علامات يوم القيامة الصغرى والكبرى وأمثلة عليها

علامات يوم القيامة الصغرى والكبرى هي العلامات التي تسبق يوم القيامة وتدل على قرب حدوثه، وما وقع منها وما لم يحدث بعد حسب كونها صغرى أم كبرى، فذلك يعتبر من الأمور التي يجب تناولها بالأدلة لكونها موعظةً للناس، وتحذيرًا من غفلتهم ومن وقوع العذاب، ومن خلال موقع زيادة سنتحدث عن علامات يوم القيامة الصغرى والكبرى.

علامات يوم القيامة الصغرى والكبرى

علامات يوم القيامة الصغرى والكبرى

قد وجدت بعض الدلائل في الآيات القرآنية على علامات يوم القيامة الصغرى والكبرى، وعلى اقتراب الساعة، فقال الله تعالى: “اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانشَقَّ الْقَمَرُ” (الآية 1 سورة القمر)، وقال الله تعالى أيضًا: “اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُّعْرِضُونَ” (الآية 1 سورة الأنبياء).

الحساب هو الجزاء على الأعمال أحسنها وأقبحها، وأشراط الساعة هي علامات يوم القيامة الصغرى والكبرى التي تدل على قربها، وهي نوعان:

  • أشراط صغرى: تسبق يوم القيامة بمدة طويلة، وتكون أحداثًا معتادة، مثل ظهور الجهل وشرب الخمور، بل يكونون في غفلة عن أنها علامات لقرب يوم القيامة، حيث كونها اعتيادية لديهم لا يخشونها.
  • أشراط كبرى: من جلل الأمور وأعظمها، تظهر قرب يوم القيامة وتكون غير معتادة للناس.

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “فأخْبِرْنِي عَنِ السَّاعَةِ، قالَ: ما المَسْؤُولُ عَنْها بأَعْلَمَ مِنَ السَّائِلِ قالَ: فأخْبِرْنِي عن أمارَتِها، قالَ: أنْ تَلِدَ الأمَةُ رَبَّتَها، وأَنْ تَرَى الحُفاةَ العُراةَ العالَةَ رِعاءَ الشَّاءِ يَتَطاوَلُونَ في البُنْيانِ” (صحيح مسلم).

يمكنك أيضًا الاضطلاع على: علامات احتراق الجن داخل الجسد

علامات الساعة الصغرى

في حديثنا عن علامات يوم القيامة الصغرى والكبرى، نذكر أنه ليس كل علامة من علامات الساعة هي أمر مذموم أو محرم، بل هي إشارات معينة إن حدثت دلت على اقتراب الساعة، فالتطاول في البنيان مثلًا لا يعد من الأمور المحرمة أو الممنوعة، فلا ينبغي أن نربط هذا بذاك.
قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “أُعدُدْ ستًّا بين يدي الساعةِ: مَوتي؛ ثم فتحُ بيتِ المقدسِ، ثم مُوتانِ يأخذ فيكم كقُعاصِ الغنمِ، ثم استفاضةُ المالِ حتى يُعطَى الرجلُ مائةَ دينارٍ، فيظلُ ساخطًا، ثم فتنةٌ لا يبقى بيتٌ من العربِ إلا دخلَتْه، ثم هُدنةٌ تكون بينكم وبين بني الأصفرِ، فيغْدرون، فيأتونكم تحت ثمانينَ غايةً، تحت كلِّ غايةٍ اثنا عشرَ ألفًا” (صحيح).

بدورها تنقسم إلى قسمين: منها من انقضي وتم، ومنها ما زال يحدث ويتتابع ويكثر، ومنها ما لم يقع بعد، ولكنه حتمًا سيقع.

