هل يجوز المسح على الشراب

هل يجوز المسح على الشراب؟ وما هو موقف القرآن الكريم، والسنة النبوية الشريفة من هذه القضية؟ فالشخص قد يضطر إلى مسح الجوربين من الخارج عندما يكون الجو باردًا، أو أثناء السفر، فهل يجوز المسح على الشراب؟ هذا ما سنوضحه لكم عبر موقع زيادة.

هل يجوز المسح على الشراب؟

نعم يجوز المسح على الشراب، والدليل على ذلك قول الله ـ عز وجل – في كتابه الكريم: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ…} [سورة المائدة: الآية 6]، فكلمة (أرجلَكم) هنا معطوفة على (رؤوسكم)، أي أنها تدخل في حكم المسح، ويُمكن أن تكون معطوفة على (وجوهكم) فتدخل في حكم الغسل أيضًا، وبالتالي فيجوز مسح القدمين أو غسلهما، فالغسل يكون عند انكشاف القدمين أو عدم ارتداء جورب أما المسح فله العديد من الشروط التي سوف نوضحها لكم، ولكنه جائز بدليل حديث المُغيرة بن شُعبةَ رَضِيَ اللهُ عنه قال” : كنتُ مع النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في سَفرٍ، فأهويتُ لِأنزعَ خُفَّيه، فقال: دَعْهما؛ فإنِّي أدخلتُهما طاهِرَتينِ، فمَسَح عليهما”

اقرأ أيضًا: هل السائل الشفاف اللزج يبطل الوضوء

شروط المسح على الشراب

لتوضيح هل يجوز المسح على الشراب لا بد من الإشارة إلى شروط المسح على الشراب، وهي تنقسم لشروط متفق عليها، وشروط مختلف عليها، أما الشروط المتفق عليها فهي:

  • أن يكونا طاهرين طهارة تامة، والدليل على ذلك حديث المُغيرة بن شُعبةَ رَضِيَ اللهُ عنه قال” : كنتُ مع النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في سَفرٍ، فأهويتُ لِأنزعَ خُفَّيه، فقال: دَعْهما؛ فإنِّي أدخلتُهما طاهِرَتينِ، فمَسَح عليهما”.
  • عدم إصابة الجوربين بالنجاسة.
  • أن يشمل الجوربان الكعبين.
  • استطاعة المشي بالجوربين.

أما بالنسبة لشروط المسح على الشراب المختلف عليها فهي:

  • الاختلاف في مسألة المسح على الجورب مع وجود ثقوب أو خروق فيه، فأجاز المذهبان المالكي والحنفي المسح، بينما لم يجيز مذهبا الشافعية والحنبلية المسح.
  • أن يكون مصنوعًا من الجلد: أجاز المذهب المالكي المسح على الجورب في حال صنعه من الجلد فقط، أما المذاهب الأخرى فاتفقت على جواز المسح على الجورب، بشرط أن يكون سميكًا لا يسمح بمرور الماء للقدم.
  • ألا تظهر القدم من خلال الجورب: فقام المذهب الحنبلي بإجازة المسح على الجورب الذي تظهر القدم من خلاله، أما المذهبان الشافعي والحنفي فيشترطان عدم وصول الماء إلى القدم فحسب.

الشروط العامة للمسح على الشراب:

يوجد بعض الشروط العامة للمسح على الشراب، ألا وهي:

  • أن يتم ارتداؤهما على طهارة.
  • أن يكونا ساترين للكعبين.
  • ألا ينفذ الماء من خلالهما إلى القدم.
  • في حال وجود ثقوب أو خروق يجب أن تكون بسيطة ليجوز المسح عليها.
  • الالتزام بالمدة المعينة للمسح، وهي: يوم وليلة للمقيم وثلاثة أيام ولياليهن للمسافر، لقول عليٍّ – رَضِيَ اللهُ عنه-: “جعَل رسولُ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ثلاثةَ أيَّام ولياليَهنَّ للمسافِر، ويومًا وليلةً للمُقيم”.

اقرأ أيضًا: هل شرب السجائر ينقض الوضوء

مبطلات المسح على الجورب

يوجد بعض المبطلات التي تتسبب في عدم جواز المسح على الشراب، وهي:

  • الجنابة والحيض، ويعد هذين النوعين نجاسة من الحدث الأكبر، والذي يتطلب الاغتسال والطهارة، بينما يجوز المسح على الجورب في حالة الحدث الأصغر، والدليل على ذلك قول أحد الصحابة: “كنَّا! إذا كنَّا مَعَ رسولِ اللَّهِ في سفرٍ أمرَنا ألا نَنزعَهُ ثلاثًا إلَّا من جَنابَه، ولَكِن مِن غائطٍ وبولٍ ونومٍ“.
  • في حالة مرور الوقت المحدد للمسح على الجوربين، وهو: يوم وليلة للمقيم وثلاثة أيام ولياليهن للمسافر، لقول عليٍّ -رَضِيَ اللهُ عنه-: “جعَل رسولُ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ثلاثةَ أيَّام ولياليَهنَّ للمسافِر، ويومًا وليلةً للمُقيم”.
  • ارتداء الجوربين بدون الوضوء.

هل نزع الجوربين ينقض الوضوء؟

اختلف العلماء في مسألة نقض الوضوء لمن خلع جوربيه، وهذا الاختلاف ينقسم لعدة آراء، وهي:

  • قال المذهب الشافعي والحنبلي بأن خلع الجوربين بعد المسح عليهما من نواقض الوضوء.
  • قال المذهب الحنفي بوجوب المسح على القدمين عند انتزاع الجورب بعد المسح عليه.
  • قال المذهب المالكي بأن من قام بخلع الجوربين بعد المسح يتوجب عليه المسح على القدمين بعد خلع الجوربين مباشرة، وإلا يعيد الوضوء.

اقرأ أيضًا: هل قص الأظافر يبطل الوضوء

رأي علماء الدين في المسح على الجوربين

قال الإمام أحمد بأن المسح على الجوربين أفضل وأيسر من خلعهما وغسل القدمين، استنادًا إلى:

  • أن ديننا دين يسر وليس عسر، والدليل على ذلك حديث أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- أنّها قالت: “ما خُيِّرَ رَسولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- بيْنَ أمْرَيْنِ إلَّا أخَذَ أيْسَرَهُمَا، ما لَمْ يَكُنْ إثْمًا…”. المصدر صحيح البخاري.
  • لأن الله أباح المسح على الجوربين، والدليل على ذلك أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: “إنَّ اللَّهَ يحبُّ أن تؤتَى رُخصُهُ، كما يحبُّ أن تؤتَى عزائمُهُ” رواه عبد الله بن عمر
  • لأن مسح الجوربين مخالف لآراء أهل البدع، فيوجد بعض الجماعات التي تقول بعدم جواز المسح على الخفين، ومن تلك الجماعات الخوارج والشيعة.

المسح على الشراب له شروط تجيزه، ولكن إذا لم يتم توافر شرط من الشروط وقع المسلم في حرج، فيجب أن يكون الشراب يتضمن الكعبين ولا ينفذ منه الماء، وأن يكون الشخص متوضئًا قبل ارتدائه، وأن يكون على طهارة تامة من الحدث الأكبر، ولا يتجاوز المدة المحددة للمسح.

قد يعجبك أيضًا