هل تجوز الصلاة في ملابس الجنابة

هل تجوز الصلاة في ملابس الجنابة، سؤال تردد على ألسنة الكثير من المسلمين، فاختلف الكثير من الفقهاء في هذه المسألة من حيث طهارة المني وعدم طهارته، وسوف نعرض لكم عبر موقع زيادة مسألة الخلاف حول هل تجوز الصلاة في ملابس الجنابة أم لا.

هل تجوز الصلاة في ملابس الجنابة

اختلف الفقهاء في مسألة هل تجوز الصلاة في ملابس الجنابة أم لا تجوز، ولكن الإجماع في هذه المسألة كان على مذهب الشافعية والحنابلة اللذان يقولان بأن المني طاهر ويجوز الصلاة بالملابس التي بها جنابة، وبالتالي فلا مانع أن تصلي بالثوب الذي يوجد به جنابة.

أما مذهب الحنفية والمالكية فيشترطون وجوب الغسل، لأنهم يقولون بنجاسة المني، ولكن لتجنب الإشكالية، إذا أردت أن تصلي وثوبك به جنابة قم بغسل المكان الذي وقعت به الجنابة في ثوبك جيدًا، ثم ابدأ بالصلاة.

اقرأ أيضًا: هل تجوز الصلاه بعد الاحتلام بدون اغتسال ؟

حكم نجاسة الملابس التي تم ارتدائها خلال الجماع 

جاءت رسالة لدار الإفتاء المصرية تسأل “هل تجوز الصلاة في ملابس الجنابة؟”، فأجاب أمين دار الإفتاء المصرية الشيخ عويضة عثمان بأنه يجوز الصلاة بملابس الجماع إذا لم تصبها الجنابة، ولكن في حالة إصابتها بالجنابة فيمكن غسل مكان النجاسة جيدًا، أو تغيير الملابس ثم الصلاة.

كما أَضاف مشيرًا إلى أن الوضوء بعد الجماع من السنن المستحبة عن رسول الله، حيث كان النبي صلى الله عليه وسلم يحرص على الوضوء بعد الاغتسال من الجنابة، كما أوضح بأن الشخص حينما ينتهي من الجماع عليه أن يقوم بالاغتسال ثم الوضوء سواء أراد أن يعاود أو يأكل أو يشرب، كما يسن الوضوء عند حمل الميت.

كما أرسل شخص ما سؤالًا إلى أحد الشيوخ قائلًا: ” هل تجوز الصلاة في ملابس الجنابة” التي احتلم فيها أو جامعت زوجتي أثناء ارتدائها؟”، أجاب الشيخ أنه يجوز ارتدائها خاصةً إذا لم يصبها شيء من المني أو المذي.

لكن إذا أصابتها الجنابة فيستحب أن تقوم بغسل المكان الذي يوجد به الجنابة جيدًا، أو أن تقوم بفرك المني إذا كان يابسًا، أما إذا أصابه المذي فعليك أن تقوم بغسل مكان الوقوع أو رشه بالماء.

هذا استشهاد بقول أبي بكر من أم المؤمنين السيدة عائشة -رضي الله عنها وأرضاها-: “كنت أفرك المني من ثوب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ثم يذهب فيصلي فيه”.

كما أن ما يجب على الرجل من شروط الصلاة يجب على المرأة أيضًا، كأن تكون على طهارة وأن تتجه إلى القبلة وغير ذلك من شروط الصلاة.

الطهارة من أهم شروط الصلاة، كما أن شروط الصلاة على الرجل تنطبق أيضًا على المرأة.

حكم الصلاة على سجادة غير طاهرة

بصدد الإجابة عن سؤال هل تجوز الصلاة في ملابس الجنابة ، يجب أن نوضح حكم الصلاة على السجادة غير الطاهرة، حيث قال الشيخ محمود شلبي أمين لجنة الفتوى بدار الإفتاء المصرية إن الصلاة في مكان غير طاهر ليست صحيحة.

بعد الإجابة عن سؤال هل تجوز الصلاة في ملابس الجنابة، تجدر الإشارة إلى حكم الصلاة على سجادة الصلاة التي أصابتها النجاسة، فالصلاة في مكان غير طاهر ليست صحيحة.

