه في المطلق.

قبل أن نستعرض لكم الحالات التي يجوز فيها جمع الصلاة نُجيبكم عن سؤال هل يجوز جمع صلاة الجمعة مع العصر للمقيم أم لا، وفي الواقع الإجابة الخاصة بهذا السؤال هي لا، صلاة الجمعة لا تُجمع في كل من حالات السفر والحضر أو الإقامة، فهي فرع من فروع صلاة الظهر والتي تنوب عنها في هذا اليوم المبارك.

صلاة الجمعة لا بُد أن يتم تأديتها في وقتها، هذا يتخالف تمامًا ويتعارض مع أساس صلاة الجمع الذي يمكن فيه التقديم والتأخير، فصلاتي الظهر والعصر مثلًا يمكن فيهما التقديم والتأخير فيما بينهما بتقديم العصر وتأخير الظهر.

الجدير بالذكر أنه في حال ما لم تُصلَّ صلاة الجمعة في وقتها وجب عليك صلاة أربع ركعات كأنك تُصلي الظُهر، فلا تكون صلاة الجمعة تامة إلا بالخطبة والصلاة في جماعة في المسجد بالتحديد.

كما أنه قد جاء على لسان الشيخ محمد العثيمين في الشرح الممتع أنه قال صلاة الجمعة هي صلاة مُنفردة ومُستقلة في شروطها وهيئتها وأركانها ولا يصح أن يُجمع إليها العصر، والجمع مع العصر لم يرد إلا فيما يخص صلاة الظهر فقط بشكل الطبيعي والذي تتكون فيه من أربع ركعات.

ففي حال ما كنت مُسافر أو مُقيم لكنك من ضمن الحالات التي يجوز فيها الجمع بإمكانك جمع الظهر والعصر حينها بتقديم العصر لتصليه في وقت الظهر أو تأخير الظهر ليُصلى في العصر، لكن ما هي الحالات التي يجوز فيها الجمع؟ وكيف يُمكن تأدية هذه الصلاة؟ كُل ذلك وأكثر فيما يلي من سطور مقالنا هذا.

اقرأ أيضًا: مواقيت الصلاة في المجمعة

حالات الجواز والمنع في تأدية الصلوات بالجمع

بعد أن قمنا بالإجابة بالنفي عن سؤال هل يجوز جمع صلاة الجمعة مع العصر للمقيم، وجب علينا توضيح الحالات التي يجوز فيها الجمع بين الصلوات تقديمًا وتأخيرًا للمُسافر، المُقيم وغيرها من الحالات، وتشتمل صور هذه الحالات الجائزة على ما يلي:

  • الحاج في عرفات يُشرع له جمع صلاتي الظهر والعصر بالتقديم، فيتم صلاة العصر في وقت الظهر، ويجوز له الجمع بين المغرب والعشاء بعد وقت الإفاضة من عرفات، ووقت الإفاضة هو وقت غروب الشمس والترحال من عرفات إلى مزدلفة، والجمع هنا جمع تأخير فيتم تأدية صلاة المغرب والعشاء في وقت العشاء.
  • في السفر والترحال يُشرع الجمع بالتقديم أو التأخير بين الظهر والعصر وبين صلاتي المغرب والعشاء، وجاء ذلك في سنة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم، فكان في غزوة تبوك يصلي الظهر والعصر جمعًا، والمغرب والعشاء جمعًا.
  • الجمع في حالات المرض من المسائل التي اختلفت فيها المذاهب، فقد كان الجمع عند المرض جائزًا عند المالكية والحنابلة بالإضافة إلى فقهاء الشافعية، ولكن في المذهب الحنفي تم الإشارة إلى عدم جوازه.
  • في حالات هطول الأمطار التي تبل الثياب وتُصيب بالبرد، وهو ما أجمع على جوازه علماء وفقهاء الشافعية، المالكية بالإضافة إلى الحنابلة.
  • أجاز فقهاء الحنبالة والشافعية جمع الصلوات في حالات الخوف، ولكن هناك بعض روايات المالكية التي اختلفت في الآراء بين الجواز والمنع.
  • حالات الأسر يجوز فيها الجمع بالإجماع في حال ما سافر الأعداء بالأسير ومنعوا عنه الماء.

