هل المس ينتقل من الأم إلى الطفل

هل المس ينتقل من الأم إلى الطفل؟ وهل يوجد ما يسمى بالمس الوراثي؟ وما هو المس عند الأطفال؟ حيث يلجأ البعض إلى عرض هذه الأسئلة على أهل العلم لمعرفة أسباب تعرض الطفل للمس.

لذلك في السطور القادمة عبر موقع زيادة سنعرض لكم إجابة سؤال هل المس ينتقل من الأم إلى الطفل، كما سنوضح لكم أصل المس الوراثي، وعلاج المس عند الأطفال.

هل المس ينتقل من الأم إلى الطفل

المس هو تلبس الجن للإنسان، ويكون هذا التلبس على أنواع إما تلبسًا كاملاً أو تلبس جزئي، أو يكون فقط مسٌ طواف، وقد ورد ذكر المس في القرآن الكريم في الآية رقم مائتين وخمسة وسبعين من سورة البقرة “الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لَا يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ ۚ“.

فقال العلماء المفسرين للقرآن الكريم، ومنهم الإمام الحافظ إسماعيل بن كثير القرشي، إن ما وُرد في الآية السابقة هو تشبيه من رب العزة تبارك وتعالى لقيام آكلي الربا من قبورهم، وحركتهم مثل قيام من صُرعوا من مس الشيطان، وهو دليل على وجود المس.

أما في السُّنة النبوية الشريفة فورد المس في حديثٍ عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من رواية الصحابي الجليل أنس بن مالك، والسيدة صفية بنت حيي رضي الله عنهما، والحديث هو “إنَّ الشيطانَ يَجري من ابنِ آدمَ مجرى الدَّمِ“.

الحديث أخرجه العديد من المحدثين مثل الشيخ ناصر الدين الألباني، وشعيب بن أرناؤوط وأبي نصر السبكي، قال هذه الكوكبة عن الحديث إنه صحيحًا دون أي زيادة عليه.

من الأدلة والشواهد القرآنية السابقة نستنتج إجابة سؤال هل المس ينتقل من الأم إلى الطفل، وهي أن السحر أو المس أو الحسد لا ينتقل من الأم إلى جنينها إن كانت حامل، فلا يوجد أي رأي شرعي كما أوضحنا في السطور السابقة.

كما لا يوجد سبب طبي لما يسمى بالسحر الوراثي، فالسحر يكون المقصود به الشخص بعينه، ولا يمكن أن ينتقل إلى أحد من دمه، حتى وإن كانت الأم حاملًا.

اقرأ أيضًا: الفرق بين المس والسحر والعين

حقيقة المس الوراثي

في السطور السابقة أوضحنا لكم، إجابة سؤال هل المس ينتقل من الأم إلى الطفل، لكن هناك بعض ممن يعتقد بوجود السحر الوراثي، لذلك في هذه الفقرة سنوضح لكم من الأدلة الشرعية والتاريخية حقيقة هذا النوع من السحر، أو المس.

إن الحاسد أو الساحر لا يصيب إلا شخص بعينه، لعدم قدرته على أن يفي بالمتطلبات الجمّة الموجودة في كتب أسحارهم، ولذلك فإن ذهب أحدهم إلى أهل الدجل كي يحسد حاملًا على حملها، أو أراد أن يجعلها ممسوسة هي وطفلها.

فإن السحر أو المس سيصيب المرأة فقط، ويولد الجنين سليمًا معافًا لا ضرر فيه، والشاهد على هذا الأمر هو ما جاء في كتب السيرة النبوية الشريفة عن يهود المدينة، فالمعروف أن اليهود هم أهل سحر وخبث وجن.

فقال اليهود في المدينة إنا سحرنا للمسلمين بألا يولد لهم ولدًا، وروت السيدة أسماء بنت أبي بكر أنها حملت بعبد الله بن الزبير وهي في مكة، ثم هاجرت إلى المدينة وهي قُرب موعد ولادتها، فولدت في قباء، وقباء هي موضع قرب المدينة المنورة، وفيها بني أول مسجد في الإسلام.

ففرح المسلمون به فرحًا جمًا، فحنكه رسول الله صلى الله عليه وسلم، ظهر كذب وافتراء اليهود، أنهم سحروا للمسلمين، والشاهد أيضًا من هذه القصة هو عدم وراثة السحر والمس من الأهل إلى الرُّضَّع.

