هل صوت المرأة عورة

هل صوت المرأة عورة؟ ومتى يكون عورة؟ إذ أنه من المتعارف عليه بأن عبارة “صوت المرأة عورة” عبارة شائعة يتم تداولها بين بعض الأشخاص، وذلك بسبب اعتقادهم بأن صوت المرأة فتنة ويؤدي إلى إثارة الشهوات.

فهل صوت المرأة عورة بالفعل؟ حيث إننا من خلال موقع زيادة سوف نعرض لكم إجابة ذلك السؤال، وسنوافيكم بكافة المعلومات اللازمة.

هل صوت المرأة عورة

كثيرًا ما نسمع مقولة أن صوت المرأة عورة، ولكننا لا نعرف الحقيقة وراء صحة تلك المقولة، إذ أن البعض يرى بأنها ترددت من أجل الإنقاص من قدر المرأة، والتقييد لحقوقها، بينما البعض الآخر يرى بأنها مقولة حقيقية وجاءت من أجل منع الفتنة.

في الواقع لا يمكننا اعتماد أي رأي في هذه المسألة، إذ أن هناك بعض الأشخاص الذين يقوموا بإصدار الفتوى دون أي علم منهم، وذلك بناءً على معتقداتهم المحدودة، أو أهواءهم.

إذ أننا يمكن التحقق من إجابة سؤال هل صوت المرأة عورة، وذلك من خلال ما جاء في القرآن والسنة، إذ أن الدين الإسلامي لم يترك المسلمين في خيرة أو شك من أي أمر، وقام بوضع الأحكام الفعلية في القرآن والسنة.

حيث إنه وللإجابة عن سؤال هل صوت المرأة عورة، فإن الشيخ ابن باز رحمه الله قال بأن صوت المرأة بذاته ليس عورة، إذ أنه لا يحرم سماعه على الإطلاق، لكن في حالة إذا كان صوت المرأة به تكسيرًا أثناء الحديث، أو خضوع في القول، فإنه في تلك الحالة يكون حرامًا، خاصةً إذ ظهر منها لغير زوجها.

فمن الممكن الاستدلال على ذلك من خلال قوله تعالى ” يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِّنَ النِّسَاءِ ۚ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَّعْرُوفًا”.

أي أنه ولخلاصة القول صوت المرأة لا يعتبر عورة، ولكن يلزم عليها أن يكون صوتها لا خضوع فيه أو حتى فحش، ومن الضروري أن تكون معتدلة في طريقة كلامها.

حيث إنه يقصد بالاعتدال في الكلام بأن تكون المرأة غير مفحشة في القول، ولا تكون خاضعة لكيلا يطمع الشخص الذي في قلبه مرض.

اقرأ أيضًا: ما حكم المرأة التي ترفع صوتها على زوجها وتتطاول عليه بالكلام في الإسلام

بعض الأدلة على أن صوت المرأة ليس عورة

لكي نستطرق بشكل أكثر في موضوعنا الذي يجيب عن سؤال هل صوت المرأة عورة، فإننا فيما يلي سوف نذكر لكم الأدلة الدينية على أن صوت المرأة ليس عورة.

إذ أننا نجد بأن القرآن الكريم يروى لنا قصة بنات سيدنا شعيب عليه السلام وهم يتحدثوا إلى سيدنا موسى عليه السلام في حوار عن ماء مدين، وهذا الأمر يدل على أن صوت المرأة عورة.

فإن الآية التي تدل على تلك القصة هي لَمَّا وَرَدَ مَاءَ مَدْيَنَ وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِّنَ النَّاسِ يَسْقُونَ وَوَجَدَ مِن دُونِهِمُ امْرَأَتَيْنِ تَذُودَانِ ۖ قَالَ مَا خَطْبُكُمَا ۖ قَالَتَا لَا نَسْقِي حَتَّىٰ يُصْدِرَ الرِّعَاءُ ۖ وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ”.

