هل تركيب الأظافر حرام

هل تركيب الأظافر حرام؟ وما علة تحريمه؟ أباح لنا الشرع بعض أساليب الزينة للرجال والنساء، ولكن بشرط ما لم تتسبب بفتنة أو إبطال ركن من أركان الإسلام.

كذلك نجد أنه دائمًا ما يرتبط الحكم بتفسير منطقي يتماشى مع العقل وصحة الجسد، لذا من خلال هذا الموضوع الذي سيعرضه لكم موقع زيادة سنتعرف سويًا على إجابة سؤال هل تركيب الأظافر حرام.

هل تركيب الأظافر حرام

يومًا بعد يوم تظهر تلك الوسائل التجميلية التي تقوم بإبراز الجماليات وإخفاء العيوب سواء عند الرجل أو المرأة بحد سواء، وهنا يأتي السؤال المطروح على الساحة، من منا لا يريد أن يبدو في أوج زينته؟

في رأي البعض قد تختلف الإجابة عن ذلك السؤال باختلاف ما تعنيه كلمة أوج زينته، فسواء أكانت تلك الزينة ظاهرية في الشكل والملبس أو الرائحة الجذابة المنبعثة، أو في الجوهر وما نحتويه نحن من ميزات داخلية، فجميعها محاولات منا للوصول لأوج زينتنا.

لكن أعرني انتباهك فيما هو قادم، أليس عندك شك بأن الله جميل يحب الجمال، وأن الله قد أمرنا أن نتجمل ونتزين بداية من المظهر الخارجي والملبس نهايةً عند الجوهر الداخلي والتجمل من الداخل بالخلق الحسن وخلق الإسلام وخلق نبينا الكريم.

انطلاقًا من تلك النقطة وللإجابة عن السؤال هل تركيب الأظافر حرام، فيجب عليك معرفة عدم وجود تعارض بين كون الله تعالى قد حثنا على التجمل وأمرنا بالتزين في كل وقت وبين كونه في بعض الأحيان يمنع عنا أو يحرم بعض الوسائل التجميلية المبتكرة حديثًا، بالطبع ومن البديهي فهنالك علة مسببه لهذا المنع.

إن علماء الدين على مر العصور قد حاولوا جاهدين تفسير آيات الله وشرائعه على النحو الذي يعتقدون أنه الأكثر صحة وصلة بكلام رسولنا الكريم، فقد تجد وجود تضارب بين آراء العلماء في بعض الأحيان، وهنا تظهر المقولة التي تنص على أن في اختلاف العلماء رحمة للمسلمين.

فأيًا كان الرأي الذي ستتبعه فأعلم أن قائله قد اجتهد فيه وتوصل لكونه الأكثر دقة في تفسير آيات الله ومدي ما كان الفعل حلال أو حرام، أما عن حكم تركيب الأظافر فقد استقر العلماء على حالتين.

اقرأ أيضًا: طريقة تركيب الأظافر السيليكون بخطوات سهلة ومميزاتها

الرأي الأول للعلماء حول جواز تركيب الأظافر

بعد البحث والمعرفة للإجابة عن السؤال هل تركيب الأظافر حرام، وفي سبيل الإلمام بكل متطورات العصر من وسائل تجميلية مختلفة، خاصة فيما يتعلق بتركيب الأظافر فقد انقسمت الآراء عدة انقسامات.

أول تلك الأسباب ترجع وفقًا لسبب رغبة المرأة في تركيب أظافر، فمن المعروف أن المرء في أغلب الأحيان يحاسب على نيته لذا فوجب تحديد السبب ومعرفة النية.

من الأسباب الأولية التي تلجأ إليها النساء لتركيب الأظافر هو في حالة ما إذا كان وضعها يرجع لسبب ضروري، بمعنى أنه في بعض الأحيان قد تحدث حوادث صعبة من شأنها الإضرار بمظهر اليد والأظافر للفتاة، أو تعرض الفتاة لعمليات معينة والتي تتسبب في نزع الاظافر وتشوه مظهرها.

سيرًا على نفس المنوال قد تحدث حوادث مثل الحرق أو غيرها من المسببات لتشوه الشكل الخارجي للأظافر وإتلافها، هنا لم يؤكد العلماء ضرورة كونه حرام، على العكس فقد أتت الآراء بالإجماع بأنه لا حرج ولا حرمة في تركيب الأظافر بغرض التداوي وليس التجمل والتزين، ودعنا نؤكد على أنها ليست بنية التجمل ولا التزين.

استمد العلماء تلك الفتوى من تلك الواقعة القديمة الحادثة مع نبينا صلى الله عليه وسلم، حين قال عرفجة بن أسعد رضي الله عنه حين قال فيما معناه أنه حين أصيب في إحدى المعارك في أنفه قد اتخذ أنفًا من ورق لمداراة التشوه الحادث لها، إلا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد حثه على اتخاذ أنفًا من ذهب.

نستنتج من ذلك أن هذا تصريح مباشر من رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه في حال تشوه جزء من أجزاء الجسم؛ فلا إثم عليك إن حاولت مداراته طبقًا لما في زمنك من وسائل متعددة.