حيث إن الشروط الصحيحة الخاصة بالصلاة: استقبال القبلة، وطهارة المصلي من الحدثين الأصغر كالبول والبراز، أو الحدث الأكبر كالجنابة، بالإضافة إلى طهارة المكان الذي يصلي فيه، فإذا كان المكان غير طاهر فلا تجوز الصلاة فيه،

هذا لأن من أهم شروط الصلاة هي الطهارة من الحدث الأصغر، مثل: البول، والحدث الأكبر وهو الجنابة، وكذلك يشترط طهارة المكان الذي يتم الصلاة فيه.

وذلك استنادًا لقول الله -عز وجل-:} وَثِيَابَكَ فَطَهِّر{، فالشخص عندما يصلي في مكان به نجاسة تصبح النجاسة متصلة به، وبالتالي هذا يجعل الصلاة غير صحيحة.

حكم ارتداء الملابس الخارجية فوق الملابس الداخلية المصابة بالجنابة

سأل شخص ما عن حكم ارتداء الملابس الخارجية التي لم يصبها شيء من الجنابة مرة أخرى بعد الاغتسال، فوق الملابس الداخلية التي أصابتها الجنابة.

فأجابه الشيخ بأن المني طاهر وليس نجسًا في القول المفتي به، كما يجوز لبس الملابس الخارجية على الملابس الداخلية المصابة بالجنابة ولا يكون هناك حرج على صاحب الملابس.

ولكن إذا أراد أن يصلي فيجب عليه غسل مكان الجنابة جيدًا، أو تغير الثياب، وفي حالة جفاف المني في الملابس الداخلية فإنه لا ينتقل للملابس الخارجية.

كما أن الشك في انتقال الجنابة لا يقضي بانتقالها، لأن أصل المني طاهر وغير نجس.

حكم الفراش الذي أصابه المني

حكمه حكم الشك في نزول المني، فمن رأى المني بعد استيقاظه وجب عليه الغسل، أما من شك في نزول المني لم يلزمه الغسل، وعلى ذلك فإن أصابك الشك في نزول المني على الفراش فلا يلزمك غسل الفراش؛ لأن الأصل طهارة الفراش ما لم يصبه المني يقينًا.

اقرأ أيضًا: هل يجوز ختم القرآن الكريم من الجوال وما حكم قراءة الحائض من الجوال ؟

حكم الصلاة بالملابس التي أصابها لعاب الكلب

إذا قام الكلب بشم الملابس وأصابها سائل من أنف الكلب، فهذا ينجّس الثوب، ويجب غسله للصلاة فيه، ولكن إذا أصاب لعاب الكلب أو السائل الأنفي له ملابس شخص ما ولم يستطع تغيير ملابسه أو تطهيرها وخاف خروج وقت الصلاة صلى، ولكن إذا وجد ملابس طاهرة فيعيد الصلاة.

حكم الصلاة بالجورب الذي أصابه ماء منفصل من غسل الجنابة 

يقول شخص أنه سقط على ساقه نقطة من الدم من جرح في يده، فقام بغسلها بالماء وترك هذا الماء على الأرض، ولم يتغير لون الماء؛ لأن النقطة كانت صغيرة، ثم مشي بجوربه على هذا الماء وصلي صلاة المغرب بهذا الجورب.

فأجابه الشيخ بأن الماء المنفصل عن غسل الجنابة إذا لم يتغير لونه فيعتبر طاهرًا، وبالتالي فالجورب الذي مشى به الشخص على هذا الماء طاهر، وصلاته صحيحة.

حكم ارتداء المرأة لنفس الملابس بعد الاغتسال من الحيض

اتفق الفقهاء على نجاسة دم الحيض، وذلك في قوله -عز وجل-:  }وَيَسأَلُونَكَ عَنِ المَحِيضِ قُل هُوَ أَذَى{، وحديث أم المؤمنين السيدة عائشة -رضي الله عنها وأرضاها-: ” جاءت فاطمة بنت أبي حبيش إلى النبي -صلى الله عليه وسلم-، فقالت: “يا رسول الله إني امرأة اُستحاض فلا أطهر، أفأدع الصلاة؟، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: لا، إنما ذلك عِرقٌ وليس بحيضٍ، فإذا أقبلت حيضتك فدعلي الصلاة، وإذا أدبرت فاغسلي الدم عنكِ ثم صلي”.