ذلك تأكيد على أن المس الوراثي لا أصل له في الإسلام، وأن كل ما يقال عن المس الوراثي فيه كذب وافتراء وجهل، وهو من الدجل.

اقرأ أيضًا: الفرق بين المس الشيطاني والمس الجني

هل يصاب الأطفال بالمس؟

قد أوضحنا في السطور السابقة أن المس الوراثي لا أصل له في الإسلام، وقد أجبنا بالنفي على سؤال هل المس ينتقل من الأم إلى الطفل، لكن ماذا يحدث إن أصيب طفلاً بالمس، وهل الأطفال يصابون بالمس من الأساس أم لا.

في خلال سطور الفقرة القادمة سنعرض لكم إجابة سؤال هل يصاب الأطفال بالمس، وما هي أسباب إصابتهم بالمس، حيث إن الأطفال في السن الصغيرة حتى عمر الخمس سنوات أو ست سنوات لا يصيبهم مسٌ أو حسد أو أذى في الحياة العادية.

لكن توجد بعض الأمور التي قد تحدث في البيت فيصبح كل سكان البيت معرضين إلى خطر المس، هذه الأشياء أو العادات تتمثل في لعب الأطفال خارج المنزل في الليل.

فقد ورد حديث فيما معناه عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حينما يحل الليل تغلق الأبواب والأضواء، ويدخل الأطفال من الخارج، وإقفال أواني الطعام، أما السبب الثاني الذي قد يصيب الطفل بالمس هو عدم التزام الأسرة بتعاليم الإسلام الأساسية مثل الصلاة وقراءة القرآن في المنزل.

لكل داء دواء وطرق للوقاية منه، وطرق وقاية الأطفال من المس هي:

  1. تشغيل سورة البقرة يوميًا في المنزل.
  2. عند الجماع قول “اللهم جنبنا الشيطان، وجنب الشيطان ما رزقتنا“، والتأكد من الطهارة بعد الوطء.
  3. قراءة وتشغيل سورة النساء، خاصة في بداية الزواج.
  4. رُقية الطفل، ومسح فراش الطفل.

اقرأ لأيضًا: آيات إبطال السحر والعين والحسد والمس مكتوبة

علاج الحامل والطفل الذي أصيب بالمس

عرضنا لكم في السطور السابقة طرق وقاية الطفل من المس، وما هي أسباب المس لدى الأطفال، لكن ماذا إن أصيب الطفل أو المرأة الحامل بعين الحسد، أو بمسٍ من الشيطان، لذلك في هذه الفقرة سنعرض لكم طرق علاج الحامل والطفل من المس.

قد سبق وأوضحنا في إجابة سؤال هل المس ينتقل من الأم إلى الطفل أن المس لا ينتقل من الأم إلى الجنين، لكن يقول البعض إن المس إن أصاب امرأة حامل ففيه خطرًا على الجنين.

لا من المس أو السحر، بل لأن الذي أصيب بالمس تكون حركاته غير محمودة عقباها، وقد تسبب في إجهاض نفسها، والطفل إن مسه الجان بمس قد يتسبب في أذاه لنفسه.

لذلك يكثر السؤال عن طريقة علاج الحامل التي أصابها المس، والطفل الذي أصابه المس، وهي عن طريق:

  • الرقية الشرعية بقراءة بآية الكرسي: “اللَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ ۚ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ ۚ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ ۗ مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِندَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ ۚ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ ۖ وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ ۚ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ ۖ وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا ۚ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ“.
  • خواتيم سورة البقرة “آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ ۚ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ ۚ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا ۖ غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ“.
  • بالإضافة إلى قول رسول الله في الحديث الصحيح “باسْمِ اللهِ أَرْقِيكَ، مِن كُلِّ شيءٍ يُؤْذِيكَ، مِن شَرِّ كُلِّ نَفْسٍ، أَوْ عَيْنِ حَاسِدٍ، اللَّهُ يَشْفِيكَ باسْمِ اللهِ أَرْقِيكَ“.

لا يجب على المؤمن أن يتبع وساوس شيطانه في أمر المس أو السحر، فكل تلك الأمور ما إن تمكنت من اعتقاده نالت منه وجعلته يفقد طريق الصواب.

قد يعجبك أيضًا