بعثة النبيّ صلى الله عليه وسلم

بداية علامات يوم القيامة الصغرى والكبرى، حدثت قديمًا أول علامة صغرى وهي بعثة النبي، فقال النبيّ صلى الله عليه وسلم: “بُعِثْتُ أنا والسَّاعَةَ كَهذِه مِن هذِه، أوْ: كَهاتَيْنِ وقَرَنَ بيْنَ السَّبَّابَةِ والوُسْطَى” (صحيح البخاري)، ثم وفاة النبيّ صلى الله عليه وسلم.

انشقاق القمر

وكان ذلك الحدث في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم، فكان من الأمور التي تختص بالمعجزة النبويّة، حيث كان إلحاحًا من الكفار أن يقدم لهم الرسول معجزة مادية ليثبت قدرة الله عز وجل أمامهم، فانشق القمر لفلقتين إحداهما وراء الجبل، والأخرى من دونه.

فتح بيت المقدس

تم فتح بيت المقدس سنة 16 هجريًا، في عهد عمر بن الخطاب الذي ذهب بنفسه ليصالح أهلها، وبنى فيها مسجدًا في قبلة بيت المقدس.

طاعون عمواس

في السنة 18 هجريًا، وقع طاعون في عمواس، وهي بلدة في فلسطين، ثم انتشر الطاعون في كل الشام، فمات فيه قرابة 25 ألفًا من المسلمين، وأيضًا من الصحابة أشهرهم “أبو عبيدة بن الجراح” أمين الأمة.

نار الحجاز

ظهرت في 654 هجريًا، في منتصف القرن السابع الهجري، وكانت عظيمة وكبيرة جدًا، أفرد العلماء في وصفها سواء ممن عاصروها أو جاءوا بعدها.

فتح القسطنطينية

فقد نبأ الرسول أنها ستفتح بالدين الإسلامي، بواسطة 70 ألف مقاتل دون استخدام السلاح.

قتال اليهود

فقد قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “لا تَقُومُ السَّاعَةُ حتَّى يُقاتِلَ المُسْلِمُونَ اليَهُودَ، فَيَقْتُلُهُمُ المُسْلِمُونَ حتَّى يَخْتَبِئَ اليَهُودِيُّ مِن وراءِ الحَجَرِ والشَّجَرِ، فيَقولُ الحَجَرُ أوِ الشَّجَرُ: يا مُسْلِمُ يا عَبْدَ اللهِ هذا يَهُودِيٌّ خَلْفِي، فَتَعالَ فاقْتُلْهُ، إلَّا الغَرْقَدَ، فإنَّه مِن شَجَرِ اليَهُودِ” (صحيح البخاري).

عندما علم اليهود بأمر هذه الشجرة، شرعوا في بناءها، ولكن لا يُغني هذا من أمر الله شيئًا فهو نافذٌ لا محالة.

زيادة المال

فيكون من كثرة الأموال ما يجعل المؤمن إذا أخرج زكاة لا يجد من يحتاجها، ويكون الناس في أيسر الأحوال المادية، وهذا ما أوضحه الرسول الكريم حيث قال: “لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حتَّى يَكْثُرَ فِيكُمُ المَالُ، فَيَفِيضَ حتَّى يُهِمَّ رَبَّ المَالِ مَن يَقْبَلُ صَدَقَتَهُ، وحتَّى يَعْرِضَهُ، فَيَقُولَ الذي يَعْرِضُهُ عليه: لا أَرَبَ لِي” (صحيح البخاري).

يحمل الحديث تحذيرًا ضمنيًا من التأخر في أداء الزكاة، وهذا بالضرورة أمر لم يحدث حتى الآن، فما زال هنالك من هم بحاجة إلى الصدقات والزكاة من الفقراء.

يمكنك أيضًا الاضطلاع على: علامات خروج السحر المشروب وكيفية إبطاله بالقرآن

ظهور الفتن

الفتن في الأصل هي الابتلاء، ثم أصبحت تعني كل مكروه، كالآثام والقتل والشرك والزنا وغيرها، وفي بداية العهد الإسلامي، كان من أكثر الفتن هو قتل عثمان بن عفان رضي الله عنه، وموقعتي الجمل وصفين.