فقوله -صلى الله عليه وسلم-: “لا تصلي فيه” يدل على منع الصلاة بالثوب المصاب بدم الحيض، وذلك لأنه نجس وغير طاهر، وبالتالي يجب عدم الصلاة به؛ لأن طهارة الثوب من شروط صحة الصلاة.

وعلى هذا فإن الثوب الذي لم يصبه دم الحيض طاهر ويمكن الصلاة به، أما إذا أصابه الحيض ثم قامت المرأة بغسله فيجوز لها الصلاة، والدليل على ذلك قول السيدة عائشة – رضي الله عنها وأرضاها-: “كانت إحدانا تحيض، ثم تقترص الدم من ثوبها عند طهرها، فتغسله وتنضح على سائره، ثم تصلي فيه“.

الفرق بين المني والمذي والودي وحكمهم على الوضوء والصلاة

أجابت دار الفتوى المصرية على السؤال الذي يقول: “ما الفرق بين المني والمذي والودي وأثر كل منهم على الصلاة والوضوء؟”، جاءت الإجابة كالآتي:

سائل المني

لغويًا هو ماء الرجل وماء المرأة، أما اصطلاحًا فهو الماء الغليظ المتدفق الذي يخرج عند اشتداد الشهوة، وبعد نزوله تفتر الشهوة، وهو سائل أبيض ثخين لدى الرجال، أما لدى النساء فلونه يميل للصفرة ولا يكون غليظًا.

أما حكم المني، فهو كما ذكرنا طاهر على المفتى به لدى مذهب الشافعية والحنابلة، ولكن نزوله بشهوة في اليقظة أو أثناء النوم يعد حدثًا أكبر، وبالتالي يجب الاغتسال والتطهر منه، كما أنه إذا لم يتوافر شرط الطهارة في بعض العبادات فلا تصح، مثل: الصلاة وقراءة القرآن والطواف.

يوجد بعض العبادات التي تشترط الطهارة، مثل: الصلاة وقراءة القرآن الكريم، فإذا نزل منك المني عليك بالاغتسال قبل القيام بتلك العبادات.

سائل المذي

هو سائل يخرج عن الشهوة أولا بلا شهوة، يكون قليلًا، وليس بعده فتور في الشهوة، على نقيض سائل المني، كما أن الشخص قد لا يشعر بنزول المذي منه.

أما حكم المذي، فهو نجس يجب الاستنجاء منه كما يُزال البول، ويجب غسله من الملابس، فعن الإمام علي -رضي الله عنه- قال: “كنت رجلًا مذّاءً، فأمرت رجلًا أن يسأل النبي – صلى الله عليه وسلم- لمكان ابنته، فسأل، فقال: توضأ، واغسل ذكرك” صحيح البخاري، كما أن المذي من نواقض الوضوء.

الودي

هو الماء الثخين الأبيض الذي يخرج مع التبول، أو عند جمل شيء ثقيل، أما حكم الودي فهو نجس ينقض الوضوء عند نزوله، كما يجب إزالته من الثوب بالاستنجاء كما يُزال البول.

هو سائل أبيض يخرج مع البول، وهو من نواقض الوضوء، وإذا أصاب الودي ملابسك عليك الاستنجاء منه.

اقرأ أيضًا: متى تغتسل المرأة من الاحتلام

إفرازات المرأة

هي الإفرازات التي تنزل من فرج المرأة، وتكون عبارة عن ماء أبيض متردد بين المذي والعرق، وهي تمثل رطوبات الفرج، وهي طاهرة، يكن على الرغم من ذلك إلا أنها تنقض الوضوء، ويجب غسلها من الثوب والبدن.

هي ماء أبيض يخرج من المرأة، وعلى الرغم من طهارته، إلا أنه من نواقض الوضوء، وإذا أصاب ملابس أو جسد المرأة عليها القيام بغسله.

الطهارة شرط من شروط الصلاة، فمن لم يتطهر لا تصح صلاته، فإذا أصاب ثوبك الجنابة عليك بغسل مكان الجنابة أو تغيير الثياب، حتى تكون صلاتك صحيحة.

قد يعجبك أيضًا