الجدير بالذكر أن جمهور الفقهاء أشار إلى عدم جواز غير الأسباب والأعذار المذكورة أعلاه للجمع، وهذا يرجع إلى كون الصلاة لها مواقيت ثابتة يُحبُ ويُفضل تأدية الصلاة فيها دونًا عن غيرها، فقد جاء في حديث البخاري على لسانه في صحيحه أن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال:

سَأَلْتُ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: أيُّ العَمَلِ أحَبُّ إلى اللَّهِ؟ قالَ: الصَّلاةُ علَى وقْتِها، قالَ: ثُمَّ أيٌّ؟ قالَ: ثُمَّ برُّ الوالِدَيْنِ، قالَ: ثُمَّ أيٌّ؟ قالَ: الجِهادُ في سَبيلِ اللَّهِ، قالَ: حدَّثَني بهِنَّ، ولَوِ اسْتَزَدْتُهُ لَزادَنِي”

اقرأ أيضًا: اكثروا من الصلاة على النبي يوم الجمعة

كيفية تأدية الجمع بين الصلوات

الجمع رخصة يتركها من لا يحتاج إليها، ففي حال ما ارتحل المرء مثلًا بعد الظهر وأحب أن يُصلي العصر خوفًا من أن يفوته كان بإمكانه الجمع بين الظهر والعصر بتقديم صلاة العصر، والأمر مماثل للمغرب والعشاء، فتجوز الصلاة بالجمع المُقدم والمؤخر فيهما، وبعد أن أجبنا لكم عن سؤال هل يجوز جمع صلاة الجمعة مع العصر للمُقيم نُعرفكم بطريقة الجمع بين صلاتين.

في حال ما رغب المرء في الجمع بالتقديم بين صلاتي الظهر والعصر مثلًا فإن صلاة الظُهر تُقام ويؤديها المصلون جماعة، بعد أن يفرغ المصلون من أداء صلاة الظهر بالتسليم يتم إقامة الصلاة مرة أخرى لأداء صلاة العصر، وهذا يُعرف في الإسلام بالموالاة، فالجمع بين الصلاتين يتم بآذان واحد وإقامتين للصلاة.

المغزى من كلمة موالاة هو الصلاة بالترتيب عند الجمع، فصلاة الظهر يجب أن تتم أولًا سواء ما كان الجمع تقديم أو تأخير بينها وبين صلاة العصر، والأمر سيان في صلاتي المغرب والعشاء أيضًا.

ما هو الفرق بين جمع وقصر الصلوات؟

قد يجهل البعض وجه الاختلاف بين كل من الجمع والقصر، والجدير بالذكر أن جهل هي عدم العلم بالشيء وليس في ذلك أي نوع من أنواع الإهانة، والقصر في الصلاة هو تأدية الصلوات الرباعية في ركعتين فقط لحالات السفر، وهذا يعني أن صلوات الظهر، العصر بالإضافة إلى العشاء هي الصلوات التي تُقصر فقط، فصلاتي الفجر والمغرب ليس فيهما قصر.

اتفق العلماء على كون قصر الصلاة للمسافر أفضل من إكمالها وهذا بسبب ما جاء في سنة الحبيب المصطفى الذي لم يرد عنه أنه أتم الصلاة في حالات السفر والترحال، وجاء على لسان عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنهما في تحديث البخاري الذي ورد في صحيحه أنه قال:

 ” صَحِبْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَكَانَ لاَ يَزِيدُ في السَّفَرِ عَلَى رَكْعَتَيْنِ، وَأَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ وَعُثْمَانَ كَذَلِكَ رضى الله عنهم”

أما فيما يخص الجمع فقد عرفنا في إطار الحديث والإجابة عن سؤال هل يجوز جمع صلاة العشاء مع العصر للمقيم أن هذه الصلاة يتم فيها الجمع بالتقديم والتأخير بين كل من الظهر والعصر، أو المغرب والعشاء.

الفرق المحوري بين القصر والجمع في الصلوات يكمن في الجواز والسبب، فقصر الصلاة لا يتم إلا في حالات السفر، ولكن الجمع له العديد من الحالات مثلما ذكرنا أعلاه فالسبب الأساسي فيه العذر والحاجة، فالمشغول بعمل يستحيل تأجيله والطالب في امتحانه من صور العذر الذي يُشرع فيه الجمع والله أعلم.

الجدير بالذكر أن العلماء أجمعوا استنادًا على بعض الأحاديث النبوية الشريفة التي جاءت على لسان النبي العدنان خير الأنام على كون جمع الصلاة بلا عذر أو سبب محرمة، فقد جاء في الجامع الصغير أن عبد الرحمن بن أبي بكر بن محمد السيوطي قال أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:

منْ جَمَعَ بينَ الصلاتَيْنِ منْ غَيْرِ عُذْرٍ، فقدْ أَتَى بابًا منْ أبوابِ الكبائِرِ”

اقرأ أيضًا: أجمل أدعية يوم الجمعة بالصور

بعد أن قمنا بالإجابة عن سؤال هل يجوز الجمع بين صلاة الجمعة مع العصر للمقيم وجب التنويه إلى كون صلاة الفجر لا تُجمع، كما أنها وصلاة المغرب ليس فيها قصر، وجاءت مُعظم آراء الفقهاء بضرورة صلاة المقيم للصلوات في شكلها الطبيعي، حتى أن بعض حالات السفر لم تعد تستوجب الجمع والقصر.

قد يعجبك أيضًا