هل قراءة سورة البقرة يوميًا بدعة أم لا

هل قراءة سورة البقرة يوميًا بدعة على الرغم من فضلها الذي تحدث عنه العلماء والفقهاء مستندين للأحاديث النبوية الشريفة؟ هذا ما سنعرفه في السطور التالية على موقع زيادة.

هل قراءة سورة البقرة يوميًا بدعة

هل قراءة سورة البقرة يوميًا بدعة

إن سورة البقرة من السور القرآنية التي ورد في فضل قراءتها أحاديث عن الرسول صلى الله عليه وسلم، ويجوز لقارئ القرآن أن يقرأها مرة كل يوم أو كل يومين أو كل ثلاثة أيام أو كل أسبوع.

إن الإكثار من تلاوة سورة البقرة فيه خير كثير للقارئ ومأجور عليه، وتلاوة القرآن الكريم والإكثار منه والمداومة عليه فيه الخير والنفع الكثير.

لكن على القارئ لسورة البقرة معرفة فضل تلاوتها، والإكثار منها يأتي من باب الاستحباب لعظم الأجر وليس على وجه الفرض فالقرآن كله متعبد لتلاوته، ولكن علينا أن نتبع السنة النبوية الشريفة وهدي الرسول صلى الله عليه وسلم ومن بعده الصحابة رضوان الله عليهم.

ففضل قراءة سورة البقرة ثابت بالأحاديث النبوية الشريفة الصحيحة ويستحب الإكثار والمداومة لنيل الأجر على وجه العموم، أما تخصيص كيفية أو وقت أو عدد لم يرد في السنة، يدخل صاحب القراءة في باب بدعية الفعل وعدمه، ومن الأولى له أن يقتضي بفعل الرسول صلى الله عليه وسلم وصحابته وهو الأصح والله أعلم.

يمكنك أيضًا الاضطلاع على: فضل سورة البقرة في استجابة الدعاء وفوائد قراءة سورة البقرة

الأحاديث النبوية الشريفة عن سورة البقرة

يوجد العديد من الأحاديث التي تدل على أهمية قراءة سورة البقرة فمنها:

روى مسلم وغيره عن أًبِي أُمَامَةَ الْبَاهِلِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: اقْرَءُوا الْقُرْآنَ فَإِنَّهُ يَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ شَفِيعًا لِأَصْحَابِهِ، اقْرَءُوا الزَّهْرَاوَيْنِ الْبَقَرَةَ، وَسُورَةَ آلِ عِمْرَانَ، فَإِنَّهُمَا تَأْتِيَانِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَأَنَّهُمَا غَمَامَتَانِ، أَوْ كَأَنَّهُمَا غَيَايَتَانِ، أَوْ كَأَنَّهُمَا فِرْقَانِ مِنْ طَيْرٍ صَوَافَّ، تُحَاجَّانِ عَنْ أَصْحَابِهِمَا، اقْرَءُوا سُورَةَ الْبَقَرَةِ، فَإِنَّ أَخْذَهَا بَرَكَةٌ، وَتَرْكَهَا حَسْرَةٌ، وَلَا تَسْتَطِيعُهَا الْبَطَلَةُ. قَالَ مُعَاوِيَةُ: بَلَغَنِي أَنَّ الْبَطَلَةَ: السَّحَرَةُ.

في هذا الحديث بيان عن فضل قراءة القرآن، وتخصيص فضل تلاوة سورة البقرة وسورة آل عمران، والترغيب في قراءة سورة البقرة بالبركة التي تحضر على قارئها وتحل عليه، وأن الذي يهمل تلاوتها سيتحسر على ذلك لتضييعه فضلها وأجرها الذي كان سيناله.

يمكنك أيضًا الاضطلاع على: حكم قراءة سورة البقرة يومياً ولماذا سميت سورة البقرة بهذا الاسم

في صحيح ابن حبان عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّ لِكُلِّ شَيْءٍ سَنَامًا، وَإِنَّ سَنَامَ الْقُرْآنِ سُورَةُ الْبَقَرَةِ، مَنْ قَرَأَهَا فِي بَيْتِهِ لَيْلًا لَمْ يَدْخُلِ الشَّيْطَانُ بَيْتَهُ ثَلَاثَ لَيَالٍ، وَمَنْ قَرَأَهَا نَهَارًا لَمْ يَدْخُلِ الشَّيْطَانُ بَيْتَهُ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ.

قال أبو حاتم وهو أحد من روى هذا الحديث أنه يقصد من الشياطين المردة منهم دون غيرهم، وهذا فيه دلالة عظيمة على فضل هذه السورة وخصائصها وفضل تلاوتها فهي تمنع دخول الشياطين في البيت الذي تقرأ فيه لمدة ثلاث ليال.

ثبت في صحيح البخاري وغيره: من قرأ بالآيتين من آخر سورة البقرة في ليلة كفتاه.

قيل عن هذا الحديث عن المراد من قول كفتاه أي كفتاه من الشيطان، وقيل أيضا كفتاه من الآفات، ويرى آخرون أن المقصود من كفتاه أي كفتاه من قيام الليل، وقد يراد جميع الأقوال.

دخَلْتُ على رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وهو في المسجِدِ، فذكَرَ الحديثَ، قال فيه: قُلْتُ: فأيُّ آيةٍ أنزَل اللهُ عليك أعظَمُ؟ قال: آيةُ الكُرْسِيِّ، ثمَّ قال صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: يا أبا ذَرٍّ، ما السَّمواتُ السَّبعُ في الكُرْسِيِّ إلَّا كحَلْقةٍ مُلْقاةٍ في أرضٍ فَلاةٍ، وفضلُ العرشِ على الكُرْسِيِّ كفضلِ الفَلاةِ على تلك الحَلْقةِ.

يمكنك أيضًا الاضطلاع على: أثر سورة البقرة على العارض ومقاصدها والسبب في نزولها وأسبابها

يتضح من الحديث الشريف السابق أن سورة البقرة فيها أعظم آية في القرآن الكريم وهي آية الكرسي وهذا زيادة في علو فضلها وأجر تلاوتها، وروي أن من فضل تعلم آية الكرسي ومعرفة فضلها ومعرفة حقها أن يفتح أبواب الجنة الثمانية له.

ذكرت فيما سبق الإجابة عن سؤال هل قراءة سورة البقرة يوميًا بدعة وذكرت الأحاديث النبوية الشريفة التي تتحدث عن فضل سورة البقرة وتلاوتها وفضل تلاوة آياتها هذا والله أعلم.

قد يعجبك أيضًا