ثم بعدها اشتدت الفتن وكثرت أنواعها، للدرجة التي يلتبس فيها الحق بالباطل، ويكون الإيمان غير ثابتًا في قلب المؤمن، فيبيت مؤمنًا ويصبح كافرًا والعكس.

ظهور مدعي النبوَة

كان منهم قديمًا هو “مسيلمة الكذاب”، وأيضًا في آخر عهد النبي ظهر “الأسود العنسي” في اليمن الذي قتله الصحابة، ومدعيّ النبوة هم الدجالين الكذابين، وكلهم يزعم أنه رسول الله، وما زالت بلادنا تشهد حالات كثيرة من هؤلاء الأشخاص بين الحين والآخر.

كثرة موت الفجأة

في الماضي لم يكن هناك زيادة في عدد من يموتون فجأة، أما في الحاضر ازداد عددهم بطريقة مفزعة، أي أنها ظاهرة كانت موجودة قديمًا ولكنها ازدادت بشدة.

كثرة النساء وقلة الرجال

حتى يصبح لكل 50 امرأة رجلًا واحدًا، وتزداد في هذه الفترة هذه ظاهرة العنوسة التي هي أبلغ دليلًا على ذلك.

بالإضافة إلى زيادة أعداد الكاسيات العاريات من النساء، المتشبهات بأنهن مسلمات، وفي زيهنَ تمام البعد عن أوامر الإسلام، وهذا ما تشهده البلدان المسلمة بصورة تزداد يومًا بعد يوم.

انتشار الربا

فلا يبالي المرء بما في جيبه من مال سواء حلالًا أم حرامًا، فتكون الغاية مبررةً للوسيلة التي يتبعها، فإذا أراد أحدهم المال لا يلتفت للشريعة وأحكام الدين، وإنما يجعل هدفه منصبًا على جمع المال فقط، دون حتى أن يشعر بذنب ذلك.

رغم أن الرّبا حرام وهذا أمر مذكور في القرآن الكريم في قول الله تعالى: “ذَلك بِأَنَّهُمْ قَالُوا إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبَا ۗ وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا ۚ “ (الآية 275 سورة البقرة).

انتشار الزنا

انتشر الزنا في العالم بشكل مخيف، حتى أصبح من الأمور المألوفة العادية التي لا يستغفر أحد عنها، فتلك هي الحريّة البهيمية التي يسعون لامتلاكها، والزنا أنواع منه زنا مجرد النظر إلى المحرمات، الأمر الذي يغفله الكثير.

لعل من أكثر أسباب الزنا عند المسلمين هو كثرة موانع الوصول إلى العفاف، في معنى صعوبات الزواج التي أصبحت عقبة مادية كبيرة، مقارنة بنفس الظاهرة سابقًا لم تكن عقبةً بمثل هذا القدر.

يمكنك أيضًا الاضطلاع على: هل يجوز قراءة القران للحائض من الجوال

التطاول في البنيان

فقد قال الرسول الكريم أنه من علامات الساعة أن تجد الحفاة العراة رعاة الشاة يتطاولون في البنيان، والمقصود هنا هو الإخبار عن تبدُّل الحال، بأن يستولي أهل البادية الذين هذه صفاتهم وأشباههم من أهل الحاجة على أهل الحضر، ويتملكوا بالقهر والغلبة، فتكثر أموالهم، وتتسع طموحاتهم.

فالمراد هو أنَّ أسافل الناس يصيرون رؤساءهم، وتكثر أموالهم حتّى يتباهوا بطول البنيان وزخرفته وإتقانه.

إذا رصدنا الاتساع العمراني عبر العهود المختلفة، سنجد اختلافًا حيث يحل التسارع محل التأني، فتكون القصور الباهظة والمباني والأبراج العالية.

