هل يجوز الصيد في الأشهر الحرم

هل يجوز الصيد في الأشهر الحرم، يتصدر هذا السؤال مواقع البحث عبر الإنترنت لأنه يدور في ذهن الكثير من الناس ويريدون العثور على إجابة، فالأشهر الحرم هي أربعة شهور هجرية وهي (شهر ذو القعدة، ذو الحجة، محرم، رجب) والمراد بقول الله عز وجل ﴿ إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْراً فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ ﴾ صدق الله العظيم.

حُرم القتال عند العرب في الأشهر الحرم في فترة ما قبل الإسلام، باستثناء الدفاع عن النفس أو الدفاع عن الأرض يكون القتال حلال في هذه الحالات، وتبدأ الأشهر الحرم من شهر ذو القعدة وعند بداية هذا الشهر لا يسمع صوت لسليل السيوف أو السلاح، وهذه العادة اكتسبها العرب من قبل سيدنا إبراهيم الخليل عليه السلام حيث أذن للناس بزيارة البيت العتيق للحج، وصار العرب على هذه العادة ل 4000 عام حتى ظهر الإسلام في مكة، لذلك سنتحدث في هذا المقال بالتفصيل عن إجابة سؤال هل يجوز الصيد في الأشهر الحرم وذلك من خلال موقع زيادة.

هل يجوز الصيد في الأشهر الحرم

صيد الطيور جائز وحلال في الأشهر الحرم لأن حُرم القتال فقط في الأشهر الحرم ويقول علماء الفتوى والفقه ألا يجوز الصيد في حالتين:

  • عندما يكون الصيد داخل حدود الحرم المكي أي مكة والمدينة.
  • أن يكون الشخص في حال الإحرام بعمرة أو حج.

حيث قول الله تعالي «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَقْتُلُوا الصَّيْدَ وَأَنْتُمْ حُرُمٌ وَمَنْ قَتَلَهُ مِنْكُمْ مُتَعَمِّدًا فَجَزَاءٌ مِثْلُ مَا قَتَلَ مِنْ النَّعَمِ يَحْكُمُ بِهِ ذَوَا عَدْلٍ مِنْكُمْ هَدْيًا بَالِغَ الْكَعْبَةِ أَوْ كَفَّارَةٌ طَعَامُ مَسَاكِينَ أَوْ عَدْلُ ذَلِكَ صِيَامًا لِيَذُوقَ وَبَالَ أَمْرِهِ عَفَا اللَّهُ عَمَّا سَلَفَ وَمَنْ عَادَ فَيَنتَقِمُ اللَّهُ مِنْهُ وَاللَّهُ عَزِيزٌ ذُو انتِقَامٍ» صدق الله العظيم.

وقول رسول الله صلي الله عليه وسلم «إِنَّ اللهَ حَرَّمَ مَكَّةَ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ، فَهِيَ حَرَامٌ بِحَرَامِ اللهِ إِلَى يَوْمِ القِيَامَةِ، لَمْ تَحِلَّ لِأَحَدٍ قَبْلِي، وَلَا تَحِلُّ لِأَحَدٍ بَعْدِي وَلَمْ تَحْلِلْ لِي قَطُّ إِلَّا سَاعَةً مِنَ الدَّهْرِ لَا يُنَفَّرُ صَيْدُهَا وَلَا يُعْضَدُ شَوْكُهَا وَلَا يُخْتَلَى خَلَاهَا وَلَا تَحِلُّ لُقَطَتُهَا إِلَّا لِمُنْشِدٍ» صدق رسول الله.

حيث قال العباس بن عبد المطلب: إِلَّا الإِذْخِرَ يَا رَسُولَ اللهِ فَإِنَّهُ لَا بُدَّ مِنْهُ لِلْقَيْنِ وَالبُيُوتِ.

فَسَكَتَ ثُمَّ قَالَ: «إِلَّا الإِذْخِرَ، فَإِنَّهُ حَلاَلٌ».

اقرأ أيضًا: كم عدد الأشهر الحرم؟ وترتيب وماهية الأشهر الحُرم والحِكمة من تحريم الأشهر الحُرم

تفسير قول رسول الله صلى الله عليه وسلم

  • لَمْ تَحِلَّ لِأَحَدٍ قَبْلِي، وَلَا تَحِلُّ لِأَحَدٍ بَعْدِي: أَيْ أُبِيحَ لِي القِتَالُ فِيهَا.
  • وَلَمْ تَحْلِلْ لِي قَطُّ إِلَّا سَاعَةً مِنَ الدَّهْرِ: وَهِيَ مِنْ ضَحْوَةِ النَّهَارِ إلى مَا بَعْدَ العَصْرِ.
  • لَا يُنَفَّرُ صَيْدُهَا: أَيْ لَا يُزْعَجُ مِنْ مَكَانِهِ.
  • وَلَا يُعْضَدُ شَوْكُهَا: أَيْ لَا يُـكْسَرُ.
  • وَلَا يُخْتَلَى خَلَاهَا: أَيْ لَا يُجَزُّ وَلَا يُقْطَعُ كَلَؤُهَا الرَّطِبُ الذي نَبَتَ بِنَفْسِهِ.
  • وَلَا تَحِلُّ لُقَطَتُهَا إِلَّا لِمُنْشِد: أَيْ لَا تُرْفَعُ سَاقِطَتُهَا إِلَّا لِمُعَرِّفٍ.
  • إِلَّا الإِذْخِرَ يَا رَسُولَ اللهِ: وهِيَ حَشِيشَةٌ مَعْرُوفَةٌ طَيِّبَةُ الرِّيحِ.
  • فَإِنَّهُ لَا بُدَّ مِنْهُ لِلْقَيْنِ: هُوَ الحَدَّادُ وكُلُّ صَائِغٍ.

