عظم الله اجركم الله يرحمه ويغفر له ويسكنه فسيح جناته

عظم الله اجركم الله يرحمه ويغفر له ويسكنه فسيح جناته من العبارات التي يقولها الناس؛ لتعزية أهل الميت، والعزاء لأهل الميت من الأمور الواجبة في الحياة الاجتماعية؛ وذلك لمواساتهم في مصابهم.

تكون عبارات التعزية من باب التخفيف على أهل الميت بالدعاء للميت، والتذكرة لأهله، ومن خلال موقع زيادة نذكر لكم أهم ما يجب أن نقوله في واجبات العزاء، ونبين لكم هدى الرسول صلى الله عليه وسلم في تعزية أهل الميت.

عظم الله اجركم الله يرحمه ويغفر له ويسكنه فسيح جناته

إن الموت حق، والعزاء واجب لأهل الميت، والتعزية تكون لأهل الميت بالكلام الطيب والدعاء، ومن العبارات التي تنتشر بين الناس في واجبات العزاء عظم الله أجركم الله يرحمه ويغفر له ويسكنه فسيح جناته.

قال الله تعالى في سورة العصر:

“إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ (3)”، وعن محمد بن عمرو بن حزم أن رسول الله صلى الله عليه قال: “ما من مُؤمِنٍ يُعَزِّي أخاه بمصيبةٍ إلا كساه اللهُ سبحانه من حُلَلِ الكرامةِ يومَ القيامةِ”.

بين علماء الدين أن التعزية لا تختص بالموت فقط، ولكن يعزي المسلم أخاه المسلم في كل المصائب ويواسيه ويكسو قلب أخيه ثوب الصبر بتعزيته له، ورفقته له في كل أمر يحزنه.

المقصود من (عظم الله أجركم) الدعاء لأهل الميت أن يجزل الله لهم الجزاء في صبرهم على فراق ميتهم، وجاء في القرآن الكريم قول الله تعالى في سورة الطلاق:

ذَٰلِكَ أَمْرُ اللَّهِ أَنزَلَهُ إِلَيْكُمْ ۚ وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُعْظِمْ لَهُ أَجْرًا (5)“.

جاء في تفسير ابن كثير (وَيُعْظِمْ لَهُ أَجْرًا) بمعنى يجزل له الثواب، وجاء في كتاب (المعجم المفسر لكلمات أحاديث الكتب التسعة) التعزية أي أمرتهم بالصبر على البلاء بنحو: أعظم الله أجركم.

أما قول الناس في العزاء (الله يرحمه ويغفر له ويسكنه فسيح جناته)، فهو دعاء يقوله الذي يقوم بواجب العزاء للميت بأن يرحمه الله ويغفر له ذنوبه ويدخله جناته.

يمكنك أيضًا الاضطلاع على: هيئة ملك الموت عند قبض الروح

عبارات تعزية ومواساة لأهل الميت

أجاز علماء الدين أن يعزي المسلمون بعضهم بعبارات تحمل معنى الدعاء والمواساة، نذكر لكم بعض تلك العبارات للتعزية:

  • إن لله ما أخذ وما أعطى، وكل شيء عنده بأجل مسمى، فلتحتسب ولتصبر.
  • سبحان الحي الذي لا يموت والإنس والجن يموتون، وإنا لله وإنا إليه راجعون.
  • رحم الله ميتكم، وغفر له ولكم، وإنا لله وإنا إليه راجعون.
  • سبحان من له الدوام، وكل شيء عنده بمقدار.
  • كل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام.
  • الله يغفر لميتكم، ويصبركم على ما أصابكم.
  • لا حول ولا قوة إلا بالله، وإنا لله وإنا إليه راجعون.

يمكن أن نقول في العزاء لأهل الميت عظم الله اجركم الله يرحمه ويغفر له ويسكنه فسيح جناته، أو أي عبارة مما سبق، فإنه لا يوجد صيغة محددة للعزاء، إن كان اتباع هدى الرسول صلى الله عليه وسلم أولى.

