متى تجب الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ؟ أشرف الأنبياء والمرسلين؟ وهل يأثم المسلم إذا لم يصلى على رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ لقد قال تعالى (إنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا)، ونحن نعلم أن الأصل في الفعل الأمر أنه للوجوب، مما قد يجعل البعض يتوهم أن الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم واجبة، والوجوب ليس بالأمر الهين، فهو ما يأثم تاركه ويثاب فاعله، فإن كانت واجبة، فمتى تجب الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم من خلال موقع زيادة.
حكم الصلاة على النبي
- إن كانت الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم واجبة، فما كان الرسول صلى الله عليه وسلم ليتهاون عن تبليغ أمته بما جاء به عن ربه من الأوامر والنواهي، إلا أن الرسول صلى الله عليه وسلم
- دائمًا ما كان يسوق الحديث عن فضل الصلاة عليه في سياق الندب والفضل والاستحباب، وفي ذلك اختلف العلماء وتفرقوا بين موجب ومندب للصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فمنهم من قال أن الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم مندوبة وفضل،
- استدلوا على أفضلية الصلاة عليه الأدلة من القرآن والسنة، ون تلك الأدلة قوله صلى الله عليه وسلم للطفييل بن أبي كعب حين قال لرسول اه صلى الله عليه وسلم (يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي أُكْثِرُ الصَّلاةَ عَلَيْكَ، فَكَمْ أَجْعَلُ لَكَ مِنْ صَلاتِي؟ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ: “مَا شِئْتَ”.
- قُلْتُ: الرُّبُعَ. قَالَ: “مَا شِئْتَ، وَإِنْ زِدْتَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكَ”. قُلْتُ: الثُّلُثَ. قَالَ: “مَا شِئْتَ، وَإِنْ زِدْتَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكَ”. قُلْتُ: النِّصْفَ. قَالَ: “مَا شِئْتَ، وَإِنْ زِدْتَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكَ”. قُلْتُ: الثُّلُثَيْنِ. قَالَ: “مَا شِئْتَ، وَإِنْ زِدْتَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكَ”. قُلْتُ: أَجْعَلُ صَلاتِي كُلَّهَا.
- قَالَ: “تُكْفَى هَمَّكَ، وَيُغْفَرُ ذَنْبُكَ)، فبين الرسول صلى الله عليه وسلم أن الصلاة عليه هي من أسباب مغفرة الذنوب ورفع الهموم، كما بين أن الصلاة عليه غير مقيدة بعدد، فاستدلوا من ذلك أن الصلاة على النبي فضل منه.
- أما أصحاب الرأي الأخر فيرون أن الصلاة على النبي واجبة، ولهم أيضًا الأدلة التي ساقوها عليها آرائهم، ولكنهم اختلفوا في متى تجب الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم.
شاهد أيضا:حكم تأخير الصلاة عن وقتها وعقوبتها
متى تجب الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم
يجب أن نوضح أولًا أن مما لا يختلف عليه أن الصلاة على النبي واجبة في التشهد الأول والأخير من الصلوات، وهذا لم يختلف فيه العلماء، وإنما اختلفوا في الصلاة على النبي المطلقة، فمن قال بأنها فضل قد وضحنا قوله، أما من قال بأنها واجبة، فإننا نتسائل متى تجب الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، وفي تلك الإجابة تشعب العلماء إلى عدة أقوال، وهي:
- منهم من قال أن الصلاة واجبة كلما مر ذكره، ولذلك قال صلى الله عليه وسلم (البخيل كل البخل الذي ذكرت عنده فلم يصليّ عليّ)، وقوله صلى الله عليه وسلم (رغم أنف رجل ذُكرت عنده فلم يصليّ عليّ
- رغم أنف رجل دخل رمضان ثم انسلخ قبل أن يُغفر له، ورغم أنف رجل أدرك أبواه عند الكبر فلم يُدخلاه الجنة).
- ومنهم من يرى أن الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم واجبة في كل مجلس، ومنهم من يرى أنها واجبة مرة على الأقل في العمر.
