هل تركيا دولة إسلامية

هل تركيا دولة إسلامية؟ وما هي حقيقة القول بأنها علمانية الأصل؟ يعد ذلك التساؤل مثير للاضطراب أو للريبة لدى البعض، لما مر بتركيا من تغيرات في الأديان كذلك في الحضارة، وبناءً عليه فقد لا يعرف البعض ما هو الدين الرسمي في تركيا، والذي سنذكره لك من خلال موقع زيادة.

هل تركيا دولة إسلامية؟

تعد تركيا واحدة من أقدر وأعرق الدول عالميًا، فقد عاصرت تركيا مرور عدد ليس بقليل من الحضارات المختلفة، الحاملة معها كذلك من الديانات ما لا بأس به، لذلك ووفقًا لما ذكرت فقد يتكون شيء من اللبس حين تسأل شخص ما “هل تركيا دولة إسلامية؟”.

الإجابة على هذا السؤال ببساطة هي “لا” تركيا ليست دولة إسلامية بل دولة علمانية استنادًا على دستورها، ولكنها دولة ذات أغلبية عظمى مسلمة، ولكن هذه الإجابة لا تعد كافية أو واضحة بالشكل الكافي.

عزيزي القارئ سننهج فيما يلي نهجًا معينًا للإجابة عن ذلك السؤال، وحتى نكون أكثر توضيحًا وترتيبًا للأفكار، فسنقوم بعرض بعض الحقائق التاريخية وحتى يومنا هذا حول طبيعة الدين الأساسي المعترف به في تركيا ومن ثم نضع الحكم النهائي للإجابة عن السؤال هل تركيا دولة إسلامية.

سنبدأ بالتمهيد وما هو متفق عليه بدايةً من الفتح الإسلامي لتركيا، حيث إنه وفي زمن الخلفاء الراشدين استطاع المسلمون وبقيادة عثمان بن عفان رضي الله عنه فتح بعض البلاد في جنوب شرق الأناضول وصولًا إلى القسطنطينية عاصمة الدولة البيزنطية والمعتنقة وقتها للديانة المسيحية.

أصبحت تركيا وعاصمتها إسطنبول (القسطنطينية) سابقًا، عاصمة للدولة العثمانية الإسلامية لفترة من الزمن استمرت حتى ستمائة عام، بداية من العام 1299 وحتى العام 1923.

في السابع عشر من نوفمبر للعام 1922 غادر السلطان محمد السادس آخر سلطان عثماني مدينة الأستانة وهي عاصمة تركيا حينها، وتولى مصطفى كما أتاتورك الجمهورية التركية بعدها في الأول من أكتوبر 1923.

أثناء ولاية الرئيس مصطفى أتاتورك وبحلول عام 1928 تم الإعلان رسميًا عن إزالة عبارة أن الدين الإسلامي هو دين الدولة من الدستور التركي، كما أوقف أتاتورك وقتها العمل بالأحرف العربية واستبدلها بالأحرف اللاتينية التي نعرفها حاليًا، إلى جانب إغلاقه لجميع المدارس الإسلامية وحولها رسميًا لمدارس علمانية.

ظل العمل بذلك الدستور حتى تم إنشاء آخر دستور لدولة تركيا والمعلن عنه عام 1982م، فكان ذكر الدولة التركية كونها دولة ديموقراطية علمانية تحكمها سيادة القانون.

اقرأ أيضًا: هل إيران دولة عربية

حقائق إضافية حتى يومنا هذا عن تركيا

استكمالًا لما ذكرناه للإجابة عن السؤال هل تركيا دولة إسلامية، فها نحن نضيف عدة حقائق من شأنها تفيد بالإجابة عن السؤال السابق ذكره.

جدير بالذكر أنه وفي يومنا هذا تزيد نسبة المسلمين بدولة تركيا ما يزيد عن التسعون بالمائة من مجمل الشعب التركي، كما أنه أغلبهم من أهل السنة.

تحدث أحد الصحفيين في مقال له نشر حول الإجابة عن السؤال هل تركيا دولة إسلامية، حيث أشار أن ما يوجد بتركيا اليوم هو حالة من التضارب فيما يخص طبيعة ديانة الدولة، فعند زيارتك لتركيا ستجد الطابع الديني الإسلامي هو الغالب عليها.