الرأي الثاني للعلماء حول حكم تركيب الأظافر

دوام الحال من المحال، تلك حقًا إحدى ثوابت الزمن، فبعد ما تم من اتفاق بين العلماء حول الإجابة على السؤال المطروح هل تركيب الأظافر حرام، وكانت الإجابة نافية، وذلك كون تركيب الأظافر في حالة ما لبستها الفتاة بغرض التداوي أو التعافي جراء حادثة او إصابة أدت إلى حدوث تشوه في منطقة الأظافر.

إلا أنهم قد أخلفوا في الرأي أثناء بحثهم للإجابة عن السؤال هل تركيب الأظافر حرام، فأبدى كلًا منهم فتوته طبقًا لما رآه كلًا منهم أدق وأصح.

1- حالات تحريم تركيب الأظافر

كنتيجة لبحثهم عن سؤال هل تركيب الأظافر حرام، آتي الشق الأول من الآراء بتحريم تركيب الأظافر في حال ما أرادت الفتاة تركيبها بغرض التزين أو التجمل، والذي سيؤدي إلى لفت النظر إليها مما يثير غرائز أو يؤدي إلى بعض الأفكار الغير سوية.

حيث إن تركيب تلك الأظافر يتنافى مع ما تفرضه الشريعة من أحكام تحرم على الإنسان تغيير ما خلقه الله، فقد تلجأ بعض الفتيات لتركيب تلك الأظافر بهدف تجميلي، يرغبون في تغيير مظهر أظافرهم التنبيهية التي خلقها إلى لتكن أكثر طولًا وملونة بألوان مختلفة من شأنها لفت النظر.

حيث نص ديننا الحنيف على تحريم قيام المرأة بالتزين لغير زوجها، لما فيه من إشاعة للفتن بين الناس، فإن ارادت المرأة تركيب تلك الأظافر وكان الغرض منها التزين داخل المنزل لزوجها فلا حرج عليها فيه، ولكن إن أرادت تركيبها والخروج بها والسير بين الناس فقد آتي الدين محرمًا لتلك الفعلة أشد التحريم.

بالإضافة إلى ذلك السبب الذي لا يقل في الأهمية ما يسبقه، بأن الشريعة الإسلامية قد وضعت عدة محرمات قد حذرت منها أكثر من مرة.

أتى ذلك التحريم على لسان الرسول على الله عليه وسلم حين حذر من الوشم والنمص والتفلج ووصل الشعر، لما فيهم من محاولة صريحة لتغيير ما خلق الله بشكل غير محبذ نهائيًا.

حتى نكون أكثر توضيحًا فدعنا نصف تلك المحرمات في عجاله واستيفاء، الوشم هو الرسم على الجلد عن طريق غرز الإبرة في الجلد بهدف وضع صورة أو رمز على البدن، وتم تحريمه لما فيه من ضرر أكيد على خلايا الجلد والذي قد يصل لحد موتها والتسبب بأضرار أكبر.

كذلك فقد تم تحريم النمص وهو نتف الحاجبين، أما عن التفلج فهو تقسيم مقدمة الأسنان بهدف التجمل، وأخيرًا وصل الشعر بمعني تطويل الشعر بتركيب أجزاء إضافية له.

2- حالات إجازة تركيب الأظافر

من جهة أخرى وفي نطاق ببحث العلماء للإجابة على السؤال هل تركيب الأظافر حرام، فقد أهتدى بعض العلماء لذلك الرأي والذي ما كان سوى إضافة لما قبلة وليس رأيًا مخالفًا له.

ما غفل عنه العلماء سابقًا حين أجازوا تركيب تلك الأظافر بهدف التزين للزوج في المنزل هو إمكانية تسبب تلك الأظافر المركبة في إبطال أحد أهم أركان الإسلام على الإطلاق وهو الصلاة.

فمما لا شك فيه أن الصلاة تفوق في قيمتها كل شيء بعد شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله، فهي الركن الثاني من أركان الإسلام، وهنا يحدث التعارض.

حيث رأى العلماء بعد اطلاعهم على التركيب التفصيلي تلك الأظافر المركبة على الأصابع بأن في وجودها منع كامل لوصول المياه لكافة أجزاء اليد عند الوضوء، فقد تحبس الأظافر الماء عن الوصول إلى كافة أجزاء الأصابع في حال الوضوء وهو ما يبطل الوضوء وعليه فستبطل الصلاة.

من هنا أتت الإتاحة والإجابة عن السؤال هل تركيب الأظافر حرام، ولكن بشرط، وهو أنه لا غبار على المرأة تركيب الأظافر الصناعية في حال ما أرادت التزين لزوجها.

لكن يجب عليها الحرص عند الوضوء وفك تلك الأظافر المركبة لضمان حدوث وضوء سليم يصل فيه الماء لكافة أجزاء الجسم.