يمكنك أيضًا الاضطلاع على: كيف يموت مريض سرطان الكبد ومتى

عبارات للرد على التعزية

ليس هناك ما يمنع من قول المسلم لأخيه المسلم في عزائه له عبارات تتضمن معاني الدعاء والصبر: عظم الله أجركم الله يرحمه ويغفر له ويسكنه فسيح جناته.

فيما يلي نذكر لكم بعض العبارات التي يمكن أن يرد بها أهل الميت على من يعزيه بقوله: عظم الله اجركم الله يرحمه ويغفر له أو غيرها من عبارات التعزية.

  • يمكن أن يرد المسلم على دعاء أخيه في تعزيته له بما جاء في كتاب (الإنصاف في معرفة الراجح من الخلاف) للمرداوي567 ج2: “وَقَدْ رَدَّ الْإِمَامُ أَحْمَدُ عَلَى مَنْ عَزَّاهُ فَقَالَاسْتَجَابَ اللَّهُ دُعَاءَك، وَرَحِمَنَا وَإِيَّاكَ. انْتَهَى”.
  • آمين، وجزاكم الله خيرًا.
  • اللهم أجرنا في مصيبتنا، واخلف لنا خيرًا منها.
  • لكم مثل ما دعوتم.
  • لا إله إلا الله، ولا حول ولا قوة إلا بالله.

يمكنك أيضًا الاضطلاع على: بوستات مؤثرة عن الموت والفراق للفيس بوك

هدى الرسول صلى الله عليه وسلم في تعزية أهل الميت

عن أسامة بن زيد -رضي الله عنه-:

أنَّ ابْنَةً للنبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أرْسَلَتْ إلَيْهِ، وهو مع النبيِّ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- وسَعْدٌ وأُبَيٌّ، نَحْسِبُ: أنَّ ابْنَتي قدْ حُضِرَتْ فاشْهَدْنا، فأرْسَلَ إلَيْها السَّلامَ،

ويقولُ: إنَّ لِلَّهِ ما أخَذَ وما أعْطَى، وكُلُّ شيءٍ عِنْدَهُ مُسَمًّى، فَلْتَحْتَسِبْ ولْتَصْبِرْ فأرْسَلَتْ تُقْسِمُ عليه، فَقامَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وقُمْنا، فَرُفِعَ الصَّبِيُّ في حَجْرِ النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ونَفْسُهُ جُئِّثُ، فَفاضَتْ عَيْنا النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ،

فقالَ له سَعْدٌ: ما هذا يا رَسولَ اللَّهِ؟ قالَ: هذِه رَحْمَةٌ وضَعَها اللَّهُ في قُلُوبِ مَن شاءَ مِن عِبادِهِ، ولا يَرْحَمُ اللَّهُ مِن عِبادِهِ إلَّا الرُّحَماءَ.“.

جاء في الحديث السابق الذي يرويه أسامة بن زيد أنه كان مع الرسول -صلى الله عليه وسلم-، فأرسلت زينب رضي الله عنها إلى الرسول تخبره أن ابنها قد حضرته الوفاة، وتطلب منه أن يحضر.

فأرسل الرسول -صلى الله عليه وسلم- إليها، قائلًا: “إنَّ لِلَّهِ ما أخَذَ وما أعْطَى، وكُلُّ شيءٍ عِنْدَهُ مُسَمًّى، فَلْتَحْتَسِبْ ولْتَصْبِرْ”، فكل ما يحصل عليه العبد في هذه الدنيا هي منح من الله سبحانه وتعالى يعطيها لمن يشاء من عباده، ويأخذها ممن يشاء من عباده، فكل شيء بقدر الله وحكمته سبحانه وتعالى.

