هل مرض الجدري خطير

هل مرض الجدري خطير؟ وما هي أعراض مرض الجدري؟ حيث يعتبر مرض الجدري من الأمراض المعدية والمشوهة التي أصابت الكثير جدًا من الناس والأطفال عبر السنين، وعلى الرغم من هذا الانتشار إلا أن العلماء تمكنوا من الوصول إلى علاج له.

لهذا نحن في موضوعنا هذا ومن خلال موقع زيادة نساعدكم في التعرف على مدى خطورة مرض الجدري بشيءٍ من التفصيل.

هل مرض الجدري خطير؟

إن مرض الجدري هو أحد الأمراض الجلدية المعدية التي شق على البشرية إيجاد علاج لها لفترة طويلة على مدار العديد من الأعوام.

فقد كان الجدري يتسبب في موت آلاف من الناس، إلا أن العلماء تمكنوا من القضاء عليه بشكل كلي في النصف الثاني من القرن العشرين وذلك من خلال حملات تطعيم لقاح المرض.

حيث تم عمل برامج عالمية تشمل مختلف الدول حول العالم، لتلقي هذا اللقاح إلا أنه في العصر الحديث لم تعد هناك حاجة للتساؤل هل مرض الجدري خطير أم لا، لأن الإجابة هي لا، فهو لم يعد خطير كما كان، ولم يعد الناس يتلقون لقاحًا له، حيث تم القضاء عليه تمامًا بعد أن كان مرض قاتل وفتاك.

يعتبر هذا المرض أول مرض معدي يستطيع العلماء القضاء عليه بصورة تامة في التاريخ البشري، وهذا ما يجعلنا نعيد النظر في سؤال هل مرض الجدري خطير أم لا؟ لأن المتتبع لتاريخه ومدرك مدى حرص العالم على التخلص منه، يستطيع أن يقول إنه بالفعل مرض خطير.

لكن هذه الخطورة قد تكون في أعراضه وتطوراته ومضاعفاته التي لم يكن الأطباء والعلماء قادرين على السيطرة عليها، إلا أنه بعد التمكن من الوصول في علاج له لم يعد بتلك الخطورة بعد سنة 1980 نتيجة حملات التطعيم التي شهدتها العديد من الدول في العالم.

قد تسبب هذا المرض قبل الحد منه والقضاء عليه تمامًا بوفاة حوالي ثلث المرضى المصابين به، وكان هو أكبر الأسباب التي تؤدي إلى عمى الأطفال في أيام القرن التاسع عشر.

اقرأ أيضًا: متى يعدي مرض الجدري

أعراض مرض الجدري

يتسبب مرض الجدري في الكثير من الأعراض الخطيرة التي يمكن ملاحظتها على المريض بسهولة، والتعرف من خلالها على أنه يعاني من مرض الجدري، حيث يحدث للمصاب طفح جلدي واضح يتخلله بثور وندوب في أجزاء مختلفة من الجسم

فعلى الرغم من أن الكثير من الناس يتعافون منه بنجاح إلا أن البصمات التي يتركها في الجلد تحتاج إلى وقت طويل نسبيًا واهتمام حتى تختفي تمامًا، ومن أبرز أعراض مرض الجدري وخطورته، ما يلي:

  • وجود طفح جلدي باللون الأحمر به قرح مسطحة مرتفعة عن سطح الجلد، وتتحول بصورة تدريجية إلى بثور في الجسم خلال بضع أيام.
  • ظهور حويصلات مليئة بالقيح في أجزاء مختلفة من الجسم، وتتحول البثور إلى حويصلات مليئة بالقيح بشكل كبير، ومن ثم تبدأ في تكوين قشرة على البثور، وحينما يتساقط هذا القشر يترك وراءه أثر ندوب.
  • شعور المريض بالألم في جسمه.
  • شعور المريض بألم شديد للغاية في ظهره.
  • شعور المصاب بالأرق بشكل عام، ويتشابه شعوره مع شعور المريض بالأنفلونزا.
  • ظهور العديد من التقرحات في الفم.
  • الإصابة بالقيء والحمى المرتفعة.
  • الإصابة بالعمى، خاصة إن كانت البثور قد اقتربت من محيط العين.
  • الشعور بالصداع والقشعريرة.
  • انتشار الطفح الجلدي في العادة على الجهة العليا من الجسم، ومن ثم يبدأ في الانتشار بشكل سريع إلى أنحاء أخرى منه، فيصل إلى الأذن والفم والوجه وجلدة الرأس.
  • شعور المصاب بالحكة الشديدة، وإن حدث وهرش المريض في تلك المناطق المصابة فسوف يحدث تلوث جرثومي لجلده، ويترك فيه ندوب واسعة.
  • الألم في البطن، والإصابة بالإسهال.

