إن الإنسان خلق هلوعا والفرق بين التفسير والتأويل

إن الإنسان خلق هلوعا آية من آيات القرأن الكريم والتي يرغب الكثير من الناس في معرفة تفسير هذه الآية، وما معني الهلع، ولماذا خلق الانسان هلوعًا، وسنقدم لكم في هذه المقالة شرحًا مفسرًا لهذه الآية، لكن قبل تفسير هذه الآية عبر موقع زيادة.

إن الإنسان خلق هلوعا

يعتبرعلم التفسير من أهم العلوم التي يجب أن يحرص عليها الناس لتدبر معاني القرآن.

  • لغة التفسير: يعني شرح الكتب بالتفصيل، والتفسير لكلمات أي كتاب يعني شرحها وايضاحها، لذلك فإنه يحمل معنى الشرح والتوضيح كما أن تفسير القرآن في الشرع: يعني إيضاح معناه والتعبير عنه.
  • ويعد علم التفسيرهو الذي يرشد الناس إلى فهم كلام الله العظيم الذي أنزل به محمد، صلى الله عليه وسلم، وبيّن معناه، وأحكامه وحِكَمه.
  • علم التفاسير له أُصّل من علوم النحو، والصرف، والفقه، والبيان، والقراءات، مما يساعد على فهم سبب النزول، والناسخ والمنسوخ.

اقرأ أيضًا : اتقوا النار ولو بشق تمرة شرح الحديث الشريف والأمور المستفادة منه

أنواع تفسير القرآن

يعتبرعلم تفسير القرآن في غاية الأهمية بين العلماء، وحاولوا العلماء تقسيم علم التفسير إلى عدة أقسام وهي: التفسير بالمأثور، والتفسير بالرأي، والتفسير بالإشارة، وسنوضح مايختص به كل قسم.

  1. التفسير بالمأثور (التفسير بالرواية)
  • يهدف إلى شرح مراد الله تعالى من آية قرآنية من خلال آية قرآنيه أخرى، أو بما ينقله الرسول صلي الله عليه وسلم أو عن صحابة رسول الله رضوان الله عليهم.
  • الكتب المشهورة في التفسير بالمأثور: تفسير الطبري، وتفسير السيوطي، ويقسم هذا النوع من التفسير إلى عدة اقسام كما هو موضح أدناه:
  • تفسير آية قرآنيه بآية أخري: والمقصود من ذلك هو أن هناك آية تفسر المعنى المراد لآية أخرى، كما في قول الله عزّ وجلّ: (فَتَلَقَّى آدَمُ مِن رَّبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ)، حيث جاءت آية أخرى توضّح المعني المراد منها؛ كقوله تعالى: (قالا رَبَّنا ظَلَمنا أَنفُسَنا وَإِن لَم تَغفِر لَنا وَتَرحَمنا لَنَكونَنَّ مِنَ الخاسِرينَ).
  • تفسير القرآن الكريم بالسنة النبوية: ومعني ذلك بأن يأتي حديث نبوي يفسر المعني المراد لآية معينة، كتفسير حديث رسول الله صلّى الله عليه وسلّم لمعنى الظلم بالشرك، فقد ذكر عبدالله بن مسعود رضي الله عنه ذلك فقال: (قالَ: لَمَّا نَزَلَتْ هذِه الآيَةُ: {الَّذِينَ آمَنُوا ولَمْ يَلْبِسُوا} [الأنعام: 82] إيمانَهُمْ بظُلْمٍ شَقَّ ذلكَ علَى أصْحابِ النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وقالوا: أيُّنا لَمْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ؟ فقالَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: ليسَ كما تَظُنُّونَ، إنَّما هو كما قالَ لُقْمانُ لِابْنِهِ: {يا بُنَيَّ لا تُشْرِكْ باللَّهِ إنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ})
  • تفسير القرآن بما أُثر عن الصحابة: تفسير الصحابة رضي الله عنهم أحيانًا يتوافق مع سبب نزول القرآن فيأخذ بكلامهم، ولا مجال للرأي، لذلك فإن هذا يقتضي حكم المرفوع ، أما إذا كان في الرأي مجال، فيأخذ حكم الموقوف، ما دام لم ينسب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم.
  1. (التفسير بالدراية)
  • وهذا يعني التفسير الذي يعتمد على اجتهاد المفسر، بحيث أن يكون ملمًا بمعرفة كلام العرب والفاظهم ومعناها، ويفهم الناسخ والمنسوخ، وكلما كان متعلقًا بعلوم القرآن، وسبب نزول القرآن.
  • ينقسم هذا النوع من التفسير إلى قسمين وهما: التفسير المذموم والتفسير المحمود.
  1. التفسير الإشاري (تفسيرٌ بالإشارة)
  • يعني تفسير القرآن بالإشارة الخفية، والتي تبدو للأشخاص الذي خصهم الله تعالي بفهم خاص، فيفسر النصوص علي غير ظاهرها.
  • وقد وضع ابن القيم رحمه الله لهذا النوع من التفسير عدة ضوابط، على سبيل المثال، التفسير لا يتعارض مع معنى الآية، وأن يكون المعني صحيح، وغيرها من الضوابط.

