الشخصية المازوخية وعلاجها

الشخصية المازوخية وعلاجها أمر هام يجب التطرق إليه، قد يبدو المصطلح غريب على البعض كوننا في مجتمع شرقي لا يتحدث كثيرُا عن الظواهر التي تعارض القيم والأخلاق، حتى وإن كانت ظاهرة نفسية.

لذلك كان علينا تسليط الضوء بهدف التوعية عن المازوخية، أو ما تسمى بالماسوشية، من أجل التعرف على كيفية التعامل مع مثل تلك الشخصيات دون الإضرار بهم أو التضرر منهم، وذلك من خلال موقع زيادة.

الشخصية المازوخية وعلاجها

المازوخية بشكل عام هي خلل نفسي وجنسي، ويتمثل في الخضوع التام للشريك، من خلال طلب السب والتلذذ بالإهانة والشعور بالألم الواقع عليه من قبل الطرف الأخر لما في ذلك من متعة كبيرة له تسبب له النشوة المفرطة.

بشكل أو بآخر فإن الشخص المازوخي يحاول التواجد في الأماكن التي من الممكن أن يتعرض فيها لما يشبع غريزته الغريبة، مما قد يلفت النظر إليه وينبه المحيطين به لما يعانيه من اضطراب.

أما عن طرق علاج الماسوشية، فهى من أسهل ما يمكن إذا تم تيقن المريض من خطر ما يعانيه، وخضع بإرادته إلى وسائل العلاج، والتي تتمثل في العلاج الطبي علاوة على الدعم النفسي، ومن خلال الفقرات التالية سنتناول تفاصيل الشخصية الماسوشية وشفائها.

اقرأ أيضًا: ما هو الاضطراب النفسي واعراضه

أسباب إصابة الشخص بالمازوخية

لا يولد الشخص خارج عن الفطرة السليمة إلا إذا كان هناك أسبابًا عضوية، أما في حالة الشخص الخضوعي فليس هناك سبب عضوي لما وصل إليه، ولا يمكن أن يكون المازوخي هكذا منذ ولادته، بل يبدأ الأمر في الظهور بعد سن البلوغ، تبعًا للأسباب التي سنتناولها في السطور القادمة.

أولًا: العنف الأسري

من أهم أسباب تكوين الشخصية المازوخية وعلاجها حينها يكون صعب، هو العنف الأسري ضد الشخص في فترة زمنية ماضية، حيث يأتي الأمر على أحد الأنحاء التالية:

  • إهانة الطفل من قبل الوالدين أو أحدهما، أو إرغامه على القيام بما لا يود فعله طوال الوقت.
  • حبس الطفل أو عقابه بطرق ردعية، مما يتسبب في حبس إحساسه وكبت مشاعره، ومن ثم يتحول ذلك إلى حب الإهانة والتلذذ بها.
  • سوء معاملة الزوج لزوجته، وهنا يرى الطفل أن أمه وهي من أحب الشخصيات إليه، ضعيفة ومنكسرة.. مما يولد في داخله الرغبة في تجربة ذلك الشعور.

ثانيًا: الحوادث الجنسية

من الممكن أن تتسبب العوارض الجنسية في تشوه الفكرة الجنسية لدى الشخص، فتحوله من شخص طبيعي إلى ماسوشي، إذا تعرض إلى أي مما يلي:

  • التحرش الجنسي العنيف، حيث أنه قابل ذلك التحرش بالرفض، مما جعل المتحرش يفعل ذلك بشكل أكثر قوة.
  • الاغتصاب، إذا تعرض الطفل إلى الاغتصاب من قبل أحد الأشخاص، ولم يستطع أن يخبر أحد أو أن يجلب حقه، ففي أغلب الأحيان يصبح الشخص مازوخي، لما تعرض له من أزمة نفسية واضطرابات عقلانية جراء ذلك الموقف.
  • مشاهدة الأفلام الإباحية، ففي الأفلام يرى الشخص أن المازوخية أمرًا طبيعيًا، ومن ثم يتخيل الشعور بل ويتطور الأمر إلى تجربته وتكراره، وهي من أهم مسببات الشخصية المازوخية وعلاجها الانقطاع تمامًا عن مشاهدة تلك النوعية من الأفلام.

اقرأ أيضًا: أسباب فرط النشاط الجنسي عند المرأة

ثالثًا: عدم الوعي بالأفكار الجنسية الشاذة

تطبيقًا لمبدأ إن الممنوع مرغوب، فإن قمع الأفكار بمجرد التحدث فيها يخلق الرغبة في نفس الشخص لخوض التجربة، ويقنع حينها الشخص نفسه أن الأمر ممتع وشيق، لذلك لا يتحدث عنه أحد، فتتولد بداخله الشخصية المازوخية وعلاجها في تلك الحالة هو نشر الوعي الثقافي للأجيال، حتى لا يقعوا فريسة ذلك السبب.