وتعتبر الطاعة أكثر ثوابًا في هذه الأشهر والمعصية أيضًا تكون أشد عقابًا.

لماذا سمي شهر ذو القعدة بهذا الاسم

  • ترجع تسمية الأشهر الحرم الأربعة إلى العرب قبل 1600 عام وقد بدأت هذه الأشهر بشهر ذو القعدة كما ذكرنا من قبل حيث توقف العرب عن القتال في هذا الشهر، ويليه شهر ذو الحجة الذي عُرف فيه العرب الحج، ثم يأتي شهر رجب الذي كان يعظم فيه العرب لتوقفهم وتركهم عن القتال.
  • لم يمتنع العرب قديمًا عن الصيد في الأشهر الحرم ولكن عند ظهور الإسلام حرم الصيد في الأشهر الحرم ووقت الإحرام سواء في الحج أو العمرة وحرم داخل حدود مكة والمدينة المنورة.
  • استطاع الحجاج والتجار خلال الأشهر الحرم الوصول بأمان لكافة مواقع التجارة ولأماكن الحج، التي كانت تقترب من مكة المكرمة في سوق مجنة وسوق عكاظ وسوق ذي المجاز، وتميزت هذه الأسواق لأنها كانت أكثر أمانًا على تجارة العرب.

اقرأ أيضًا: ماهي الأشهر الحرم ولماذا سميت بهذا الاسم ؟

ما هي قصة النسيء

يرجع النسيء إلى العصر الجاهلي وهو أحد محاولات اختراق الأشهر الحرم حيث يبدل شهر محل الآخر كما ذكر في بعض كتب التاريخ، أي أن كانوا يقعدون العرب في ذو القعدة ويقومون بالحج في ذو الحجة وفي شهر محرم يحل القتال ويقومون بتأخير حرمة الشهر لشهر صفر من العام المقبل وهذا ما حرمه الإسلام كما ذكر في قول الله تعالى “إِنَّمَا النَّسِيءُ زِيَادَةٌ فِي الْكُفْرِ ۖ يُضَلُّ بِهِ الَّذِينَ كَفَرُوا يُحِلُّونَهُ عَامًا وَيُحَرِّمُونَهُ عَامًا لِّيُوَاطِئُوا عِدَّةَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ فَيُحِلُّوا مَا حَرَّمَ اللَّهُ ۚ زُيِّنَ لَهُمْ سُوءُ أَعْمَالِهِمْ ۗ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ”.

فأول من قام بنسيء الشهور “جنادة الكناني” الذي كان واقفًا عند جمرة العقبة حيث قال “اللهم إني ناسئ الشهور وواضعها مواضع لا أعاب ولا أحاب”، ويقول أيضًا: “اللهم إني أحللت أحد الصفرين وحرمت صفر المؤخر”.

استمر النسيء عند العرب حتى أربعون عامًا وكان العرب طيلة الـ 40 عام يقوموا بالحج في أشهر مختلفة، وقام العرب بالحج في شهر ذو الحجة لمدة عامين متتالين وفي شهر محرم قاموا بالحج لمدة عامين أيضًا.

اقرأ أيضًا: ما هي السنة الهجرية وأسباب تسمية الأشهر الهجرية

الإسلام والنسيء

عند ظهور الإسلام قام الرسول صلى الله عليه وسلم بالحج عام 9 هجريًا في الشهر الذي شرع فيه الحج وخطب في هذه الحجة خطبة حجة الوداع بين المواقيت والنسيء، وقد حرم الإسلام النسيء الذي قد تساهل فيه العرب والذي كانوا يقومون بعلن نسيء شهر محرم ليحل محله شهر صفر، وسجل حين ظهور الإسلام بعض المعارك والقتال في الأشهر الحرم واستمرت هذه المعارك عدة أشهر من أجل رفع الظلم ورد العدوان.

وفي ختام موضوعنا نرجو أن نكون قد استوفينا الإجابة على سؤال هل يجوز الصيد في الأشهر الحرم لأنه من الضروري أن يكون كل شخص على دراية بإجابة هذا السؤال لعدم ارتكاب أي شيء حرمه الله وهو الصيد في منطقة تقع في حدود الحرم المكي والمدينة أو أن يكون الشخص بحالة الإحرام سواء في العمرة أو الحج كما ذكرنا سابقًا.

قد يعجبك أيضًا