كما أنه في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم حدث العديد من المواقف التي تثبت حضور المرأة بصوتها ليس له أي حرمانية في ذلك.

فمن أشهر تلك المواقف هو عندما جاء بعض النساء لكي يسألن رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أمر ما، وكان الصحابة متواجدون حوله ولم يأمرهم بالقيام، إذ أن صوت المرأة ليس عورة.

كما أنه جاء في الحديث الشريف الذي رواه ابن أنس أنه ” قالَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عنْه، بَعْدَ وَفَاةِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ لِعُمَرَ: انْطَلِقْ بنَا إلى أُمِّ أَيْمَنَ نَزُورُهَا، كما كانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ يَزُورُهَا“.

نستدل من ذلك الحديث أن الصحابة كانوا يتحدثون مع النساء دون أي مشكلة، وهذا الأمر يجعلنا نجيب عن سؤال هل صوت المرأة عورة بلا، فالرسول والصحابة كانوا يتحدثوا مع النساء.

اقرأ أيضًا: عبارات عن المرأة العظيمة 2024

استكمال الإثباتات عن صوت المرأة

لن نقتصر في إجابتنا عن سؤال هل صوت المرأة عورة بهذه الأمور، حيث إننا سوف نستطرد في الحديث عن أفعال الرسول صلى الله عليه وسلم وكذلك الصحابة الدالة عن أن صوت المرأة ليس عورة.

إذ أن الإمام البخاري وكذلك الإمام مسلم رويا في صحيحهما بأن كان هناك جاريتين يقومان بالغناء في العيد بداخل بيت الرسول صلى الله عليه وسلم حيث كانت تتواجد السيدة عائشة رضى الله عنها.

فدخل عليهم أبو بكر، وقال بأن مزامير الشيطان تتواجد في بيت النبي عليه الصلاة والسلام، لكن أجابه الرسول بأن تلك الجارتين ليسوا بمغنيتين وبأن غنائهما لا حرج فيه فإنهما في العيد.

فعن السيدة عائشة رضي الله عنها قالت “دَخَلَ أبو بَكْرٍ وعِندِي جَارِيَتَانِ مِن جَوَارِي الأنْصَارِ تُغَنِّيَانِ بما تَقَاوَلَتِ الأنْصَارُ يَومَ بُعَاثَ، قالَتْ: وليسَتَا بمُغَنِّيَتَيْنِ، فَقالَ أبو بَكْرٍ: أمَزَامِيرُ الشَّيْطَانِ في بَيْتِ رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وذلكَ في يَومِ عِيدٍ، فَقالَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: يا أبَا بَكْرٍ، إنَّ لِكُلِّ قَوْمٍ عِيدًا وهذا عِيدُنَا“.

كما أن الشافعية نصوا على أن صوت المرأة ليس عورة، وبأنها لها الحق في البيع والشراء، وكذلك الإدلاء بشهادتها في المحاكم، والمشاركة في كافة الأمور.

اقرأ أيضًا: ما حكم المرأة التي تغضب زوجها؟

متى يكون صوت المرأة عورة

بعد أن تعرفنا على إجابة سؤال هل صوت المرأة عورة، حان الآن أن نطرح عليكم سؤال آخر وهو متى يكون صوت المرأة عورة.

إذ أن الفقهاء قالوا بأن الصوت نفسه للمرأة والذي يكون بشكل طبيعي ووفقًا للضوابط الشرعية فإنه ليس عورة، بينما إذا كان الصوت يرافقه التكسر، أو التدلل، أو ربما التمطيط.

فإن ذلك الأمر يجعل صوت المرأة عورة، وذلك لأن الصوت الغير طبيعي يعمل على إثارة الشهوة، فمن الواجب على المرأة أن تخفض صوتها ولا تقوم بالتمطيط به أو التقطيع.

لا يعتبر صوت المرأة بنفسه عورة، ولكن إذا كان صادر عن خضوع منها أو ترقيق فإن ذلك يثير الفتن والشهوات، ويجعله عورة.

قد يعجبك أيضًا