- والحاصل من تلك الآراء أن الصلاة على النبي مندوبة ومستحبة ومؤكدة، وأن الذم ورد في تارك الصلاة على النبي
شاهد أيضا :كيفية قضاء الصلاة بعد الحيض
فضل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم
وقد بيننا متى تجب الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ، ولكن لا نستطيع حصر فضل الصلاة على النبي الكريم صلى الله عليه وسلم، مهما حاولنا لذلك نعرض لكم الأحاديث التي ذكرت هذا الشأن:
- كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا ذهب ثلثا الليل قام فقال: يا أيها الناس اذكروا الله، اذكروا الله، جاءت الراجفة تتبعها الرادفة، جاء الموت بما فيه، جاء الموت بما فيه، قلت يا رسول الله إني أكثر الصلاة عليك، فكم أجعل لك من صلاتي؟
- فقال: ما شئت، قال: قلت: الربع، قال: ما شئت، فإن زدت فهو خير لك، قلت: النصف، قال: ما شئت فإن زدت فهو خير لك، قال: قلت: فالثلثين، قال: ما شئت فإن زدت فهو خير لك، قلت: أجعل لك صلاتي كلها، قال: إذا تكفي همك ويغفر لك ذنبك. قال: أبو عيسى هذا حديث حسن صحيح.
- جاء ذات يوم والبشر في وجهه فقال: إنه جاءني جبريل فقال: أما يرضيك يا محمد أنه لا يصلي عليك أحد من أمتك صلاة إلا صليت عليه عشرًا، ولا يسلم عليك أحد من أمتك إلا سلمت عليه عشرًا.
- عن أنس بن مالك أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من ذكرت عنده فليصل عَلَيَّ ومن صلى على مرةً صلى الله عليه عشرًا.
- عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسل قال: من صلى علي صلاة واحدة صلى فضل السلام على النبي صلى الله عليه وسلم عن ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن لله ملائكة سِيَاحِيِّينَ يبلغوني من أمتي السلام.
شاهد أيضا : كيفية الصلاة الصحيحة من التكبير إلى التسليم وشروط أدائها
صيغة الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم
هناك صيغة صحيحة قد يجهلها بعض المسلمين، أو قليلي الإيمان ونقدم لكم الصيغ الصحيحة كما وردت في الأحاديث النبوية الشريفة وهي:
- عن أبي مسعود الأنصاري قال: أتيَ رسول الله صلى الله عليه وسلم في مجلس سعد بن عبادة فقال له بشير بن سعيد: أمرنا الله أن نصلي عليك يا رسول الله، فكيف نصلي عليك يا رسول الله، فسكت رسول الله صلى الله عليه وسلم
- حتى تمنينا أنه لم يسأله ثم قال: قولوا: اللهم صل على محمد، وعلى آل محمد، كما صليت على إبراهيم، وبارك على محمد وعلى آل محمد، كما باركت على آل إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد
- عن أبي مسعود قال: جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له: السلام عليك قد عرفناه، فكيف الصلاة عليك صلى الله عليك، فسكت النبي صلى الله عليه وسلم ساعة.
- ثم قال: تقولون: اللهم صل على محمد النبي الأمي، وعلى آل محمد، كما صليت على إبراهيم، وبارك على محمد النبي الأمي، كما باركت على إبراهيم إنك حميد مجيد.
فائدة الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم
هناك فوائد عديدة تعود على العبد المسلم عند ذكره وصلاته على النبي الكريم صلى الله عليه وسلم، أهمها:
- سبب تبشير العبد بالجنة قبل موته
- سبب للنجاة من أهوال يوم القيامة
- سبب لجعل المجالس بين المسلمين طيبة الذكر
- سبب لإبعاد الفقر عن المداومين عليها
- قد تقوم مقام الصدقة عن المسلم
- سبب لقضاء حوائج الناس
- سبب لغفران الخطايا والذنوب
- سبب لشفاعته فينا عليه أفضل الصلاة والسلام
- سبب قرب العبد من ربه عند كثرة صلاته على خاتم النبيين وسيد المرسلين صلى الله عليه وسلم
- سبب ستر العبد في الدنيا وتجميله أمام بقية الخلائق
وبعد فقد بيننا متى تجب الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ، وأفضال الصلاة على رسول الله لا حصر لها ولا عدد، فيكفي كون المذكور هو الرسول، فقد قال تعالى (إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما)، فصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.