هل إبليس من الملائكة

هل إبليس من الملائكة سؤال يتبادر إلى الأذهان فما هي حقيقته، من خلال التوغل في الأيات القرآنية والأحاديث الشريفة المتعلقة بهذا الموضوع، سنتعرف على إجابة هذا التساؤل بشكل مفصل في هذا المقال عبر موقع زيادة الإلكتروني.

هل إبليس من الملائكة ؟

للإجابة على هذا التساؤل سنتعرف على رأي بعض المفسرين فيما يلي:

رأي الشيخ محمد الأمين الشنقيطي

  • استنادا لقول الله عز وجل “وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدم فَسَجَدُوا إِلَّا إبليس كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ ۗ أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاءَ مِن دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ ۚ بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلًا “
  •  هذه الآية توضح بشكل قاطع أن إبليس من الجن وليس ملاك، لذلك عصى أمر الله عز وجل حين أمره بالسجود لآدم.
  • كما ذكر أن من طبيعة الملائكة الطاعة لله عز وجل والانصياع لأوامره عز وجل
  • ” لا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ”، فإذا كان إبليس من الملائكة فعلا لكان أطاع أوامر الله ولم يعصه.

للمزيد من المعلومات حول إبليس اقرأ في هذا الموضوع: اين يقع عرش ابليس؟ وكيفية تجسُد إبليس للإنسان

رأي ابن عباس في حقيقة إبليس

  • أما ابن عباس ذكر أن إبليس أصله من الملائكة وكان اسمه عزازيل وكان من أفضل الملائكة تعبدا وطاعة لله عز وجل، لكنه عصى أمر الله سبحانه وتعالى حين أمره بالسجود لآدم فأصبح اسمه إبليس وطرد من رحمة الله عندما نجح في إغواء آدم وحواء وكان سبب في خروجه من الجنة.
  • عن أبى مالك، عن أبى صالح، عن ابن عباس، وعن مرة، عن ابن مسعود، وعن ناس من أصحاب رسول الله ﷺ: لما فرغ الله من خلق ما أحب، استوى على العرش، فجعل إبليس على ملك الدنيا، وكان من قبيلة من الملائكة يقال لهم الجن، وإنما سموا الجن لأنهم خُزان الجنة، وكان إبليس مع ملكه خازنًا، فوقع في صدره إنما أعطاني الله هذا لمزية لي على الملائكة”.

رأي الحسن البصري في إبليس

  • يقول الحسن البصري أن الجن والملائكة جنسين مختلفين تماما كما ذكر في القرآن الكريم حيث خلقت الملائكة من النور وخلق الجان من النار والإنسان من الطين، مما يؤكد أن إبليس من الجن لكنه اختار طاعة الله عز وجل فصار يعيش مع الملائكة.
  • لذلك عند خلق الله عز وجل آدم أمر الملائكة أجمعين بالسجود لآدم وكان إبليس معهم فأبى أن يمتثل لأوامر الله، ظنًا منه أنه أفضل من آدم وذلك التصرف يخالف طبيعة الملائكة التي خلقت من أجل الامتثال لأوامر الله عز وجل دون أي اعتراض أو عصيان.

رأي السعدي في إبليس

  • وفقا لتفسير الإمام السعدي أن إبليس كانت له مكانة عظيمة بين الملائكة وأنه ينتمي لهم وقد تمت تسميته بالجن لأنهم كانوا مسؤولين عن الجنة وكان إبليس يعيش مع الملائكة ويتعبد معهم.

كما يمكنكم الاستفادة من الاطلاع على موضوع: الإعجاز البياني في القرآن الكريم وما هو مدلولها بالتفصيل؟

الفرق بين الجن والملائكة

  • الملائكة خلقهم الله عز وجل من النور لطاعته وعدم عصيانه سبحانه، كما أن الملائكة لا تتناسل فلا يوجد لها ذرية.
  • الجن خلق من النار يتناسلون لذا لا يمكن القول أن إبليس من الملائكة، لكنه كان في منزلة عالية يتعبد معهم قبل خلق سيدنا آدم.

