هل يجوز الاغتسال من الحيض بعد الفجر في صيام القضاء

هل يجوز الاغتسال من الحيض بعد الفجر في صيام القضاء وما الأدلة؟ فأحكام الصيام تشغل جزءً هاماً من حياتنا، ويتوجب علينا أن نتفقه ونعرف معلومات أكثر حول هذه الأمور التي تتعلق بديننا، فكثيراً ما ترغب المرأة في الصيام بعد أن تتأكد من انقطاع الحيض، ولكن لا تتمكن من الاغتسال قبل آذان الفجر بسبب ضيق الوقت أو غيره من الأسباب، الأمر الذي يجعلها تتساءل هل يجوز الاغتسال من الحيض بعد الفجر في صيام القضاء، فتابعوا أعزاءي لتعرفوا الحكم الشرعي عبر موقع زيادة.

هل يجوز الاغتسال من الحيض بعد الفجر في صيام القضاء

هل يجوز الاغتسال من الحيض بعد الفجر في صيام القضاء

كثيراً ما ترغب النساء في معرفة هل يجوز الاغتسال من الحيض بعد الفجر في صيام القضاء، وتتلخص إجابتنا في الرد على هذا السؤال الهام الذي يخص فئة عريضة من المسلمين، أنه بالفعل يجوز الاغتسال من الحيض بعد الفجر في صيام القضاء، فقد أجمع علماء المسلمين على جواز ذلك، فهو لا يبطل الصيام في شيء، فشرط الصيام هو الطهارة من الحيض أي التأكد تماماً من انقطاعه.

أما فكرة تأخير الاغتسال فلا تضر الصيام في شيء، ويوجد عدة أدلة قد أوردها لنا علماء المسلمين يمكننا أن نستعين بها لنؤكد صحة الإجابة وإليكم أهم الأدلة التي تؤكد جواز تأخير الاستحمام من الحيض بعد آذان الفجر في صيام القضاء فتابع عزيزي لتعرفها:

الدليل الأول

فالدليل الأول الذي يمكننا أن نستشهد به على صحة الصيام في حالة تأخير الاغتسال إلى بعد أذان الفجر هو ما قد ورد لنا عن الإمام النووي عليه رحمة الله تعالي إذ يقول: وَإِذَا انقطع دم الحائض وَالنُّفَسَاء فِي اللَّيْل ثُمَّ طَلَعَ الْفَجر قَبْل اغْتِسَال المرأة  صحَّ صَوْمُهمَا, وَوَجَبَ عليهِمَا إتمامُه, سَوَاء تركت الغُسْل عَمْدًا أَو سَهْوًا بِعُذْرٍ أَمْ بِغَيْرِهِ كَالْجُنُبِ تماماً. فهَذَا هو مَذهبُنَا وَمَذْهَب علماء المسلمين كَافَّة, إِلا مَا حُكِيَ لنا عن بَعْض السَّلَف مِمَّا لا نَعْلَم مدى صحته.

الدليل الثاني

أما عن الدليل الثاني الذي يؤكد لنا  جواز الاغتسال بعد آذان الفجر في صيام القضاء، هو ما قد روي لنا أنه عندما سأل ابن القاسم الإمام مالك رحمه الله تعالى عن المرأة التي ترى علامات طهرها في نهاية ليل رمضان، فأجابه الإمام مالك رحمه الله بقوله: أن المرأة إذا رأت علامة الطهر قبل آذان الفجر في رمضان  وجب عليها الصيام، ويجوز لها إذاً الاغتسال بعد الفجر، وصيامه  جزى عنه.

أما إذا رأت علامات الطهر بعد آذان الفجر، فهي ليست بصائمة ولتأكل ما تشاء ذلك اليوم، أما إذا استيقظت بعد الفجر فشكت أنها قد تطهرت من حيضها قبل آذان الفجر، فلتمض على صيام هذا اليوم ويتوجب عليها صيام يوماً آخر مكانه.

الدليل الثالث

أما دليلنا الثالث الذي نستشهد به على جواز تأخير الاغتسال لبعد آذان الفجر في حالة صيام القضاء، وصحة الصيام في مثل هذه الحالة، هو ما قد ورد لنا  عن الشيخ بن عثيمين رحمه الله تعالى أنه قد قال:

 إذا طهرت الحائض قبل طلوع الفجر ولو بدقيقة واحدة ولكن تيقنت الطهر فإنه إذا كان في رمضان، فإنه يلزمها الصوم، ويكون صومها ذلك اليوم صحيحاً، ولا يلزمها قضاؤه، لأنها صامت وهي طاهر، وإن لم تغتسل إلا بعد طلوع الفجر فلا حرج، كما أن الرجل لو كان جنباً من جماع أو احتلام وتسحر ولم يغتسل إلا بعد طلوع الفجر كان صومه صحيحاً.