فالأتراك يهتمون كل الاهتمام بالمساجد والعمارة الإسلامية بما تشكله من متاحف وآثار إسلامية تعود للدولة العثمانية، كذلك فتجدهم يعلوهم كل الفخر والعزة عند تحدثهم عن مكانتهم القديمة وكونهم كانوا عاصمة الإسلام.

كما أتبع الكاتب الصحفي حديثه قائلًا الغالبية العظمي من مسلمين أهل تركيا والذين كما ذكرنا فاقت نسبتهم التسعون بالمائة هم شديدين التمسك بأصول دينهم وشرائعه مما يجعلك في بعض الأحيان تكاد تجزم بمدى إسلامية تلك الدولة.

ثم يستفيض حديثة وينقلب كل الانقلاب على الجانب الأخر متحدثًا عما لأهلها من انفتاح بدرجة كبيره فيقول، ستفتح الصحف لديهم أو المجلات أو المواقع الالكترونية لتجدها تعج بأخبار الفن والسياسية دون أن تلمح حتى فقرة دينية تثبت وجود مسلمين بتلك الدولة.

إذا وبناءُ عليه، وكإجابة واضحة وصريحة عن ذلك السؤال هل تركيا دولة إسلامية، فإن تركيا وطبقًا لدستورها هي دولة علمانية، ولكن وفي نفس الوقت لا تستطيع أن تتخلى عن بقايا تأثير الحكم الإسلامي والظاهر إلى حد كبير حتى يومنا هذا في أعداد المسلمين ومدى اعتزاز الدولة ببنية المساجد والأثناء الإسلامية.

اقرأ أيضًا: هل تركيا دولة عربية

أهم المساجد في تركيا

كنوع من أنواع التأكيد على ما تم ذكره من إجابة عن السؤال هل تركيا دولة إسلامية، فها نحن نعرض أهم ما تبديه تركيا وتعتز به وبمعماره من مساجد قديمة وتاريخية، وهي كما يلي:

  • جامع السلطان أحمد، وهو المسمى كذلك بالجامع الأزرق، يقع مسجد السلطان أحمد في مدينة إسطنبول في ميدان السلطان أحمد، حيث يقع بالمواجه أمام متحف آيا صوفيا، يعتبر مسجد السلطان أحمد هو أهم وأضخم المساجد بمدينة إسطنبول، وهو يتميز بمظهر معماري شديد الفخامة ويدل على عراقة وأصالة صانعيه.
  • مسجد سليمان القانوني، وهو يسمى في قول آخر بجامع السليمانية، يتميز المسجد لما فيه من أصالة معمارية دالة على عظمة عصرها.
  • كما يتميز المسجد بوقوعه في منطقة تعد في قلب المدينة، فهو يحاوطه من جميع الجهات مستشفى وفندق ومقبرة وأربع مدارس ودكاكين ومئذنة وحمامات وغيرها من أماكن في قلب المدينة.
  • مسجد غار حراء، تكمن عظمة تصميم مسجد دار حراء في كونه يقع تحت الأرض بمسافة تساوي التسعة أمتار، كما تم بناءه قديمًا عن طريق تجميع الأحجار البركانية وترصيصها، فقد أبدع مصمميه حتى يصبح أشبه ما يكون بغار حراء، ذلك بهدف صنع حالة من الروحانية بالمكان للمصلين به.
  • جامع العرب، وهو الذي يقع بإسطنبول، وهو المسجد الوحيد فيما سبق ذكرهم من المساجد الذي تم بناءه على الطراز الأندلسي.
  • جامع صقللي محمد باشا، يعد جامع صقللي محمد باشا واحد من أعرق مساجد إسطنبول وأكثرهم قدمًا، كما تتمثل عظمة تصميمه وبناءه في بناءه فوق آثار كنسية بيزنطية قديمة.
  • مسجد الفاتح، وهو أسطورة تصميمية في مدينة إسطنبول، وذلك لما يظهره من مظهر خارجي وداخلي كدليل على عظمة التصميم والإنشاء بالدولة العثمانية.

اقرأ أيضًا: ما هي عاصمة تركيا

آيا كانت الإجابة عن السؤال هل تركيا دولة إسلامية، فلا تجعل وجهتك في التعامل مع الناس على أساس الدين أو العرق أو البلد، بل كن جيدًا في التعامل مع الغير وعامله بما يصدر منه من معاملة وخلق.

قد يعجبك أيضًا