هل يجوز دفع كفارة الصيام للأقارب

هل يجوز دفع كفارة الصيام للأقارب؟ وما هي مخالفات الصيام التي يجب فيها الكفارة؟ نظرًا إلى أن صيام رمضان من الفروض التي فرضها الله عز وجل على المسلم البالغ العاقل ففي حالة أن يفطر لأي سبب من الأسباب عليه أن يكفر عن عدم صيامه، ونظرًا إلى أهمية هذا الأمر فسنوضح اليوم من خلال موقع زيادة الإجابة عن سؤال هل يجوز دفع كفارة الصيام للأقارب.

هل يجوز دفع كفارة الصيام للأقارب

كفارة الصيام جاءت في قول الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ * أَيَّامًا مَّعْدُودَاتٍ فَمَن كَانَ مِنْكُم مَّرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ فَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ) [سورة البقرة، الآية رقم 184].

من هنا كان قول فضيلة الشيخ السيد عرفة عندما سُئِل عن هل يجوز دفع كفارة الصيام للأقارب، بأنه في حالة ما انطبقت الشرط الوارد في الآية الكريمة على أحد الأقارب وهي أن يكون مسكين فتجوز أن يتم إعطاء هؤلاء الأقارب الكفارة، والمسكين هو الذي لا يستطيع أن ينفق على أهل بيته، والإسلام هنا يمنح أجرين للشخص الذي يريد دفع الكفارة، الأجر الأول على كفارة الصيام، أما الأجر الثاني فبخصوص صلة الرحم.

كما جاء في الآية السابقة قوله: (وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ)، فالمقصود بالذين لا يطيقون الصوم هنا هم الرجل الكهل، والمرأة العجوز، والمرأة الحامل والمرضعة، فرخص الدين الإسلامي لهؤلاء الفئة الإفطار مع إطعام مسكين عن كل يوم قاموا بإفطاره، وإطعام مسكين أي إطعامه وجبتي السحور والإفطار، أو إعطاؤه ثمنهم.

اقرأ أيضًا: هل يجوز الاغتسال بعد الفجر في صيام النوافل

هل يجوز دفع كفارة الصيام لنفسه وعياله؟

لا يجوز دفع كفارة الصيام إلى عياله، وهذا مثله مثل الزكاة وباقي الكفارات الأخرى، وخبر أطعمه أهلك فهو خصوصية أو أنه للشخص غير المكفر الذي قام بالتطوع عن تكفير ما فعله غيره أن يقوم بصرف الكفارة للمكفر عنه تطوعًا.

هل يجوز إعطاء كفارة الصيام لشخص واحد؟

تدور في أذهان البعض أسئلة كخل يجوز إعطاء كفارة الصيام لشخص واحد أم لا، وذلك خوفًا بأن يكون إخراج الكفارة غير صحيح، وهنا تكون الإجابة أنه من الأفضل أن يتم إخراجها إلى ستين مسكين وفي حالة أن يتم إعطاؤه لمسكين واحد فيجب أن يكون بمقدار ستين مسكينًا.

هل يجوز دفع كفارة الصيام بعد رمضان؟

إجابة هذا السؤال هي أنه يجوز للمريض الذي يمرض مرضًا لا هناك أمل من الشفاء منه يكون عليه إخراج فدية الصيام عن شهر كامل أو شهر رمضان أو أخره، وهذا تبعًا إلى مذهب الحنفية.

أما الشافعية فترى أن الفدية يجب أن يتم دفعها يوم بيومٍ، فتدفع عن اليوم بعد طلوع فجره، ومن الجائز أن يتم تقديمها على طلوع الفجر أو إخراجها ليلًا، ومن الممكن أن يتم دفعها في نهاية الشهر أيضًا، والشافعية لا تٌجيز دفعها كاملة منذ بداية الشهر.

من يريد أن يأخذ برأي الحنفية بأن يتم دفع الفدية مقدمًا فلا حرج عليه، وإذا كان يريد الخروج من الخلاف الواقع بين المذهبين فعليه أن يدفعها يومًا بيومٍ.