اقرأ أيضًا : حديث يدل على محبة الرسول عليه الصلاة والسلام للأنصار

الفرق بين التفسير والتأويل

يختلف التفسير تمامًا عن التأويل، التأويل هو استخراج معاني النصوص علي غير ظاهرها، بحيث يكون محتملًا الحقيقة والمجاز، أما التفسير هو بيان معني الآيات بألفاظ تدل عليه دلالة ظاهرة غير محتملة المجاز، وهذه بعض الاختلافات بين التفسير والتأويل:

  • التفسير يبين معاني القرآن ويوضحها بدليل قائم على أسس سليمة يظهرها المفسر، لذلك هو المستخدم لتفسير آيات القرآن.
  • التأويل يعتمد على الترجيح، والاحتمال، وغلبة الظن، لا يمكن أن يجزم المؤوّل ويقطع في تأويله عند تفسير آيات القرآن لعدم وجود دليل.
  • التفسير محله العقل، حيث يتم توضيح معاني الكلمات، باستخدام عبارات لإظهار المعنى باللسان، فيعقله الانسان.
  • التأويل هو الحقيقة التي ينتمي إليها الكلام

وفي قول الله تعالى: (بَل كَذَّبوا بِما لَم يُحيطوا بِعِلمِهِ وَلَمّا يَأتِهِم تَأويلُهُ)، يُقصد هنا بالتأويل وقوع المُخبر به، كما في قوله سبحانه وتعالى: (وَتَرَى الشَّمسَ إِذا طَلَعَت)؛ فلا يختلف المعنى للآية عن المعنى الحقيقي لظاهرها، فالتأويل في مفردة كلمة “طلعت” هو طلوع الشمس.

  • التفسير هو بيان تدعمه السنة النبوية فمعناه واضح، لأنه يعتمد بشكل أساسي على الروايات ولهذا سمي التفسير بالرواية.
  • التأويل مبني على ما يستنبطه العلماء من الفهم للآيات القرآنية، وهو ما يسمى بالدراية أو الاجتهاد.
  • التفسير يقتصر على بيان الألفاظ والمعاني.
  • التأويل يشمل ما يكثُر استخدامه في الجمل والمعاني.
  • التفسير يوضح مفردات القرآن الكريم الظاهرة بناء على اللغة.
  • التأويل فهو بيان لمفردات القرآن الباطنة، وفي قول الله تعالى: (إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ)، تُفسّر مفردة المرصاد من الرصد؛ فيُقال: رصدته إذا رقبته، والمرصاد: مفعال منه، أما تأويلها فهو التحذير من التهاون بأمر الله، والتنبيه من الغفلة عن لقاء الله يوم القيامة.

اقرأ أيضًا : احبب من شئت فإنك مفارقه صحة الحديث وتخريجه

تفسير ﴿إِنَّ الْإِنْسَانَ خُلِقَ هَلُوعاً﴾

  • هذه الآية تبين حقيقة وطباع الإنسان.
  • الهلع لغة: هو أن الإنسان يكون أشد حرصًا، وأسوأ جزعًا وأفحشه، يقال الإنسان هلوع علي التكثر، وكلمة هلوع مشتقة علي وزن مفعول.
  • يقول عكرمة: الهلع معناه الضجور.
  • يقول الواحدي في تفسير ما بعد (إِن الانسان خلق هلوعا) وهي آيات (إذا مسه الشر جزوعا وإذا مسه الخير منوعا) أي أن الإنسان إذا أتى به الفقر، والمرض، وغير ذلك فهو كثير الجزع، أي جزوع، وإذا أتى به الغنى والخير الكثير، والرزق الكافي، فيكون كثير المنع والامساك.
  • قال أبو عبيدة: إن الإنسان الهلوع هو الذي إذا أتى به الخير الكثير لم يحمد الله، وإذا أتى به الشر لم يكن صابرًا.
  • قال ثعلب: في تفسير كلمة الهلوع: هو الإنسان الذي إذا أتى به الشر أظهر شدة الجزع، وإذا أتى به الخير أظهر عليه البخل، والعرب تقول: ناقة هلوع وهلواع إذا كانت الناقة سريعة السير خفيفته.
  • انتصاب هلوعا، وجزوعا، ومنوعًا، على أنها أحوال مقدرة، أو محققة لكونها طبائع جبل الإنسان عليها، والظرفان معمولان لكلمة جزوعًا، ومنوعًا.

وفي النهاية نتمنى أن تكون المقالة نالت إعجابكم وعلمتم تفسير آية ﴿إِنَّ الْإِنْسَانَ خُلِقَ هَلُوعاً﴾ فتفسير القران له أهمية بالغة في حياتنا، حيث أن القرأن الكريم فيه هداية للخلق من العادات الغير سوية، والعبادات، والأخلاق الكريمة، والعدل في التشريعات، كما يشتمل القرآن على الضوابط السليمة في بناء الأمة، ولذلك لا بد من الحرص على الاهتمام بتفسير القرأن الكريم لكي نلتزم بما فيه من أحكام وأوامر.

قد يعجبك أيضًا