الدليل الرابع

كما يوجد دليل رابع يمكنه أن يثبت  لنا جواز تأخير الاغتسال إلى بعد أذان الفجر في حالة الصيام، وهو ما ورد لنا عن الشيخ عويضة عثمان مدير الفتوى الشفهية في دار الإفتاء المصرية أنه قد أفتى بأنه في حالة لاحظت المرأة المسلمة انقطاع دم الحيض في الليل أي قبل أذان الفجر، وتأكدت من انتهاؤه تماماً، ثم شغلها أي أمر من أمور الدنيا عن الاغتسال، وكانت قد نوت الصيام من قبل الفجر سواء كان هذا  الصيام نافلة أو فريضة، فلا حرج عليها في ذلك وصيامها صحيح بإذن الله تعالى.

الدليل الخامس

كما أن هناك دليلاً آخر يثبت جواز الصيام في حالة آذان الفجر مع عدم اغتسال المرأة من دم الحيض، وهو ذلك الحديث الذي قد رواه الإمام البخاري رحمه الله، عن زوجتي رسول الله صلى الله عليه وسلم عائشة وأم سلمة، رضى الله تعالى عنهما، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يدركه الفجر وَهُوَ جُنُبٌ مِنْ أَهْلِهِ، ثُمَّ يَغْتَسِلُ، وَيَصُومُ.

وقد اتفق أهل العلم واجتمع رأيهم أن حكم الصيام للجنب هو نفسه حكم الصيام للحائض والنفساء والمحتلم، فالرجل أيضاً يمكنه الصيام وهو جنب حتى ولو لم يغتسل قبل أذان الفجر، وكذلك حكم صيام المرأة بدون اغتسالها قبل الفجر وهي جنب.

و الخلاصة أنه يجوز للمرأة أن تغتسل من دم الحيض بعد أذان الفجر ما دامت قد تأكدت من انتهاء الحيض، فصيامها في هذه الحالة صحيح بإذن الله تعالى، فالغسل ليس شرطاً من شروط الصيام، وإنما هو شرط من شروط الصلاة وقراءة القرآن، أما عن قول البعض أن الاغتسال شرط من شروط صحة الصيام، وعليه يتوقف صيام الفرد من عدمه، فنرد عليهم بأنه لا يوجد دليل يثبت صحة هذا الرأي ولا نعلم من أين أتوا به من الأساس.

ولكن ننصح بعدم تأخير الاغتسال من الحيض أو الجنابة لوقت طويل، وذلك حرصاً على عدم التأخر عن الصلاة وأداءها في أوقاتها الصحيحة، فإذا أخر الإنسان الغسل لبعد الظهر مثلاً، يكون قد ارتكب إثماً عظيماً وعليه التوبة إلى الله تعالى، لأنه قد ضيع صلاة الصبح قاصداً.

اقرأ أيضًا: هل يجوز الصلاة بوضوء الاغتسال من الجنابة

هل تصوم المرأة إذا طهرت من الحيض بعد أذان الفجر؟

كثيراً ما ترى المرأة علامات الطهر من الحيض بعد أذان الفجر بوقت قليل فيصيبها ذلك الأمر بالحيرة، وتتساءل هل يتوجب عليها صيام هذا النهار، أم يتوجب عليها الفطر والقضاء في وقت آخر.

  • وهنا نبين أنه وجب عليها الصيام فقط في حالة تيقنت من انقطاع دم الحيض ورأت علامة الطهر واضحة قبل أذان الفجر ولو بدقيقة واحدة.
  • أما في حالة شكها في وقت انقطاع دم الحيض هل كان قبل أذان الفجر أم بعده، فقد أفتى ابن عثيمين رحمه الله بأن عليها الصيام والقضاء معاً.
  • ولكن إذا تأكدت من أن وقت انقطاع دم الحيض كان بعد أذان الفجر ولو بدقيقة واحدة، ففي هذه الحالة وجب عليها الفطر وحرم عليها الصيام ما دام قد رأت دم الحيض بعد أذان الفجر، ووجب عليها الصيام في يوم آخر.
  • والدليل على ذلك ما قاله الأمام ابن قدامة رحمة الله عليه حاسماً هذا الأمر حيث قال: “ومتى وجد الحيض في جزء من النهار فسد صوم ذلك اليوم، سواء وجد في أوله أو في آخره.
  • وما قد ورد لنا أيضاً في الموسوعة الفقهية أنه: “لا خلاف بين الفقهاء في أنّه إذا انقطع دم الحيض بعد الفجر، فإنّه لا يجزيها صوم ذلك اليوم ويجب عليها قضاؤه، ويجب عليها الإمساك حينئذ عند الحنفيّة والحنابلة، وعند المالكيّة يجوز لها التّمادي على تعاطي المفطر ولا يستحبّ لها الإمساك ، وعند الشّافعيّة لا يلزمها الإمساك”
  • فمن المهم أن تتابع المرأة علامات الطهر وتتأكد قبل صيامها من أنها قد طهرت بالفعل.
  • فبعض النساء يختلط عليهن الأمر، وتظن أن عادتها الشهرية قد انقطع وهي لم تنقطع بعد.
  • لذا روي لنا أن نساء المسلمين كان يأتين للسيدة عائشة رضى الله تعالى عنها وأرضاها، بالقطن ليرينها علامات الطهر، فتنصحهن عائشة بعدم التعجل حتى ترى أعينهن القصة البيضاء، فهي علامة أكيدة للطهر.
  • لذا ننصح المرأة أن تتأنى وتتابع جيداً علامات طهرها التي تعرفها جيداً، ومتى تأكدت من طهرها تنوي الصيام، حتى في حالة عدم اغتسالها قبل طلوع الفجر، مع مراعاتها لأوقات الصلاة المفروضة.
  • نعرف أن هناك بعض النساء يقررن تأخير الاغتسال حتى ينتهين من أعمالهن ويتمكن من الاغتسال بشكل أفضل حرصاً على نظافتهن، فإننا ننصحهن بالتعجل بالاغتسال، ويمكن تكراره مرة أخرى بعد أن يفرغن من ما يشغلهن إن رغبن في ذلك، لأن في عدم قضاء الصلاة في أوقاتها المحددة إثم كبير.