أن تلد الأمة ربتها

معنى ربتها (سيدتها أو مالكتها)، ويذهب البعض في تفسير هذا الأمر أنه يقترن بعقوق الوالدين، فيعامل الولد أمه كما يعامل السيد أمَته، مع كثرة عقوق الأمهات من أجل إرضاء الزوجات، أن تتعامل الفتاة مع والدتها بالإهانة والسب، وغيرها من الأمور التي تحمل هذا المعني، والتي انتشرت عند كثير من الأبناء.

ظهور الشرك والفحش وقطيعة الرحم

فما نشهده من قطع صلات القرابة بين الأقربون من الدرجات الأولى، فيهجر الأخ أخاه، وتنتشر الكراهية بين أفراد العائلة، ولا يصل أحدًا من قطعه، كل هذا من قبيل مسببات تقدم وسائل الاتصال التي شغلت أغلب الناس عن صلة الأرحام وزرعت بداخلهم روح الانعزالية.

لعل من أسباب استحلال الفواحش أيضًا هو وسائل التواصل الاجتماعي التي أتاحت الوسائل لفعل المحرمات، مع سوء استغلالها من قبل النفوس المريضة.

لم تعد فكرة الجيرة كما كانت سابقًا، فتحولت المفاهيم الأخوية الصالحة، وأصبح من النادر وجود أناسًا يحافظون على حدود الجيرة التي وصانا بها الرسول الكريم.

تقارب الزمان وتقارب الأسواق

المراد هنا هو قلة البركة في الزمان، فيصبح اليوم كالشهر كالسنة، لا يكاد المؤمن أن يلتفت لعمره وهو يفنيه بين يديه في فعل من الأمور أهونها، ونشير هنا أيضًا إلى وسائل المواصلات التي قلصت المسافة بين القريب والبعيد.

من دلائل تقارب الزمان أن يجد المرء نفسه لا يعمل بقدر ما كان يعمل مسبقًا في وقت محدد، والواقع أن البركة في الرزق والزمان يقترن بقوة الإيمان وضعفه.

من العلامات الأخرى الصغرى ليوم القيامة:

  1. إسناد الأمر لغير أهله وظهور الإمعة
  2. كثرة شهادة الزور المتعمد وكتمان قول الحق
  3. قتال العجم وقتال الترك، وكثرة القتل بشكل عام
  4. استحلال المعازف واستحلال شرب الخمر
  5. التباهي بزخرفة المساجد
  6. انتشار الأمن
  7. قتال العجم
  8. ضياع الأمانة
  9. قبض العلم وتفشي الجهل
  10. كثرة أعوان الظلمة
  11. عودة جزيرة العرب جنات وأنهار
  12. كثرة الروم وقتالهم للمسلمين

علامات الساعة الكبرى

استكمالًا للحديث عن علامات يوم القيامة الصغرى والكبرى، فإن آخر ما تشهده الأرض من علامات، وعددها عشر، وقد اختلف العلماء في ترتيبها، لأنهم لم يجمعوا على نص صريح يجمع هذه العلامات مرتبة من حيث الزمن، وهذه العلامات غير مألوفة أو معتاد عليها الناس، لذا فإنها تسبب لهم فزعًا ورعبًا.

يغلق باب التوبة عند ظهور أول علامة من علامات الساعة الكبرى، فلا يٌقبل توبة من أحد من الكفار، أما المؤمن الصالح يؤيده الله وينصره للحق.

ليس بعدها إلا يوم الفزع الأكبر، يوم ترجف الراجفة، فبعد آخر علامة من علامات يوم القيامة الصغرى والكبرى ينقلب الكون وتتغير مجريات الأمور، وهذه العلامات:

يمكنك أيضًا الاضطلاع على: في اي جزء من القران تقع سورة الملك وفوائد قراءة سورة الملك قبل النوم

أولًا: ظهور المهدي

اسمه محمد بن عبد الله، إذا انتشر في الأرض الفساد والجهل، وكثر الظلم، وقلّ عدد المؤمنون، يأذن الله وقتها بخروج رجل صالح يجتمع حوله المؤمنون، فيصلح أحوال الأمة ويغير ما حلّ بهم من فساد، ويكون قائدًا صالحًا لهم، يتعهد الناس له بالطاعة، ويحكم الأمة سنينًا تكون من أفضل السنوات التي تنعم بالخير والعدل.