اقرأ أيضًا: هل قضم الأظافر يبطل الصيام؟

حكم طلاء وتطويل الأظافر

استكمالًا لما بدأناه للإجابة عن السؤال هل تركيب الأظافر حرام، وفي إطار حديثنا عن أحكام ما يتم من تغيير لشكل الأظافر سواء عن طريق تركيب أظافر صناعية أو تطويل أو طلاء الأظافر، فقد أتت الأسئلة مستفسرة عن الأحكام الدينية المتعلقة بتطويل وطلاء الأظافر.

هنا اتفق فقهاء الدين على بعض النقاط الهامة والتي منها أن تقليم وطلاء الأظافر يعد واحدة من السنن المؤكدة عن النبي صلى الله عليه وسلم، فقد أكد الرسول على عدة أشياء يفعلها الإنسان بالفطرة السليمة بغرض النظافة أو الاهتمام بالنفس والتي أهم ما ذكر فيها هو تقليم الأظافر.

كذلك اتبع العلماء إلى جانب فقهاء الدين استكمالًا لما بدأوه بالإجابة عن السؤال هل تركيب الأظافر حرام، بأن في تطويل الأظافر بشكل عام إعطاء فرصة أكبر لتراكم القاذورات والأوساخ.

مما يجعلها بيئة خصبة لنمو العدوي والأوبئة وكذلك الأمراض، على عكس تقليمها بشكل دائم والاعتناء بها مما يجعلها أجمل شكلًا وأكثر نظافة وخلو من الجراثيم والأمراض.

لم يأتي ذلك التحريم الصريح في حال ما أرادت المرأة أو الرجل في إطالة أظافرهم، ولكن جاءت الآراء بإعلانه أحد المكروهات الغير مستحبة لما فيه من أضرار صحية كما ذكرنا من قبل، بالإضافة إلى أن فيه تشبه بغير المسلمين وهو ما نهانا الشرع عنه سواء قرأنًا أو أحاديث نبوية.

أما عن حكم طلاء الأظافر فقد لاقى من الرأي ما لاقته الأظافر الصناعية من حيث كونه يحجب الماء عن الوصول لكافة أجزاء اليد، فلا جناح إن أرادت المرأة التزين لزوجها بالمنزل عن طريق وضع طلاء للأظافر مختلف الألوان، ولكن يجب عليها إزالته عند الوضوء لضمان وضوء وصلاة سليمة ومقبولة.

حدود زينة المرأة في الإسلام

بعدما انتهينا من الإجابة على السؤال هل تركيب الأظافر حرام، وأتممنا كل ما يخص حكم تركيب الأظافر الصناعية وتطويل الأظافر وكذلك طلائها، فيجب علينا أن نختم حديثنا ملمين بكل ما هو مسموح وغير مسموح بخصوص زينة المرأة في الإسلام.

عظم الإسلام من مكانة المرأة، وجعلها ذات قيمة عظيمة في الدنيا والآخرة، فأعطاها في الدنيا من الحقوق ما فاق الذكر في بعض الأحيان مثل حقها الميراث على سبيل المثال، وكرمها في الآخرة حيث جعل الجنة تحت قدميها في حالة ما بلغت أكثر المناصب علوًا وشرفًا وهو منصب الأمومة.

لذا فقد وضع الإسلام بعد الحدود لتزين المرأة وإظهار ما يجب أن يتم إظهاره منها، حيث لم يحرم الإسلام المرأة من إبداء زينتها أمام محارمها سواء أن كان الأب أو الأخ او الزوج أو الابن، ولكن لم يبح لها إبداء زينتها أمام محارمها.

يظهر في تلك الحدود قيمة المرأة الحقيقية في الإسلام، فهي بمثابة الجوهرة الثمينة التي يحظر على العامة رؤيتها والتمتع بجمالها، إنما هم خاصتها وأهلها من أقرب الأقربين.

أما عن أشكال الزينة المحبذة في الإسلام فهي النظافة والتزين وإزالة الشعر من الأماكن الغير محبذة، وبالطبع بعد ما علمنا الإجابة عن السؤال هل تركيب الأظافر حرام، فيمكن للمرأة استخدام تلك الأظافر كوسيلة تجميلية للزوج بشرط إزالتها عند الوضوء.

اقرأ أيضًا: كريم لتطويل الأظافر من الصيدلية

الزينة المحرمة في الإسلام

اتبع العلماء عن حديثهم حول هل تركيب الأظافر حرام، بالحديث بشكل أشمل عن الزينة المحرمة في الإسلام والتي لا يجب على المرأة المسلمة فعلها.

تجدر الإشارة إلى أن تلك المحرمات قد أتت على لسان الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام عندما قام بتحذيرنا من الوشم والنمص والتفلج ووصل الشعر، لما فيهم من محاولة صريحة لتغيير ما خلق الله بشكل غير محبذ نهائيًا.

ما أكثر المزايا المباحة لنا من الإسلام ولكن عن قصر نظر من البعض فقد يقومون بارتكاب المحرمات رغم قلتها دون حتى أن يكلفوا أنفسهم ويسألوا أولي الأمر.

قد يعجبك أيضًا