اقرأ أيضًا: هل يجوز للحائض قراءة القران في رمضان

هل يجوز دفع كفارة الصيام نقدًا

يوجد أكثر من قول بشأن التعرف إلى إجابة سؤال هل يجوز دفع كفارة الصيام نقدًا، حيث إن أقوال المذاهب بخصوص هذا الأمر كالتالي:

  • القول الأول: بالنسبة للمذهب المالكي والشافعي فيقولون إنه لا يجوز دفع الزكاة نقدًا.
  • القول الثاني: يرى المذهب الحنفي أنه يجوز دفع الكفارة نقدًا.
  • القول الثالث: يمنع دفع القيمة نقدًا في بعض المواضع ويجوز دفعها في مواضع أخرى.

هل يجوز نقل الكفارة إلى بلد آخر

لا مانع في أن يتم نقل الكفارة إلى بلد أخرى غير بلد وجوبها، وهذا إذا كانت هذه البلد أكثر حاجة وفقيرة وأهلها مساكين.

مخالفات الصيام وكفارتها

في ضوء التعرف على إجابة سؤال هل يجوز دفع كفارة الصيام للأقارب، سنوضح الحالات التي يفطر فيها المسلم عن عمد والتصرف الواجب اتخاذه لكفارة الصيام، وهذه الحالات تتمثل في الآتي:

  • الإفطار دون أي عذر شرعي، والمقصود هنا تناول الطعام والشراب عن عمد وليس سهوًا، وفي هذه الحالة يكون عليه صيام يوم آخر والاستغفار كثيرًا.
  • الإفطار بسبب الجماع، وهنا تكون كفارة صيامه هو صيام شهريين متتالين وفي حالة عدم مقدرته على ذلك فعليه أن يطعم ستين مسكين، ومن الجائز أن يتم إخراج قيمة مالية عن الطعام.

اقرأ أيضًا: هل يجوز قراءة سورة البقرة متقطعة في اليوم

دليل وجوب كفارة الصيام

من أجل توضيح وجوب كفارة الصيام سنجد أنه جاء في حديث شريف بأن:

جَاءَ رَجُلٌ إلى النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، فَقالَ: هَلَكْتُ، يا رَسولَ اللهِ، قالَ: وَما أَهْلَكَكَ؟ قالَ: وَقَعْتُ علَى امْرَأَتي في رَمَضَانَ، قالَ: هلْ تَجِدُ ما تُعْتِقُ رَقَبَةً؟ قالَ: لَا، قالَ: فَهلْ تَسْتَطِيعُ أَنْ تَصُومَ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ؟ قالَ: لَا، قالَ: فَهلْ تَجِدُ ما تُطْعِمُ سِتِّينَ مِسْكِينًا؟ قالَ: لَا، قالَ: ثُمَّ جَلَسَ، فَأُتِيَ النبيُّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ بعَرَقٍ فيه تَمْرٌ، فَقالَ: تَصَدَّقْ بهذا قالَ: أَفْقَرَ مِنَّا؟ فَما بيْنَ لَابَتَيْهَا أَهْلُ بَيْتٍ أَحْوَجُ إلَيْهِ مِنَّا، فَضَحِكَ النبيُّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ حتَّى بَدَتْ أَنْيَابُهُ، ثُمَّ قالَ: اذْهَبْ فأطْعِمْهُ أَهْلَكَحديث صحيح، رواه أبو هريرة.

فهذا الحديث يوضح مدى أهمية إخراج كفارة الصيام وصورها المتعددة في حالة وقوع الجماع أثناء الصيام، ودلالة على أن الإسلام دين يسر ليس عسر.

كفارة الصيام من الأمور الهامة للغاية في الدين الإسلامي حيث إن الصيام ركن من أركان الإسلام وفرض على كل مسلم راشد، ولهذا يجب التكفير عن الصيام في حالة فعل أي مخالفات تبطله.

قد يعجبك أيضًا