هل من واجبات الزوجة الطبخ والتنظيف شرعًا

هل من واجبات الزوجة الطبخ والتنظيف شرعًا؟ أم هو فضل من الزوجة على زوجها، لأن هذه المسألة تسببت في تدمير العديد من الزيجات، فما هو قول الشرع؟

من خلال السطور القادمة عبر موقع زيادة سنعرض لكم جواب سؤال هل من واجبات الزوجة الطبخ والتنظيف شرعًا؟ وما هي حقوق الزوج وواجباته كما حددها الإسلام، وما هي حقوق الزوجة في الشرع.

هل من واجبات الزوجة الطبخ والتنظيف شرعًا

قال الله سبحانه وتعالى في الآية الأولى من سورة النساء:

(يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ ۚ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا).

فالزواج من أول ما أرسى قواعده الدين الإسلامي، ووضعها في الإطار الذي يتناسب بين الزوج والزوجة، فلا جور على حقوق الزوجة، ولا تقصير في واجبات الزوج.

فالإسلام دين التكافل، والتكامل بين أطياف المجتمع ككل، فأتاح الإسلام أسس التعامل بين الرجل والمرأة، وحقوق كلٍ منهما على الآخر وواجباته.

فقال الله سبحانه وتعالى في الآية رقم مائتين وثمانية وعشرين من سورة البقرة:

(وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ ۚ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ ۗ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ)

لعل العديد من الأزواج أو الشباب المقبلين على الزواج يسألون ما هي حقوق الزوج على زوجته؟

أما النساء فسؤالهن مختلف قليلًا، حيث يرردن هل من واجبات الزوجة الطبخ والتنظيف شرعًا؟ كلا السؤالين يؤدي إلى إجابة متشابهة، والإجابة هنا هي لا يجب على الزوجة خدمة زوجها في الشرع بل يجوز.

فالفارق بين الجواز والوجوب مثل الفرق بين فرض العين والنافلة، ففرض العين هو أمر ملزم الإنسان به، أما النافلة فهي التي يفعلها الإنسان من باب الفضيلة، وإن لم يفعلها فلا إثم عليه.

لكن في العرف والتقاليد هو أمر واجب على المرأة، ويجب عليها أن تقوم بأعمال بيتها الزوجية، وهذا الموضوع هو محل خلاف بين أهل العلم، فمنهم من يقول إن للرجال القوامة والإمارة على النساء، ولذلك فإن واجب الزوجة هو الأعمال المنزلية.

اقرأ أيضًا: واجبات الزوجة في المنزل

أقوال الفقهاء الأربعة في خدمة الزوجة لزوجها

في السطور السابقة قد أوضحنا لكم إجابة سؤال هل من واجبات الزوجة الطبخ والتنظيف شرعًا أم لا، وقد أوضحنا اختلاف العلماء في وجوبها من جوازها، لذلك فإننا سنعرض في هذه الفقرة أقوال الأئمة الفقهاء الأربعة في حكم طبخ الزوجة لزوجها والتنظيف.

انقسم جمهور علماء المذاهب الأربعة إلى قولين، القول الأول وهو قول جمهور علماء الشافعية “مذهب مسلمي غرب أفريقيا”، والحنابلة “مذهب مسلمي الخليج”، وبعض علماء المالكية في أن الزوجة لا يجب عليها خدمة زوجها.

بل عليها أن تقوم بما جرت به العادة، وهو القيام بأعمال المنزل، فالزوج مكلف بالعمل وكفاية زوجته وعياله من مستلزمات الحياة من مأكل، ومشرب وخلافه، لذلك فعلى المرأة أن تقوم بأعمال البيت من باب العرف لا الوجوب.

أما جمهور علماء المالكية “مذهب مسلمي شمال أفريقيا وبعض مسلمي الشام”، وجمهور علماء الحنفية “مذهب أهل مصر”، هو وجوب خدمة الزوجة لزوجها، ووجوب القيام بأعمال المنزل من طهي، وتنظيف وخلافه.

الشاهد لدى علماء المذهبين هو الحديث الشريف الذي رواه أبو ظبيان حسب ما أخرجه شعيب بن أرناؤوط في شرح السنة وهو صحيح، حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

لو كنْتُ آمِرًا أحدًا أنْ يَسْجُدَ لِأَحَدٍ، لَأَمَرْتُ المرأةَ أنْ تَسْجُدَ لِزَوْجِها

في الحديث توضيح لواجب الزوجة نحو زوجها، فالسجود هو أمر عظيم، ودليل على الطاعة، لذلك يسجد المسلم لله سبحانه وتعالى في الصلوات الخمس.

