هل يجوز لعن الكافر؟ يكون من ضمن الأسئلة التي سوف نجيب عليها من خلال موقع زيادة، فالمعروف أن اللعن في الإسلام يكون مطالبة الشخص من ربه بطرد هذا الإنسان عن رحمته، ويكون هذا بهدف الأذى، حيث الدعاء بعدم توفيق وسعادة هذا الشخص وعدم حصوله على الخير، فإن اللعنة في الدنيا تكون الطرد من رحمة الله تعالى، بينما يكون اللعن في الآخرة معناه العقوبة والعذاب من الله، وأما بالنسبة إلى معنى اللعن من الإنسان، فهو يكون بأن يتمنى الشخص عدم الخير لأحد الأفراد، والدعاء له بالطرد من رحمة الله تعالى، وقد تجد أن الإنسان قد يلعن أخاه بهدف السب والشتيمة، أو غيرها من الأسباب الأخرى.
هل يجوز لعن الكافر
هل يجوز لعن الكافر يكون الكافر هو الشخص الغير مسلم، واختلف علماء الشريعة الإسلامية في حكم لعن المسلم للشخص الكافر، فقد أجاز البعض لعن الكافر المعين، بسبب أن ليس له أي حق، فهو غير مصون مثل الشخص المؤمن أو المسلم، كما أن اللعن يعني الطرد من رحمة الله، وهذا هو مصير الكافر، فتجد أن لعن الكافر المعين يستوي مع جنس الكافر، فقد ذكر عن الرسول صلى الله عليه وسلم، أنه لعن كفار قريش.
لكن يكون هناك رأي آخر من العلماء يقولون بعدم جواز لعن الكافر المعين، وذلك بدليل أن الرسول صلى الله عليه وسلم بعد لعنه إلى أقوام معينين من الكفار، نزلت عليه الآية الكريمة “ليس لك من الأمر شئ، أو يتوب عليهم، أو يعذبهم فإنهم ظالمون”، إلى جانب النظر لأمر آخر وهو إن اللعانين لا يكونون في يوم القيامة من الشهداء أو من الشافعين.
اقرأ أيضاً: هل يجوز الترحم على الكافر من القرآن والسنة النبوية الشريفة
حكم الإسلام في لعن الكافر
إن الإسلام هو دين حنيف نادي بالحفاظ على اللسان، والابتعاد عن الألفاظ السيئة، حيث أن الرسول صلى الله عليه وسلم قد ذكر في الحديث الشريف “ليس المؤمن بالطعان، ولا اللعان، ولا الفاحش، ولا البذيء” فإن هذا الحديث يبين لنا مدى إرشاد رسول الله إلينا بالحفاظ على الأخلاق الحميدة، والسيطرة على الأقوال واللسان عموماً، حتى في حالة الغضب أو الانفعال ويكون هناك حالتان لعن للكافر.
الحالة الأولى لعن الكافر المعين
عندما يلعن المسلم جميع الكفار بشكل عام، فإن في هذه الحالة يكون اللعن جائز من ناحية الشرع، وذلك حيث اتفق جميع علماء الشريعة الإسلامية على ذلك، سواء الشافعية، أو المالكية، أو الأحناف، أو الحنابلة، إلى جانب أن عدد كبير من العلماء يرون وجوبه على الكفار.
بينما يرى البعض الآخر بأن هذا الأمر جائز، وليس بواجب فإن أصحاب هذا الرأي يثبتون هذا، من خلال قول الله تعالى في كتابه العزيز “إن الذين كفروا وماتوا، وهم كفار أولئك عليهم لعنة الله، والملائكة، والناس أجمعين”، فإن هذه الآية الكريمة تكون دليل صريح ورخصة بلعن الكفار فإن الله تعالى يلعنهم ويلعنهم جميع البشر والملائكة.
الحالة الثانية لعن الكافر بعينه
والمقصود بها لعن الشخص الكافر بعينه من خلال ذكر اسمه، فإن هذا النوع يكون خاص وليس عام، وانقسم العلماء إلى أكثر من رأى، فإن البعض يرى أن هذا الأمر محرم، بينما يرى البعض الآخر، بأن هذا جائز في حالة إلحاق الكافر بأذى على المسلم، وقد استند مؤيدي هذا الرأي على الآية الشريفة في سورة البقرة “إن الذين كفروا، وماتوا وهم كفار، أولئك عليهم لعنة الله، والملائكة، والناس أجمعين”.
حيث أن في هذه الآية إجازة لعن الكافر في حالة موته، ولكن في حياته لا يكون اللعن جائز، لأنه لا يعرف حالة هذا الشخص عند موته، وهل يموت على كفره أم لا، فقد يهديه الله تعالى ويؤمن قبل موته، ولهذا لا يجوز اللعن، ولكن عندما يكون هذا الشخص يتسبب في حدوث أذى، وضرر كبير على هذا المسلم، ففي هذه الحالة يمكن الدعاء عليه باللعنة، والطرد من رحمة الله مع ذكر اسمه.
اقرأ أيضاً: علامات النزاع قبل الموت ومصير روح المؤمن وروح الكافر
ما هو حكم الشخص الذي يلعن نفسه
يكون اللعن من الأمور المهلكة، التي نهى عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم، حيث أنه نهى عن دعاء الشخص عن نفسه وعلى أولاده، ويكون اللعن هو الطرد من رحمة الله تعالى، ولذلك لا يجب لأي شخص أن يدعو، سواء على نفسه، أو على أولاده، فقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم “لا تدعوا على أنفسكم، ولا تدعوا على أولادكم، ولا تدعوا على أموالكم، لا توافقوا من الله ساعة، يسأل فيها عطاء فيستجيب لكم”.
اقرأ أيضاً: سبب نزول سورة الكافرون وما فضل قرائتها
نتمنى أن نكون قدمنا إليكم إجابة سؤال هل يجوز لعن الكافر؟ حيث اتفق بعض العلماء على جواز هذا لعن الكافر في حالات معينة، ولكن البعض الآخر لم يتفق على هذا الأمر، كما تحدثنا عن حكم الشريعة الإسلامية في لعن الشخص نفسه.