مضاعفات مرض الجدري

بعد أن عرفنا هل مرض الجدري خطير أن لا، يجب أن نشير إلى أن هناك بعض المضاعفات التي تحدث نتيجة الإصابة بمرض الجدري، مع تطور حالة المرض إلى أعراض أشد خطورة مما سبق، ومن هذه المضاعفات ما يلي:

  • حدوث الجفاف.
  • حدوث التهاب قصبي رئوي.
  • حدوث التهابات في عظام الجسم.
  • حدوث النقي.
  • تطور أعراض المرض ومن ثم وفاة المريض.
  • الندوب الحادة الدائمة حتى بعد التعافي من المرض لا سيما في الوجه.
  • حدوث مضاعفات أخرى صحية مثل العمى، وندوب في الساقين والذراعين.
  • الإصابة بمتلازمة تسمى الصدمة السمية.
  • الإصابة بالتهاب في الدماغ.
  • الإصابة بعدوى بكتيرية في المفاصل أو العظام أو الأنسجة.

أسباب الإصابة بالجدري

في سياق موضوعنا “هل مرض الجدري خطير؟” ينبغي أن نتعرف على الأسباب التي تؤدي إلى الإصابة بذلك المرض، ومن هذه الأسباب ما يلي:

  • يتم انتقال مرض الجدري من شخص إلى آخر لديه العدوى، عن طريق التواصل المباشر مع الشخص المصاب بهذا الفيروس.
  • يتم انتقال المرض من خلال الهواء عن طريق الرذاذ المتطاير الذي ينتج عن العطس أو السعال.
  • ينتقل مرض الجدري من خلال لمس الأغراض أو الأدوات الملوثة المرض مثل الأغطية أو الفراش.

الفئات الأكثر عرضة للإصابة بالجدري

استكمالًا للإجابة عن هل مرض الجدري خطير؟ يوجد هناك بعض الفئات التي تصاب بمرض الجدري أكثر من أغلب الفئات الأخرى، ومن تلك الفئات ما يلي:

  • الأطفال حديثي الولادة أو الرضع.
  • المرأة الحامل لا سيما تلك التي لم تصاب بالمرض من قبل.
  • الشباب في سن المراهقة أو فترة البلوغ.
  • الأشخاص المدمنين على التدخين.
  • المرضى الذين يعانون من أمراض أخرى مثل مرض الربو، ويتلقون أدوية ستيرويدية.
  • أنواع مرض الجدري

هناك بعض أنواع مرض الجدري تشكل خطورة على المصاب، وحين الإصابة بها ينبغي اللجوء إلى الطرق العلاجية المختلفة تبعًا لوصف الطبيب، وتتعدد الأنواع في الفقرات التالية التي تتصل بالإجابة عن هل مرض الجدري خطير؟

اقرأ أيضًا: هل الحزام الناري يسبب الوفاة

مرض الجدري النزفي

كان هذا النوع من مرض الجدري يرتبط بالبالغين فقط، ولا يصاب به الأطفال، وكان يتسبب في الكثير من الأعراض منها ما يلي:

  • الحمى المرتفعة، والشعور بالألم.
  • نزف الدم وتسربه عن طريق البثور التي تصاحب هذا المرض، وكذلك الأغشية المخاطية في جسم المريض.
  • تعرض الشخص لاحتمالية الوفاة، حيث إن الأشخاص الذين كانوا يصابون بهذا النوع من المرض يقضون أسبوعًا واحدًا فقط من بعد الإصابة، ومن ثم يتعرضون للوفاة بسبب تسمم دمهم الذي سببه الجدري النزفي، ولهذا يعد ذلك النوع من أشد الأنواع وأكثرها فتكًا.