كما ذهب بعض من علماء المالكية إلى أن للزوج الإمامة على امرأته كما جاء في قول الله سبحانه وتعالى في سورة النساء الآية الرابعة والثلاثين:

(الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ).

اقرأ أيضًا: أحاديث عن حقوق الزوجة

قول علماء القرن العشرين في هذه المسألة

بدأ سؤال هل من واجبات الزوجة الطبخ والتنظيف شرعًا في الانتشار بين النساء المسلمات في منتصف القرن العشرين، تحديدًا في نهايات الستينات والسبعينات، لذلك سنعرض لكم بعض آراء العلماء في مسألة خدمة الزوجة لزوجها.

ذهب جميع العلماء إلى أن قيام الزوجة بأعمال بيتها هو من الواجبات على المرأة، فاستشهد بهذا القول الشيخ محمد بن صالح آل عثيمين -رحمه الله- فذكر قول الله تعالى في الآية التاسعة عشر من سورة النساء:

(وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ ۚ).

فالمعاشرة تكون بمراعاة الزوج لزوجته في أمور الحياة، وتوفير سبل الرعاية من المأكل، والملبس، وخلافة، ومن صور المعاملة الحسنة هو رد الإحسان بالإحسان، ورد هذا الإحسان يكون بمساعدة الرجل في أداء واجبه عن طريق خدمته في المنزل.

هذا القول اتفق فيه العلامة عبد العزيز بن عبد الله بن باز رحمه الله، بينما الشيخ عطية صقر -رحمه الله- قال إن خدمة الزوجة لزوجها مظهر من مظاهر المشاركة والتعاون في بناء الأسرة.

كما أن هذا الأمر موجود في الشرائع السماوية منذ القِدم، فهو موجود في لدى اليهودية والمسيحية، والإسلام لا يخالفهما، ففي الإسلام استشهد الشيخ بالحديث الصحيح المتفق عليه من رواية ابن عمر عن رسول الله.

والمَرْأَةُ راعِيَةٌ في بَيْتِ زَوْجِها ومَسْئُولَةٌ عن رَعِيَّتِها..”

قال الشيخ أن فاطمة الزهراء بنت رسول الله كانت تطحن الحبوب بالرحى حتى آلمتها يديها، والسيدة أسماء بنت أبي بكر كانت تساعد زوجها في رعي الأغنام.

فالوجوب من هذه الخدمة هي الطبخ والغسل، وقال الطبري إن خدمة البيت تكون لازمة في قول الإمام مالك بن أنس، على الشخص الفقير أو الشخص الذي لم يكن عنده خادم يقوم بأعمال البيت فيجب عليها القيام بأعمال البيت.

اقرأ أيضًا: حق الزوجة على زوجها المسافر

أقوال العلماء المعاصرين في خدمة الزوج

إجابة سؤال هل من واجبات الزوجة الطبخ والتنظيف شرعًا لم تنتشر في القرن العشرين بقدر انتشارها في أيامنا هذه لذلك في سطور هذه الفقرة سنعرض لكم قول العلماء المعاصرين في مسألة خدمة الزوجة لزوجها.

ذهب بعض العلماء أن الطبخ والمسح، وخدمة البيت غير بواجب ومن بعض العلماء الذين قالوا هذا الرأي الشيخ عمر عبد الكافي، وأوضح أن هذا العمل من باب التفضل، وهو من أشكال حسن المعاشرة بينهما.

أما فضيلة الشيخ سعيد الخثلان قال: إن الخدمة لا تلزم الزوجة شرعًا، وهو يعود إلى العرف، فإن كان عرف الدولة هي خدمة الزوجة لزوجها فهو كذلك، وهو من باب المعاشرة بالمعروف.

الشيخ عبد العزيز بن فوزان آل فوزان قال: إن المعروف عُرفٌ كالمشروط شرطًا، فإن كانت الزوجة تخدم في بيت أهلها، فيلزم أن تخدم زوجها، أما إن كانت الزوجة لا تخدم في بيت أهلها والرجل ميسور الحال فعليه أن يحضر لها خادمة.

فهذا من باب حسن العشرة، وكذلك أيضًا من باب حسن المعاشرة هو أن يساعد الزوج زوجته في أمور بيتهما.

الزواج شركة تأسست في بدايتها على الرحمة والمودة وحسن المعاشرة بين الرجل والمرأة، فعلى كلا الطرفين أن يتحليا بالرحمة والإحسان، لتدوم الشراكة طويلًا.

قد يعجبك أيضًا