أعراض الإصابة بالمازوخية

تدور الأعراض المتعلقة بالخضوعية أو المازوخية نحو إيذاء المريض لنفسه، حيث تتشكل الأعراض فيما يلي:

  • البقاء في العلاقات المهدرة لصحته والمؤذية لنفسيته، والتمسك بها والتذلل للطرف الآخر.
  • عدم قدرة الشخص على الاستمتاع بأوقاته، من خلال ممارسة الأشياء التي كان يحبها في الماضي، وكأنه يعاقب نفسه بتركها.
  • إنهاء العلاقات الطفيفة في حياته، مخافة منه من افتضاح أمره.
  • التسامح بشكل مبالغ فيه مع الأشخاص التي تتفنن في إيذائه والسيطرة عليه.
  • الاستسلام وعدم قدرته على القيام بأي من الأعمال الحياتية، كونه على مشارف الاكتئاب مما يشعر به.
  • يرفض الشخص المازوخي الدفاع عن نفسه بأي صورة من الصور، حتى لو لم يكن أخطأ في شيء.
  • يشعر الخضوعي بالتفاخر والتباهي كونه صابرًا على العلاقات السامة في حياته، ولكنه في حقيقة الأمر ما صبره إلا تلذذ بالإهانة والتألم.
  • يعشق جلد الذات، فهو إن لم يجد من يوبخه، يقوم بنقد نفسه وتأنيبها، بل ويصل الأمر إلى معاقبته إياها بالطرق التي يحب أن يتعرض لها حتى يشعر بالمتعة.
  • كثيرًا ما تجد الشخص المازوجي يائسًا من حياته، وينظر إلى المستقبل بنظرة سوداء، كونه يعلم ما سيلاقيه، فهو لن يستطيع البوح لأحد بما يعانيه.
  • رفضه التام للأشخاص الطيبة، فهو لن يجد معهم ما يرضي غرائزه ورغباته.
  • يورط الشخص الخضوعي نفسه في التضحية بشكل مفرط دون أن يطلب منه أحد ذلك.
  • يعترض كثيرًا على مسببات السعادة والفرح، فهو يحب أن يعيش في حالة من الحزن الدائم، ويتقمص دور الضحية بشكل رائع.
  • يستفز الآخرين بشكل مبالغ فيه، حتى يقومون بمعاقبته بالطريقة التي يحبها ويتلذذ بها سواء بالضرب أو بالسب.

أعراض المازوخية الجنسية

إذا لم يتم تدارك الأمر منذ بدايته وتزوج الشخص وهو يعاني من الماسوشية، فذلك من أفظع ما تقوم به الشخصية المازوخية وعلاجها في هذا الوقت يأخذ وقتًا طويلًا، بسبب معرفة شخص بما يعانيه المرء، مما يتسبب في عناده وعدم استجابته للعلاج، وتتمثل تلك العوارض فيما يلي:

  • طلب السب والشتم بأفظع الألفاظ أثناء القيام بالعلاقة الحميمة.
  • الرغبة في الشعور بالإهانة من خلال التذلل للزوجة وتقبيل قدمها بشكل مفرط فيه.
  • طلب الزوج من زوجته أن تقوم بإيذائه بدنيًا من خلال ضربه ضربًا مبرحًا، أو باستخدام أحد الوسائل الأخرى التي تشعره بالألم.

اقرأ أيضًا: حكم التمثيل بين الزوجين وما هو سبب الخلل في العلاقة الحميمة

علاج الشخصية المازوخية

تناولنا التكوين الكامل عند الشخص الماسوشي وعلاجه الآن أصبح ممكنًا، حيث يتشكل في عدة نقاط سنتناولها بشكل تفصيلي من خلال ما يلي:

  • العلاج النفسي، وهذا يكون تحت إشراف الطبيب بعد مواجهة المريض بما يعانيه ومحاولة تحفيزه على الخضوع إلى طرق العلاج، ليتمكن من العيش بالطريقة السوية، وذلك بتعريفه بخطر ما يعانيه ومضاعفاته إن أهمل الأمر.
  • العلاج المعرفي، وهو عن طريق خلق الأحداث أمام المازوخي وتصوير الشخصية المتذللة أمامه، وتوضيح الشكل الذي يراه الناس فيه، حتى يكرهه ويشمئز منه ويرغب من نفسه في التماثل للشفاء.
  • العلاج الدوائي، في بعض الحالات يحتاج المريض إلى تناول بعض مضادات الاكتئاب تحت الاشراف الطبي الكامل لتجاوز الأمر بكل سهولة.
  • توعية الأهل، يجب على ذوي المريض احتواء الأمر والتعرف الكامل على الشخصية المازوخية وعلاجها، حتى يتسنى لهم مساعدة مريضهم على الشفاء.
  • يجب عدم فضح المريض، فعلى الزوجة أن تستر زوجها من باب الدين، وذلك حتى لا يتسبب الأمر في نتيجة عكسية من خلال رفض المريض للخضوع إلى العلاج.

بعد التعرف على كافة جوانب الشخصية المازوخية وعلاجها، والصفات التي تطرأ عليها، هل تعتقد أن هناك شيئًا لا تعرفه عن الماسوشية حتى الآن؟

قد يعجبك أيضًا