أحاديث نبوية عن إبليس

  • ذكر عن رسولنا الكريم هذا الحديث الشريف يوضح ماهية إبليس للمسلمين وكيف عليهم التحصن من وساوس ذريته وأعوانه.
  • (إنَّ إبليس يَضَعُ عَرْشَهُ علَى الماءِ، ثُمَّ يَبْعَثُ سَراياهُ، فأدْناهُمْ منه مَنْزِلَةً أعْظَمُهُمْ فِتْنَةً، يَجِيءُ أحَدُهُمْ فيَقولُ: فَعَلْتُ كَذا وكَذا، فيَقولُ: ما صَنَعْتَ شيئًا، قالَ ثُمَّ يَجِيءُ أحَدُهُمْ فيَقولُ: ما تَرَكْتُهُ حتَّى فَرَّقْتُ بيْنَهُ وبيْنَ امْرَأَتِهِ، قالَ: فيُدْنِيهِ منه ويقولُ: نِعْمَ أنْتَ)
  • لذلك من مضمون الحديث الشريف أن طبيعة إبليس مختلفة تماما عن طبيعة الملائكة، حيث أن إبليس قد أضمر البغض والكراهية آدم ونسله إلى يوم الدين توعد إبليس بإضرام الفتن والكراهية بين البشر.

اقرأ في هذا الموضوع للتعرف على: كيف وقع الشرك في قوم نوح؟ وأسبابه ومن أول من وقع في الشرك؟

لماذا إبليس كان يعيش مع الملائكة

  • خلق الله عز وجل إبليس من النار وهو من الجن الذين تختلف طبيعتهم وأهوائهم عن الملائكة تماما، لكن إبليس أراد التميز عن بني جنسه فاختار أن يطيع الله عز وجل بكامل إرادته.
  • إبليس كان يعيش مع الملائكة التعبد والامتثال لأوامر الله عز وجل، وقد كان بالفعل مطيعًا لا يخالف لله أمرًا.
  • تبدل الأمر بعد خلق آدم والذي كان مثار للدهشة بالنسبة لإبليس وظن أنه من أدنى المخلوقات لأنه خلق من طين، لذا عندما أمر الله عز وجل الملائكة وإبليس بالسجود رفض واستعلى وأعلن العصيان فقد غلبت عليه طبيعته.

ذكر إبليس في القرآن الكريم

في سورة الأعراف تم التنويه عن إبليس بلفظ الشيطان عند الحديث عن قصة خلق آدم وخروجه من الجنة فقد قال الله تعالى:

  • فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطَانُ لِيُبْدِيَ لَهُمَا مَا وُورِيَ عَنْهُمَا مِن سَوْءَاتِهِمَا وَقَالَ مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ إِلاَّ أَن تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونَا مِنَ الْخَالِدِينَ [ الأعراف: 20].
  • يَا بَنِي آدم لاَ يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُم مِّنَ الْجَنَّةِ يَنزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْءَاتِهِمَا إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لاَ تَرَوْنَهُمْ إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاء لِلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ.
  • من خلال الآيات الكريمة السابقة نجد أن الشيطان هنا المقصود به إبليس، حيث أنه كان الوحيد من الجن الذي اختار طاعة الله وعدم معصيته قبل خلق آدم.
  • لذا عندما أمر الله عز وجل ملائكته بالسجود كان الأمر أيضًا لإبليس، برغم أنه من الجن إلا انه كان مساويًا للملائكة في الطاعة والعبادة.
  •   نفذت الملائكة الأمر دون تفكير وأذعنت لأوامر الله أما إبليس فقد تملكه الغرور وعصى أوامر الله بل سعى في إخراج آدم وحواء بعد ذلك من الجنة، مما ترتب عليه طرده من رحمة الله ونزوله للأرض مع سيدنا آدم وحواء لتبدأ العداوة بينهما إلى يوم القيامة.

ويمكنكم الاطلاع على قصة قابيل وهابيل من هنا: من أول من قال الشعر وقصة قتل قابيل لهابيل وعلاقته بأول بيت شعر في التاريخ

من الجلي والواضح لنا أن هناك اختلاف كبير بين الملائكة وإبليس حيث أن طبيعة خلقهم مغايرة، بالإضافة إلى أن الملائكة خلقوا للطاعة فقط والامتثال لأمر الله عز وجل، أما إبليس فقد خلق من طبيعة مخالفة وهي النار.

قد يعجبك أيضًا