مرض الجدري الخبيث

كانت الإصابة بذلك النوع من مرض الجدري تنتشر بين الأطفال وليس البالغين، فهو على العكس تمامًا من النوع الأول، وكان يظهر على الطفل في شكل تقرحات ناعمة على سطح الجلد، وكانت تنتهي معظم الحالات التي تصاب بهذا المرض بموت المريض.

كيفية انتشار مرض الجدري

إن مرض الجدري هو واحد من الأمراض الفيروسية كما قلنا، ويتسبب به في أغلب الوقت فيروس الفاريولا الذي له نوعان؛ أولهما فيروس الفاريولا MAJOR، وهو النوع الأكثر خطورة، أما النوع الثاني من هذا الفيروس فهو MINOR، وهو النوع الأقل خطورة.

من الممكن أن يقوم الشخص باستنشاق لعاب مصاب بالمرض، عن طريق التواصل القريب مع المريض وجهًا لوجه، أو عن طريق السعال، ومن ثم يصاب الشخص كذلك، أو عن طريق لمس سوائل من جسم المصاب أو أقمشة أو أغراض خاصة به.

 العلاج من مرض الجدري

قد تمكن العلماء والأطباء من عمل دواء تجريبي لمرض الجدري، لكن ذلك الدواء لم يدخل حيز التنفيذ والاستخدام بعد، وذلك بسبب عدم وجود حالات للإصابة بهذا المرض في العصر الحديث، أما عن اللقاح الخاص بالمرض فهو متوافر في الوقت الحالي.

لكن لا يتم إعطاء مرضى الجدري هذا اللقاح أو للأشخاص الذين لم يصابوا به، إلا في أوقات استثنائية وحسب، ولبعض الفئات المحددة مثل الفنيين في المختبرات الذين تعتمد وظيفتهم على التعامل مع بقايا ذلك الفيروس في المعامل.

يمكن الحد من آثار الجدري التي تتشابه مع أعراض الأنفلونزا من خلال شرب الكثير من المشروبات الدافئة، والسوائل بكميات كثيرة، وأخذ الأدوية التي تعمل على ضبط حرارة الجسم، وتناول مسكنات الألم، كي تقل الأعراض عند المريض، كذلك يجب التقليل من التلامس مع الناس.

اقرأ أيضًا: متى يشفى مريض الجدري؟

طرق الوقاية من مرض الجدري

إن الأشخاص الذين قد أصيبوا بهذا المرض يطورون مناعة ضده، ولا يمكن لهم أن يصابوا به ثانية، كما يمكن للأشخاص الوقاية منه من خلال تلقي التطعيم الخاص به، حيث يتوافر لقاح ضده، والذي يتشابه في تركيبته مع فيروس مرض جدري البقر، لكنه أكثر أمنًا منه.

إن تلقي الشخص اللقاح قبل أن يصاب بهذا الفيروس يحصل على مناعة أكبر من هذا المرض، وتستطيع التصدي له خلال فترة وقاية وحماية تتراوح ما بين 3 إلى 5 سنوات، ولهذا فإن خطورة مرض الجدري تكون قد قلت.

أما إن تلقى لشخص اللقاح بشكل إضافي فإنه يحصل على حماية لفترة أطول.

يوفر التطعيم باللقاح حماية للأشخاص الذين لم يصابوا بهذا المرض من قبل، ولكن يتم أخذه في ظروف معينة فقط، خاصة أنه لم يعد منتشرًا كما كان، وبسبب الأعراض الجانبية التي تظهر على الأشخاص الذين يتلقون التطعيم بالفيروس، بدأت المؤسسات الطبية في العدول عن استخدامه بكثرة.

كي يقي الشخص نفسه من الإصابة بهذا المرض، يجب أن يقوم بإبعاد نفسه جيدًا عن الأشخاص، الذين أصيبوا بالمرض، حتى إن كانوا من المقربين منه، فالمرض والصحة ليس فيهما مجاملة وتضحية.

إن معرفة إجابة هل مرض الجدري خطير؟ تساعد الناس في الحرص الشديد على تجنب هذا المرض والحد من أعراضه قدر المستطاع عن طريق تتبع سبل الوقاية والعلاج.

قد يعجبك أيضًا