اقرأ أيضًا: هل يجوز الاغتسال بعد الفجر في صيام النوافل

 حكم من رأت دم الحيض أثناء الصيام

أحياناً تصوم المرأة النهار، ثم تفاجئ قبل أذان المغرب بوقت قليل أن فترة حيضها قد بدأت، الأمر الذي يسبب لها الحيرة، ويجعلها تتساءل هل قبل صيامها إذاً، أم أن  صيامها في هذه الحالة باطلاً، ويتوجب عليها صيام يوماً آخر عوضاً عن هذا اليوم.

  • وهنا يمكن أن نجيب بأن علماء المسلمين قد حسموا هذه المسألة قائلين بأن المرأة إذا رأت دم الحيض قبل آذان المغرب ولو بدقيقة واحدة، يبطل صيامها ويتوجب عليها القضاء، فنزول الحيض مانع شرعي للصيام ولا فصال في ذلك.
  • فيحرم على المرأة المسلمة أن تكمل صيامها وهي في فترة حيض، والدليل على ذلك ما قد ورد لنا عن الإمام النووي رحمه الله تعالى، أنه قد قال: أَجْمَعَتْ الأُمَّةُ عَلَى تَحْرِيمِ الصَّوْمِ عَلَى الْحَائِضِ وَالنُّفَسَاءِ، وَعَلَى أَنَّهُ لا يَصِحُّ صَوْمُهَا، وَأَجْمَعَتْ الأُمَّةُ أَيْضًا عَلَى وُجُوبِ قَضَاءِ صَوْمِ رَمَضَانَ عَلَيْهَا، نَقَلَ الإِجْمَاعَ فِيهِ التِّرْمِذِيُّ وَابْنُ الْمُنْذِرِ وَابْنُ جَرِيرٍ وَأَصْحَابُنَا وَغَيْرُهُمْ”
  • كما ورد عن الإمام بن عثيمين عليه رحمة الله تعالي أنه قد قال: وإذا حاضت وهي صائمة بطل صيامها ولو كان ذلك قبيل الغروب بلحظة، ووجب عليها قضاء ذلك اليوم إن كان فرضًا، أما إذا أحست بانتقال الحيض قبل الغروب لكن لم يخرج إلا بعد الغروب فإن صومها تام ولا يبطل على القول الصحيح.
  • إذاً لا يجوز للمرأة أن تصوم وهي حائض، ولو لم ترى من دم الحيض سوى قطرة واحدة.

اقرأ أيضًا: هل يجوز الصلاة بوضوء الاغتسال من الجنابة

وختاماً نكون قد أجبنا أعزاءي عن سؤالكم المميز والذي يشغل الكثير من نساء المسلمين وهو هل يجوز الاغتسال من الحيض بعد الفجر في صيام القضاء وبالطبع قد عرفنا سوياً أن الحكم الشرعي الصحيح لهذه المسألة هو جوازها، فالاغتسال ليس من شروط الصيام، ولكنه شرطاً أساساً للصلاة، لذا ننصح بعدم تأخير الاغتسال حتى لا تتأخر المرأة عن قضاء الصلاة في أوقاتها المفروضة، ففي ضياع الصلاة إثم عظيم، كما قد تطرقنا أيضاً لحكم من رأت الحيض في نهار رمضان، وقد عرفنا سوياً أن من رأت الحيض في بداية نهار رمضان أو قبل آذان المغرب ولو بدقيقة بطل صيامها.

قد يعجبك أيضًا