ثانيًا: خروج المسيخ الدجال

من أوائل الآيات العظيمة التي تدل على العلامات الكبرى، وهو أعزم فتنةً على وجه الأرض، يفتتن به الناس ويصدقونه، إلا من رحم الله منهم من المؤمنين الصادقين، الذين لا يغفلون عن الدعاء (اللهم قنا فتنة المسيح الدجال).
فعن أبي هريرة رضى الله عنه قال: “كانَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَدْعُو ويقولُ: اللَّهُمَّ إنِّي أعُوذُ بكَ مِن عَذَابِ القَبْرِ، ومِنْ عَذَابِ النَّارِ، ومِنْ فِتْنَةِ المَحْيَا والمَمَاتِ، ومِنْ فِتْنَةِ المَسِيحِ الدَّجَّالِ” (صحيح البخاري).

الدجال لا يخرج إلا والناس في غفلة من أمره، وقد نسوا ذكره في المنابر والخطب والمساجد، وقتها يظهر ليفتنهم في دينهم.

أكثر أناسًا يتبعون الدجال هم الترك والعجم واليهود، والنساء بسبب سرعة تأثرهنّ، والأعراب لأنهم أشد جهلًا، ونذكر أنه من الأمور التي تقي من فتنته هي حفظ سورة الكهف وفواتحها.

سمي بالدجال لأن مهنته الدجل، فهو يكذب ويبدل الحق بالباطل، وقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم أن الدجال ممسوح العين، وهو يأتي ليحدث تشكيكًا في عقائد الناس، وكل الأنبياء حذرُوا الناس منه بأنه يأتي في آخر الزمان ويدل وجوده على اقتراب الساعة.

ثالثًا: نزول عيسى عليه السلام

أخبرنا الرسول صلى الله عليه وسلم، أن النبيّ عيسى سيخرج آخر الزمان في دمشق، ثم يذهب إلى فلسطين عند نزول الدجال، وأنه سيقتله مع المسلمين، فيقتل المسيح الدجال ويكسر الصليب، ونزوله أمر ثابت وحقُّ سيحدث لا محالة، فيجب على المسلمين الاعتقاد بذلك، وهو سيدعو بشريعة محمد صلى الله عليه وسلم، وليس بشريعة التوراة السابقة.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم تأكيدًا على ذلك: “وَالَّذِي نَفْسِي بيَدِهِ، لَيُوشِكَنَّ أَنْ يَنْزِلَ فِيكُمُ ابنُ مَرْيَمَ حَكَمًا عَدْلًا، فَيَكْسِرَ الصَّلِيبَ، وَيَقْتُلَ الخِنْزِيرَ، وَيَضَعَ الجِزْيَةَ، وَيَفِيضَ المَالُ حتَّى لا يَقْبَلَهُ أَحَدٌ، حتَّى تَكُونَ السَّجْدَةُ الوَاحِدَةُ خَيْرًا مِنَ الدُّنْيَا وَما فِيهَا” (صحيح البخاري ومسلم).

لعلّ الحكمة من نزول عيسى عليه السلام دون غيره من الأنبياء، ليرد حجة من قال من اليهود أنه تم قتله، فهو لم يُقتل بل رُفع إلى السماء حتى ينزل كعلامة من علامات الساعة الكبرى العظيمة.

قال الله تعالى: “وَالسَّلَامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدتُّ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا” (الآية 33 سورة مريم)، كانت خير دليل على أن عيسى عليه السلام سيبعث آخر الزمان لينصر الحق والإسلام.

رابعًا: خروج يأجوج ومأجوج

إنهم القوم الذي أخبرنا الله عنهم في سورة الكهف، والذي عزلهم ذو القرنين وراء السور العظيم ليمنع شرهم عن الناس، فعندما يأذن الله لهم بالخروج، يهدم السد الحائل وتكون هذه من أعظم علامات الساعة الكبرى.