فأرسلت زينب -رضي الله عنها- لأبيها تقسم عليه أن يحضر إليها، فما كان من النبي -صلى الله عليه وسلم- لما رأى منها ذلك إلا بر بقسمها، وحضر إليها ، فلما حضر إليها رفعوا له الصبي، ووضعوه في حجره، ونفسه جئث أي تخرج روحه، ففاضت عينا الرسول صلى الله عليه وسلم بالدمع.

لما رأى الصحابي سعد بن أبي وقاص- رضي الله عنه- دموع النبي، سأله عن سبب بكاءه؛ لأن الصحابة رضي الله عنهم تعودوا من الرسول الصبر على البلاء، فبين الرسول صلى الله عليه وسلم أن تلك الدموع من الرحمة التي جعلها الله في قلوب الرحماء، وليست من قلة الصبر أو الجزع.

حكم ما يقال في تعزية أهل الميت

إن المسلم يعزي أخاه المسلم بما يسّر الله له من عبارات حسنة تحمل معاني الدعاء والصبر، وذلك نحو: عظم الله أجركم الله يرحمه ويغفر له ويسكنه فسيح جناته، ونذكر لكم فيما يلي أهم ما ورد عن التعزية عند علماء الدين:

  • إن تعزية أهل الميت المسلم من الأمور المستحبة التي لا خلاف عليها باتفاق المذاهب الفقهية الأربعة، كما بين ابن قدامة في (المغني2/405): ويُستَحَبُّ تعزيةُ أهْلِ الميِّتِ، لا نعلم في هذه المسألَةِ خلافًا إلَّا أنَّ الثوريَّ قال: لا تُستَحَبُّ التعزيةُ بعد الدَّفْنِ؛ لأنَّه خاتِمَةُ أمْرِه“.
  • ذكر الإمام النووي رحمه الله تعالى في كتابه (الأذكار) أن التعزية المراد منها تصبير أهل الميت، وذكر ما يهون مصيبته، ويخفف حزنه.
  • بين ابن باز رحمه الله أن تعزية أهل الميت تحصل بأي طريقة من طرق الوسائل الحديثة، مثل: البريد الإلكتروني، والهاتف، ورسالة الجوال، إلا أنه إذا كان من أهل الميت الأقربون، فمن الأفضل أن يحضر بنفسه إذا تيسر له ذلك.

يمكنك أيضًا الاضطلاع على: فضل الموت يوم الجمعة أو ليلتها

حكم التعزية في الصحف والسرادقات

جاء في (مجموع فتاوى ابن العثيمين) أنه ينبغي ترك التعزية في المجلات والصحف لما في ذلك من صور التبذير وإضاعة المال المنهي عنه.

كما بين كثير من علماء الدين أن ما يقوم به الناس بعد الصلاة على الميت ودفنه من عادات العزاء التي لا أصل لها من إقامة سرادقات العزاء أو الاجتماع بعد دفن الميت أو قراءة الفاتحة على الميت أو سورة يس.

كذلك ما يفعله أهل الميت من تأجير القراء أو الاجتماع حول قارئ القرآن، وغيره من الأمور التي أفتى العلماء أنها من البدع المحدثة، ولم ترد عن الرسول صلى الله عليه وسلم ولا صحابته رضي الله عنها، ولا غيرهم من أهل السلف الصالح رحمهم الله.

ذكرنا لكم فيما سبق موضوع عن عبارة عظم الله اجركم الله يرحمه ويغفر له ويسكنه فسيح جناته، وبعض عبارات تعزية ومواساة لأهل الميت، والرد عليها.

كما بينا هدي الرسول صلى الله عليه وسلم في تعزية أهل الميت، وذكرنا بعض الأحكام التي أفتى بها الفقهاء فيما يخص ما يقال في تعزية أهل الميت، وحكم التعزية في الصحف والسرادقات، ونتمنى أن نكون قد قدمنا لكم الإفادة المرجوة.

قد يعجبك أيضًا