إنها من العلامات الغيبية التي تتعلق بصلب عقيدة الإيمان، إنهم كثيرون جدًا لذلك لن يستطيع أحد الوقوف في وجههم، وهناك قولٌّ بأن التطور التكنولوجي الذي توصل العالم إليه الآن سيتلاشى، وسيرجع الناس إلى استخدام الرماح والأساليب البدائية.

خامسًا: هدم الكعبة وظهور الدخان في الأرض

إن هدم الكعبة من علامات قرب الساعة وليس من علامات يوم القيامة، نوضح الفارق هنا بأن علامات يوم القيامة الصغرى والكبرى ستحدث جميعها في أوقات متباينة، لكن فيها ما يدل على اقتراب توقيت الساعة نفسه، ومنها هدم الكعبة الشريفة.

يقال إن هدم الكعبة سيكون على يد رجل قادم من الحبشة يطلق عليه “ذو السويقتين”، وسيكون ذلك الحدث في وقت عدم وجود من يوحد الله على الأرض، بعد عيش المسلمون في ظفرة وغلبة إثر ظهور المهدي المنتظر ونزول عيسى عليه السلام.

سادسًا: رفع القرآن

قيل إنه من بين علامات الساعة الكبرى أن القرآن سيرفع من الصدور ومن المصاحف، أي من الأرض عمومًا، حيث إن القرآن هدى ورحمة للمؤمنين، فكيف إذا كان على الأرض أشرّ الخلق، حيث لا صلاة ولا قيام ولا صيام، فلا يكون عندئذ سببًا لوجود الكعبة أو القرآن الكريم، فالله يريد من قرآنه أن يُعمل به.

هذا الحدث الجلل من المفترض أن يدفع المؤمن الصادق مع الله أن يحافظ على كتاب الله الكريم في بيته وقلبه وعقله، وأن يداوم على الحفظ والتلاوة والتدبر، فقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم: بَادِرُوا بالأعْمَالِ فِتَنًا كَقِطَعِ اللَّيْلِ المُظْلِمِ، يُصْبِحُ الرَّجُلُ مُؤْمِنًا وَيُمْسِي كَافِرًا، أَوْ يُمْسِي مُؤْمِنًا وَيُصْبِحُ كَافِرًا، يَبِيعُ دِينَهُ بعَرَضٍ مِنَ الدُّنْيَا” (رواه مسلم).

يمكنك أيضًا الاضطلاع على: اعراض وعلاج سحر التفريق بين الزوجين بالقران وكيفيه الحماية من السحر المدفون

سابعًا: طلوع الشمس من المغرب

حدث غير مألوف تمامًا، حيث من الطبيعيّ أن الشمس تشرق من الشرق، وتغرب من الغرب، فإن ما يدل على اقتراب الموعد هو طلوعها من الغرب، فإذا رأى الناس هذا الحدث آمنوا جميعًا حتى غير المؤمنين.

إذا طلعت الشمس من مغربها تكون انتهت المسألة، فيكون الإيمان بقدرة الله رغمًا عنهم، ولكن الذين لم يؤمنون من قبل لا ينفعهم إيمانهم وقت حدوث ذلك شيئًا، فإنه كإيمان فرعون وقت غرقه.

لا يجب أن نستفسر عن كيفية حدوث خروج الشمس من الغرب على كل الكون في نفس التوقيت فلا عجب أن يحدث بواسطة خالق الكون القادر على كل شيء، فالمؤمن الصادق يؤمن بما جاء في الكتاب الكريم، ويترك كيفية الحدوث على قدرة الله.

ثامنًا: خروج الدابة من الأرض

معجزة عجيبة من أكثر العلامات الدالة على غضب الله تعالى خروج دابة الأرض التي تكلم الناس أنهم كيف لا يؤمنوا بالله عز وجل، وتعددت الآراء في هيئة الدابة، فمنهم من قال إنها على هيئة ناقة النبيّ صالح، أو أنها دابّة جمعت بين هيئة الحيوانات كلها، ومنهم من قال إن طولها 60 ذراعًا، لكن الأرجح أنها من جنس الحيوان.

تعددت أيضًا الآراء حول مكان خروجها، والرأي الأغلب أنها ستخرج في مكة.

تاسعًا: حدوث ثلاثة من الخسوف

فيحدث خسف بالمشرق والمقصود هو (شرق المدينة)، وآخر في المغرب وليس في العموم وإنما موضعُّ منه، والأخير في جزيرة العرب وليس بالضرورة أن يكون في كل أرجائها.

يكون خسوف عظيم وعام وليس كما يحدث من الخسوف العادي في أماكن متفرقة، وتقع هذه الأحداث من كثرة ظلم الناس وفسادهم في الأرض.

كانت تلك أحد علامات يوم القيامة الكبرى، بمثابة المنذر لينبه الغافل فيستعد بعمل ما ينجيه من الأهوال في ذلك اليوم، أي يعمل عملًا صالحًا، ويبعد عن الفساد، فسبب وقوع الخسوف والزلال هي المعاصي بأنواعها.

عاشرًا: إرسال الرياح الباردة وخروج النار

بعد آخر علامات يوم القيامة الصغرى والكبرى تأتي النار التي تقوم بدفع الناس إلى أرض الشام يوم القيامة لتقبض أرواحهم، وهذه النار الحاشرة تكون قبل قيام الساعة وبعد انتهاء الدنيا فهي الفاصل بينهم، أما الحشر الذي يكون بعد البعث من القبور فهو يختلف عن ذلك فيكون الناس حفاة عراة.

ضرورة الإيمان بالله عز وجل

إن الإيمان بقيام الساعة والإيمان بوجود علامات يوم القيامة الصغرى والكبرى ركنًا من أركان الإيمان، فهي الدلائل التي تدل على اقتراب حدوث اليوم المشهود.
يقول الله -تعالى- في سورة الأنعام: “هَلْ يَنظُرُونَ إِلَّا أَن تَأْتِيَهُمُ الْمَلَائِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ أَوْ يَأْتِيَ بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ ۗ يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لَا يَنفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِن قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا ۗ قُلِ انتَظِرُوا إِنَّا مُنتَظِرُونَ” (الآية 158).

جعل الله موعد قيام الساعة في علم الغيب، حتى يستعد الناس لاستقبالها دائمًا، فلا يغفلون عن الطاعات والعبادات، مسارعين إلى التوبة النصوحة كلما عصوا الله في أمر، فلا يعلم أحدًا ما موعد قيام الساعة بالتحديد، ولا حتى الأنبياء.
بعد الحديث عن علامات يوم القيامة الصغرى والكبرى، نشير إلى قول الله تعالى: “يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا ۖ قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِندَ رَبِّي ۖ لَا يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَا إِلَّا هُوَ ۚ ثَقُلَتْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۚ لَا تَأْتِيكُمْ إِلَّا بَغْتَةً ۗ يَسْأَلُونَكَ كَأَنَّكَ حَفِيٌّ عَنْهَا ۖ قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِندَ اللَّهِ وَلكن أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ” (الآية 187 سورة الأعراف).

يمكنك أيضًا الاضطلاع على: من سور القران تبدا ب حم عسق وما هي تفاصيلها
لقد أخبرنا الله بعلامات يوم القيامة الصغرى والكبرى، لكي نتعظ وندرك أن الإيمان بالله وباليوم الآخر هو سبيل النجاة، فلا أحد ينجو من يوم الفزع الأكبر إلا المؤمنين، فهو يوم ينفع الصادقين مع الله صدقهم، وهو اليوم الذي يجزى فيه الكافرون سيئات ما عملوا في الدنيا وهو في غفلة من أمرهم.

قد يعجبك أيضًا